موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

قائد الثورة استقبل وزير الداخلية ومحافظي البلاد

بسم الله الرحمن الرحيم
أهلاً ومرحباً بكم أيها الأخوة والأصدقاء.
إنَّ لُبَّ القضية وأساسها هو أن يقف المحافظون بدقة على حقيقة عملهم، وأن يشعروا بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم بكل معنى الكلمة.
وفي اعتقادي فإنَّ كل محافظ يقوم في محافظته بدور رئيس الحكومة، ولا يمكن للمحافظ أن يقول بأن قسماً ما لم يقم بعمله، أو لم يتحمل مسؤوليته كما ينبغي حتى لو أتى بمبررات على ذلك؟ كلا.. فعلى المحافظ أن يبذل قصارى جهده، وأن يكون على اتصال دائم بالمركز والحكومة؛ حتى يتسنى لجميع الدوائر والأقسام أن يؤدوا عملهم على الوجه المطلوب.
إنَّ على المحافظ أن يقوم بالمتابعة المتواصلة؛ حتى يتم إنجاز كافة الأعمال، وقد كان هذا ملاك حكمنا على المحافظين من حيث القوة والضعف، وحتى لو قام المحافظ بعقد الجلسات وتشكيل مجالس التأمين أسبوعياً، وأنجز أعمال أخرى، ولكن بدون أداء أعمال المحافظة المنوطة به فإننا نعتبره محافظاً ضعيفاً، حتى ولو كانت هذه الأعمال متعلقة بوزارة الطرق والمواصلات أو بوزارة الطاقة.
فحكمنا على المحافظين قوة وضعفاً ينطلق أساساً من هذه المسألة.
إذاً فالأمر الأول هو أن يكون المحافظ على علم تام بطبيعة عمله، وثقل المسؤولية الملقاة على كاهله.
وأما الأمر الثاني: فهو أن يعلم بأن البلاد الآن على أهبة الاستعداد للعمل.
فالبلاد الآن ـ والحمد لله ـ تعيش حالة من الأمن والاستعداد العام، وتنبض قلوب الجماهير بالأمل العارم.
إنَّ شعبنا اليوم ولحسن الحظ، وبما يموج في صدره من آمال، وبنظرته المتفائلة، وبشعوره بالتضامن مع النظام والحكومة قد شَمَّرَ عن ساعديه استعداداً للعمل؛ وهو ما يُشكّل دافعاً لكم أنتم، للإقدام على المزيد من العمل والنشاط.
وعندما أقول أنتم، فإنني أعني الحكومة، لأننا لو قسَّمنا الحكومة من حيث المسؤوليات والتخصصات، فإنَّ الأمر سيصل إلى المحافظين بالدرجة الأولى.
إنَّ الجماهير على أهبة الاستعداد، والأرضية ممهدة بشكل ممتاز.
إنَّ الوضع الحالي للحكومة، والوضع الخاص لرئيس الجمهورية، ونوع العلاقة في القول والعمل مع أبناء الشعب، مهّدت أرضية مناسبة جداً، وزرعت الآمال في قلوب الجماهير.
إنكم لو قمتم بمراجعة أي قسم من أقسام الدوائر الحكومية فإنكم ستجدون أنَّ شكاوى الناس قد انخفض حجمها عن ذي قبل، وأنا على اطلاع بذلك، وهذا لا يعني بالضرورة أنَّ المشاكل جميعاً وجدت طريقها للحل، لا... فحتى لو قلّ حجم المشاكل، فإنَّ ذلك ليس بالدرجة التي تنتهي معها شكاوى الجمهور، بل إنَّ السبب في ذلك هو أنَّ الناس يشعرون بالأمل.
إنَّ الأمل يقوم بدور كبير، فهو يجعل الشعب يشعر بأنَّ الأمور تسير قُدّماً إلى الأمام.
أيها الإخوة الأعزاء! إننا ومنذ انتصار الثورة، وقيام نظام الجمهورية الإسلامية كنا ومازلنا نواجه تحدّياً كبيراً، وهو ما كنا نتوقعه منذ البداية، وسنظل أمام هذا التحدّي حتى سنوات طويلة قادمة.
إنه لو تصوّر أحد من الناس أنَّ بإمكاننا أن نقيم نظام الجمهورية الإسلامية بكل هذه المعايير والمواصفات المحددة، دون أن نصطدم بالقوى السلطوية العالمية التي تقف على الطرف النقيض لهذه المعايير، فإنه يكون قد أغرق في الخيال.
إنه لا يمكن أن نتوقّع أن تقف القوى العظمى منا موقف اللامبالاة، أو أن تُساندنا وتُقدّم لنا الدعم، فهذه توقعات في غير محلها.
إننا أقمنا نظام الجمهورية الإسلامية طبقاً لأسس ومعايير، ومنها (العدالة الدولية) و(الاتجاه نحو الكمال المعنوية) و(منح الكرامة للإنسان) و(التوجه نحو الدين الإلهي والأخلاق المعنوي) وهذه المعايير لا تعني مداهنة القوى المتسلطة والإستكبارية في العالم.
ومن البديهي فإنَّ بناءكم عندما يقف مواجهاً للمستكبرين وقوى الغطرسة والمتسلطين في العالم، فإنَّ هؤلاء لن يكونوا معكم على وفاق، وهذا هو ما يخلق التحديات.
إنَّ مثل هذه التحديات كانت قائمة منذ بداية الثورة، ولا زالت قائمة حتى الآن، وسوف تبقى في المستقبل ما لم يخامرهم اليأس.
فعليكم أن تعملوا أنتم وجماهير الشعب على إيصالهم لدرجة اليأس والقنوط.
وعندها سيتضاءل أثر هذه التحديات، حتى لو ظلت قائمة.
وعلى هذا فعليكم أن تعلموا بأنكم في مواجهة مستمرة في ساحة التحديات مع القوى الإستكبارية، وأن تتابعوا مسيرتكم انطلاقاً من هذه الرؤية.
فأين يرون منافعهم أولئك الذين يُمثّلون التحدي الأساس أمام نظام الجمهورية الإسلامية؟
إنَّ أمريكا ترى منافعها في إيران، ففي أي وضع ترى منافعها تلك مع قيام نظام الجمهورية الإسلامية؟ إنها تجد منافعها في زرع الفرقة والخلاف، والقضاء على هذا التآلف الذي تشاهدونه الآن بين جميع طبقات الشعب، وفي إيقاف التطور العلمي في البلاد؛ لأن العلم والتفوّق العلمي هو سرّ تقدم أي بلد في المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية والمعنوية. لقد بدأنا هذه المسيرة منذ سنوات عديدة، وها نحن نتقدم بصورة جيدة، وتتصاعد وتيرة التقدم بشكل ملحوظ ومتزايد، وإذا كان أولئك يطمعون في إيقاف هذا التحرك، فلأنَّ منافعهم تكمن في شل حركة النشاطات الخدماتية.
إنَّ شعار رفع مستوى النشاطات الخدماتية الذي تتمسك به البلاد منذ سنوات طويلة قد تحوّل اليوم إلى حوار، حتى إنَّ الحكومة الحالية دخلت إلى ميدان العمل على أساس هذا الحوار وأمسكت بزمام الأمور.
إنهم يبغون إيقاف انطلاقة النشاط الخدمي.
فمنافعهم تكمن في إيجاد القلاقل وعدم الاستقرار الأمني، والأهداف من وراء ذلك كثيرة.
إنَّ بين أيديكم بعض التقارير، ولدينا نحن أيضاً تقارير كثيرة ومتعددة تدلُّ على أنهم يريدون خلق الاضطرابات بوسائل مختلفة.
إنهم يجدون منافعهم في إشغال الحكومة بالصراعات والتلاسنات السياسية وإيجاد الخطوط والتيارات والأجنحة، كما يرون منافعهم في إحباط الشعب، وحرمان الجماهير من إيمانها بشعاراتها المرفوعة واعتقادها في صحة طريقها، وفي إصابة الناس بالخمول والخمود؛ وهذه أمور جلية بشكل طبيعي.
إننا ولو لم نحصل حتى على تقارير، فإننا نعلم أنَّ منافع أمريكا والقوى الصهيونية وكل أولئك الذين يقفون أمامنا على الجبهة المضادة تكمن في تحقيق هذه الأطماع، وفضلاً عن ذلك فإنَّ لدينا تقارير تؤكّد وتشير إلى أنهم يهدفون إلى التوصّل لهذه القضايا.
إنكم رؤساء جمهوريات في محافظاتكم، فماذا أعددتم لمواجهة مثل هذه التحديات؟ هذا هو معيار العمل.
فانتقوا أولوياتكم وآلياتكم بناءًا على ذلك.
إنّ ما تفضّل به السادة ينطوي على مضامين جيدة جداً، سواء ما تفضّل به السادة المحافظون المحترمون، أو السيد الوزير المحترم، فماذا أنتم فاعلون الآن؟ إنَّ عليكم أن تُحّولوا الأقوال إلى أعمال، وأن تكونوا على بيّنة مما تفعلون.
يجب عليكم أن تتابعوا العمل بجد واجتهاد، وألا تغفلوا عنه، وألا تتساهلوا فيه، وألا تتعبوا منه.
إنَّ الوقت يمرّ بسرعة.
انظروا، لقد مضت ستة أشهر من فترة مسؤوليتكم، أي انقضى نحو الثمن من دورة تستغرق أربعة أعوام، وما بقي سينتهي هو الآخر بسرعة، فحاولوا في هذه المدة ـ وهي ليست بالطويلة ـ أن تنجزوا الكثير من المهام؛ حتى تشعروا بالغبطة فيما لو أردتم مواصلة العمل، وحتى تصبح مهمتكم يسيرة في المستقبل، وإذا ما قدّر وجاء أحد بعدكم فإنه يثني عليكم ـ إن لم يكن بلسانه فبقلبه ـ ويقول: لقد كان قبلي هنا محافظ ممتاز، أدى خدمات كبيرة وبوسعنا الآن مواصلة الطريق على هذا النحو.
إنَّ ما يبدو لي هو أن عليكم أن تنظروا إلى الأوضاع، وأن تأخذوا قضية الأمن بجدية تامة، وأيضاً عليكم بالتفاني في تقديم الخدمات لأبناء الشعب، وأن تكسبوا ودّهم ورضاهم مع إيلاء الأهمية الفائقة لهذه المسألة.
إنَّ ما يقوم به السيد رئيس الجمهورية، والسادة أعضاء الحكومة من زيارات للمحافظات؛ يعتبر من الأعمال الممتازة.
إنَّ الاحتكاك بالشعب، والحديث مع الجماهير مباشرة وبلا حجاب، والاستماع إلى آرائهم تساعد كلها في بلورة الأهداف المتوخاة.
وعلاوة على ذلك فإن عليكم الانتباه الكامل إلى أمرين:
أولهما: أن تبتعدوا عن الأقوال المعسولة، وتحترسوا من إعطاء الوعود التي لا يمكن الوفاء بها أصلاً أو في المستقبل المنظور؛ وذلك حتى لا تبدو الشُّقَّةُ بعيدة بين القول والفعل في نظر الجمهور.
وثانيهما: ألا يصرفكم النهوض بالأعمال الخدمية ـ وهي أعمال آنية وقريبة وشبيهة بالمُسكّنات ـ عن النهوض بالأعمال التأسيسية والأصلية.
إننا بحاجة إلى كليهما، فلا ينبغي أيضاً إيلاء كل الجهد والأهمية للأمور التأسيسية وتجاهل الحاجات اليومية للناس ـ وهو شيء في غاية الخطورة ـ والعكس أيضاً غير صحيح، أي الإنشغال بأعمال الإغاثة والأشغال الفورية والإضطرارية مع تجاهل الأمور التي تستدعي نظرة طويلة المدى.
فعليكم الاهتمام الفائق بهذين الموضوعين.
أيها السادة! إنَّ عليكم التحلّي بالسلوك الشعبي والعادل والمتواضع، وأن تعاملوا الناس بحرارة، وأن تتواضعوا لهم، وأن تكونوا معهم وبينهم، وأن تذهبوا حتى إلى منازلهم إذا كان ذلك هو ما يقتضيه الأمر.
لا تنبهروا بكونكم محافظين، ولا تغرّنّكم المناصب، فهذا من الأهمية بمكان.
إنَّ على كل منكم أن يبدوا للناس وكأنه واحد منهم، وعندئذ ستحافظون أيضاً على هيبتكم كمحافظين.
لا تظنوا أبداً أنَّ الابتعاد عن الناس والانقطاع عن الجماهير سيزيد من الهيبة، كلا، فالهيبة بالنسبة للمسؤولين تصبح جيدة إذا كان الناس يشعرون بأنهم مهيبون، وهذا لا يتأتّى إلا من خلال سلوككم المعنوي، فعندما تكونون أتقياء، وعندما لا تفكرون في مصالحكم الشخصية، وعندما تضحون براحتكم من أجل راحة الجماهير، وعندما يكون عملكم خالصاً لله تعالى، وعندما تعملون بتفانٍ وإخلاص، فإنّ الله سبحانه سيطبع حبكم وهيبتكم في قلوب الناس.
لقد رأيت بعض المسؤولين الذين كانوا ينأون بأنفسهم عن جماهير الشعب معتقدين أنّ مثل هذا السلوك سيجعلهم ذوي شأن وشخصية، فكان الناس لا يولونهم أدنى أهمية! أي أنهم لم يحظوا بأي اعتبار أو عزة في عيون الشعب؛ ولهذا، فكونوا بين الناس ومع الناس.
لا تتجاهلوا الطاقات الكفوءة والمخلصة.
إنَّ لدينا طاقات من أقصى البلاد إلى أقصاها، ومع أنها مجهولة بالنسبة لأصحاب المناصب ـ أي نحن ـ إلا أنها تتمتع بالكفاءة والإخلاص اللازم، فاستقدموا هذا الطاقات، واستفيدوا مما لديها من إمكانيات.
لقد تمّ التصديق على الأهداف الأساسية للنظام والحكومة، أي وثيقة التوقّعات والخطة الخمسية، فخذوها بعين الاعتبار في برامجكم، وجسّدوها أكيداً في مشاريعكم، وتحركوا دائماً في إطارها.
إنني أرى أنَّ النقطة الأساسية في كل هذه الأعمال تتركز في (الإخلاص) و(العمل لوجه الله تعالى) و(العلاقة بين العبد وربه) و(تقوية البعد المعنوي في الذات الإنسانية) وأعتقد أن الذي يُعطي أهمية للعمل وتقديم الخدمات، سيكون الله في عونه، وسيفتح أمامه الأبواب فيما لو استطاع تقوية العلاقة بينه وبين الله عز وجل.
إن شاء الله سيُوفّقكم المولى سبحانه وتعالى للقيام بهذه الأعمال وأداء كافة المسؤوليات المناطة بكم.
وليكن ما تقولونه في لقائنا القادم هو: لقد قمنا دقيقاً بهذا العمل، واتخذنا هذا الإجراء العظيم، وحققنا الكثير من التقدم.
إنَّ الأرضية ممهّدة جداً للعمل، وأنتم أهلُ جد واجتهاد، فعليكم بالتشمير عن سواعدكم في هذا الميدان، وألا تهابوا الأعداء على الإطلاق.
والأعداء هم تلك الجبهة المتحدة في الظاهر والمتفرقة في الباطن (فلا صلة لأرواح الذئاب بأرواح الكلاب) فهؤلاء هم ذئاب وكلاب، يُشكّلون قطيعاً مُنقضّاً على جسد الأمة والمجتمع الإسلامي، غير أنّ أرواحهم وقلوبهم كمثل أجسامهم في الحقيقة لا صلة لبعضها بالبعض الآخر، وإن كانوا يشكّلون في الظاهر جبهة متحدة ضد الإسلام، ورايةُ الإسلام تخفق عالية على ربوع بلادنا.
فلا تخافوهم، ولا تهابوهم، فهم لا حول لهم ولا قوة.
إننا لو استطعنا أن نحافظ على أنفسنا في السير على هذا الخط المستقيم، وأن لو استقمنا على الطريقة، فلن يكون باستطاعتهم عمل أي شيء يُذكر.
إنَّ تدابيرهم هي تلك التي تشاهدونها في أرجاء العالم، وهي تدابير محكومة بالهزيمة.
إنكم تجدون أمريكا اليوم في العراق لا ترى لتحقيق أطماعها إلا إشعال فتيل التفرقة والخلاف، ووصم الحكومة المنتخبة من قِبَل الشعب بعدم الكفاءة، ولهذا فهم يسعون جاهدين لتكريس الخلافات وإشعال أتون الحرب الطائفية، وما الأحداث المفجعة التي وقعت أخيراً في سامراء إلا واحد من تلك النماذج.
على أنهم أقدموا أيضاً قبل ذلك على إثارة مشاعر المسلمين لتحقيق أهداف سياسية مختلفة، فطبعوا تلك الرسوم المهينة لنبي الإسلام الكريم (عليه وعلى آله الصلاة والسلام)، وهما فعلان لا ينفك أحدهما عن الآخر، أي النزول إلى الميدان بإهانة المقدسات الدينية؛ حتى يستطيعوا التوصّل إلى أهدافهم المبرمجة في خِضَم ما سيحدث من إثارة.
فماذا كانت النتيجة؟ لقد باءوا بالفشل.
لقد أدت قضية الرسوم المهينة إلى قيام نهضة عامة في العالم الإسلامي، والشعور الفيّاض في قلوب المسلمين بالبغضاء والكراهية تجاه الإستكبار، وتحقيق الوحدة بين الشيعة والسنة في الكثير من بقاع العالم، وجعلِ علماء الشيعة والسنة يجلسون جنباً إلى جنب لإصدار البيانات واستنكار ما حدث.
ولهذا فإنّ الأعداء عاجزون، فخططهم واضحة ومعادة، ولقد سهروا سنين طوالاً على نسج تلك الخطط، ولكن العالم الإسلامي اليوم ناهض ومتيقّظ، وهو ما يجعل الأعداء عاجزين.
إنَّ علينا جميعاً نحن المسلمين الحفاظ على هذه اليقظة، وعلى الأخوة الشيعة والسنة أن يقتربوا أكثر من بعضهم البعض، كما أنّ على قلوب الأمة الإسلامية أن تقترب هي الأخرى من بعضها البعض.
إنَّ هدف الأعداء هو إيجاد الفتنة الطائفية والخلافات المذهبية ـ سواء أكان ذلك في العراق أو في باقي نقاط العالم ـ وهو ما ينبغي بيانه ونشره على الرأي العام الإسلامي.
إنَّ ما يجري اليوم في العراق من مَنعِهم الحكومة العراقية ـ التي هي مظهر فشل أمريكا ـ على إقرار ديمقراطية نابعة من كيان الجماهير الشعبية المحبة للإسلام، ليس سوى تجسيد لهزيمة أمريكا في العراق؛ وذلك لأنّ الأمريكيين لم يأتوا إلى العراق بهذا الهدف، بل جاءوا بهدف إقامة حكومة عميلة تضمن لهم منافعهم هناك، لا أن تأتي مجموعة إسلامية تتحرك طبقاً لرأي مرجع التقليد ولا تحرك ساكناً إلا بإشارة من أيدي علماء الدين المسؤولين.
إنهم لم يكونوا راغبين في أخذ مثل هذه الحكومة بمقاليد الأمور.
ولكنّ هذه كانت إرادة الشعب العراقي وقد تحققت.
وها هو العراق بات يُجسّد فشل السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط؛ ولهذا فهم يعملون الآن على زرع الفوضى بأي شكل من الأشكال، وإثارة الخلافات، والحيلولة بين هذه الحكومة المنتخبة من قِبَل الشعب وبين أداء مهامّها والقيام بمسؤولياتها.
وإن شاء الله لسوف يبوءون بالفشل ويواجهون وعي الشعب العراقي كما واجهوا وعي الشعب الإيراني.
أسأل الله تعالى أن يأخذ بأيديكم وأن يمدكم بعونه ورعايته، وأن يهديكم حتى تستطيعوا ضخّ دماء الأمل في قلوب الجماهير، وتحريك النشاط فيها؛ وذلك عن طريق الروح المعنوية العالية والنشاط المتدفق والأمل الكبير، وأن تؤدوا واجباتكم على أكمل وجه، وأن تشعروا بأنّ الأعمال تسير قدُماً إلى الأمام وذلك عندما تشاهدونها نابضة بالحياة على أرض الحقيقة.
وفقكم الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته