استقبل سماحة آیة الله العظمی السید علی الخامنئی قائد الثورة الإسلامیة قبل ظهر یوم الإثنین 24/09/2012 م القائمین علی الحج، و أشار إلی الإهانة التی وجّهت للرسول الأعظم (ص) و تجلی عظمة شخصیته فی أعین المحبّین و حتی الأعداء، و اعتبر الحج فی هذا العام ذا مکانة خاصة و مختلفة عن الأعوام الماضیة مؤکداً: التجسید الجمیل و العظیم لاتحاد الأمة الإسلامیة بفضل الوجود المقدس لخاتم الأنبیاء (ص) و إبداء النفور و الغضب العمیق من قبل کل المسلمین من جبهة الاستکبار یجب أن یعبّر عن نفسه فی الحج و هو أکبر اجتماع للمسلمین من کل أرجاء الأرض، و هذا هو المعنی الحقیقی للبراءة من المشرکین.
و أوضح الإمام الخامنئی أن خطوة المستکبرین و عملائهم بإهانة الساحة المقدسة لرسول الرحمة و العزة و الکرامة مؤشر علی عمق عدائهم و بغضهم و حقدهم لرسول الإسلام (ص) مضیفاً: الموقف الذی اتخذه الساسة الغربیون حیال هذه الإهانة الکبری لا یختلف أبداً عن موقف العدوان.
و لفت سماحته قائلاً: قضیة توجیه الإهانة لرسول الإسلام (ص) و موقف زعماء جبهة الاستکبار کشف عن وجههم الحقیقی و عن المحور الرئیس للتقابل بین جبهتی الحق و الباطل، و تبیّن أن أساس عداء المستکبرین هو لأصل الإسلام و الوجود المقدس لخاتم النبیین (ص).
و أشار قائد الثورة الإسلامیة إلی الغلیان المتلاحم و الهائل للمسلمین فی البلدان الإسلامیة و حتی الأوربیة و الأمریکیة مقابل هذه الإهانة مردفاً: التحرک الغلیانی للعالم الإسلامی بإبداء الحبّ لرسول الإسلام (ص) و إبداء النفور العمیق من الأعداء مشهد عجیب و مهم جداً یدل علی الإمکانیة الکبری لتحرک الأمة الإسلامیة.
و عدّ آیة الله العظمی السید الخامنئی الوجود المقدس لخاتم الأنبیاء (ص) نقطة التقاء کل المسلمین من کل المذاهب و الفرق ملفتاً: فی هذا المجال لم یعد ثمة فرق بین الشیعة و السنة و المعتدل و المتطرف، و قد هبّ الجمیع بقلوبهم و أرواحهم لأن رسول الإسلام (ص) هو محور و قطب العقائد الإلهیة و الإسلامیة.
و أکد سماحته علی ضرورة استمرار التبلور القیّم للوحدة حول شخصیة نبی الإسلام العظیمة و إبداء النفور من أعدائه فی الحج موضحاً: البراءة من المشرکین معناها أن یشعر کل المسلمین أنهم أمام عدو، و أن یتبرّأوا منه من أعماق وجودهم.
و أشار قائد الثورة الإسلامیة إلی المقام الشامخ الرفیع جداً لخاتم الأنبیاء (ص) و الصلوات الإلهیة و الملائکیة الخاصة علیه مردفاً: علی المسلمین أن یصمدوا علی کلمات الرسول (ص) ألا و هی التوحید و الإسلام و القرآن، و یجعلوا الحج مظهراً لإبداء الحبّ و العشق له.
و دعا آیة الله العظمی الخامنئی الأمة الإسلامیة إلی الیقظة و الوعی حیال المؤامرة الخطیرة المتمثلة ببث الخلافات فی ساحة غلیان المسلمین العظیمة المتلاحمة ملفتاً: لیعلم أعداء الدین و المستکبرون أن الأمة الإسلامیة رغم وجود مذاهب متعددة و بعض الفوارق النظریة و العقیدیة، متحدة متلاحمة فی مواجهتهم.
و أکد سماحته قائلاً: یجب أن لا یُسمح لجبهة الاستکبار بإنقاذ نفسها من غضب الأمة الإسلامیة بواسطة حراب بث الخلافات.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامیة فی جانب آخر من حدیثه الحج فریضة طافحة بذکر الله مضیفاً: الحج من أفضل و ربما أندر الفرص لتعمیق ذکر الله و الخشوع و التضرّع مقابل الخالق.
کما أوصی الإمام الخامنئی زوّار بیت الله الحرام بتوثیق أواصرهم القلبیة مع مسلمی البلدان المختلفة عن طریق الترکیز علی المشترکات و إبداء المحبة و مراعاة الآداب و الأخلاق الإسلامیة.
فی بدایة هذا اللقاء تحدّث حجة الإسلام و المسلمین قاضی عسکر ممثل الولی الفقیه و المشرف علی حجاج بیت الله الحرام الإیرانیین فأشار إلی انتخاب شعار «الحج، و العزة، و التضامن، و المسؤولیة الإسلامیة» لحج هذه السنة، و کذلک الخطوات المتخذة طوال العمرة فی العام الإیرانی 1390 - 1391 قائلاً: إقامة 97 ملتقی فی مکة و المدینة بحضور الشباب و الشرائح المتعلمة من العالم الإسلامی، و إقامة 21 ملتقی للحجاج و العلماء من أهل السنة، و جلسات التبادل الفکری مع النخب و الشخصیات العلمیة و الثقافیة من البلدان الإسلامیة، و إقامة المحافل القرآنیة و جلسات تعلیم المعتمرین و الحجاج، و إنتاج عشرات العناوین من الکتب الجدیدة من جملة الأعمال و الجهود الثقافیة المبذولة فی هذه السنة.
و تحدث أیضاً السید حسینی وزیر الثقافة و الإرشاد الإسلامی بخصوص الحج و مکانته و خصوصیات الحج لهذا العام.
و تحدّث کذلک حجة الإسلام موسوی رئیس منظمة الحج و الزیارة فقدم تقریراً عن الأعمال و الخدمات التنفیذیة لنحو 75 ألف حاج إیرانی یقصدون الدیار المقدسة هذه السنة علی شکل 449 قافلة.