قال قائد الثورة الاسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي، ان الشعب الايراني اثبت للعالم اجمع بانه قادرعلى فعل ما يريد رغم كل محاولات الاعداء لاحباطه ، مجددا تأكيده على ان ايران لا تمتلك السلاح النووي کما ليست بصدد حيازته، لکنها سترد على العدو بنفس المستوى اذا ما شنّ عليها عدوانا.
واعرب آية الله الخامنئي في خطابه المهم امام الجماهير المحتشدة عند مرقد الامام الرضا (ع) بمناسبة العام الايراني الجديد، اعرب عن امله بان يكون العام الهجري الشمسي الجديد عاما مليئا بالحيوية والتطور والتقدم للشعب الايراني، وقال: لقد حاول الاستكبار وانصاره خلال العام الماضي بشتى السبل فرض حالة من الاحباط على الشعب الايراني وتثبيط معنوياته الا انه لم يحصد سوى الفشل الذريع.
واعتبر اية الله الخامنئي الهدف الرئيس وراء الاصطفاف السياسي والاعلامي والاقتصادي والتهديدات الامنية العسكرية التي تطلقها اميركا والاجانب الاخرين الضامرين بالسوء لايران، هو زرع الخيبة في نفوس الشعب ووقف عجلة تقدمه ،مضيفا: انهم كرسوا كافة مساعيهم خلال العام الايراني الماضي كي يثبتوا للشعب الايراني الشجاع والواعي بان الايرانيين "غير قادرين" ولكن شعبنا وفي ظل تعاليم وتوجيهات الام الخميني الراحل(رض)، برهن للعالم وجميع الاجانب كرارا بانه "قادر".
واوضح سماحته ان نقاط القوة في اداء الشعب هي اكبر بكثير مقارنة بنقاط الضعف في التقييم النهائي للعام المنصرم، معتبرا التعاون الجدير بالاشادة بين المواطنين والمسؤولين بانه اسفر عن النتائج المرجوة على الصعيد الاقتصادي،وخير دليل على ذلك هو موضوع تنفيذ مشروع ترشيد الدعم الحكومي رغم وجود ظروف صعبة ومعقدة نتيجة الحظر الغربي.
واضاف ان هذا المشروع المهم تم تنفيذه في ظروف الحظر المفروض على البلاد مما ادى الى اجهاض مؤامرات الاعداء.
وأشاد قائد الثورة الاسلامية بخطوة الحكومة في تطبيق هذا المشروع الذي اعترف القاصي والداني بجدواه ونجاحه قائلا: ان كافة المراقبين الاقتصاديين يجمعون على ان ترشيد الدعم كان امرا ضروريا.
واعتبر قائد الثورة الاسلامية الهدف الاول من مشروع ترشيد الدعم الحكومي هو توزيع الثروة بشكل عادل قائلا: والهدف الثاني من مشروع ترشيد الدعم الحكومي هو اصلاح الانتاج.
واكد آية الله الخامنئي ان مشروع ترشيد الدعم الحكومي ادى الى ترشيد استهلاك الوقود.
واشار قائد الثورة الاسلامية الى التقدم العلمي والتقني الذي حققه العلماء الايرانيون الشباب هو اكثر بكثير مما تناوله الاعلام مضيفا: ان ايران حققت اسرع نمو علمي على المستوى العالمي وفقا لما اكدته المؤسسات العلمية العالمية.
واضاف ان تقارير هذه المؤسسات تفيدان ايران وبتحقيق نمو علمي بنسبة 20 بالمائة،استأثرت باسرع نمو على الصعيد العلمي بالعالم وفي العام المنصرم احتلت الجمهورية الاسلامية الايرانية المرتبة الاولى اقليميا، فيما احرزت المركز
ال 17 عالميا.
واعتبر آية الله خامنئي ان هذه الانجازات العلمية تاتي في وقت يراهن فيه الاعداء على انهيار الشعب وتخلفه ولكن الثورة الاسلامية علمت الشعب الايراني ان يقف بوجه الاستکبار وانه اثبت انه قادر على فعل ما يريد رغم محاولات الاعداء .
وأكد سماحته في جانب اخر من كلمته القيمة، ان الحظر الذي فرضه الغرب واميركا على ايران ادى الى تطور البلاد مشيرا الى انجازات حققتها في مجالات الفضاء والطاقة النووية وتخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة خلال العام الماضي.
وقال اية الله الخامنئي ان اميركا ورغم علمها بحاجة ايران للادوية والنظائر الطبية المشعة في عام
2010 ، فانها كانت بصدد استلام اليورانيوم الايراني المخصب بذريعة توفير اليورانيوم المخصب بنقاء 20 % لكن العلماء الايرانيين الشباب، نجحوا على انجاز هذا العمل الصعب والمعقد اعتمادا على قابلياتهم وطاقاتهم الذاتية الجديرة بالاشادة والان يتم انتاج انواع النظائر المشعة التي يحتاج اليها المرضى، بالوقود النووي المنتج محليا.
واشار سماحته الى انتاج صفائح الوقود النووي محليا باعتباره احد الانجازات الاخرى التي
حققها العلماء الايرانيون خلال العام المنصرم، منوها الى زيادة انتاج الادوية حديثة التركيب بنسبة 6 اضعاف وكذلك زيادة الخدمات المبنية على العلوم باعتبارها من الانجازات الاخرى للعام الفائت وقال مشيرا الى زيارته التفقدية الاخيرة لمعهد ابحاث صناعة النفط الايرانية: اننا شاهدنا خلال هذه الزيارة تحقيق انجازات لم يكن احد يتصورها يوما وان تکرار هذه الحقائق في مختلف المراكز والمعاهد، برهن ان هذه الخطوات المثيرة للحماس والاشتياق، ليست استثناء بل تحولت الى قاعدة واساس كما اثبت بان الشباب الايرانيين يعتبرون الحظر المفروض على ايران فرصة للتقدم.
واوضح سماحته، ان ايران انتجت دورة الوقود النووية خلال العام الماضي ونجحت في تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة دون الحاجة دون ان تحتاج الى الجهات الاجنبية والغربية منوها الى ان الاميركيين نكثوا عهدهم بعد ان وقعت ايران على اتفاق بشان تبادل اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة بوساطة تركيا والبرازيل.
وقال آية الله الخامنئي: كان للحظر الغربي على البلاد نتائج عكسية تمثلت في تطور البلاد اقتصاديا وعلميا.
واعتبر آية الله الخامنئي ان النمو العلمي دليل على قوة البلاد، مؤكدا ان التطور الذي حدث في ايران اكبر مما اعلن عنه معتبرا ان طهران اصبحت محط انظار العالم.
كما اكد قائد الثورة الاسلامية فشل اميركا لايجاد شرخ في صفوف الشعب الايراني، قائلا: لقد شارك ابناء الشعب في الانتخابات البرلمانية بكثافة رغم الحرب النفسية التي شنها العدو على مدى ستة اشهر لاضعاف عزيمة الشعب على الحضور لدى صناديق الاقتراع .
واعتبر القائد الخامنئي ان حضور ابناء الشعب في الانتخابات البرلمانية الاخيرة في ايران كان اكبر من متوسط الحضور الشعبي في الانتخابات البرلمانية بالعالم ، منوها الى مشاركة بنسبة تتراوح بين 30 و40 بالمائة للاميركيين في انتخابات الكونغرس والمجلس الوطني و مجلس الشيوخ الاميركي وقال: ان الحضور الشعبي المهم للغاية والذي بلغ اكثر من 64 بالمائة في الانتخابات النيابية الايرانية، سيكشف حقيقته اذا ما تمت مقارنته بنسب المشاركة في اميركا والدول الاخرى.
واوضح قائد الثورة الاسلامية ان الحضور المثير للاشادة للشعب الايراني في هذه الانتخابات هو بمثابة وسيلة اعلام صادقة وقوية لاظهار الواقع الراهن في المجتمع الايراني، مضيفا:ان الاعداء كانوا يريدون اثارة الضجيج وتوتير الاجواء، ليصنعوا من يوم الثاني من مارس /اذار (يوم اجراء الانتخابات النيابية في ايران) يوما يعكس خيبة الشعب الايراني والنظام الاسلامي ولكنه تحول هذا اليوم الى يوم شموخ الشعب والنظام بفضل وعي ابناء الشعب وحيويتهم.
وشدد على ان الانتخابات البرلمانية الايرانية كانت رسالة واضحة نقلها الشعب الايراني إلى المجتمع الدولي.
ولفت آية الله الخامنئي الى ان اغتيال العلماء النوويين كان محاولة أخرى قام بها العدو لاستهداف وإضعاف إرادة الشعب الايراني حيث قام بتنفيذ ثلاثة اغتيالات خلال ستة اشهر لتحقيق هذا الغرض.
وأشار سماحته الى الضجيج المفتعل من قبل الاعداء بشان برنامج ايران النووي السلمي وتهديداتهم بشن الهجوم العسكري عليها، مؤكدا ان ايران لا تمتلك السلاح النووي کما ليست بصدد حيازته، لکنها سترد على العدو بنفس المستوى اذا ما شنّ عليها عدواناً.
وشدد القائد الخامنئي، على ان الشعب الايراني لا يريد الاعتداء على اي جهة ولكنه يدافع عن ثوابته بكل ما اوتي من قوة.
واعتبر قائد الثورة الاسلامية ان كل ما يهم العدو هو صمود الشعب الايراني وليس قضايا البرنامج النووي وحقوق الانسان وما شابه ذلك، مؤكدا ان كل من يعول على النيل من ايران فان مصيره الخيبة والخسران.
واضاف آية الله الخامنئي: لو كان الشعب الايراني راضخا لارادة الاستكبار لما واجه هذا الضغط والحصار.
واكد سماحته ان الاميركان وحلفاءها الغربيين يغيرون الذرائع للتدخل في ايران معتبرا ان السبب الحقيقي وراء هذه الذرائع وحقد المتغطرسين تجاه ايران هو ان النظام الاسلامي يقوم بصيانة احتياطياتها النفطية والغازية الهائلة باقتدار.
واشار اية الله الخامنئي الى حاجة الغربيين الكبير لمصادر النفط و الغاز مضيفا : انهم يعلمون جيدا ان مصادرهم النفطية ستنضب خلال فترة اقصاها عشرة اعوام وانهم يضطرون الى سد حاجاتهم النفطية من سائر مناطق العالم ولاسيما منطقة الخليج الفارسي
ولذلك فان السيطرة على الدول المالكة لمصادر النفط وخاصة الجمهورية الاسلامية الايرانية
تحظى باهمية استراتيجية بالنسبة لهم نظرا لامتلاكها اكبر احتياطي نفطي وغازي بالعالم ولكن الجمهورية الاسلامية الايرانية تقف كالجبل الطود بوجه اطماعهم ومطالبهم غير المشروعة.
واضاف : ان الذين يعتقدون ان عداوة اميركا حيالنا ستتراجع اذا تنازلنا في الموضوع النووي مخطئون وغافلون لان هناك دولا اخرى بالمنطقة تملك السلاح النووي ولكن واشنطن لا تبدي رد فعل تجاهها، اذن فموقف اميركا حيالنا غير مرتبط بالبرنامج النووي او حقوق الانسان بل انه يعود الى صيانة ايران الغيورة من مصادرها النفطية و الغازية.
واعتبر القائد الخامنئي تصور الاميركان القاضي باستهداف واضعاف ايران او تراجعها عبر التهديد والحظر، بانه خطأ كبير محذرا بانهم سيرون نتيجة هذا الخطأ ولذلك فمن الافضل لهم ان يتعاملوا مع ايران باحترام.
واكد سماحته ان هزيمة الباطل في الهجوم على جبهة الحق هي السنة الالهية المحتومة مشددا، ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ستدافع باقتدار عن هويتها وثرواتها واسلاميتها ولن تتراجع عنها.
واشار الى ان الموقف الاميركي ضعيف اليوم والوضع الاميركي يزداد سوءا يوما بعد اخر.
واكد قائد الثورة ان ايران احدى ثلاثة مصادر رئيسة للنفط وتمتلك احتياطات من الغاز والنفط بحيث تجعلها الرائدة على المستوى العالمي خلال المرحلة المقبلة، مؤكدا ان النفط الايراني لن ينضب قريبا.
كما اشار قائد الثورة الاسلامية الى شعار العام الايراني الجديد اي «الانتاج الوطني، دعم العمل والاستثمار الايراني» مؤكدا : ان الجميع مسؤولون في ترجمة هذا الشعار على ارض الواقع.
وختاما اعتبر اية الله الخامنئي مستقبل الاسلام مشرقا و واعدا، مضيفا ان الجمهورية الاسلامية الايرانية اثبتت خلال عام مر علينا بانه تغلبت على كافة المؤامرات رغم كل الضغوط والتهديدات السياسية والاقتصادية والثقافية .