قال قائد الثورة الاسلامية سماحة اية الله السيد على الخامنئي ان الساسة والاوساط السياسية العالمية الذين يتشدقون بخطورة ايران النووية، كاذبون وخادعون وان ما يجب على هولاء أن يخافوا منه ليس ايران النووية وإنما إيران الإسلامية مؤكدا ان ايران الاسلامية قد هزت اركان القوة الاستكبارية بالعالم.
واكد آية الله الخامنئي في خطاب القاه اليوم الاحد في مراسم الذكرى السنوية ال 23 لرحيل الامام الخميني (رض ) وامام الحشود الغفيرة من زوار وعشاق الامام الراحل في مرقد مؤسس الجمهورية الاسلامية الايرانية، اكد ان الإمام الخميني (قدس سره) كان ابا للحركة الإسلامية المعاصرة في العالم الإسلامي بأسره.
واوضح قائد الثورة الاسلامية، ان نهضة الإمام الخميني وهبت الشعب الإيراني عزة ومنعة، وانه كان على مدى حياته المباركة، مظهرا للعزة المعنوية لدى الشعب الإيراني.
وفي معرض شرحه لمعنى العزة اوضح سماحته ان العزة بمعنى البناء القوي لشخصية الفرد والمجتمع بحيث تمكنه من التسلح بالقوة لمواجهة العقبات والتصدي للعدو والتغلب على التحديات.
وقال سماحته : "بوجود الإمام الخميني وجدنا ما تحدث به التاريخ عن انتصار المستضعفين على المستكبرين، ان الشعب الايراني كان قبل ثورة الإمام الخميني في تقهقر مستمر ولم يكن للشعب أي تأثير على المستوى الإقليمي أو الدولي وان إيران كانت تعاني من الهوان والذل من قبل أنظمة الحكم السابقة بمعاهداتها واتفاقياتها المهينة مع الدول الإستعمارية وان الاستعمار الذي شهدته ايران واقتطاع الأراضي في البلاد جاء نتيجة ضعف الحكومات طوال القرنين الماضيين لكن الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني غيرت المسار في ايران وفتحت صفحة جديدة في تاريخ البلاد ومنحت الشعب العزة".
واضاف آية الله الخامنئي: ان الإمام الخميني الراحل تقدم وقاد الشعب الإيراني واستنهض هممه فنزل الى الساحة و "إذا أردنا أن لا نصاب بالخنوع وما كنا عليه قبل ثورة الإمام الخميني الراحل فعلينا مواصلة حركة التقدم".
وقال القائد الخامنئي: ان الإمام الخميني الراحل وضع لنا الطريق وعلينا التحرك والتقدم باتجاه هذا الطريق وان على الشعب أن يسعى من أجل الوصول إلى الرقي والتقدم والعزة تكمن في التقدم المستمر والعدالة تتحق في ظل التقدم.
وفيما اكد قائد الثورة الاسلامية انه على الشعب الإيراني أن يواصل التقدم والصمود والتغلب على كافة التحديات الرامية لاستهداف النظام الإسلامي، شدد في الوقت نفسه على ان إيران اليوم اصبحت أكثر تأثيرا مما كانت عليه في بداية الثورة وان العدو يعترف بأنها تشكل قوة مقتدرة.
واستشهد آية الله الخامنئي باعتراف الاعداء بقوة الشعب الايراني بعد الثورة الاسلامية وقال: ان "الشعب الإيراني أصبح بهممه يترك بصماته على الأوضاع العالمية".
كما اشار قائد الثورة الاسلامية الى عملية البناء والخدمات العمرانية في أرجاء إيران والتي تعتبر "نموذجا للتقدم" وقال: ان كافة المنشآت الإيرانية تم بناؤها وتشغيلها بكفاءات ايرانية وان إيران اليوم لم تعد بحاجة للخبرات الأجنبية وأصبحت تتميز بحركة علمية سريعة وواسعة بشهادات العالم.
وقال آية الله الخامنئي: ان المرتبة العلمية لإيران ارتفعت 11 مرة ضعف المعدل العالمي للنمو العلمي بعد الثورة الإسلامية، مؤكدا ان المقاطعات التي فرضت على إيران كانت باعثا لتقدمها وتطورها.
واشار آية الله الخامنئي الى امثلة عن تطور وتقدم الشعب الايراني، وقال ان مثالا واحدا لتطور الشعب الايراني هو التغلب على التحديات السياسية والعسكرية والامنية والاقتصادية على مر السنوات الـ 33 الماضية والتي كانت تهدف الى القضاء على وجود النظام.
واكد قائد الثورة الاسلامية ان الشعب الايراني انتصر على جميع هذه التحديات واصبح اكثر قوة من المرحلة الاولى للثورة من الناحية السياسية ودوره المؤثر في التطورات بالعالم وتواجده القوي على الساحتين الاقليمية والدولية.
كما اشار قائد الثورة الى المشاركة الشعبية الواسعة في العمليات الانتخابية التي جرت في ايران بعد الثورة الاسلامية وقال: "على مدى 33 عاما من عمر إيران الإسلامية مارس الشعب العملية الإنتخابية دون أي تأخير وان سيادة الشعب الدينية نموذج لتقدم البلاد"، مضيفا "ان اهتمام الجماهير الإيرانية بالمعنويات أكثر مما كان عليه في السابق وان الشعب الإيراني يتحرك صوب المعنويات والبلاد تتقدم بفضل ثورة الامام الخميني".
وفي ما يتعلق بالمسألة النووية الايرانية، قال آية الله الخامنئي: ان الذين يتشدقون بالبرنامج النووي الإيراني كاذبون، وعلى هؤلاء أن لايخافوا من ايران النووية وإنما من إيران الإسلامية.
وشدد قائد الثورة على ان الشعب الإيراني أثبت بأن تحقيق التقدم يمكن بالإعتماد على الذات وليس على المساعدات الأميركية وان إيران حققت التقدم وحطمت الأرقام القياسية لكن أي توقف أو غرور في مسيرتها فإنها ستواجه الفشل والسقوط وعلى المسؤولين الإيرانيين المحافظة على النزاهة كما كان الإمام الخميني، وقال: لا زلنا نسير على السفح ولم نبلغ القمة وببلوغها ستنتهي معارضة العالم لنا.
واكد آية الله الخامنئي ان إجراءات المقاطعة لم تترك تأثيرا على حركة الشعب الإيراني سوى ما تلده من ضغائن في قلوب الشعب ضد الغرب، واشار الى ان تهويل الغرب القضية النووية يأتي للتغطية على قضاياه والتطورات والأزمات التي تشهدها بلدانه.
كما تطرق سماحته الى موضوع الصحوة الاسلامية التي تشهدها دول وشعوب المنطقة وقال ان الصحوات الإسلامية والثورات في المنطقة انطلقت من هوياتها الوطنية والإسلامية محذرا من سعي الغرب لتغيير الأوضاع والإلتفاف على الثورات والصحوات الإسلامية في المنطقة.
واضاف بان الغرب لايتحدث عن حقوق الشعوب إلا حينما تنتصر إرادتها كما حصل في مصر وقال: "ان الحكام العملاء والفاسدون أذلوا الشعب المصري ونظام مبارك عمل على مدى 30 عاما على ضمان أمن الكيان الإسرائيلي حتى انه حاصرمليوني فلسطيني في نطاق قطاع غزة بغلق المعابر".
وقال آية الله الخامنئي : اننا متفائلون بمستقبل المنطقة وعلى الشعب المصري أن يسعى إلى حل مشاكله ونأمل أن يحل كافة مشاكله ليعود الى دوره.
وفي ما يتعلق بثورة الشعب البحريني قال قائد الثورة الاسلامية، ان النظام المستبد في البحرين يقمع احتجاجات الشعب المطالبة بابسط متطلبات المواطنة وحقوقها مؤكدا ان قضية الشعب البحريني ليست قضية طائفة لكنهم يؤطرونها بهذا الاطار من اجل افشالها.
وفي ما يتعلق بكيان الاحتلال الصهيوني، اكد قائد الثورة الاسلامية في خطابه ان الغرب واميركا الداعمين للكيان الصهيوني يعانون اليوم من أزماتهم الحادة ونفرة الشعوب منهم، وقال ان الغرب يريد مصادرة ثورات المنطقة عبر إثارة الخلافات والفتن بين شعوبها مؤكدا ان على جميع المسلمين ان يكونوا واعين لمؤامرات العدو ومخططاته.
واوضح قائد الثورة: ان الاستعمار البريطاني كان يهدف إلى اثارة الفتن بين الشيعة والسنة واليوم يستفيد الأميركيون من تلك التجربة.