فی لقائه بالسید بودیانو نائب رئیس جمهوریة أندونیسیا و الوفد المرافق له، أشار الإمام الخامنئی إلی المبادئ و الأهداف الأصلیة لحرکة عدم الانحیاز و الإمکانیات و الطاقات العالیة جداً للبلدان الأعضاء فی هذه الحرکة مؤکداً: لم یکن الهدف الأصلی لمؤسسی حرکة عدم الانحیاز تشکیل مؤسسة تشریفاتیة، إنما سعوا إلی حرکة مؤثرة و حیّة، و یجب الآن إحیاء هذا الهدف.
و أضاف سماحته قائلاً: البلدان الأعضاء فی حرکة عدم الانحیاز بما فی ذلک أندونیسیا و هی من البلدان المؤسسة یجب أن تتعاون مع بعضها و تفعّل الطاقات الکامنة، و یکون لها إسهامها المؤثر و الفاعل فی القضایا الدولیة و الإقلیمیة المهمة.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامیة الاستفادة من تجارب و تقدم البلدان الأعضاء فی حرکة عدم الانحیاز من الأرضیات الأخری الممکنة التنفیذ فی الحرکة منوهاً: طبعاً لتقدم البلدان المستقلة و الإسلامیة أعداؤه الذین یجب الحذر من مخططاتهم و مؤامراتهم.
و عدّ الإمام الخامنئی خلق خلافات و اشتباکات مذهبیة خصوصاً بین الشیعة و السنة من المؤامرات الخطیرة مردفاً: مثل هذه الممارسات تحصل بدعم بعض القوی و بواسطة عناصر مرتزقة، و نماذج ذلک مشهودة حالیاً فی أفغانستان و باکستان.
و لفت سماحته قائلاً: ظهرت القاعدة و طالبان بدعم حلفاء أمریکا فی المنطقة، و أمریکا تقصف بلدان مثل باکستان و أفغانستان بذریعة مجابهة هذه الجماعات، لکن هدفها الرئیسی هو السیطرة علی هذه البلدان.
و حذّر قائد الثورة الإسلامیة من وقوع مؤامرة خطیرة تتعلق بحرب قومیة و مذهبیة فی أندونیسیا، و مصر، و لیبیا، مؤکداً علی ضرورة التعاون بین البلدان الإسلامیة أکثر من السابق.
و أبدی السید بودیانو نائب رئیس جمهوریة أندونیسیا فی هذا اللقاء ارتیاحه لإقامة مؤتمر عدم الانحیاز فی طهران بشکل جید، و أوضح أن مجالات التعاون الاقتصادی بین إیران و أندونیسیا کثیرة جداً قائلاً: فی المحادثات التی أجریت فی طهران تقرّر تفعیل القطاع الخاص و التجار بین البلدین، ودراسة سبل تنمیة التعاون الاقتصادی الثنائی.
و أوضح أن طاقات و إمکانیات بلدان عدم الانحیاز لممارسة دور و تأثیر فی القضایا الدولیة مهمة و کبیرة، و قال بخصوص التنوع القومی و المذهبی فی أندونیسیا: سعت الحکومة الأندونیسیة دوماً إلی توفیر أرضیة مناسبة لتعایش سلمی و تلاحم بین القومیات و المذاهب المتعددة فی هذا البلد.
و أشار نائب رئیس الجمهوریة الأندونیسیة إلی اختصاصه فی علم الاقتصاد، و خاطب قائد الثورة الإسلامیة قائلاً: لقد طالعت آراء حضرتک بخصوص الاقتصاد المقاوم و هی آراء جد لافتة و جدیدة.