موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

قائد الثورة يؤكّد أهمية مهنة الزراعة وتحقيق الأمن الغذائي للبلاد

بسم الله الرحمن الرحيم
بدايةً اُهنئكم أيها المزارعون الأعزّاء، بل جميع الشعب الإيراني بمناسبة أسبوع الجهاد الزراعي.
إنَّ اللقاء مع الكادحين في مجال الزراعة ـ بالنظر الى الأهمية التي يمتلكها هذا القطاع بالنسبة لحاضر البلد ومستقبله ـ لقاءٌ مهم بالنسبة لي.
وقد بُيّنت مسائل قيمة أيضاً؛ من خلال ما تحدّث به أربعة من إخوتنا المزارعين المتفوقين، حيث تحدّثوا بمسائل تامة ومقبولة بالنسبة لي، كانت تُعرب عن تشكيلة رائعة من الثقة بالنفس، والتفاؤل بالمستقبل، والسعي الحثيث والشجاع، في نفس الوقت الذي يُتوكّل فيه على الله تعالى، وكذلك المسائل التي بَيّنها الوزير المحترم، كانت مسائل صحيحة جداً، وتدل على أنه قد اُخذ بنظر الاعتبار الترتيبات التي يجب أن يقوم بها المسؤول عن الأمور الزراعية، من خلال التدبير، وملاحظة جميع الجوانب المرتبطة بالعمل؛ من أجل أن تتأهل هذه المسألة المهمة في البلد.
سوف أتحدث ببعض الكلمات للمزارعين أولاً، ولمسؤولي القطاع الزراعي ثانياً.
إنَّ كلامي معكم أيها المزارعون الأعزاء، ومع المزارعين في جميع أنحاء البلاد؛ لكي أبيّن أنّ العمل الذي تتحمّلوه ليس عملاً هيّناً، فالمزارع الذي يعمل في منطقة نائية من البلد ـ فرضاً في هكتار أو خمس هكتارات من الأرض ـ يرفع أحد الدعائم الأساسية لحياة البلد، وبحسب الدور الذي يؤديه.
حذار من أن يُستهان بالزراعة، فالزراعة مهمة جداً وتتمتع بمكانة رفيعة.
إنّ الأهمية التي بَيّنها الشارع الإسلامي المقدس للقطاع الزراعي ناشئة عن أهمية هذا العمل.
فما هو دوركم؟ أنتم تستخرجون الكنوز الإلهية الموجودة في الذرات وفي التراب ـ حيث تُثمر هذه الكنوز بواسطة ضوء الشمس والعوامل الطبيعية ـ من خلال الاستفادة من النِعَم الموهوبة من أرض وماء؛ كي يحيا الناس الذين يعيشون على هذه الأرض، فإنه مع عدم وجود الغذاء، لا يمكن أن توجد الحياة، وأنتم الذين توفّرون الغذاء للإنسان؛ ولهذا فإنَّ عظمة هذا العمل وأهميته أمر طبيعي، يضاهي القيم الذاتية.
بلدنا اليوم ـ الذي غدا هدفاً للنوايا السيئة والأحقاد من قبل طواغيت العالم؛ بسبب رفض هذا البلد الخضوع أمام غطرسة الطواغيت ـ محتاجاً أكثر من ذي قبل لضمان الحصول على الغذاء؛ لكي لا يحتاج للبلدان الأخرى في حصوله على ما يلزمه من خبز وغذاءٍ يومي وزيوت ولحوم، ولكي لا يحتاج لمن يمكن أن يساوموه على عزّته مقابل هذا العطاء.
إنَّ توفير الغذاء لشعبنا أمر مهم للغاية.
عندما أعلنوا في العام الماضي أنَّ البلد وصل الى مرحلة الإكتفاء الذاتي في محصول القمح، بنظري أنه كان ـ في الحقيقة ـ عيداً كبيراً لهذا البلد.
إنني أشكر من أعماق قلبي المزارعين، ومسؤولي القطاع الزراعي، والشباب البارعين الذين شاركوا في هذا الإنجاز، وأنا متأكد أنَّ الشعب قد شكرهم على ذلك أيضاً، فقد حققوا إنجازاً عظيماً.
لقد سعى الرجال والشباب من أجل تحقيق هذا الإنجاز، وتحقق فعلاً.
إننا ننتمي الى هذا البلد، الذي عمل الأعداء فيه على زعزعة الدعائم الأساسية للزراعة في عهد الطاغوت؛ من أجل أن يخضعونا لهم، وليوجدوا سوقاً ـ للأجانب ـ لترويج محصول قمحهم والمحصولات الزراعية الأخرى.
مع هذه الزيادة في عدد السكان ـ بلدنا اليوم أكثر من ضعفي ما كان عليه من السكان في بداية الثورة ـ لو كان في نيتنا على أن يكون هؤلاء السكان بحاجة للأجانب ـ بخصوص محصول القمح ـ كما في السابق، فسوف يثقلون كاهل هذا الشعب بحِمل ثقيل ويستهينون به إستهانةً كبيرةً، مقابل كل طن من القمح يقدموه له؛ كما بإمكانهم قطع هذا العطاء متى ما شاءوا، إلا أن شعبنا قد وصل الى حد الإكتفاء الذاتي في محصول القمح، ولابد أن يتحقق هذا الأمر في بقية المحصولات الغذائية المهمة والأساسية، كالرز والزيوت واللحوم والألبان، التي تعتبر من الحاجيات الأساسية للبلد.
يجب أن يستغني البلد عن الآخرين تماماً، وعلى شعبنا أن يعلم بأنكم ـ أيها العاملون في القطاع الزراعي والثروة الحيوانية ـ توفّرون لهم الغذاء من خلال حماسكم وإيمانكم وعزمكم؛ دون الحاجة الى أن يمدوا أيديهم الى الآخرين، الذين يمنون عليهم مع قبضهم الأموال، بالإضافة الى ازالة القلق من نفوسهم فيما إذا أثار الأعداء مشكلة اقتصادية بسبب إحدى المسائل السياسية أو غير ذلك، فيقولون: ماذا نفعل.
إنَّ المزارع الإيراني يوفر الحماية الأمنية لغذاء للشعب الإيراني، وهذا فخر عظيم، فعليكم أن تدركوا أهميتكم.
إنني أقول هذا من أجل أن يعلم شباب المناطق الزراعية ـ في جميع أنحاء البلاد الذين تستهويهم أحياناً جاذبية الأعمال الأخرى ـ أنَّ قيمة وكرامة هذا العمل، وأثره في الحياة الاجتماعية لشعبهم أسمى من أكثر الأعمال الأخرى، وله قابلية التطور أيضاً.
اليوم ليس كما في السابق ـ يعمل المزارع ثلاثين أو أربعين سنة مستمرة على مساحة من الأرض ويحصل على حفنة من القمح ـ كلا، فاليوم قد دخلت الى الساحة تقنيات وعلوم وتجارب جديدة.
أنتم ترون أنَّ مزارعاً نشطاً يستطيع أن يوصل الإنتاج المتوسط لأربع أطنان من القمح الى أحد عشر أو اثني عشر طناً للهكتار الواحد من الأرض، وهذا ما تحقق في الرز والزيتون والكُلزا (1) كذلك، فلم يبقى الحال على ما هو عليه, بأن يكون المجال مجالاً محدوداً.
على الشباب أن ينخرطوا في هذا المجال، ويتلقوا التدريب اللازم، فهم يستطيعون أن يتلقوا العلوم اللازمة في مجال استصلاح الأرض والري والمسائل الزراعية المختلفة الأخرى.
ثم ينطلقوا في هذه الأرض المعطاء لاستخراج النعم الإلهية، فإنَّ هذا العمل ممكن، وبطبيعة الأمر, فإنَّ على الأجهزة الأخرى أن تبدي تعاونها في هذا المجال.
هذه مسألة أحببت أن أقولها لكم أيها المزارعون.
إنّ عملكم عظيم ومهم، مهم على المستوى الوطني، وإذا ما التفتم جيداً الى أهمية نظام الجمهورية الإسلامية, والى عَلَم الإسلام المرفوع في هذا البلد، فإنَّ عملكم سوف يكون مهماً على المستوى الدولي.
ينبغي لكم أن تعتزوا بهذا العمل, وتشكروا الله على ما وُفقتم له بثمن زهيد، وتتقدموا بهذا العمل يوماً بعد آخر, وأن يلتحق الشباب ـ على الأقل شباب هذه العوائل, وشباب العوائل الأخرى الذين تخرجوا من القسم الزراعي ولهم حب وتعلق به ـ بركب الجماهير الفلاحية العارمة.
وأما ما اُريد أن أقوله للمسؤولين: هو أنه يجب عليهم النظر الى القطاع الزراعي بنظرة لائقة، فالقطاع الزراعي محور أساسي في إدارة البلاد، ولابد أن يُنظر له بهذه النظرة عند صياغة العلوم الجامعية، وتخصيص الميزانية، وتولية الأفراد النشطين والقادرين لإدارة الأعمال، ففي جميع هذه المجالات لابد أن يُنظر بهذه النظرة الى مسألة الزراعة، وأن لا يستهان بالقطاع الزراعي في البلاد.
طبعاً الصناعة مهمة كذلك، وعندما نعتمد على الزراعة، لا نريد أن نلغي دور الصناعة، فهي أيضاً أحد الدعائم الأساسية الأخرى لتقدم البلد، لكن يجب أن لا تغطي المشاغل المختلفة والبهرجة والألقاب, والعناوين التابعة للقطاعات الأخرى على أهمية هذا القطاع المهم جداً.
إنّ الشريان الرئيسي لحياة المجتمع متوقف على هذا القطاع، وإنَّ الحياة الحقيقية والمباشرة للمجتمع ـ الحياة الإجتماعية ـ تكتسب معنى أكبر في هذا القطاع؛ لأنها مرتبطة بمسألة الغذاء وتوفيره، والإستقلال الناشئ من توفير الغذاء، والإكتفاء الذاتي، هذه المسألة الأولى، التي من خلالها ينظر المسؤولون بهذه النظرة الى مسألة الزراعة.
وإنَّ هذه النظرة ـ كما قلنا ـ لها أثر على السلك الجامعي, وعلى الأقسام الجامعية المرتبطة بالزراعة، وعلى تنظيم الدروس، وعلى تلقّي الجامعي، وعلى التعامل مع الأستاذ، الى أن تصل النوبة الى باقي الخدمات المختلفة, التي تستطيع الحكومة توفيرها للمزارعين، كالخدمات المرتبطة بالمصارف ومؤسسات الإدارة والتخطيط، والمرتبطة بوزارة الجهاد الزراعي نفسها.
المسألة الثانية: ـ المختصة بالمسؤولين ـ هي أن يكون تحركهم تحركاً جهادياً، كاسمكم الذي سُمْيتم به ـ الجهاد الزراعي ـ فكل إنجاز كبير حققناه في بداية الثورة، كان ببركة الثقة بالنفس, والطموح والعمل الجهادي.
لقد حقق الشباب التابعون للجهاد الزراعي إنجازات كبيرة في تلك الأيام، الى الدرجة التي لم يصدق فيها حتى الأشخاص الذين كانت تُنجز أمامهم تلك الأعمال.
إنَّ الشباب الإيراني قادر على تحقيق هذه الإنجازات.
في عهد النظام الطاغوتي، كانت الحكومة الإيرانية تستورد القمح من أمريكا، وكانت روسيا تصنع لهم مخازن القمح، فلم يكونوا قادرين على صناعة مخزنٍ واحدٍ للقمح! ويجب أن يأتي الروس من أجل ذلك؛ لأنَّ هذه الصناعة لم تكن موجودة في إيران آنذاك.
لقد جاء شباب الجهاد الجامعي في الأعوام الأولى للثورة, وقالوا: إنَّ الإمام الخميني (قدس) أصدر أمراً لزراعة القمح.
حسناً، القمح يحتاج الى مخازن، فإلى أين نلجأ من أجل ذلك، ليس أمامنا سوى الاعتماد على عزمنا وابتكارنا، فبدأ الشباب بالعمل.
البعض كان يرى أنَّ بناء مخازن القمح أخذت بالإزدياد ـ طبعاً بإمكانيات قليلة في بادئ الأمر ـ فلم يكونوا يصدقوا ذلك! الى أن أصبح بلدنا اليوم أحد البلدان المهمة في بناء مخازن الحبوب في العالم، ببركة جهود أولئك الشباب, هذا هو العمل الجهادي.
لقد تقدمنا في كل قطاع من القطاعات الصناعية والتقنية والعلمية والتحقيقية التي سلكناها بروحية جهادية.
ما معنى الروح الجهادية؟ معناها الاعتقاد بأننا قادرون، والعمل الدؤوب وعدم الكلل والملل، والاستفادة من جميع الإمكانات المادية والمعنوية, والاعتماد على الشباب.
فالآن أكثر الذين يعملون في مجال الطاقة النووية ـ التي حيّرت جميع قوى الاستكبارـ هم من الشباب المتدربين، فالمئات من الشباب الفتي والمتعلّم، كانوا يديرون هذه العجلة، وقد أوجدوا هذه العزة للبلد، وهذا ما تحقق في المجالات الأخرى.
عليكم أن تعتمدوا على قدرات أصحاب الكفاءات، سواء كانوا من الشباب, أو أشخاص أصحاب التجربة، فإنَّ الإعتماد على هؤلاء الأشخاص والتوكل على الله تعالى وإخلاص النية مع الله، هو أساس العمل.
يجب على وزارة الجهاد الزراعي أن تتحرك بحركة جهادية ـ بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى ـ في مسائل الزراعة والثروة الحيوانية للبلد وبقية الأعمال التي تتولاها هذه الوزارة في بلدنا.
المسألة الثالثة: على مزارعينا أن يسعوا من أجل تحقيق الحماية الأمنية لغذاء البلد، وليعلم مسؤولوا بلدنا أنَّ هذا ليس هو آخر المطاف، بل يجب علينا الإنضمام الـى قـائمـة البلدان المصدرة للمحاصيل الزراعية، والإستفادة من الآخرين، وهـذا العمل مرهون بتوفير الوسائل اللازمة من قِبَل الأجهزة الحكومية المختلفة، فإننا قادرون على ذلك.
يتكلم البعض باستمرار عن شحة المياه التي نعاني منها.
حسناً، نحن نعلم أنَّ بلدنا من البلدان التي تعاني من شحة المياه، لكن هل أنَّ استغلالنا للمياه التي نمتلكها بصورة صحيحة أم لا؟ الجواب، كلا.
إنّ هذه المسألة تدخل ضمن وظائف وزارة الجهاد الزراعي, والوزرات والأجهزة الحكومية المختلفة، ومن ضمن وظائفها أيضاً، طُرق الإستفادة من المياه، وتنظيم توزيع المياه في الأماكن المختلفة، وتخزين مياه الأمطار النازلة من السماء المباركة، بمختلف الطرق التي يستخدمها العالم في الوقت الحاضر.
على ضوء ذلك، فإنَّ بلدنا ليس من البلدان الغنية بالمياه، إلا أنَّ المقدار الذي نمتلكه من المياه، يكفي لإرواء المحصولات الزراعية.
وكذلك بالنسبة للأراضي الزراعية، فقد وجدت في أحد التقارير ـ التي قرأتها ـ بأنَّ لدينا أكثر من ثمانية عشر مليون هكتار من الأراضي القابلة للزراعة حالياً، في أقسامها المختلفة الديمية والإروائية, والخاصة بالبساتين وغير ذلك، ويمكن لهذا المقدار أن يصل الى ثلاثين مليون هكتار، أي ما يقارب الضعفين.
لقد رأيت في بعض مناطق البلد ـ التي قمت بزيارتها ـ أراضي يمكن أن تتحول الى أراضي صالحة للزراعة بواسطة الإستصلاح.
إننا نمتلك الكثير من الإمكانات في هذا البلد.
إنَّ بلدنا غني بمعنى الكلمة، وينبغي للشعب أن يشعر بما يمتلك هذا البلد من ثروات، وأن يُحسن الإستفادة منها.
يمكن أن نقول للمزارع إعمل في هذه الأرض جيداً, وبطرق علمية متطورة, واحصل على المحصول، وليس أمامه سوى ذلك، إلا أنَّ الواجب على المسؤولين التخطيط لنظام هذا العمل، والالتفات الى تنمية محاصيل الحبوب الزيتية والكُلزا أو الزيتون.
إنَّ أحد الأعمال الجيدة والممتازة للحكومة هو نيتها في توسيع زراعة الزيتون كلما استطاعت ذلك؛ من أجل أن تجعله في متناول الشعب.
طبعاً يجب أن يصل البلد الى حد الإكتفاء الذاتي في إنتاج الرز واللحوم والألبان أيضاً، وهذا من ضمن المسؤوليات التي تُلقى على عاتق مسؤولي الدولة.
إنَّ الإهتمام بقسم التعليم الزراعي، والتشجيع على التقنيات المتوفرة في العالم، والإستفادة منها في جامعاتنا، وإرسال الشباب لمساعدة القرويين، تعتبر من الأعمال المهمة.
أُوصي جميع القرويين, وجميع المزارعين والموظفين العاملين في قسم الزراعة، أن يفسحوا المجال لهؤلاء الشباب المطَّلعين والبارعين؛ لكي يعملوا في مجال الزراعة.
لقد شاهدت في بعض القرى ـ عن قرب ـ أنه لم يبقى هناك أحد من الشباب ـ الخبراء والمطَّلعين في مجال الزراعة ـ عاطل عن العمل فالكل كانوا يعملون في المزارع، وهذا ما أدى الى نمو هذا القطاع في مجال المحصولات الزراعية نمواً ليس له نظير، كما سمعتم ذلك عندما تحدث هؤلاء المزارعون الأعزاء عن هذه المسألة.
إذاً يجب الإستفادة من التقنيات العلمية المتطورة.
أعزائي: بلدكم اليوم يتقدم نحو الأمام، في مجال الزراعة، وكذلك نشاهد التقدم ـ ببركة الثورة ونظام الجمهورية الإسلامية ـ في مجال الصناعة, والتحقيق, والسياسة، ومختلف العلوم الأخرى، وفي إنجاز التقنيات الحديثة، في جميع المجالات.
وسوف يستطيع البلد ـ ببركة ذلك ـ أن يملأ الهوّة الواسعة التي أوجدها الأعداء في هذا البلد, وفي البلدان التقدمية الأخرى.
إنَّ حركة البلد اليوم هي حركة مباركة، ومملوءة بالأمل والتطلّع الى المستقبل، فالعمل الذي تقوم به الأجهزة المختلفة اليوم، سواء على صعيد هذا القطاع ـ القطاع الزراعي ـ أم القطاعات الأخرى، يجب أن يكون قاعدة قوية تستطيع من خلالها بعد عشرين سنة ـ عند إنقضاء الخطة العشرينية القادمة ـ أن تشعر بالفخر، وأن تقول ـ تلك الأجهزة ـ نحن الذين ابتكرنا هذه التدابير، كما وصل البلد الى هذا النمو والرقي بعد إنقضاء عشرين عاماً، وسوف نصل الى أكثر من ذلك إنشاء الله تعالى.
أيها الشباب: سوف ترون ذلك اليوم إنشاء الله تعالى، وإنَّ الخوف الذي يعتري أعداء نظام الجمهورية الإسلامية ناشئ من مجيء ذلك اليوم؛ وهو سبب عدائهم لنا.
إنهم خائفون من بلدٍ وشعب إستطاع من خلال التمسّك بالإسلام أن يصل الى ذروة الحياة المدنية والمفاخر الحضارية؛ لأنهم يعلمون أنَّ ذلك هو أفضل طريق لنشر الإسلام, وأفضل مشجّع على المسائل المعنوية، يعلمون فيما إذا طوى الشعب هذا الطريق سوف يقطع الطريق على أطماعهم التوسعية.
إنَّ الشركات الصهيونية الغاصبة وغيرها تريد أن تنهب ثروات العالم، فمن الصعب عليهم أن يروا أنَّ هناك شعباً يتقدم في جميع المجالات ويُدحض زيف إدعاءاتهم، وعلى الرغم من ذلك فإنَّ الشعب الإيراني سوف يتقدم للأمام، وسوف يشمخ الإسلام أكثر مما هو عليه الآن، وسوف يرفرف عَلَمُ العِزَّة الإسلامية على رؤوس أفراد هذا الشعب, وجميع شعوب العالم الإسلامي إن شاء الله تعالى.
أسأل الله تعالى أن يمنَّ عليكم جميعاً بالأمن والسعادة، وأتمنى أن تكونوا مشمولين بالأدعية الشريفة لبقية الله الأعظم (أرواحنا له الفداء)، وأن يُكتب لكم التوفيق جميعاً إن شاء الله تعالى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(1) نبته صغيرة تثمر حبوباً يستخرج منها الزيت.