موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

كلمة القائد عند لقائه حشداً من أساتذة جامعة «فردوسي» بمدينة مشهد المقدسة

بسم الله الرحمن الرحيم
يعتبر هذا الاجتماع بالنسبة لي واحداً من أكثر الاجتماعات حلاوة وجاذبية، وذلك لأسباب مختلفة.
فالسبب الأول: هو مشاركة عدد من علماء ومفكري هذه المدينة، وهذه المحافظة التي تشتهر منذ القدم بالعلم وإنجاب العلماء والباحثين.
وثانياً: هو تلك الذكريات التي تربطني بهذه المجموعة الأكاديمية، وحيث كان لي مع عدد من الأعزاء الحاضرين في هذا الاجتماع علاقات صداقة وعمل تتصف بالصدق والحميمية، ومنهم السيد الدكتور فرهودي الذي كان معي في معتقل واحد، وكذلك عدد من الكادر العلمي في هذه الجامعة، حيث ضمّتنا معاً اجتماعات عمل ولقاءات حارة في الظروف الحساسة والصعبة، وقد أعاد اجتماع اليوم تلك الذكريات إلى خاطري من جديد.
وثالثاً: ما نشاهده من آثار التقدّم الذي أحرزه شبابنا في الميادين العلمية؛ بفضل سعيهم الدؤوب، وهو ما يجعلنا نشعر بالفخر والاعتزاز على الصعيد الجامعي والأكاديمي، فضلاً عن الجهد الجهيد الذي يبذله السادة الأساتذة.
إنّ عدداً من طلبة وشباب تلك الفترة التي كانت عرضة للتضييق والظلام والضغوط، والذين كانوا يسهرون الليالي لتحصيل العلم، فبالرغم من كل المشاكل الصعبة أصبحوا اليوم أساتذة في الجامعات والحمد لله، وباتوا من حملة لواء العلم والمبدعين في الساحات العلمية، فبعضهم معنا هنا اليوم، وبعضهم في طهران والمدن الأخرى.
فهذا من الأسباب التي تجعل هذا الاجتماع محفوفاً بالمحبة والتقدير.
إنّ ما ألقوه من كلمات كان في اعتقادي كلاماً مفيداً وقيماً، ودعوني أتحدّث الآن قليلاً حول ملاحظات هؤلاء الأصدقاء: إنكم على حق فيما يتعلق بميزانية الأبحاث.
إنّ ثمّة بوناً شاسعاً بين ما نحتاجه اليوم في مجال الأبحاث من ميزانية، وبين نسبة هذه الميزانية قياساً بالميزانية العامة للبلاد.
لقد أوصيتُ المسؤولين وأكّدت عليهم في الاجتماعات العامة والخاصة بضرورة متابعة هذه المسألة، وها هو الوزير المحترم السيد الدكتور زاهدي موجود بيننا، فعليه بدراسة وبحث هذا الموضوع في اجتماعات الحكومة ومجلس الوزراء؛ حتى التوصّل إلى نتيجة مطلوبة.
إنّ قضية الأبحاث لم تُعد من الكماليات عندنا اليوم، بل إنها مسألة حيوية.
إنني لا أدري إلى أيّ حد ينظر المعنيّون إلى هذه المسألة، ولكني أقول بضرس قاطع: إنّ قضية الأبحاث والتحقيقات تعتبر بلا أدنى شك واحدة من قضيتين أو ثلاث قضايا محورية وأساسية؛ للحفاظ على هويتنا ووجودنا واستقلالنا ومستقبلنا.
إنني أعتقد بأنه لا بدّ من النظر بعين الجِدّ والاهتمام إلى هذا الموضوع؛ لأن الأبحاث العلمية تعتبر أعظم أهمية من سواها، حتى ولو كانت آثارها لا تظهر إلاّ على المدى البعيد.
وأما فيما يتعلق بأسلمة الجامعات: فإنني أرى بأن كل ما نبذله من جهد في هذا الصدد لن يبلغ أقصى ما نتمنّاه.
لقد قلت مراراً ـ حول أسلمة الجامعات ـ إننا ننتظر من الجامعات والمراكز العلمية أن تخرّج لنا شباباً ملتزمين دينيّاً وأخلاقياً، أي كما تفعل الحوزات العلمية، حتى ولو كان بعضهم على غير ذلك قبل التحاقه بالجامعة. إنّ هذا هو واقع الأمر، حتى ولو كان تأسيس الجامعات في بلادنا كان الهدف منه في العصر البائد حرف الشباب عن الدين أو تأليبهم على الدين، فتلك مسألة أخرى.
إنّ العلم لا ينفصل عن الدين، وإنّ كل من يتلقّى العلم بصدق وإخلاص فإن إيمانه العقائدي ينمو ويزداد، كما أنّ العلم لا يفترق عن الفضائل الأخلاقية والشعور بالالتزام، فهذه هي طبيعة الجامعات.
وكما قال السادة المتحدّثون، فإننا لا نعتقد أنّ الجامعات بلغت تلك المكانة.
على أنّ حقيقة الواقع هي أنّ جامعاتنا تتميّز اليوم بمسحة إسلامية وسيماء دينية. فهل كان لدينا في يوم من الأيام مثل هذا العدد الكبير من الأساتذة المؤمنين الملتزمين المخلصين الذين تخفق قلوبهم بحب الله والدين والوطن؟! وهل كان لدينا أساساً كل هذا الجمع الغفير من الأساتذة في الجامعات؟ وبكل هذا القدر من الشعور بالمسؤولية؟ وهل كان لدينا في الستين والسبعين سنة الماضية مثل هذا العدد من الطلبة الجامعيين الملتزمين بالدين والمُثُل الأخلاقية والعقائدية؟ لقد أحرزنا سَبْقَاً في هذا المجال. ولكن وكما قلت آنفاً: فإننا لسنا قانعين بذلك، إلاّ أننا نحمد الله ونشكره على كل ما تحقق من مكاسب.
إننا متأكّدون أنّ موضوع الإنتاج العلمي كضرورة، يحتاج بدوره إلى توسيع مجالات البحث والتحقيق، ونقبل بذلك التناقض الموجود بين هذا الموضوع وبين ما تستأثر به الحكومة والشركات من امتيازات، وإننا نأمل أن تجد هذه المشكلة حلاًّ من خلال تطبيق المادة 44 وقراراتها التي تمّ الإعلان عنها في العام الماضي.
إنّ التأمّل في قرارات ومندرجات المادة 44 سيدلّ بوضوح على مدى الاهتمام بذلك الموضوع، وقد كنت شخصياً مشرفاً على خطوات التدوين ووضع القرارات والبنود فيما يتعلق بهذا القضية. وكما قال صديقنا القديم: فإننا على قناعة بأن التطبيق الخاطئ للمادة 44 من شأنه أن يؤدّي إلى التفاوت الطبقي الفاحش وما إلى ذلك، إلاّ أنّه لن يحدث شيء من هذا الإفراط  ولا ذلك التفريط إن شاء الله إذا ما تمّ تطبيق ما قلناه وما أردناه وما نعمل على تحقيقه.
إنه لابدّ من تطبيق تلك القرارات بحذافيرها؛ وهو ما نرجوه ونتمنّاه بإذنه تعالى. وعلى كل حال فقد دوّنتُ ملاحظاتي حول آراء ومقترحات السادة المتكلّمين، وسوف يتمّ بحثها ودراستها.
إنني سوف ألتقي بالطلبة بعد هذا اللقاء معكم، ولقد كان هدفي من اجتماعي بكم هو الاستماع إلى آراء وملاحظات السادة الأساتذة، وسيكون لي مع الطلبة حديث طويل، ولكني أريد الآن إبداء بعض الملاحظات المهمة بإيجاز واختصار.
إنّ العلم اليوم يعتبر موضوعاً حيوياً بالنسبة لبلادنا، وإنّ العلم يعتمد عليكم أنتم أيها الأكاديميون في جانب كبير منه.
إنّ على الجامعة أن تدرك اليوم بأن البلاد تمرّ بمنعطف خطير قد يؤدي بالبلاد إلى مسارين متباينين ومتعارضين طبقاً لحركة الجامعة.
فكل حركة يمكن أن تسوقنا إلى اتجاه، ونحن الآن نجتاز مثل هذا المنعطف الحساس. إنّ العلاقات الدولية في هذا العصر تقوم على الغلبة والقوة. وكما ترون فإن القوى الدولية تُملي قراراتها على الآخرين استناداً إلى ما تمتلكه من قدرة وسيطرة بعيداً عن العقل والمنطق.
وأمّا جريرة العديد من الحكومات المتوسطة والضعيفة أنها ترضخ لمثل تلك العنجهية بلا أدنى رفض أو مقاومة؛ ولهذا فقد أصبح من الشائع أن تقوم الغطرسة على القوة.
إنّ خير دليل على ذلك قضية الطاقة النووية ومسألة الشرق الأوسط، وسوى ذلك مما يبرز على الساحة الدولية من قضايا سياسية ومسائل أخرى، فعندما يتمّ التباحث مع بعض الحكومات فإنهم يقولون: وماذا بوسعنا أن نفعل؟
إنّ أمريكا ترى هكذا ونحن لا نرى إلاّ ما تراه..! فحجّتهم القاطعة أنه لا مناص عن ذلك؛ لأن أمريكا تمتلك القدرة والسلطة.
إنّ هذه القوة التي باتت الآن محور كافة التحرّكات الدولية تتوقف على العلم؛ ولهذا فإن ثراء أمريكا ناتج عن العلم، وإنّ العلم هو منشأ كافة الإمكانيات الإعلامية ومصدر الوضع الدولي للسياسة الأمريكية.
إنّ العلم هو الذي يرقى بالبلدان إلى ذروة القوة والاقتدار؛ ولذا فإنه يحظى بأهمية بالغة بالنسبة للأمم والشعوب.
إنّ من الواضح بمكان أنه يتعذّر علينا أن نُنجز في عشرين عاماً ما أنجزه الآخرون في مئتي سنة.
وإننا لا نريد ولا نزعم أننا سنبلغ في قفزة واحدة ما بلغه الآخرون خلال قرنين من التطور العلمي، والذي تستفيد منه حتى البلدان الأخرى.
إننا لا نهدف إلى ذلك ولا ندّعيه، ولكننا نقول: بأنه لا ينبغي لنا أن نضيّع الوقت. فإذا ما كان على إيران أن تصنع لها مستقبلاً، وإذا ما كان على هذا الشعب أن يواصل ما شقّه من طريق في سبيل الاستقلال والكرامة ونبذ التبعية فإن هذا لن يكون ممكناً إلاّ باكتساب هذا الشعب للعلم والمعرفة.
إنّ عليه أن يتزوّد بالعلم وأن يزدهر العلم في بلادنا.
إنّ العلم المستورد ليس علماً بالمعنى الحقيقي للكلمة، ولكن العلم الذاتي هو الذي يمنح القوة. ولهذا فإنني أؤكد على قضية الإنتاج العلمي وتحطيم القيود العلمية، وعليكم أن تنظروا إلى ذلك بعين الاعتبار.
إنّ للحوزات نصيباً في جزء من ذلك، وللجامعات الحظ الأوفر في جزء آخر.
إنّ على أساتذة ومدراء الجامعات أن ينظروا من هذه الزاوية إلى مكانة الجامعة.
إنّ تلك المحاضرات التي تتم في حالة من الضجر والعجلة وعدم المبالاة بالدرس والطالب والوقت لا تتناسب بحال من الأحوال مع جامعاتنا اليوم.
إنني آخذ بنظر الاعتبار الإبقاء على الأساتذة القدامى ذوي الخبرة والمهارة والمكانة العلمية، فلابدّ من الاحتفاظ بهم كما أشار الأصدقاء، ولكنني أؤكد أيضاً ضرورة الاستفادة من الأساتذة الشباب ذوي النشاط والطموح. إنه لا ينبغي أن يكون ثمة نقص في الأساتذة لأيٍّ سبب من الأسباب.
إنّ السبيل ممهّدة إلى ذلك، وإنّ من حسن الحظ أن تعطى فرصة التدريس بالجامعة للطلبة المتفوّقين، الذين يتدرّجون في سلّم التعليم الجامعي.
إنّ القرارات والقوانين القديمة ليست قرآناً يحرم تغييره، فعليكم بالانسجام مع الواقع، وتحويل الجامعات إلى قاعات دائمة للبحث العلمي، وإلى ساحات حيوية للتدريس؛ وذلك بالتعامل المناسب مع الطلبة والأساتذة، واستفادة المدرّسين من المراكز والنشريات العلمية الواسعة، والتي أصبحت الآن في متناول اليد؛ بفضل انتشار الانترنت وسواها من السبل الأخرى، كما أنّ عليكم ترشيد الطلبة وتخريج الكوادر الفاعلة.
وأمّا النقطة الأخرى فهي: ما يتعلق بموضوع الإنتاج العلمي ومسألة التقنية الحديثة ـ التي ألمحنا إليها ـ وقد قامت مراكز الأبحاث وكذلك الجامعات على مستوى الأساتذة والباحثين بدور ملحوظ في ذلك، ولكن هذا الأمر لم يؤخذ بعين الاعتبار، ولم يتم تطبيقه على مستوى الطلبة والشباب في حين أنه لابدّ من الاستفادة التامّة من القابليات والطاقات الشبابية.
إنّ هذا هو واجب الأساتذة، ولاسيّما فيما يتعلق بطلبة الدراسات العليا، فإن بمقدورهم التفوّق حتى على أساتذتهم في حقول الإبداع العلمي؛ إذا ما تمّت تربيتهم تربية صحيحة.
إنه يحدث في بعض الأحيان أن يرشد الأستاذ أحد طلاّبه ويهتمّ به علمياً، فيتفوق التلميذ على أستاذه؛ بفضل تلك الرعاية، وهناك شواهد كثيرة على ذلك.
إنّ هذا هو ما يجب إنجازه.
وأما النقطة الأخرى فهي: أنّ الدراسة الجامعية، وخلافاً للدراسة الحوزوية، لم تكن قائمة على ترجيح الفَهْم على الحفظ، وهذا خطأ.
إنني شخصياً لم أنشأ في أجواء الجامعة، ولهذا فإنني لا أستطيع أن أبدي رأياً نهائياً في هذا الموضوع، ولكن هذا هو ما سمعته من أصدقائنا الجامعيين.
إنّ الحفظ في الحوزات العلمية لا أهمية له بالنسبة للطلبة المجتهدين في الدراسة، بل إنّ فَهْم الموضوع هو الأصل، وعلاوة على ذلك فيجب على الطالب الحوزوي أن يكون له رأي في الموضوع.
إنّ مرحلة الدكتوراه بالنسبة لكم تهدف إلى هذا الغرض، وهو إبداء الرأي.
إنه لابدّ من ترسيخ حالة البحث والنقاش والمتابعة والاستقلالية والتساؤل في نفوس الطلبة الجامعيين.
إنّ دروس الحوزة العلمية يحضرها نحو خمسمائة أو ألف طالب عند أستاذ واحد، ولربّما أشكل أحد الطلبة على الأستاذ، فلا يتذمّر الأستاذ ولا الطلبة، ولا يعترضون على النقاش بحجة تضييع الوقت، فهذا ليس من عادة الحوزات العلمية؛ لأن النقاش والإشكال على الاستاذ من حق الطلبة جميعاً، ولهم أن يمارسوا هذا الحق، فلا يشكو الأستاذ ولا يظهر الاستياء، بل إنه يشعر بالغبطة، ويفتخر بأن عدد من يُشكل عليه في درسه من الطلبة هو عدد كبير. إنه لابدّ من ترشيد هذه الحالة في الوسط الجامعي، فينبغي الإشكال على الأستاذ وإثارة الجدل والتساؤلات العلمية، وهذا بِيَدكم أنتم.
وهناك مسألة مهمة تحدّثت حولها في العام الماضي، وهي ضرورة وجود خارطة للحركة العلمية في البلاد.
إنني لا أتوقّع من جامعة الفردوسي أن تقوم وحدها بهذا العمل، ولكنني آمَل منها المشاركة في إنجازه؛ بصفتها جامعة أصيلة وعريقة.
إننا بحاجة إلى خارطة علمية عامة، من أجل تقوية المجال العلمي في بلادنا.
فما هو الموضوع الذي نريد البحث والتحقيق حوله؟
وما هو الشيء الذي نريد توسيعه وتطويره؟ وكيف يمكن أن نجمع شتات كلّ هذه الأجزاء العلمية المتفرّقة؟ وما هي الأجزاء التي يمكن الاستفادة منها لمستقبل البلاد إذا اتّصل أحدها بالآخر؟
إنّ من المستحيل تحقيق ذلك إلاّ عن طريق وجود خارطة علمية. وبالطبع فإن الخارطة العلمية ليست خارطة دائمية، بل لها زمان محدد ودقيق، فمن الممكن أن تأخذ لها طابعاً الآن ثم يتغيّر هذا الطابع مثلاً بعد عشر سنوات ليأخذ شكلاً آخر وهكذا، ولكن هذه الخارطة العلمية أمر لابدّ منه.
إنني آمَل من جامعتكم ـ سواء الجامعة الطبية أو جامعة الفردوسي ـ أن تمدّ يد العون؛ لبلوغ هذا الهدف، وأن يتحوّل هذا المطلب إلى مطلب عام بين الأساتذة والباحثين والعلماء والأكاديميين.
وبقي موضوع آخر: وهو موضوع ترشيد الطلبة الجامعيين ـ وقد أشرت إلى ذلك ـ وذلك من واجب الأساتذة والمدراء، فَهُم جميعاً مخاطَبون بهذا النداء وليس الأساتذة فحسب.
إنّ عليكم التخطيط والبرمجة لهذا المشروع، ومن ذلك على سبيل: المثال تأسيس الورشات التعليمية، والقيام بالرحلات العلمية، ومنح الجوائز للمتفوّقين، وإلزام الطالب أو الباحث الشاب باختراع جهاز صناعي، أي إيجاد الصلة بين الجامعة والصناعة، وهو أحد الشعارات الأكيدة التي ناديتُ بها منذ نحو أربع سنوات.
لقد أنشأتْ الحكومة الحالية قسماً مخصوصاً بعنوان (المعاونية العلمية) وذلك للإشراف على النشاطات العلمية، وهو من بركات هذه الحكومة لحسن الحظ، وتضمّ هذه المعاونية بين أعضائها شخصاً من أهالي محافظتكم.
إنني أعتقد أنّ هذه المعاونية هي ابتكار ناجح ومبارك، وبمقدورها القيام بأعمال مؤثرة ومهمة.
إنّ على السيّدين الوزيرين في المجلس الأعلى للثورة الثقافية وفي الحكومة أن يتقدّما بما لديهما من مطالب، بدعم من هذه المعاونية حتى يستطيع المدراء توفير الوسائل اللازمة لتحقيق هذا الهدف.
إنني لا أودّ إزعاجكم أكثر من هذا أيها الأصدقاء، وأيها الأخوة والأخوات الأعزاء، واستأذنكم للوصول إلى مكان الاجتماع التالي.
وقبل ذلك أرغب في تذكيركم مرّة أخرى بتلك النصيحة الأولى: إنّ دور رسالة الجامعة في هذا العصر هو دور مصيري بالنسبة لصناعة مستقبل البلاد، إنْ لم يكن مصيرياً للزمن الحاضر.
إنّ دور الجامعيين مَثَلُه كَمَثل دور عامل قضبان السكك الحديدية الذي يفصل أحد القضبان عن الآخر، لتحديد مسير القطار.
إنكم تقومون بنفس هذا الدور، وباستطاعتكم أن تحدّدوا مسير الشعب الإيراني باتجاه الرفاهية والعزة والرقي والاستقلال التام، ولسوف يأخذ المسير اتجاهاً آخر إذا ما تقاعستم وتجاهلتم هذا الواجب، ولم تلبّوا ضروريات العصر ـ لا قدّر الله ـ.
أللهم عرّفنا مسؤولياتنا الجِسام في هذا الزمان أكثر فأكثر، واشمل بلطفك وعنايتك أجواءنا العلمية والجامعية، وانشر فضلك العميم على رؤوس كل من يبذلون جهودهم المُضنية على هذا الطريق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.