موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي
تحميل:

سائر الكتب

  • الفكر الأصيل
  • ضَرورة العَودة إلى القرآن
  • العودة إلى نهج البلاغة
    • المقدمة
    • الحكومة في نهج البلاغة
    • نظرة إلى خصائص عصر حكومة علي (عليه السلام)
      • عصر حكومة علي (عليه السلام)
        سهلة الطبع  ;  PDF

         

         عصر حكومة علي (عليه السلام)

        بعد فترة طويلة من الركود وعدم الاعتناء، يعاد اليوم عرض هذا الكتاب القيم والبنَّاء للإنسان والمجتمع، والذي لا نظير له، ويتم إحياؤه. وإنني أشكر من أعماق قلبي جميع الأخوة والأخوات الذين جاؤوا من داخل البلاد وخارجها للمشاركة في هذه المراسم.
        لقد كان الأمر بهيجاً بالنسبة لي، أن أوفّق مثلكم للمشاركة الفاعلة في هذا المؤتمر المهم، وأن أتناول "نهج البلاغة"، هذا المحيط العظيم بالبحث من أعماقه، وأشارك في الأيام التالية في بقية اللقاءات التي تدور حول هذا الكتاب الذي يعد قبلةً لآمالنا وتطلعاتنا الفكرية، ومن موقعه الأساسي يمكن أن نملأ الكثير من أوقاتنا بمطالعته ودراسته وتدريسه في مجامعنا العلمية.
        ولكن، وللأسف فبسبب عدم وجود هذه الفرصة وهذا الفراغ، أجد من اللازم أن أذكر ببعض الأمور حول هذا الكتاب القيِّم والأثر الخالد لكم أيها الأخوة والأخوات، وأيضاً للذين لم يحضروا هذا المؤتمر، ولكنهم جعلوا قلوبهم منوطة بهداية "نهج البلاغة" والإمام علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام.
        نهج البلاغة هو تلك المقتطفات التي جُمعت بهمَّة وسعي السيد العظيم الشريف الرضي، وبحمد الله كان حتى يومنا هذا مرجعاً للخواص وللعلماء، وليس مجرد محور للمعرفة والثقافة العامة للناس. ولعله منذ أن جمع هذا الكتاب وأعد لم يوجد عصر مثل عصرنا الحالي، من حيث الحاجة اليه وفيما يتناسب وأوضاع هذا الزمان والمكان. ولا شك أن أهمية "نهج البلاغة" ترجع إلى جهات عدة. ولعله يمكن القول ان "نهج البلاغة" بما يتضمنه يعتبر من أكثر المباحث والمعارف الإسلامية عمدة، فكل ما يلزم الإنسان المسلم والمجتمع الإسلامي موجود في "نهج البلاغة": من التوحيد والعقائد الإسلامية وأصول الدين إلى الأخلاق والتهذيب وتزكية النفس، فالسياسة والإدارة وقيادة المجالات الواسعة للنشاطات الاجتماعية إلى تنظيم الروابط الأخلاقية والعائلية، إلى الحرب والحكمة والعلم و ...
        فمطالب هذا الكتاب التي تشكل بمجموعها دروس الحياة الاجتماعية للمسلمين لم تطرح بصورة بعيدة عن الحياة، فصاحبها هو رئيس دولة وحاكم كبير كانت سلطته مبسوطة على بلاد واسعة جداً. هذا الإنسان العظيم الذي كان يحمل على عاتقه مسؤولية الحكم والقيادة، نطق بهذه الكلمات انطلاقاً من شعوره بهذه المسؤولية الكبرى. "نهج البلاغة" ليس مثل كتب الحكماء الذين يجلسون بعيداً عن ضوضاء الحياة وضجيج واقعياتها وقضاياها المختلفة، ليبيّنوا المعارف الإسلامية، بل هو كلام إنسان عميق الغور في معرفة الدين حمل هموم قيادة مجتمع كبير، وهو يمتلك بصيرة بكل المعارف الإسلامية والقرآنية، يضج قلبه بالمعرفة وهو في مقام المسؤولية، يتعاطى مع الشعب ويخاطبه ويجيبه عن أسئلته واستفهاماته.
        هذه هي الأرضية التي صدر منها "نهج البلاغة"، ومن هذه الجهة يفترق جميع الروايات التي لدينا عن الأئمة المعصومين "عليه السلام". فالأئمة الأطهار "عليه السلام" لم يعيشوا في عصر حكومة يرتضونها، بل كانوا في ظل أزمنة القمع والتنكيل. ولم تكن القضايا تجري على ألسنتهم من موقع الحاكم والمسؤول عن إدارة دولة. أما أمير المؤمنين "عليه السلام" فلقد كان يتحدث بعنوان الحاكم الإسلامي متوجهاً إلى مجتمع يعيش تحت إشرافه وحاكميته، وهذا ما يمثل القسم الأعظم من "نهج البلاغة". وما بقي هو نذر يسير مما صدر منه "عليه السلام" قبل عصر حكومته.
        نحن اليوم نعيش في مثل تلك الظروف، ومجتمعنا يمر بمثل تلك الظروف. ومن الواضح أن نهج البلاغة ليس مختصّاً ببلدنا، بل هو لكل العالم الإسلامي. هذا العالم الذي يتجه اليوم نحو صحوة وحياة إسلامية جديدة.
        وفي بلدنا ومجتمعنا، وصلت هذه الثورة إلى شاطئ النصر والفلاح في ظل تعاليم أمير المؤمنين "عليه السلام" وبالاعتماد والرجوع إلى القرآن ونهج البلاغة. واليوم قد تم تشكيل مجتمع قريب من في أكثر أبعاد مجتمعنا وحكومتنا. فاليوم هو يوم الاستفادة بكل ما أمكن من "نهج البلاغة"، وفي هذا المجال سأقدم المزيد من التوضيح.
        إن الظروف التي كانت محيطة بعصر الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، تتفاوت وتختلف عن ظروف عصر حكومة أمير المؤمنين "عليه السلام". ففي عصر رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" كان المجتمع مجتمعاً إسلامياً من جميع الأبعاد، أي أن توجهه كان توجهاً إسلامياً بالكامل. ولكن الخصوصية التي طبعت هذا العصر طيلة السنوات العشر الأخيرة من عمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ــ في الحكومة الإسلامية ــ هي أن الصفوف كانت واضحة. وكانت الشعارات الإسلامية شعارات مشخصة وواضحة ومحدّدة. كان الصف الذي يقف مع النبي صلى الله عليه وسلم وآله علنياً ومشخّصاً. وكان كل من العدو والصديق معروفاً. حتى حركة النفاق التي ظهرت في المجتمع الإسلامي منذ بداية تشكيل الحكومة الإسلامية، وفي الحد الأدنى في مرحلة تواجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة، فإنها لم تستطع أن تجعل المجتمع تحت تأثير ما يمكن أن تؤدي إليه حركة النفاق، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان حاضراً. وكانت الآيات التي تشير إلى المنافقين وتفضح تحركاتهم تنزل تباعاً، تهددهم وتفضحهم . والكثير منهم قد فضحوا وانكشفوا من خلال النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكان الآخرون يتعرفون إليهم. نعم، كان للنفاق تحرك ونشاط مؤذٍ، ولكن بشكل عام، كان الجو العام الغالب على المجتمع الإسلامي هو جو الصراحة والكشف. وأولئك الذين شاركوا في الحروب ضد النبي صلى الله عليه وآله، كانت عداوتهم وأبعادها معروفة، كذلك كان مدى قربهم وبعدهم عن الإسلام معلوماً. لقد كان واضحاً مقدار مخالفة اليهود وقريش والقبائل الأخرى. ومن البديهي أن المسلمين حينها لم يكونوا حيارى فيما يتعلق بكيفية مواجهة أعداء الإسلام والمسلمين.  

      • خاصية الزمان
      • تصوير شخصية علي (عليه السلام) في نهج البلاغة
      • تبويب مطالب نهج البلاغة وشرح الأجزاء الأساسية
      • ترجمة نهج البلاغة إلى الفارسية
      • تبويب نهج البلاغة
      • التبويب بلحاظ اعتبار السند
      • ترجمة مفردات نهج البلاغة
      • ربط الأجزاء المتفرقة للخطبة الواحدة
    • ضرورة نشر تعاليم نهج البلاغة في العالم الإسلامي
  • روح التوحيد رفض عبودية غير الله
  • دروس وعبر من حياة أمير المؤمنين (عليه السلام)
  • الامام الرضا(ع) وولاية العهد
  • عنصر الجهاد في حياة الأئمة (عليهم السلام)
  • كتاب الفن والأدب في التصور الإسلامي
  • الإمامة والولاية في الإسلام
  • المواعظ الحسنة
  • حقوق الإنسان في الإسلام
  • قيادة الإمام الصادق (عليه السلام)
700 /