موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

توجيهات ولي أمر المسلمين الإمام الخامنئي (حفظه الله) لدى استقباله رؤساء القوى الثلاثة والمسؤولين

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا أبي القاسم محمد وعلى آله الأطيبين الأطهرين المنتجبين سيّما بقية الله في الأرضين.


قال الله الحكيم: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ....}[1].


إنّ هذا الإجتماع مهم جداً، وإنّ هذه الأيام مهمة أيضاً.


أوشك الشهر الكريم ـ رمضان المبارك بما فيه من بركات وموائد إلهية واسعة ـ على الإنتهاء.


وكنّا نأمل دائماً ـ بإعتبارنا مسؤولي هذا البلد الكبير ـ أن نتمكن من القيام بواجباتنا على أتم وجه من خلال الاستعانة بالله تعالى.


في الوقت الذي أخذت تُطوى صفحات هذا الشهر المبارك، ومع أنّه لا يمكن لنا أن نحرز مقدار ما استفدناه منه ومن ليالي القدر المباركة، وما في ذلك من رحمة وفضل إلهي، إلا أنّه لا يمكن التغاضي عن ما لمسنا فيه من خير وفضل كبير.


عملنا صعب، وطريقنا طويل، ومهمتنا كبيرة، ولا يمكن أن تتم هذه المهام الصعبة إلا بالإستعانة بالله تعالى؛ ولهذا فعلينا أن نستثمر هذه الفرصة، وسوف يكون مدار حديثي حول هذه المسألة.


إنّ الله تعالى يأمرنا دائماً ـ في القرآن الكريم كما مرّ في الآية المتقدمة ـ بالإستغفار والتوبة. والتوبة تعني: الإنابة الى الله تعالى، وإنّ هذه الإنابة تتحقق على صعيد الإيمان وعلى صعيد العمل والسلوك، وإننا غير معصومون من الذنوب وعلينا إصلاح أنفسنا بالدرجة الأولى.


قال تعالى في أوائل سورة هود: {بسم الله الرحمن الرحيم. الَۤر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ * أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ * وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ....}[2]


أي أنّ القرآن الكريم بعد أن يذكر التوحيد ـ باعتباره أهم الأهداف من خلق الإنسان ـ يذكر بعد ذلك مباشرة الأمر بالإنابة الى الله تعالى وطلب المغفرة منه.


إنّ مسألة التوبة والإستغفار تشمل جميع طبقات البشر، من أعلى مستوى ـ المتمثل بالرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ الى أدنى المستويات؛ إلا أن الإستغفار من الذنوب عندنا شيء، وعند الأبرار والمقربين شيئاً آخر، ـ لا تقس عمل المطهرين مع عملك ـ.


فكما نحن محتاجون للإستغفار، فهم محتاجون إليه أيضاً؛ لأنّ الجميع يقع في دائرة الإمكان ـ (إنّ الذنوب لا تفارق الموجودات الممكنة في كلا النشأتين، والله أعلم) ـ فالمقرّبون والأبرار محتاجون للإستغفار والإنابة بالمقدار الذي يناسبهم، من أجل جبران النقص والتقصير النسبي الذي تعرّضوا له.


أما نحن فقد اُثقلت كواهلنا بالخطايا والذنوب، وليس بخطأ أو خطأين وعلينا الإستغفار من ذلك ـ هذا هو مدار بحثنا ـ


لقد جاء في أحدى الروايات: (ادفعوا أبواب البلايا بالإستغفار)[3]؛ وجاء في الآية المتقدمة قوله تعالى: {... يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا....}[4] وشروط تحقق ذلك إنّما يكون بالإستغفار والتوبة وطلب العفو من الله تعالى.


وجاء في رواية أخرى: (خير الدعاء الإستغفار)[5] وجاء في المناجات الشعبانية: (إلهي ما اظنّك تردّني في حاجة قد أفنيت عمري في طلبها منك)، فما هي هذه الحاجة التي أفنيت عمري في طلبها منك؟ هي طلب المغفرة والعفو الإلهي.


العفو الإلهي معناه: إصلاح ما ارتكبناه من أخطاء، وجبران الآلام التي سببناها لأنفسنا وللآخرين.


فلو أنّ الإنسان صمم على إصلاح الأخطاء والمفاسد فإنّ طريق الله سيكون ممهّداً أمامه، وعاقبته ستكون عاقبة حسنة.


إنّ الإشكال في عمل الإنسان هو الغفلة عن الذنوب، وعن وجوب الإصلاح و القيام بإصلاح النفس، إلا أنه لو زالت هذه الغفلة وتحققت الإرادة والتصميم فسوف تنصلح جميع أمور الإنسان.


علينا في أول الأمر أن نصلح أنفسنا ـ وهي المرحلة الأولى التي تعتبر من أكبر الوظائف ـ وهذا هو الأساس؛ أي أن جميع الأعمال لابد أن تكون مقدمة لإصلاح النفس، وكسب رضى الله عنا، قال تعالى: {عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}[6]؛ لابد أن تكون أعمالنا وجميع مساعينا من أجل نيل رضى الله تعالى والوصول الى الكمال الذي هو الهدف الأساسي من وجودنا. هذا من جهة.


أما بالنسبة الى مسألة الاستغفار والإصلاح الاجتماعي ـ الذي يعتبر من أكثر مصاديق الاستغفار تأثيراً على حياة الإنسان، بل هو المفهوم والمحتوى والمضمون الواقعي للاستغفار ـ فيجب علينا أن نقوم بإصلاح مسيرتنا وهدفنا الإجتماعي على قدر ما نستطيع، وعلينا أن لا نعتبر هذا الأمر أمراً صعباً، فمن خلال الإرادة يمكن أن تذلّل الصعوبات.


لقد كنا نقرأ في دعاء أبي حمزة الثمالي في هذه الليالي: (وأنّ الراحل إليك قريب المسافة). إنّ أهم الأمور هو الارادة والإقدام وشحذ الهمم. (وإنّك لا تحتجب عن خلقك إلا أن تحجبهم الإعمال دونك).


إنّ الطريق الى الله قريب المسافة، وإذا ما وفقنا فإنّ توفيقنا هو دلالة على رحمة الله تعالى. إذا استطعتم أن تستغفروا من أعماق قلوبكم وتصلحوا أعمالكم، فسوف يشملكم الباري برعايته، ويقربّكم ويحببكم إليه.


إنّ الله تعالى ينسب التوبة في القرآن الكريم الى ذاته المقدسة في كثير من الآيات المباركة كما في قوله تعالى: {ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ}[7].


فما هو معنى التوبة؟ التوبة تعني: الإلتفات والإنابة، وبسببها يرعاكم الله تعالى بعطفه، من أجل أن تميل قلوبكم إليه.



إذا لم يحصل التعلّق من قبل المعشوق        فمهما سعى العاشق فلا  يصل الى غايته


وجاء في دعاء أبي حمزة الثمالي أيضاً: (معرفتي يا مولاي دليلي عليك وحبّي لك شفيعي إليك وأنا واثق من دليلي بدلالتك وساكن من شفيعي الى شفاعتك).


إذا رأيتم أيادي الشباب وهي تُرفع الى السماء في شهر رمضان المبارك داخل المساجد، وصوت (العفو) يدوّي من الحاضرين، إعلموا أنّ الله تعالى يرعى هذا الشعب، ويعطف عليه؛ لأنّه يريد أن يرسل رحمته ولطفه (اللهم إنّي أسألك موجبات رحمتك)، فالله تعالى يريد أن يشمل برحمته ولطفه هذا الشعب.


يجب علينا الإستغفار من ثلاث أنواع من الذنوب، وهذا مهم بالنسبة لنا، فنحن نحتاج إليه من أجل القيام بإدارة أعمالنا، وإذا ما غفلنا عن هذه الذنوب فسوف تلحق بنا أضراراً كبيرة.


أنواع الذنوب ثلاثة هي:


النوع الأول: ظلم النفس ـ و ذُكر ذلك في آيات وأحاديث كثيرة ـ وهو الذنب الذي يرتكبه الشخص ولا يضر به إلا نفسه، ويشمل الذنوب الفردية العادية المتعارفة.


النوع الثاني: الذنوب التي يرتكبها الشخص، ويُلْحِق من خلالها الضرر المباشر بالآخرين، وهذا الذنب يعتبر أشد من ظلم النفس، مع أنّه يعتبر ظلماً للنفس أيضاً؛ إلا أنه بسبب كون الإعتداء والتجاوز على الآخرين الذي يتم من خلاله، فإنّ بشاعة الذنب تكون فيه أكثر وعلاجه يكون أصعب؛ من قبيل الظلم، والغصب، وهضم حقوق الآخرين، وهضم حقوق الإنسانية.


إنّ الحكومات هي المسؤولة عن هذه الحقوق، وإنّ هضمها هو ذنب المسؤولين والسياسيين والشخصيات العالمية.


إنّ هذه هي ذنوب الذين تستطيع كلمة منهم أو توقيع، أو عزل أو نصب، أن تؤثر على عوائل، وأحيانا على شعوب بأكملها.


وكالمعتاد فإنّ الناس العاديين لا يقعون في مثل هذه الذنوب، وحتى لو وقعوا فيها فإنّ نطاقها سوف يكون محدوداً، كأن يمشي أحدهم ويقوم بضرب أحد الأشخاص في رجله متعمداً.


أمّا أنا وأنت إذا ما قُدّر لنا أن نبتلي بمثل هذا الذنب فسوف تكون دائرته أوسع، و كما ذكرت سابقاً فإنّ توقيعاً أو حكماً أو كلمة أو قضاء أو حركة تصدر منّا في مكان إتخاذ القرار يمكن أن يؤثر تأثيراً مباشراً على اُناس كثيرين.


إنّ لمثل هذا الذنب إستغفاراً يناسبه، إذ إنّ الإستغفار الذي يناسب النوع الأول من الذنوب هو أن يطلب الإنسان المغفرة من الله تعالى بقلب صادق.


أما النوع الثاني من الذنوب فلا يكفي فيه الإستغفار فقط، بل لابد للإنسان من جبره وإصلاحه.


حيث تأتي هنا مرحلة الإصلاح وتصحيح الأخطاء.


النوع الثالث: الذنوب التي ترتكبها الشعوب.


فالذنوب ليست متوقفة على أن يرتكب أحدهم ذنباً ويتضرر منه جماعة، بل أحياناً تبتلى إحدى الشعوب أو مجموعة من الأفراد المؤثرة على شعب آخر بالذنب.


وهذا الذنب له إستغفار يناسبه أيضاً.


تجد أحياناً شعباً ما يسكت على المنكر والظلم لسنوات عديدة ولا يبدي أي رد فعل تجاه ذلك، وهذا أحد الذنوب أيضاً، ولعله أعظمها، ويبيّن ذلك قوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}[8].


إنّ هذا الذنب هو الذي يزيل النعم الكبرى، وهو الذي يوقع البلايا العظيمة على الأفراد والشعوب العاصية.


لقد تحمّل هذا الشعب أعباء فعلته بعد خمسين عاماً ـ حيث تمّ في مدينة طهران تشكيل المجلس التشريعي وصُودق هناك على إنتقال السلطة والدولة الى رضا شاه ـ بسبب وقوفه موقف المتفرج وهو يرى المجتهد الكبير الشيخ فضل الله نوري يُعدم وسط مدينة طهران دون أن ينبس ببنت شفة، ويرى كيف عدّوه مخالفاً للحركة الدستورية ـ ولا يزال بعض الكتّاب والمؤلفين يرددون هذا الكلام الكاذب، والفارغ من المحتوى والمضمون ـ لأنّه كان يعارض أفكار البريطانيين والموالين للغرب في هذه المسألة ـ مع أنّ الشيخ فضل الله نوري كان من مؤسسي وقادة الحركة الدستورية ــ فلم يكن هذا ذنب مجموعة خاصة من الناس، بل كان ذنباً شعبياً عاماً وشاملاً {وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً}[9] .


في بعض الأحيان تكون العقوبة جماعية ـ رغم أنّ مرتكبي المعصية هم فئة خاصة، ولم يكن الجميع قد شاركوا بارتكاب المعصية بصورة مباشرة ـ لكون الفعل هو فعل جماعي، وعلى أثره أصبحت العقوبة عامة وشاملة.


إنّ الشعب الإيراني تحدى الموت، وتصدّت صدور أفراده للحيلولة دون تقدّم الدروع التابعة لمحمد رضا بهلوي في يوم من الأيام، وقام بتغيير موقف الصمت المشوب بالمعاصي إزاء ما يفعله الأعداء والعملاء لمدة خمسين سنة؛ مما جعل الله تعالى يثيبه على ذلك بأن سقطت الدولة الجائرة، وجاءت حكومة شعبية على رأس السلطة، وانقطعت العلاقات السياسية المشينة، وبدأت الحركة الإستقلالية، وما زالت هذه الحركة مستمرة وستستمر إن شاء الله تعالى، وسيصل هذا الشعب بهمته وعون الله تعالى الى تحقيق أهدافه.


إذاً فللنوع الثالث من الذنوب إستغفار يتناسب مع طبيعته أيضاً.


لقد جاءت كلمة(التوبة) في كثير من آيات القرآن الكريم مقرونة بكلمة (الإصلاح)، قال تعالى:{إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ}[10] وقال تعالى:{مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا}[11]


وفي مكان آخر ذُكر مصداق هذا الإصلاح أيضاً كما في قوله تعالى: {إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ}[12]، في مقابل الأشخاص الذين يكتمون الحقائق كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ}[13]، أو قوله تعالى {إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ} إنّ الطريق للتوبة، وإصلاح النفوس مقرون بتطهير وتنقية القلوب، وجعلها خالصة لله تعالى.


وبناءً على ذلك فإنّ الإصلاح يعتبر من لوازم التوبة.


علينا بالإستغفار.


وينبغي أن يكون استغفارنا أكثر من غيرنا، وعليّ أنّا بالذات أن أستغفر لنفسي، كما عليكم أن تستغفروا لأنفسكم، فكلّنا مذنبون، وفي الحقيقة لا يمكن أن يقال إننا مذنبون فقط؛ بل نحن غارقون بالذنوب، فما أكثر التقصير والتأخير الذي يحدث في أعمالنا الشخصية؛ ولذلك علينا بالإستغفار؛ لأنّ بالإستغفار يُنار القلب، وتُرق الروح والعقل.


إنّ استغفارنا هذا هو إستغفارٌ بيننا وبين الله، إلا أنّ هناك إستغفاراً عاماً أيضاً، يختص بالجالسين في هذا الإجتماع أكثر من غيرهم؛ بإعتبارهم من مسؤولي الحكومة، ورؤساء القوى الثلاثة، وأصحاب مسؤولية ونفوذ.


لقد دوّنت خمس نقاط، إلا أنه بسبب ضيق الوقت، سوف لا أدخل في التفاصيل، بل أمر عليها مروراً سريعاً فقط.


النقطة الأولى: مسألة الخلافات، علينا أن نستغفر ونتوب بسبب ما نثيره من خلافات؛ لأنّ الخلافات تضرّنا.


إنّ الخلافات تحدث أحياناً من خلال إثارة الشعور القومي والمذهبي والمحلي والسياسي، وأحياناً تحدث من خلال ايصال الخلافات الفكرية الى مرحلة الصراع.


لا إشكال فيما لو وجدت خلافات فكرية، إلا أنه لا ينبغي أن يصل هذا الخلاف الى حالة الصراع, وهذا هو سبب اعتراضنا على بعض الأشخاص الذين يطلقون العنان لأقلامهم الشيطانية بالكتابة ضد معتقدات الناس، وضد الحقائق الموجودة في المجتمع، وضد التاريخ الحقيقي، وإلا فليس لدينا أي اعتراض على مسألة حرية التعبير، فإنني معتقد بمسألة حرية التعبير بكل ما لهذه الكلمة من أبعاد ومعاني.


كل ما في الأمر هو ملاحظة ما يطرح في المحافل العامة، إذ إنّ هناك أموراً يجب طرحها فقط في الأوساط والمحافل التي تُطرح فيها البحوث التخصصية.


نعم، لا بأس من أن يجلس مجموعة من الفقهاء والحقوقيين والفلاسفة وعلماء الإجتماع ويتباحثون فيما بينهم بما يتعلق بالمسائل المهمة والضرورية، فيقبل أحدهم ويرد الآخر ويستدل الثالث ، ثم تُنشر بحوثهم ليقرأها الناس، إلا أنّ ذلك ينبغي أن يبحث في الأوساط التخصصية.


وهكذا بالنسبة لدلائل الثورة، وبالنسبة للقضايا الأساسية لنظام الجمهورية الإسلامية، ينبغي أن تبحث في الأوساط التخصصية، وهذا هو السبب لما طرحناه بالنسبة الى الحركة الفكرية المتحررة.


لقد تحرّكت الجامعات والحوزات العلمية حركة جيدة وأبدت تجاوبها، إلا أنّ ذلك لم يتحقق على أرض الواقع.


فعلى الأوساط العلمية أن تفتح أبوابها وتشرع بكتابة البحوث، لا أن يقوم شخص ما ببيان مسألة ـ من المفروض أنّها توضع على طاولة البحث والإستدلال في الحوزات التخصصية ـ لعامة الناس بصورة مبتذلة، وإنّ مثل هذا الأمر لا يُعد من مصاديق حرية الرأي.


لقد سعى الأعداء لسنوات طويلة من أجل إثارة الخلافات الفكرية والسياسية وتعميق الخلافات بين مسؤولي الدولة.


ومن الواضح أن الصراع بين المسؤولين في البلد، والتنازع والخلاف بينهم، وعدم قبول أحدهم الآخر وتربّص أحدهم للإيقاع بالآخر، يؤدي الى وقف عجلة التقدّم في العمل.


لحسن الحظ، إنّ بعض مسؤولينا ـ من منطلق الحكمة ـ لم يخضعوا للعدو، ولم يسمحوا لاتساع رقعة الخلافات، وإلا فإنّ خطط العدو واسعة جداً في هذا المجال.


إنّ التنسيق بين القوى الثلاث هي أحدى الفرص الفريدة بالنسبة للشعب الإيراني؛ مع أن البعض يوجهون انتقاداتهم لهذا التنسيق، وذلك ليس بصحيح.


فلا ضرر من أن يتحرك الأشخاص الذين ينتمون الى هذه القوى والذين انتخبوا من قبل الشعب على نسق واحد في الحركة السياسية، بل إنّ ذلك مفيد للبلد.


والشعب على بينة بهذا التنسيق، والساحة مفتوحة والعمل يتم بشفافية.


لا ضير من الإنتقاد، إلا أنّه يجب أن يكون إنتقاداً منصفاً، أي مبنياً على أساس معرفة قدرة وقابلية الأشخاص، ومقدار عزمهم وأهدافهم.


إنّ الفرصة سانحة الآن، فلا تتركوا هذه الروح التعاونية تزول بسبب البرامج الغير المناسبة التي تروّج إعتماداً على بعض الإشكالات أو تعظيم الأمور التافهة.


إنتبهوا الى أن عيون وآذان أصحاب النوايا السيئة ومرضى القلوب مفتوحة، لإيجاد الخلافات بين الجهات المتحدة ومنعها عن العمل.


عليكم أن تراقبوا الأمور جيداً، سواء كنتم في الحكومة أو المجلس أو القوة القضائية أو الميادين السياسية والإعلامية المختلفة أو غير ذلك.


إنّ الإنتقاد من أجل الإصلاح والمطالبة بقضاء حوائج الناس، أمر حسن.


إلا أن تتبع العيوب بلا مورد، وتعظيم الأمور، وتوجيه التهم، والإفتراء، وبث الإشاعات التي ليس لها أساس من الصحة، أمر قبيح.


فلا بد من التمييز بين الأمرين.


أعتقد أنّ علينا الآن الإستغفار، وعدم الإستمرار بالغفلة عن كلّ الأمور التي قصّرنا فيها على هذا الصعيد سابقاً.


النقطة الثانية: حبّ الأنا، بكل ما تمتلك هذه العبارة من معنى.


فإذا ما وجد حبّ الأنا في نفوسنا فعلينا الإستغفار من ذلك؛ لأنّ حبّ الأنا يتعارض مع حبّ الله، فإنّ قلب الأناني بقدر ما يحمل من حبّ الذات وعبادتها، يكون بعيداً عن حبّ الله وعبادته.


إنّ حبّ الذات بمعناه الواسع، يتضمن الدفاع الغير منطقي والتعصبي والمشوب بالحميّة من قبل الإنسان عن الحزب أو التيار الذي ينتمي إليه، أو عن أقربائه ومن ينضوي تحت لوائه أو أصدقائه الخلّص، وبما أن كثير من الخلافات السياسية التي يبتلى بها المجتمع من جرّاء ذلك، فإنّ هذا الأمر يعتبر خطأ كبير.


لقد قلت قبل عدة سنوات ـ لعله قبل عشرين سنة ـ : إنّ الخلافات الناشئة من المسميات كتلة اليسار وكتلة اليمين، تشبه الخلافات التي كانت موجودة بين القبائل في الجاهلية.


فلا تفسحوا المجال لمثل هذه الخلافات، ولا تجعلوا حبّ الأنا يترسّخ في أذهانكم وتترتب على ذلك الآثار السيئة.


النقطة الثالثة: الغفلة عن الشعب وخدمته.


علينا أن لا نجعل قلوبنا غافلة عن الشعب، وإذا كنا قد غفلنا عنه، فعلينا أن نستعين بالله ونتوب إليه من ذلك، وبالخصوص أنتم أيها المسؤولون ـ سواء كنتم في المجلس أو في الحكومة ـ الذين انتخبكم الشعب على ضوء شعاراتكم التي منها (تقديم الخدمات للمواطنين)، و(مكافحة الفساد)، و(تحقيق العدالة الإجتماعية).


عليكم أن لا تغفلوا لحظة واحدة عن الشعب.


فلقد تأسس هذا المجلس والحكومة الحالية ببركة مقولة تحقيق العدالة وخدمة الشعب ومكافحة الفساد، وإنّ الشعب يعيش مع هذه المفاهيم، فلا يمكن جعل هذه المفاهيم مجردة عن الواقع، بل إنّها مفاهيم واقعية، ولابد أن تطبّق في ميادين الحياة.


عليكم تطبيق العدالة في مختلف البرامج، وكل ما هو مرتبط بالعدالة وتحسين الأمور الإقتصادية والمادية للمواطنين، والذي طُرح في سياسة الخطة الرابعة، ومن جملته دعم الإقتصاد الوطني، والسيطرة على التضخم والغلاء، وتقليل الفواصل الطبقية بين أصحاب الثروات والطبقات الفقيرة في المجتمع، وما الى ذلك، وكله لابد أن يتم وفق برامج جديدة، وإلا فإنّ عنوان(العدالة) هو مفهوم لهدف تطلعي ليس إلا.


علينا أن نهتم بالسياسة التي يمكن أن توصلنا للعدالة، والبرامج التي يمكن أن تحقق هذه السياسية.


هناك الكثير من المشاكل في الخطّة الرباعية؛ وعلينا معالجتها؛ من أجل أن يكون هذا البرنامج وفق السياسات الواقعية، وأن يكون هناك أمل من وصولنا الى مصاف تلك السياسات بواسطة هذا البرنامج.


النقطة الرابعة: التغافل عن مبادئ الإقتدار الوطني والعوامل الباعثة على تحقيق قواعده الأساسية.


إنّ الشعب الذي يريد الوصول الى السعادة المعنوية والحرية والرقي العلمي، لابد أن يكون قوياً ومقتدرا ـ مع أنّ هذه الأمور هي من بواعث الإقتدار أيضاًـ


إنّ الشعب الضعيف المهان الخاضع للدول المستكبرة، الذي يطمح الى أيدي وأفواه الآخرين والذي لا يمتلك إقتداراً وطنياً، لا يستطيع أن يصل الى أهدافه العليا.


كيف يتحقق الإقتدار الوطني؟ يتحقق بالعلم والأخلاق.


لقد تحدثنا كثيراً في مجال العلم، وسنتكلم عن الأخلاق في هذا الإجتماع.


علينا أن نتحلى بدرجة عالية من الأخلاق؛ لأنّ رسولنا (صلى الله عليه وآله وسلم) هو معلم الأخلاق، وهو الذي رفع راية التهذيب وكمال الأخلاق، ودعا إليها من خلال رسالته، فعلينا أن لا نتخلّف عن ركب قافلة الأخلاق.


إنّ من القواعد الأساسية للإقتدار: تهذيب السلوك الإجتماعي، والإلتزام بالنظام، ومحاسبة الضمير أثناء العمل، وتطبيق القانون، والتمسّك بروح الإيمان.


إنّ البعض من عديمي الإنصاف أخذوا بالتعدي على روح الإيمان لدى شبابنا، وجعلوها في معرض النهب باسم الحرية والشعارات الفارغة والغير منطقية.


فعليكم أن لا تغفلوا عن قدراتكم وقابلياتكم التي تمتلكونها.


إنّ أحد القواعد الأساسية للإقتدار الوطني هو أن يعتقد المسؤولون وأفراد الشعب أنهم قادرون على طي الطريق وتحقيق الأهداف، وأن لا يُشْعروا أنفسهم بأنّهم عاجزون ومكبلي الأيدي والأرجل في طريق مسدودة، وعلينا أن نبيّن ذلك للشعب، فإنّ هذه هي احدى وظائفنا، وهو جزء من عمل الحكومة.


إنّ الإقتدار الوطني هو من واجبات الحكومة وعلى أجهزة الدولة أن تقوم بذلك.


علينا أن لا نتوهم القدرة، وأن لا نفترض أننا قادرون إعتماداً على التخيّل والوهم والتمسك بالهواجس، بل علينا أن لا نغفل عن إقتدارنا الحقيقي والواقعي.


النقطة الأخيرة: الغفلة عن العدو.


عندما نغفل عن العدو أو مؤامراته، فلابد لنا من الإستغفار والتوبة من ذلك.


والتوبة هنا بمعنى الإلتفات الى أنفسنا والإنتباه إليها، والفطنة والذكاء والنظر بدقة وحزم الى الأمور.


أخذت تثار ضجة في الآونة الأخيرة من أننا كثيراً ما نتعرّض الى ذكر الأعداء، ونتوهم بأنّ هناك مؤامرات تحاك ضدنا!


وهل أنّ المؤامرات يمكن أن تزال مع الغفلة؟! لقد أصبح كل شيء واضحاً وملموساً.


ولعل الأمر كان خافياً عندما كانت تثار هذه الضجة، إلا أن اليوم أصبح العدو يعلن على الملأ بأنّه يدبّر المؤامرات ضد النظام الإسلامي للجمهورية الإسلامية، وضد دستورنا وشعبنا ومنافعنا.


إذاً يجب أن نتحلّى بالذكاء والفطنة، لأجل كشف مؤامرات الأعداء، التي تحاول النيل من أرض وهوية الشعب، وبذلك نكون قد حفظنا أرواحنا وشعبنا ومصالحنا من دسائس ومؤامرات العدو.


تتمتع منطقتنا اليوم بمزايا كثيرة.


ويمكن القول إنّ منطقة الشرق الأوسط هي من أهم المناطق الحساسة في العالم؛ ولهذا قامت أمريكا بتعيين الأهداف المرسومة لها في هذه المنطقة.


إنّ الهدف الرئيسي لأمريكا يدور في إطار إيجاد إمبراطورية دولية، والهيمنة على العالم. فهي لا تسعى لتحقيق أهداف في أجزاء خاصة من العالم، كلا؛ بل تريد تحقيق هذه الإمبراطورية والتسلّط على رقاب جميع الشعوب.


إنّ أمريكا تعتبر منطقة الشرق الأوسط من المناطق الحساسة، وإنّ أهدافها تدور في إطار السيطرة على هذه المنطقة، وقد أعدّت الخطط من أجل السيطرة على الشرق الأوسط والخليج الفارسي وشمال أفريقيا.


إنّ هذه الخطط كانت موضوعة مسبقاً، وقد قاموا بالتمهيد وتوفير الأسباب لها، إلا أنهم لن يستطيعوا تمرير مخططاتهم والوصول الى أهدافهم؛ والدليل على ذلك هو فشل هذه الأهداف في فلسطين والعراق.


ومع ذلك فإنّهم لا يزالون يمتلكون المخططات لهذه المنطقة وللدول الأخرى، ومن بينها العراق.


إنّ هدف أمريكا الأساسي في منطقة الشرق الأوسط هو إيجاد حكومات عميلة وخاضعة لا تسبب لها المتاعب.


إنّ بلدان الشرق الأوسط اليوم ليست كذلك، بالطبع، إنّ الكثير منها هي تابعة لأمريكا، إلا أنّها سوف تسبب المتاعب لأمريكا أيضاً.


لو أن أمريكا أرادت الحصول على نسخة أمريكية مشابهة لها لا تسبب لها المشاكل، فإنّ سبيلها الى ذلك هو إيجاد حكومات عميلة خاضعة لها تتمتع بظاهر شعبي وديمقراطي.


إنّ أمريكا اليوم غير راضية حتى عن الأنظمة المَلَكية الموجودة في الشرق الأوسط؛ لأنّها تعلم أنّها تسبب لها مشاكل كثيرة.


على الدول الإسلامية والعربية أن تلتفت الى أنّ أمريكا لا تدبّر المخططات للبنان وسورية والعراق فقط ـ فتقف موقف المتفرج ظناً منها بأنّ هدف أمريكا هو السيطرة على سوريا ولبنان فقط ـ بل إنّها تخطط للسيطرة على مصر والسعودية والأردن وجميع دول الخليج الفارسي.


إنّ هناك مسافة بعيدة بين أهداف أمريكا والحقائق الموجودة على أرض الواقع، فإنّ الإدارة الأمريكية اليوم كـ (السكران) حين تتخذ القرار، فهي غير ملتفتة الى ما تقوم به، وهي بعيدة كل البعد عن الحقائق التي تحدث في العالم.


وهذا ما يصرّح به اليوم لُبابة المحللين السياسيين الأمريكيين, وإنّهم يدوّنون ذلك في مواقع شبكات الانترنيت والصحف، ويصرّحون بأنّ تصرفات أمريكا هذه سوف تؤدي بها الى الإنهيار والسقوط.


وهذا هو الواقع:


إنّ تصرفات أمريكا وما تقوم به من خطط عدائية ضد البشرية تشير الى إحتمال تعرّضها الى الغضب الإلهي.


إنّ بلدنا يقطن هذه المنطقة من العالم، وهو يتمتع بالإقتدار الوطني والقوة السياسية على صعيد الشرق الأوسط وعلى الصعيد الدولي، وعلى صعيد الإعتراف من قِبَل لُبابة المحللين السياسيين الأوائل في العالم، فإنّ ما نمتلكه من بلد كبير عامر في نقطة حساسة جداً من العالم، وثلة من المسؤولين المتكاتفين، وشعب موهوب وشاب قد منح الجمهورية الإسلامية قوة مميزة.


إنّ في مثل هذا الموقع علينا أن ننتبه ونتوجه الى ما يدور حولنا، ونطّلع على مؤامرات الأعداء، ونتصرف بفطنة وذكاء وتدبير وشجاعة.


إنّ ما نراه من كثرة الضجيج ضد الجمهورية الإسلامية، هو دليل على اقتدارنا.


فقد كان الإمام الخميني (رضوان الله عليه)يقول: لو لم تكن الجمهورية الإسلامية شيئاً يذكر، فلماذا تُحشّد كلّ هذه القوى ضدّها؟ وإذا لم تكن ذات أهمية، فما هو سبب السعي الحثيث ضدها؟ إنّ هذا هو سبب اقتدارنا.


قبل عدة أيام أخذوا يثيرون الضجيج على تصريحات رئيس الجمهورية أحمدي نجاد ضد الكيان الصهيوني، وبالطبع فإنّ هذه ليست هي المرة الأولى، بل حدث هذا عدّة مرات، حيث كانت المرة الأولى قبل عشرة أو إثنا عشر سنة عندما قتل اسحاق رابين، حيث أبدى رئيس جمهوريتنا آنذاك رأيه في ذلك، فأثاروا ضجة لكون رئيس الجمهورية أبدى ارتياحه بسبب مقتل رئيس الوزراء الإسرائيلي!


إنّ الإنسان ليخجل أمام البشرية بسبب مواقف قادة الدول الأوربية والغربية تجاه الكيان الصهيوني، وعلى هذه الدول أن تخجل من البشرية ومن شعوبها بسبب الخنوع الشديد الذي تبديه تجاه الصهاينة.


وهل من العجيب أن تخالف دولةٌ دولةً أخرى ولا تعترف بهويتها السياسية؟! أو أنّ قليلاً ما يوجد في العالم أنّ رؤساء دولة ما يتمنون في قلوبهم موت رئيس أحد الدول الأخرى؟! بل ويظهرون ذلك علناً في كل مناسبة، فلماذا لا تثار الحساسية ضدهم كما حصلت ضد رئيس الجمهورية الإسلامية؟!


للأسف، إنّ التسلط الصهيوني الذي ليس له حدود على الدول الغربية والأوربية هو الذي يُحدث مثل هذه الضجة.


بالإضافة الى ذلك تجد أنّ المستكبرين يحاولون الربط بين هذه المسألة ومسألة النشاط النووي الإيراني.


إنّ هؤلاء الجهلة الذين ربطوا هذا الموضوع بأحداث النشاط النووي، لم يكونوا يعلمون بأنّ السلاح النووي لا يصلح لتدمير الأنظمة والحكومات، بل إنّه يصلح لتدمير الانسان والبلدان، وإنّ مقاومة وعزم الشعوب هي التي تزيل الأنظمة الفاسدة، وإنّ هذه المقاومة وهذا العزم يوجد عند الشعب الفلسطيني، وبقوة الله ستنتهي مقاومة الشعب الفلسطيني الى زوال الكيان الصهيوني.


اللهم نقسم عليك بمحمد وآل محمد أن توفقنا للإستغفار والتوبة، وأن تُنوّر قلوبنا بأنوار التوبة، وأن تُنجي الأمة الإسلامية وشعوبها من شرّ الأعداء.


اللهم اجعل الشعب الإيراني العزيز أكثر عِزاً يوماً بعد يوم.


ـ أحد الأخوة طلب مني بالخصوص أن أوصي المدراء، وبالأخص مسؤولي التربية والتعليم والجامعات، واُأكد عليهم في ما يتعلق بمسألة الصلاة، ، بأنّ يهتموا بهذه المسألة.


وإن شاء الله يستطيع مسؤولي إقامة الصلاة من إجراء برامجهم في الأماكن المخصصة لذلك، وأن يتعاونوا فيما بينهم في هذا المجال، ونأمل أن يزداد هذا التعاون في المستقبل إن شاء الله تعالى.


اللهم احشر شهداءنا الأعزاء مع الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وزد التكاتف بين مسؤولي بلدنا يوماً بعد يوم.


اللهم أسألك بحق محمد وآل محمد أن توفق مسؤولي بلدنا في القوى الثلاث للقيام بوظائفهم.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته