موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي
تحميل:

سائر الكتب

  • الفكر الأصيل
  • ضَرورة العَودة إلى القرآن
  • العودة إلى نهج البلاغة
    • المقدمة
    • الحكومة في نهج البلاغة
      • الحكومة في نهج البلاغة
      • مفهوم الحكومة
      • ضرورة الحكومة
        سهلة الطبع  ;  PDF

         

        ضرورة الحكومة

        المسألة الأخرى هي مسألة ضرورة الحكومة. وهذا البحث كان يطرح في نهج البلاغة مقابل تيار خاص، واستمر كذلك. أي مقابل التيارات السلطوية. ففي كل مجتمع، يوجد أفراد يريدون تحصيل الشأنية والقدرة الفردية، ويرون الوضع الجاري في المجتمع غير مناسب لهم، فيتحركون لأجل التحرر من الضرورات التي تفرضها الحياة الاجتماعية على الناس، والعقود الاجتماعية السائدة. ولقد وجدت مثل هذه الدوافع في المجتمعات السابقة، ولا زالت، وستبقى ما دامت الأخلاق الإنسانية غير كاملة وصحيحة. مثل هؤلاء كمثل الذين ركبوا سفينة مع غيرهم وأرادوا أن يخرقوا المكان الذي جلسوا فيه. أو ركبوا قطاراً، وأرادوا أن يوقفوا عربتهم التي تقلّهم في مكان يحلو لهم، حتى لو أوقفوا كل القطار. إن هؤلاء لا يلتزمون بالضرورات التي تفرضها الحياة الاجتماعية ــ الموافقة للطبيعة الاجتماعية الإنسانية ــ على الإنسان.
        ولو وجدت هذه الدوافع التسلطية في المجتمع مجالاً لها للبروز، فإن الأمر سينتهي إلى الهرج والمرج . ومن هنا كان الإمام علي "عليه السلام" يقول رداً على هذه التيارات: "لابد للناس من أمير". ولقد نطق الإمام علي "عليه السلام" بهذا الكلام في الرد على تيار خاص ينفي ضرورة الحكومة. وهو في باطنه يريد الهيمنة والتسلط، لكنه يتظاهر بمقولة فلسفية. وهؤلاء هم الخوارج الذين كانوا يقولون: "لا حكم إلا لله". وكان قسم منهم يقول ذلك عن اعتقاد خاطئ وقسم آخر كان مغرضاً، وهم يريدون أن ينفوا لزوم وجود الحكومة في المجتمع.
        وهنا وقف أمير المؤمنين "عليه السلام" موضحاً معنى "لا حكم إلا لله"، ومبيناً خطأهم. ونحن لا نصدق أبداً أن الأشعث بن قيس الذي كان زعيم الخوارج قد وقع في الخطأ والشبهة، وكذلك لا نصدق بأن الأيادي التابعة للسياسيين المتربصين بالإمام علي "عليه السلام" لم تكن وراء مثل هذا التيار المتظاهر بالتوحيد وحماية الألوهية. فقد كانوا يقولون إن الحكومة مختصة بالله، ونحن لا نريد الحكومة. أما قصدهم الواقعي فقد كان رفض حكومة الإمام علي "عليه السلام". ولو سلّم الإمام علي "عليه السلام" في ذلك الوقت لهذه المغالطة الواضحة، أو تنازل لصالح هذه الاضطرابات الاجتماعية، أو للناس الذين كانوا ينطقون بهذه الأقوال الباطلة بسذاجة واعتزل الميدان فإن نفس أولئك الذين كانوا يتفوهون بهذه الشعارات كانوا ليصبحوا أدعياء وطلاب الحكومة.
        فيقول أمير المؤمنين "عليه السلام": كلا، فإن الحكومة لازمة للمجتمع: "كلمة حق يراد بها الباطل". فهذا الكلام حق، وهو بيان القرآن: {إن الحكم إلا لله}، ولكن ليس بمعنى أن المجتمع لا يحتاج إلى مدير: "نعم، إنه لا حكم إلا لله ولكن هؤلاء يقولون لا إمرة إلا لله"، مما يعني أن يبقى المجتمع بدون مدير: "وإنه لابد للناس من أمير بر وفاجر". فإن هذه ضرورة اجتماعية، وضرورة طبيعية وإنسانية تفرض لزوم المدير للمجتمع، سواء كان مديراً سيئاً أم جيداً. فإن ضرورة حياة البشر تفرض وجود مدير. أما قولهم "لا حكم إلا لله" فأرادوا به إسقاط حكومة الإمام علي "عليه السلام"، وهو في الحقيقة يعني نفي الأنداد لله، نفي أية حاكمية مقابل حاكمية الله. أما حاكمية الإمام علي "عليه السلام" فلم تكن في عرض حاكمية الله. بل كانت ذائبة في حكم الله وفي طوله، ونابعة منه. وكان أمير المؤمنين "عليه السلام" يوضح هذه القضية.
        فإذا وجدت مثل هذه الحكومة ــ التي منشؤها الحاكمية الإلهية في المجتمع، فإن أي حركة دالة على هذا المفهوم الانحرافي "لا حكم..."، هي حركة معادية لله، ولهذا واجه أمير المؤمنين "عليه السلام" في ذلك الوقت تيار الخوارج بقوة وقضى عليهم بشدة.  

      • منشأ الحكومة
      • الحكومة حق أم تكليف؟
    • نظرة إلى خصائص عصر حكومة علي (عليه السلام)
    • ضرورة نشر تعاليم نهج البلاغة في العالم الإسلامي
  • روح التوحيد رفض عبودية غير الله
  • دروس وعبر من حياة أمير المؤمنين (عليه السلام)
  • الامام الرضا(ع) وولاية العهد
  • عنصر الجهاد في حياة الأئمة (عليهم السلام)
  • كتاب الفن والأدب في التصور الإسلامي
  • الإمامة والولاية في الإسلام
  • المواعظ الحسنة
  • حقوق الإنسان في الإسلام
  • قيادة الإمام الصادق (عليه السلام)
700 /