بسم الله الرّحمن الرّحیم (1)
والحمد لله رب العالمین، والصلاة والسلام علی سیدنا ونبینا أبي القاسم المصطفی محمد، وعلی آله الأطیبین الأطهرین المنتجبین، سیما بقیة الله في الأرضين.
قدمتم خير مقدم يا أعزائي، فلقد نشرتم النور في أرجاء حسينيتنا بحضوركم الصادق والمؤمن والثوري وبكلماتكم وتصريحاتكم، وأذقتمونا حلاوة اللقاء بجمعٍ كبيرٍ من الطبقة الكادحة المؤمنة المضحية. فإن مجتمعنا العمّالي - كما أشاروا وذكرتُ بنفسي كراراً - يعد حقاً طبقة مخلصة مؤمنة صادقة كادحة لا في المصانع وحسب، بل في أجواء الثورة وفي سبيل أساس الثورة ودفاعاً عن الثورة وفي فترة الحرب المفروضة.
نحن على أعتاب يوم النصف من الشعبان. وأودّ أن أتطرق قليلاً لهذا العيد. يعدّ النصف من شعبان تجسيداً للأمل بالمستقبل. ومعنى ذلك أن كل الآمال التي نعقدها تجاه قضيةٍ قد تتحقق وقد لا تتحقق، بيد أن الأمل بالإصلاح النهائي على يد وليّ الله المطلق، الإمام صاحب الزمان (عجل الله تعالى فرجه وأرواحنا فداه) أملٌ لا خُلف فيه. «السلام عليك يا وعد الله الذي ضمنه»(2)، إنه الوعد المضمون لله، «السلام عليك أيها العَلَم المنصوب والعِلم المصبوب والغوث والرحمة الواسعة وعداً غير مكذوب»(3)، إنه وعدٌ إلهي لا يخلف.
وهذا ما لا نقول به نحن الشيعة وحسب، بل ولا نقول به نحن المسلمون وحسب، وإنما أديان العالم برمّتها تترقّب مثل ذلك اليوم. سوى أن ميزتنا هي أننا نعرف هذا الشخص، ونتلمّس وجوده، ونعترف بحضوره، ونتحدث إليه، ونخاطبه، ونسأله ويجيبنا، هذا هو الفرق (فيما بيننا). فإن الآخرين - سواء المسلمون من غير الشعية أو المتدينون من غير المسلمين - يؤمنون بشيء مبهم، على خلافنا نحن الشيعة، فإنه محدّدٌ ما نريده، ومن الذي نحدّثه.. (وبالتالي هذا اليوم) هو يوم الأمل.
يا أعزائي، أيها الشباب الأودّاء، أيها العمّال الأحباء! اعرفوا قدر الأمل وحافظوا عليه في نفوسكم.. الأمل بتغيير الوجه المظلم والحالك والمشوّه للعالم الرازح تحت همينة القوى الكبرى في الوقت الراهن. واعلموا بأن الأوضاع ستتغيّر، وثِقوا بأنّ أجواء الظلم والجور التي تشاهدونها اليوم في العالم من الغطرسة والبذاءة والخبث والرذيلة - والتي تتجسّد في زعماء أمريكا والصهيونية وغيرهم بنحوٍ أو بآخر - سوف تتغير لا محالة.. هذا هو ذلك الأمل الذي نحمله. والواجب علينا هو أن نسأل الله ونبذل جهودنا ونساعد على تقديم ذلك اليوم وتقريبه إن شاء الله.
ولأذكر نقطة بشأن شهر شعبان الذي لا تنبغي الغفلة عنه. شهر شعبان عيدٌ من أوله إلى آخره، كما هو شهر رمضان الذي يعد من أوله إلى آخره عيداً كذلك.. عيد أولياء الله. فإنه أيما يوم تتوافر فيه للإنسان إمكانية العمل على صفاء ذاته ونور قلبه، يكون ذلك اليوم يوماً مغتنماً ويوم عيد. وشهر شعبان من أوله إلى آخره هو شهر هذه الفُرص. فالاستغفار في هذا الشهر، والدعاء في هذا الشهر، والزيارة في هذا الشهر، والتضرّع في هذا الشهر، وتلاوة القرآن في هذا الشهر، والصلاة في هذا الشهر؛ هذه كلها فرصة. فإنّ من الواجب علينا بذل قصارى جهدنا لإعمار الدنيا وهذا ما لا ريب يعتريه، ولكن يجب علينا كذلك بذل المجهود لإعمار القلب وبناء الذات. فالقلب العامر هو الذي يكون بوسعه بناء عالم صالح، وأما إذا لم يكن القلب عامراً بل كان ملوّثاً مسودّاً مليئاً بالمعاصي والذنوب، فإنه قد يتقدم في التكنولوجيا، ويبلغ بالتقنية إلى ما هي اليوم عليه بل أعلى، ولكن العالم سوف لا يكون عالم العذوبة والحلاوة، وإنما يكون عالم المرارة وفقدان العدالة. والعالم الحلو لا يتحقق إلا إذا كانت قلوب المتخذين للقرار والمبادرين والسائرين بل وعامة الناس إن أمكن عامرة نيّرة. فلا تغفلوا عن شهر شعبان.
أودّ أن أتطرّق إلى قضايا العمّال، وأتعرض كذلك - في جملة وجيزة - إلى القضايا العالمية التي هي موضع ابتلائنا. فيما يخص قضايا العمّال (أقول) بأن الطاقة الإنسانية تمثّل إحدى أكبر الثروات لأي بلد. ومعنى ذلك أن وجود العامل والمصمّم والمهندس والناشط في مجال الإنتاج في أي حقل من الحقول، تعتبر قيمته للبلد أغلى من الموارد الجوفية ومن الذهب والنفط والألماس وما شاكل ذلك بكثير، وهذا هو الذي يكون بمقدوره إعمار البلد. ولكم أن تنظروا اليوم إلى بلدانٍ يتم إنتاج وإعداد كل أو جلّ ألماس العالم من بلدهم ولكنهم يعيشون في بؤس وفقر، لماذا؟ لأنهم لا يمتلكون طاقة إنسانية كافية نشيطة مفكّرة. فالطاقة الإنسانية تشكّل أكبر ثروة للبلد. وها أنتم تمثّلون الطاقة الإنسانية.. أنت العامل، وأنت الموفّر لفرص العمل، وأنت المهندس، وأنت المصمّم، وأنت الناشط في شتى مجالات العمل، أنتم الذين تمثلون الطاقة الإنسانية. هذه هي القيمة العالية للطاقة الإنسانية، والشريحة العمالية تدخل في عداد هذه القيمة العالية وهذه الثروة الكبرى.
إن جهود عمّالنا تفوق المستوى المألوف والمتوسط في العالم من حيث قيمة العمل وجودته. هذا ما ذكرته مراراً حول مختلف المجموعات، بما فيهم طلاب الجامعات والمحققين والباحثين، والدراسات المنجزة بأسرها تؤيّد هذا المعنى، وهذه عقيدتي بشأن العمّال أيضاً. حيث يعتبر العامل الإيراني من أفضل العمّال في العالم، أي إنّ يده الفنانة وأفكاره ورؤاه ومحفزاته العالية أعلى من المتوسط العالمي. هذا في الوقت الذي كان العمل والعامل والمجتمع العمالي والإنتاج والقضايا الوطنية مهملة في فترة الخناق والبطش البهلوي(4)، وقبلها في فترة الغفلة والسبات المتواصل القاجاري(5)؛ في فترة القاجار بسبب الحماقة والتخلف الذهني، وفي فترة (الحكم) البهلوي بسبب الخيانة. ولكن بعد أن تحرّكت القوى العاملة إبّان الثورة ودبّ فيها نشاط جديد وتقدمت كمياً ونوعياً، نشاهد أن معدّل القابليات والقدرات لدى العامل الإيراني يفوق المتوسط العالمي.
أقاموا هنا يوم أمس معرضاً صغيراً من المنتوجات المحلية، فتجوّلتُ في هذا المعرض (6) وشاهدته لبضع ساعات، ورأيت منجزاتكم. والحق يقال: يجب لثم اليد الفنانة للعامل الإيراني ويجب لثم أياديكم! فإنّ هذا المنتوج المحلي القيّم من حيث النوعية والجودة، رغم كل ما نقاسيه من مشاكل، ورغم العقوبات (المفروضة علينا) حيث يحولون دون المواد الأولية والأجهزة المتطورة، ورغم شتى صنوف العقبات التي يضعها المستكبرون في العالم أمامنا، مع ذلك حين ينظر المرء إلى هذا النتاج ينبهر بجودته.
شاهدنا هنا يوم أمس المنتوجات التي عرضتها عشرات الشركات - وهي نفس أعمالكم اليدوية -، بدءاً من الأقمشة والأحذية والثياب المخيطة ووسائل العيش و(أواني) الفرفوري والبلور، إلى الأدوية ومستحضرات التجميل وأدوات المنزل والثلاجات والأجهزة والقرطاسيات وكل شيء، حيث عرضوها لنا هنا، وطال (المعرض) عدة ساعات، وكانت كلها بارزة مميزة. والإنسان حقاً يقف مطأطأ الرأس إجلالاً وإكباراً أمام اليد الإيرانية العاملة! وإذا بالبعض حين أتحدثُ عن دعم البضاعة الإيرانية لا يؤمن أو لا يصدّق أو لا ينفّذ! إنّ دعم البضاعة الإيرانية يعني دعم هذا العامل.. يعني دعم اليد العاملة.. يعني دعم الإنتاج! والدعم هذا شامل، فعلى الناس أن تدعم، وعلى الحكومة أن تدعم كذلك، وعلى الجميع أن يدعموا.
لقد طرحوا بعض المشاكل التي لها صلتها بموفّري فرص العمل وبالعمّال أيضاً، بما في ذلك مشكلة الضمان، ومشكلة شحة الإمكانيات، ومشكلة السيولة، ومشكلة موانع الضرائب، والمشكلة المنبثقة من جهة البنوك ومن جهة وزارة الاقتصاد ومن مختلف الجهات.. هذه مشاكل لابد من معالجتها، وتتعيّن المبادرة بشكل قاطع وكامل لإزالتها. فإن عولجت المشاكل، وخضعت البضاعة الإيرانية للدعم، وثُمِّن إنجاز العامل الإيراني، عندذاك سوف لا نشهد مصنعاً يقول: «أنا أمارس عملي بثُلث طاقاتي وقدراتي». وهذا ما أباح به البعض لنا يوم أمس قائلاً: نحن نمتلك هذا المقدار من الإمكانيات ولكننا نعمل بثلث أو نصف إمكانياتنا. لماذا؟ أين عمّالهم الذين يشكّلون الثلثَين الآخرَين؟ هكذا تنتج البطالة المتراكمة في داخل البلد. فإنّ قولنا «دعم البضاعة الإيرانية» يعني أن يتم توفير وإيجاد فرص العمل.. يعني ألّا يوجد لدينا عامل عاطل.. يعني ألّا يفكّر خرّيجنا الشابّ بالجلوس خلف الطاولة وحسب، بل ليعلم أن بوسعه ممارسة العمل بما يتناسب وشأنه في شتى القطاعات.. هذا هو الذي يتحقق إذا تم دعم البضاعة الإيرانية.
لماذا يصرّ البعض على صبّ أموالهم في جيوب الشركات الأجنبية؟ أيّ مرضٍ هذا يُحتِّم ضرورة استهلاك السِلعة الأجنبية؟ تارة لا توجد سلعة إيرانية مماثلة، ولا كلام في ذلك، فإن إنتاج بعض السِلع في الداخل قد لا يدرّ علينا بنفعٍ؛ لا بأس! لا توجد لدينا في البلد ما يشابه هذه البضاعة. ولكن حين تتوافر في الداخل سلعة مماثلة، ويتم إنتاجها بجودة قد تضاهي جودة السِلعة الأجنبية وقد تفوقها، فعلامَ يصرّ البعض على أن يستهلكوا بالضرورة البضاعة الأجبينة والعلامة التجارية الأجنبية الفلانية وما شاكل؟ أيّ مرض هذا؟ لماذا يسيء البعض الفهم والإدراك؟ فلنستهلك البضاعة الإيرانية، ولنقرر (بأنفسنا)، وللتقرّر المؤسسات الضخمة والحكومة نفسها وآخرون، وليقرّر الجميع بأن يدعموا البضاعة الإيرانية. نحن لا نتعصّب ضدّ غيرنا، ولا نبغي إيجاد العداوة والبغضاء، ولكن نريد أن نحثّ أبناءنا وشبابنا وعمّالنا على العمل، ونريد أن نشغلهم بممارسة الـمِهَن، ونريد أن ننقذهم من مضرّات البطالة. فإن للبطالة مضرّات جمة، اجتماعية وأمنية وأخلاقية وغيرها من صنوف المضرات.. هذا ما نريده، والسبيل إلى ذلك يكمن في دعم البضاعة الإيرانية، فلندعم ولندافع عن السِلعة الإيرانية وعن الإنتاج الإيراني.
هذا هو الطريق الأمثل لمواجهة العدو. التفتوا يا أعزائي! لقد عرف الأعداء وأدركوا بأنهم لا يستطيعون تحقيق أي مكسب في ظلّ الحرب العسكرية الصلبة. قبل عدة أعوام صرّح أحد رؤساء أمريكا - وهو الآخر كهذا (7) كان سيء الخلق سخيف القول بذيء الكلام - بتصريحات ضدّنا. فقلتُ خلال كلمة في تلك الفترة: «لقد ولّى زمن اِضرب واهرب، إن تَضرِبوا تُضرَبوا» (8). وهذا ما هم على اطلاعٍ به، ويعلمون أنهم لو دخلوا في اشتباك وصراع عسكري عنيف معنا لتورّطوا. أجل، سيوجّهون ضربة لنا، ولكنهم قد يتلقّون أضعاف هذه الضربة، وهذا ما هم أدركوه. ولذا فالسبيل الذي عثروا عليه هو شنّ حرب اقتصادية وثقافية وما شابه. ولا أروم الآن الخوض في الشأن الثقافي، ولكن القائم لأعدائنا في المرحلة الراهنة هو الحرب الاقتصادية. وغرفة عمليات الحرب في أمريكا ضدنا وزارة الخزانة الأمريكية وهي نفسها وزارة الاقتصاد والمالية.
ما هو سبيل التصدي للحرب الاقتصادية؟ السبيل هو اللجوء في الداخل إلى الاقتصاد الذاتي. فإن كان اقتصادنا متكئاً تابعاً تتولّد المشاكل. علماً بأني لا أؤمن بضرورة أو إمكانية قطع العلاقات الاقتصادية مع العالم؛ من الواضح أنه لا يمكن ذلك. فالعالم اليوم برمته مرتبط ومتصل مع بعض، ولكن الاتكاء على خارج الحدود خطأ في خطأ، ولا ينبغي فعله. نعم فلينطلقوا وليقيموا العلاقات مع العالم بالحنكة والتدبير ورسم السياسات الصائبة والمتابعة الصحيحة والجدّ. هذا وإنّ العالم كبير، لا يتلخّص في أمريكا وبضع دول أوروبية، وإنما هو عالم مترامي الأطراف، فليقيموا العلاقات بالمقدار اللازم، ولكن لا يعقدوا الآمال على أية قوة أجنبية، بل عليهم أن يعقدوا الأمل على العنصر الذاتي وعلى هذه القيمة الكبيرة المتمثلة بالطاقات الإنسانية في الداخل. فإن شاهد الناس بأننا نحن المسؤولين نصرّ على معالجة مشاكلنا في الداخل وعلى استثمار طاقاتنا الذاتية، حتى ولو واجهتهم شدّة، يصبرون ويمدّون يد العون إلينا. فليلتفت المسؤولون الموقّرون في البلد إلى أنه لا ينبغي لهم الاتكاء على الخارج.
إن واحدة من الطرق التي يسلكها الأمريكيون لمجابهة نظام الجمهورية الإسلامية المستقل والمنادي بالحرية - وهم يناهضون مناداته بالحرية ويناوئون استقلاله، قائلين عليكم بالانضواء تحت لوائنا وتحت مظلّتنا، والانصياع لأوامرنا، ورسم السياسات بما يجاري رغبتنا، لأننا أزيد أسلحةً وأقوى سلطة وأكثر مالاً، هذا ما هم يبتغونه - هي الممارسة الاقتصادية.
والطريق الآخر - في سبيل أن تتطلعوا عليه وتلتفتوا إليه - هو تأليب الدول الغبية، وماذا عساني أن أعبّر! الدول غير الواعية في منطقتنا لإثارة الاختلاف والشقاق والصراع وأمثال ذلك. إذ يقوم الأمريكيون بمجالسة السعوديين لتحريضهم على الجمهورية الإسلامية، ولكن إن كنتم تريدون التحريض، فلِمَ لا تحرّضون الصهاينة الذين هم عبيد لكم - عبيد بمعنى وأسياد بمعنى آخر -؟ لماذا تحرّضون أولئك السعوديين التعساء؟ يقولون: نريد اشتعال حرب فيما بين المسلمين.
إنّ واحدة من مخططاتهم هي ترغيب وتحريض وتأليب بعض الدول من هذا النمط - وقد ذكرتُ السعودية على سبيل المثال - لمواجهة الجمهورية الإسلامية ومجابهتها والوقوف وجهاً لوجه أمامها. ولكن لو كانت (هذه الدول) تتسم بالعقل، فلا ينبغي لها أن تُخدَع بهذا العدو، لأنها إذا وقفت أمام الجمهورية الإسلامية وجهاً لوجه، فإنها ستتلقى الضربة وتُمنى بالهزيمة لا محالة. ذلك أنهم لا يريدون تكبّد خسائر مواجهة نظام الجمهورية الإسلامية والشعب الإيراني المقتدر، ولذلك يضعون عبء هذه الكلفة على عاتق أمثال هذه الدول في المنطقة.
إنّ مهمة أمريكا هي زعزعة الأمن.. أينما وطأ الأمريكيون أقدامهم على مدى هذه السنوات بدّدوا الأمن، وفي أي نطقة دخلوها - سواء في غرب آسيا التي نحن فيها أو في سائر النقاط - زعزعوا الأمن بإثارة الحروب الأهلية أو التناحر بين الإخوان، وأنزلوا بأهلها الشقاء والتعاسة. ولهذا السبب يجب استئصال شأفة أمريكا من منطقة غرب آسيا، وعلى الأمريكيين أن يخرجوا من هذه المنطقة. فإن ذلك الذي يجب قطع يده من المنطقة أمريكا لا الجمهورية الإسلامية. نحن الجمهورية الإسلامية.. نحن أهل هذه المنطقة، والخليج الفارسي بيتنا، وغرب آسيا دارنا، والمنطقة هذه منزلنا، وأنتم الغرباء.. أنتم الذين جئتم من مكان بعيد.. أنتم الذين تحملون أهدافاً خبيثة.. أنتم الذين تبتغون إثارة الفتن، وأنتم من يجب عليكم الرحيل. واعلموا بأن الأمريكيين وأمثالهم ستُقطع أيديهم من هذه المنطقة.
إن من الأمور التي أؤكّد عليها ولطالما ذكرتها في خصوص دعم البضاعة الإيرانية - والسيد الوزير حاضر هنا - والتي ينبغي متابعتها في الحكومة بكل جدّ هي الحيلولة دون الاستيراد المنفلت ومكافحة التهريب بصورة جادة. فإن شكوى وعتب الكثير من هؤلاء المسؤولين والناشطين في مجال البضائع الإيرانية، (من قبيل) موفّري فرص العمل والمستثمرين والعمّال الماهرين وغيرهم، هي أنه تُستورَد السِلع الأجنبية بجودة متدنية في الأغلب، وتنافس السلعة المحلية منافسة غير عادلة وغير متكافئة، وتحدّ من انتشارها. وهذه من الأمور التي يجب الوقوف أمامها بكل تأكيد. علماً بأن المسائل التي أدلى بها هنا اليوم السيد الوزير، والأعمال التي تم إنجازها أو التي هي في طور الإنجاز أعمال قيمة، ولكن عليهم إن شاء الله متابعتها حتى حينِ تحققها ومشاهدة مخرجات العمل وتلمّسها.
نسأل الله أن يكون مجتمعنا العمالي ولاسيما شبابنا العمّال الأعزاء يوماً بعد يوم أكثر تطلّعاً وأملاً بالمستقبل.
والسلام علیکم ورحمة الله وبرکاته
الهوامش:
- في بداية هذا اللقاء ألقى السيد علي ربيعي وزير التعاونيات والعمل والرفاه الاجتماعي كلمة قدّم خلالها تقريراً حول عمل وبرامج وزارته بهذه المناسبة.
- جانب من زيارة آل ياسين.
- الاحتجاج، ج 2، ص 493 (زيارة آل ياسين).
- إشارة إلى النظام البهلوي الشاهنشاهي البائد.
- إشارة إلى الدولة القاجارية التي حكمت إيران قبل الدولة البهلوية.
- زيارة سماحته لمعرض البضائع الإيرانية الذي أقيم في حسينية الإمام الخميني (رحمه الله) بتاريخ 29/04/2018.
- كناية عن الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب.
- كلمة سماحته في لقائه بمسؤولي البلاد ومدراء الدولة بتاريخ 22/09/2007.