موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

لقاء القائد (حفظه الله) مع مجموعة من الشباب التعبويين (البسيج)

بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم

اُرحّب بكم أيَّها الأخوة والأخوات الأعزاء، خاصةً الذين قدموا من مختلف أرجاء
البلد للإجتماع في هذا المكان، وأتمنّى أن يكون العام الجديد عام نجاح وسعادة
وتقدّم لكم ولجميع شباب بلدنا الأعزاء.

إنَّ تسمية هذا العام بالاسم المبارك للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) يحمل
في طياته نداءً، علينا أن نتلقّاه بكل ما نمتلك من قدرة ووعي، وننطلق على وفقه، لا
أن نقتصر فقط على التبرّك بهذا العام بالإسم المبارك للرسول (صلى الله عليه وآله
وسلم).

هذا النداء مفاده: إنَّ على مجتمعنا ـ على مستوى الفرد والجماعة ـ أن يقترب يوماً
بعد الآخر من الأمر الذي من أجله شمّر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عن ساعده،
وسعى وجاهد من أجله.

لا يمكن لنا أن ندرج الأهداف السامية لرسول الإسلام (صلى الله عليه وآله وسلم) في
جملة واحدة، إلا أننا نستطيع أن نجعل بعض عناوينها قدوةً لأعمالنا في غضون سنة أو
عقد أو على مدى سني العمر.

إنَّ أحد هذه العناوين هو عبارة عن إتمام مكارم الأخلاق: قال رسول الله (صلى الله
عليه وآله وسلم): «إنَّما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق(1).»

إنَّ المجتمع الذي لا يتعامل أفراده بالأخلاق الحسنة، لا يمكن له بلوغ الأهداف
السامية لبعثة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)؛ لأنَّ الأخلاق الحسنة هي التي
توصل الإنسان الى المقامات الإنسانية العالية، ولا يقتصر معنى هذه الأخلاق على
إظهارها عند التعامل مع الناس وحسب، بل يتعدى الى تنمية الصفات الحسنة والأخلاق
الفاضلة في قلوبنا وأرواحنا وترجمتها على مستوى أعمالنا.

وإنَّ المجتمع الذي يبتلي أفراده بالتحاسد، والعداوة، والخداع، والحرص على الدنيا
والبخل بمالها، والتحاقد، لا يمكن له أن ينال السعادة، ويصل الى مستوى المجتمع
الإنساني المطلوب، حتى وإن طُبّق فيه القانون بصورة دقيقة، أو تقدم من الناحية
العلمية ووصلت به الحضارة الظاهرية إلى منتهى ذروتها.

إنَّ المجتمع الذي لا يأمن أفراده بعضهم البعض، ويكون كل فرد فيه معرّض للحسد
وللضغينة والحقد والمؤامرات والطمع بما يملك من قِبَل الآخرين، لا يشعر بطعم
الراحة.

أمّا إذا كانت الفضائل الأخلاقية في المجتمع حاكمة على قلوب وأرواح الأفراد، وتعاطف
الناس بعضهم مع البعض الآخر، وتحلّوا بروح الصفح والعفو والتسامح، ولم يحرصوا على
مال الدنيا، أو يبخلوا بما يملكون، ولم يتحاسدوا فيما بينهم، ولم يتبع عثرات بعضهم
البعض، وتجمّلوا بالصبر والسماحة؛ فإنّ ذلك سيؤدي بأن يشعر أفراده بالطمأنينة
والراحة والسعادة ـ وإن لم يكن متقدماً تقدماً كبيراً على الصعيد المادي ـ هذه هي
النتيجة المتوخاة من الأخلاق، وهذا ما نحن بحاجة إليه؛ لذا علينا أن ننمّي الأخلاق
الإسلامية في قلوبنا يوماً بعد الآخر، فمما لا شك فيه أنَّ قانون الإسلام الشخصي
والإجتماعي هو وسيلة لسعادة البشر؛ إذا ما طُبّق في المكان الذي خُصص له، إلا أنَّ
تطبيق هذه القوانين يحتاج الى الأخلاق الحسنة أيضاً.

إننَّا نحتاج الى أمرين من أجل ترسيخ الأخلاق في المجتمع: أحدهما التمرين والمجاهدة
من قِبَلنا، والآخر الدروس الأخلاقية التي لابد أن يتلقاها المجتمع بجميع طبقاته،
من قِبَل المؤسسات المتكفّلة للقيام بهذه المهام، كوزارة التربية والتعليم،
والمؤسسات التربوية والتعليمية الأخرى.

هذا جانب من الوظائف التي يجب أن نلتزم بها في عام النبي الأكرم (صلى الله عليه
وآله وسلم)؛ والتي تتمثل في تحلّينا بالإيمان والإسلام وإلتحاقنا بأتباع الرسول
(صلى الله عليه وآله وسلم) على مستوى الأخلاق الفاضلة فيه.

ينبغي لنا أن نجعل فهرساً خاصاً لإدراج الصفات الرذيلة والقبيحة، ومن ثم عرضها على
سلوكنا وأخلاقنا للتعرّف على وجود شيء منها في نفوسنا أم لا، والعمل على إزالة
الموجود منها، وكذلك إعداد فهرساً آخر للصفات الحسنة، والسعي للحصول عليها من خلال
التربية والتعليم.

من الطبيعي أنَّ الأمر الذي يقود للتقدم في هذا المجال هو المحبة، المحبة لله
ولرسوله، والمحبة لحَمَلة الأخلاق ومعلميها ـ أي الرسل والأئمة المعصومين (عليهم
السلام) ـ هذه المحبة هي التي تجعل الإنسان يتقدم بسرعة في هذا الطريق، وينبغي لنا
أن نعمّق هذا الحبّ في أنفسنا يوماً بعد آخر، «اللهم ارزقني حبّك وحبّ من يحبّك
وحبّ كلّ عمل يوصلني الى قربك (2)».

علينا أن ننمّي في قلوبنا حبّ الله، وحبّ أحباء الله، وحبّ الأعمال التي يحبها الله
تعالى، فهذا جانب من تعليمات الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بإعتبار أنّ هذا
العام هو عام النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم).

الجانب الآخر من المسألة هو الإستقامة والثبات، يقول الله تعالى لرسوله في سورة
هود: «فاستقم كما اُمرت و من تاب معك و لا تطغوا (3)».

وجاء في رواية عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: «شيّبتني سورة هود»؛
أي شيّبتني سورة هود نتيجة ثقل الأمر الذي تحمله في آية من آياتها؟ وروي أنَّ
المراد هو هذه الآية «فاستقم كما اُمرت».

لماذا شيّبت هذه الآية الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ لأنَّ الله تعالى يقول في
هذه الآية: عليك بالإستقامة والثبات والتحلّي بالصبر في هذا الطريق كما أمرناك.

إنَّ هذه الإستقامة عمل شاق، إنَّه الصراط؛ أي حبل الصراط، الذي ضُرِب لنا مثله في
يوم القيامة، وهو حقيقة عملنا وسلوكنا في الدنيا، نحن الآن نعبر على حبل الصراط،
فعلينا أن نتوخّى الحذر والدقة، ولو أن إنساناً أراد أن يُطبّق هذه الدقة على جميع
سلوكه؛ فسوف يشيب بسببها، إلا أنَّ الأهم من ذلك ـ كما أظن ـ هي العبارة التالية:
{ومن تاب معك}، فليس الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وحده مأمور بالإستقامة، بل
عليه أن يهدي جمعاً كبيراً من المؤمنين الى الإستقامة في هذا الطريق.

إنَّ الأفراد الذين يكونون عُرضةً للهجوم من قبل آفات الحياة ومفاسدها كـ ـ الأعداء
والمتآمرين والظلمة وقوى التسلط ـ من جهة، ومن قبل أهوائهم النفسية ـ الرغبات
النفسية والقلوب التي تستميلها زخارف وبهارج الدنيا، وتنجر ورائها ـ من جهة أخرى،
سوف ينحرفون يميناً أو يساراً عن جادة الإستقامة، وإنَّ كلاً من حبَّ الذهب والفضة
والأموال والرغبات الجنسية والرئاسة وغيرها، يمثل أحبولةً تلقى في قلب الإنسان
لينجر ورائها، وإنَّ المقاومة والثبات للحيولة دون أن تنزلق قدم الإنسان نحو ذلك،
هو المراد من عبارة {ومن تاب معك}.

إنَّ المؤمنين يقعون تحت تأثير هذين المؤثرين القويين ـ ضغط العدو، والضغط الداخلي
للقلب المصاب بالهَوَس ـ وأغلب الظن، أنَّ ما شيّب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
هو همّ هداية هؤلاء المؤمنين نحو الصراط المستقيم، والمحافظة عليه مع تأثير هاتين
القوتين الجاذبتين.

ألا تعلمون أنَّه برغم كثرة المخاطر والصعاب إستطاع النبي الأكرم (صلى الله عليه
وآله وسلم) أن يتجاوز بالمسلمين ـ سواءً في العهد المكي الذي دام ثلاث عشرة سنة، أو
في عهد تأسيس الدولة في المدينة المنورة ـ وأن يوصلهم الى القمم الشامخة؟

إنَّ مثل هذه النهضة العظيمة لم تكن بمقدور أي إنسان أن يقوم بها، إلا أنَّه مع ذلك
إستطاع الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) القيام بتغيير أفراد ذلك المجتمع ـ
المجتمع الذي لم يكن يفقه شيئاً، ولم يتذوّق طعماً للأخلاق الإنسانية ـ الى أشخاص
تتصاغر أمام عظمتهم ونورانيتهم ملائكة السماء، هذه هي الإستقامة التي نحتاجها
اليوم.

نحن ـ أيضاً ـ مبتلون بتعلّق قلوبنا وأهوائنا بجاذبية الحياة ذات الألوان المختلفة،
فما أكثر الأشخاص الذين رأيناهم في عهد الثورة وقد كانوا يمتلكون قلوباً صالحة،
وعقائداً صحيحة، إلا أنَّهم لم يصمدوا بعد ذلك في مواجهة الخلود للدعة والشهوات، و
حبّ التسلط والرئاسة، والمدح من قِبَل هذا وذاك، وتهديد العدو، فمالوا الى هذه
الجهة أو تلك، وأصبحوا معارضين، وأحياناً معاندين للخط الإلهي.

بناءً على ذلك فإنَّ الثبات أمرٌ لازم، فعلينا أن نثبت أمام العدو؛ لأنّه يهدد
ويتوعّد، و يحاول أن يبرز عظمته ويستعرضها أمام المجتمع الإسلامي، ويتكلّم بمنطق
القوّة، وأحياناً يمزج منطق القوّة بشيءٍ من عذوبة الوعود الكاذبة، ليُوهِم القلوب
بمكره.

إنَّ التصدي لخدع العدو وتهديدات فنٌ عظيم، ولو أن شعباً إستطاع أن يحصل على هذا
الفن فسوف يكون مدعاةً لبلوغه القمم الشامخة، بحيث يكون في مكانة لا تجدي معها
تهديدات العدو؛ فيكون مضطراً لمصانعته أو التسليم قِباله.

لقد إستقام شعبنا وثبت على هذه المهمة من بداية الثورة الى الآن على أتم وجه.

وأنتم أيها التعبويون أحد الأمثلة البارزة لهذه الإستقامة.

لقد صمد شعبنا عندما تكالبت عليه القوى الشرقية والغربية، أيّام الدفاع المقدس،
فوقف الإمام الخميني (رضوان الله عليه) والشعب ـ عندما لبّى نداء إمامه العزيز ـ
كالطود الشامخ أمام العدو ـ و هذه هي الإستقامة ـ لذلك فقد كان النصر حليفنا على
مدى ثماني سنوات في الحرب، واُلحقت الهزيمة بالعدو فرجع خاسئاً ذليلاً، وأضطرت كل
تلك القوى الشيطانية ـ التي كانت تدعم النظام البعثي ـ الى الإعتراف بقوة وعظمة
الشعب الإيراني، إلا أنَّهم عادوا مرّة أخرى بأقنعة جديدة، وهم اليوم قد إرتدوا
قناعاً آخر أيضاً.

إنَّ اسلوب التهديد هو أحد وظائف العدو ووسائله، ويمكن أن ينفّذه أحياناً، إلا أنَّ
الشعب الذي يستطيع أن يحافظ على عظمته وعزّته وكيانه ومصالحه، ويثبت أمام العدو في
ميدان المواجهة ولا يتراجع، هو الذي يمثل الإستقامة التي جاءت في الآية المباركة:
«فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم(4)»، فعليكم بالثبات والإستقامة عندما يوجّه العدو
عليكم وسائل تهديده وإرعابه، وهذا سبب تكرار لفظ الإستقامة في عدة آيات من القرآن
الكريم.

يحق للشعب ـ الذي يمتلك شبابه طاقات وقابليات، وتنعم أرضه بالخيرات والبركات،
ولموقعه الجغرافي مكانه مهمة وستراتيجية ـ أن يستفيد من مصالحه ـ المشروعة
والمباحة، المعقولة والمنطقية ـ التي يمتلكها ويريد إستثمارها.

لقد إعتادت القوى العالمية الجائرة ـ ليس اليوم فقط، بل منذ زمن قديم ـ أن تسيطر
على مقدّرات الشعوب، وتدّعي بأنّها ملكاً لها.

حينما يستسلم الشعب وقادته، سيتجرأ الأعداء أكثر.

لقد سيطر البريطانيون على شبه القارة الهندية في القرن التاسع، فقاموا بنهب ثرواتها
كلقمة سائغة، فعملوا على تقوية نفوذهم وسيطرتهم، وبالمقابل إضعاف الشعب الهندي،
والقضاء على كل طاقاته، فالأمر إنّما يكون بهذا الشكل فيما لو استسلمت الشعوب أمام
أطماع الأعداء الوحشيين، وفسحوا المجال لهم لإحتلالهم والسيطرة عليهم، فلا تتوهمنَّ
الشعوب بأنَّ الأعداء المحتلين سوف يعاملونهم بالرحمة والمداراة جرّاء هذا التراجع
والإستسلام كلا، فإنَّهم سوف يغمرون مخالبهم بأبدان الشعوب التي ترزخ تحت هيمنتهم
وسطوتهم ومن دون أي رادع ديني أو أخلاقي.

إنَّ الشعوب على استعداد دائم للمقاومة، ألا أنَّ المهم هو قادتهم، فإنَّكم تشاهدون
اليوم صمود الشعب الفلسطيني، هذا هو الشعب الفلسطيني نفسه الذي لم يصمد قبل خمسين
سنة، مما أدّى الى وقوعه في معرض البلايا والمصائب، إلا أنَّ مقاومته اليوم جعلت
العدو يضطر على التراجع تدريجياً.

إنَّ الشعب الإيراني اليوم هو نفس الشعب الذي كان قبل مئة سنة، فقبل مئة سنة إضطر
مسؤولوا هذا البلد وهذا الشعب على التهاون وعدم المقاومة، مما أدى الى فسح المجال ـ
من قبلهم ـ لمجيء العدو والدخول في هذا البلد، والسيطرة على إقتصاده وسياسته
وموارده ونفطه، وأخذ بالتسلط شيئاً فشيئاً.

إنَّ القاجارين هم الذين فتحوا الطريق أمام الأعداء، إلا أنَّ العدو أثابهم على
عملهم بتسليم السلطة الى الشاه الپهلوي الدكتاتور الأجير المنقاد، الذي كانت تتسع
سلطته على هذه الدولة يوماً بعد آخر أكثر من السابق.

هذا هو الشعب الذي عاد الى وعيه وأنتبه من غفلته بقيادة الإمام الخميني العظيم
(رضوان الله عليه) في أيام الثورة، حيث اضطرته العُقد المكبوتة والآلام المتراكمة
للعهود السابقة على النهوض بهذا الشعب، فقد عمل على نقل الشعب من هوّة الضياع
والذلّة الى منتهى العزة، فالشعب الإيراني اليوم من أعزّ شعوب العالم، ليس في نظر
المسلمين فقط، بل حتّى في نظر أعدائه، هذا هو الطريق الذي على الشعب الإيراني
إدامته بمنتهى القوة.

يحاول الأعداء ـ اليوم ـ إثارة مسألة التقنية النووية، ولو أنَّهم غضّوا النظر عنها
الآن، فإنَّهم بالتأكيد سوف يثيرون مسألةً أخرى، وهذا شيء معهود من الأعداء، فإنَّ
كلّ أمر يبعث على تقدّم شعب من الشعوب، فهو بمثابة خطر عظيم في نظر القوى العالمية؛
لأنّهم يستاؤون من تقدّم الشعوب.

فلو أنَّ الشعب تمكّن بنفسه من إستخراج النفط وتصفيته والحصول على مشتقاته
المختلفة، فما هو الداعي لمجيء البريطانيين والسيطرة على حقول النفط، ومن ثمَّ
استخراجه وتصفيته، وقبض أرباحه وانزالها في جيوبهم.

لقد كانوا يستغلون ضعف الشعب في السابق، أما اليوم فقد وصل هذا الشعب الى إقتداره،
ويريد أن يحكم نفسه بنفسه، فيستخرج ثرواته ومقدّراته وينمّي هذه القدرات ويستثمرها
لصالحه، إلا أنهم مستاؤون من ذلك.

إنَّ العدو الأول للشعب الإيراني اليوم هي أمريكا والصهيونية، وبالطبع فإنَّ
بريطانية تؤجج نار المعركة أيضاً، وقد تخندق هؤلاء في مواجهة مصالح الشعب الإيراني،
وأطلقوا على ذلك إسم الإجماع العالمي، مع أنّه لم يوجد هناك إجماع عالمي في هذا
الصدد، بل يعلم الجميع أنَّ الإجماع العالمي هو ضد الإستكبار الأمريكي وتدخلاته
وإحتلاله، وتصعيده لشن الحرب وإثارة الفتن في جميع أنحاء العالم، هذا هو الإجماع
العالمي.

إنَّ شعار «الموت لأمريكا»؛ يعني وقوف الشعب الإيراني وشبابه في هذا الطريق وقفةً
قويةً، وإنطلاقه نحو التقدم.

لحسن الحظ أنَّ جميع مسؤولي البلد يتقدمون اليوم بخطىً راسخة، ويتحلّون بالإستقامة
في هذا الطريق.

تثار اليوم مسألة التقنية النووية، ويروّج الإعلام المعادي وأجهزة الحرب النفسية
للشبكات الصهيونية في العالم الشائعات على أنَّ إيران تقوم بصناعة القنبلة النووية،
وهي غير مستعدة لإجراء المحادثات مع اوربا وغير اوربا.

وما هذا إلا كلام يتشدقون به، وفعلاً يستطيعون فعله ويفعلوه، وعداءً يقدرون عليه
ويظهروه، إلا أنَّ حقيقة الأمر هي غير ذلك، وهو ما نعلمه وهم يعلمونه.

إنَّ حقيقة الأمر هي أنّهم يقفون ضدَّ تقدّم الشعب الإيراني؛ لأنّه يحول دون تحقيق
مصالحهم الغير مشروعة في هذا البلد الى الأبد، ولهذا فهم يعترضون عليه.

لقد قلت في مشهد المقدسة: إنَّ ما يختلج في قلوب الساسة الأمريكيين هو: أننا كنّا
يوماً ما مسيطرين على جميع الأمور في هذا البلد، وقد جاءت ثورتكم وقطعت أيدينا،
فدعونا نعود للسيطرة مرّة أخرى، هذا هو ما يريده الساسة الأمريكيين.

فاليوم ولله الحمد قد شخّص شبابنا ورجالنا ونساءنا وجميع طبقات شعبنا طريقهم بكل
دراية ووعي وأخذوا بالتقدم، وكذلك مسؤولوا البلد أخذوا يواصلون مشوارهم بشجاعة
وتدبير ببركة الروحية الفتية والحماسية، وببركة رغبة جميع شبابنا للوصول الى
الدرجات العالية في مجال العلم والعمل ـ والحمد لله ـ وسوف يصل هذا البلد إن شاء
الله تعالى الى منزلة ييأس معها الأعداء من النيل منه.

أسأل الله تعالى ببركة الأدعية الزاكية لصاحب الزمان (عجل الله فرجه الشريف) أن
يشملكم أيها الشباب التعبويين، والشعب الإيراني العزيز بتوفيقاته ورحمته ولطفه، وأن
تتمكنوا إن شاء الله تعالى في هذه الحقبة من الزمن، وفي هذا المقطع الزماني
المتعلقة فرصته بكم، من بناء البلد بصورة تشكركم عليها الأجيال القادمة وتذكركم
بخير.

والسّلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته

________________________________________


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي: ج16، ص210.

2- ميزان الحكمة، محمد الريشهري: ج4، ص2797.

3- سورة هود: الآية 112.

4- سورة التوبة: الآية 7