أشار قائد الثورة الاسلامية سماحة آية الله الخامنئي لدى إستقباله اليوم الخميس أعضاء مجلس خبراء القيادة إلى أن أصوات الشعب في الانتخابات التشريعية الأخيرة کانت بمثابة توجيه صفعة قوية تؤدى إلى إنتباه الذين کانوا يعيشون في وهم الخيال سواء في الداخل أو الأعداء الذين کانوا يخططون للنظام الاسلامي.
وأشاد قائد الثورة الاسلامية بالشعب الايراني لمشارکته الفاعلة في إنتخابات مجلس الشورى الاسلامي مؤکدا أن أصوات غالبية الشعب الايراني
في هذه الانتخابات کانت في الحقيقة التصويت لصالح النظام الاسلامي ودليلا على ثقة الجماهير بهذا النظام.
وأضاف سماحته أن الشعب بذل كل ما بوسعه في هذه الانتخابات، مبينا أن الشعب إستخدم قوته الناجمة عن إيمانه وبصيرته في ساحة المواجهة مع جبهة المعارضين، وبهذا أحبط تخطيط المعاندين طيلة شهور ماضية من أجل التأثير سلبا على الإنتخابات.
ولفت قائد الثورة إلى أن المشاركة الشعبية الواسعة في الانتخابات، هي في الحقيقة جريان للرحمة الإلهية في البلاد، ولابد من توجيه الشكر على ذلك لله تعالى، والسجود له سبحانه وتعالى شكراً لهذه الرحمة الإلهية.
وتابع:أن حضور الشعب الايراني في الساحة، وبصيرته وصموده، وفرت الأرضية لنزول الرحمة الإلهية التي لابد من أداء واجب الشكر تجاهها معربا عن شكره العميق مرة أخرى للشعب الإيراني.
كما أبدى سماحة آية الله الخامنئي تقديره لجميع القائمين والمعنيين بانتخابات المجلس التاسع وخاصة مجلس صيانة الدستور، الذي يتولى مسؤولية جسيمة ودقيقة في هذا المجال، مضيفا أنه في هذه الإنتخابات أنجزت الحكومة ووزارة الداخلية والمسؤولون والأجهزة الأمنية ووسائل الأعلام وخاصة موسسة الإذاعة والتلفزيون عملا كبيراً وبارزاً حقاً، وتمكنوا من أداء هذا الموضوع الحيوي للغاية على أحسن وجه.
وأشار سماحة القائد إلى نموذج سيادة الشعب الدينية ومكانة الإنتخابات في هذا النموذج، منوها إلى أن الإنتخابات هي ركن هام للنظام، وأن سيادة الشعب الدينية تعتمد على الإنتخابات، لذلك فإن أي شخص يؤمن بالنظام الاسلامي، يرى من واجبه المشاركة في الإنتخابات، حتى وإن كانت لديه إنتقادات لبعض الحالات.
وأضاف: أن جميع الذين شاركوا يوم الجمعة في الانتخابات، عملوا في الحقيقة بواجبهم، وأثبتوا دركهم الصحيح، لأنه في نظام سيادة الشعب الدينية، لا يمكن مقاطعة الإنتخابات بذريعة بعض الإنتقادات.
وأشار سماحته إلى التصريحات الاخيرة للرئيس الامريكي والتي قال فيها إنه لا يفكر بالحرب مع إيران، واضاف: ان هذه التصريحات تصريحات جيدة، وتؤشر على الخروج من الأوهام، إلا أن الرئيس الامريكي صرح ، نريد أن نركع الشعب الايراني من خلال العقوبات، وهذا الجزء من تصريحاته إلى استمرار أوهامه في هذا الموضوع.
ولفت القائد إلى أن إستمرار هذا الوهم سيوجه ضربة للمسؤولين الأمريكيين، وسيفشل حساباتهم، لأن جبهة المعاندين وخاصة أميركا كانت بصدد فصل الجماهير عن النظام الإسلامي من خلال الحصار منذ 33 عاماً، وخاصة تشديد العقوبات خلال هذه السنة، إلا أن الجميع شاهدوا في يوم 12 اسفند (2 آذار/مارس) تصويت الشعب للنظام الاسلامي وتعاطفه معه.
وشدد القائد على أن اطار العمل وأسلوبه في نظام السيادة الشعبية الدينية هو الانتخابات وصوت الشعب، وأضاف:أن اصل نظام السيادة الشعبية الدينية هو الدين الاسلامي الذي لا يجوز تجاوزه بأي حال من الاحوال .
وأضاف ايضا:ان الاسلام يستطيع منح البلاد العزة والرفعة والتطور العلمي والتکنولوجي والتقدم الاخلاقي ويبين الاهداف السامية والسبيل الأفضل لبلوغ هذه الاهداف .
کما اشار القائد الخامنئي إلى الفرق بين نظام السيادة الشعبية الدينية وما يسمى بالديمقراطية الغربية، واضاف:ان نظام السيادة الشعبية الدينية يراعي قيمة وکرامة اصوات الشعب وأن لهذا النظام أطرا، مختلفة تماما مع أطر الديمقراطية الغربية الظالمة .
ورأى سماحته أن من النقاط الأخرى الهامة للانتخابات،هي ثقة الشعب بالنظام الإسلامي، وأضاف: بعد إنتخابات 2009 التي رافقها الكثير من الضجيج، توقع البعض أن ثقة الجماهير بالنظام الإسلامي قد تزعزعت، إلا أن إنتخابات 2 آذار كانت رداً حاسماً وواضحاً بهذا الإستنتاج والتوقع الخاطئ.
وشدد سماحته على أنه رغم أن انتخابات يوم الجمعة كانت انتخابات المجلس، إلا أن كل صوت للشعب، هو في الحقيقة صوت للنظام الإسلامي، وأن مشاركة الأغلبية الساحقة في عملية الإقتراح والحصول على أحد النصب العالية للمشاركة في الإنتخابات، خلال الـ33 عاما الماضية، تدل على الثقة التامة للجماهير بالنظام الإسلامي.
ورأى أن من النقاط الأخرى المتعلقة بالإنتخابات، هي المسؤولية الجسيمة التي يتحملها المجلس المنبثق من هكذا انتخابات، حيث على المرشحين المنتخبين أن يؤدوا واجباتهم بما فيها المصادقة على القوانين الناجعة بكل وعي وتدبير.
وتطرق إلى مسؤولية المجلس في إختيار الوزراء وتشكيل الحكومة، داعيا المجلس إلى إعتماد الدقة والإنصاف في أداء هذه المسؤولية.
وفي جانب آخر من حديثه، إنتقد قائد الثورة الازدواجية الغربية بشأن أسطورة الهولوكوست، حيث تجرم أي تشكيك او إنكار لهذه الأسطورة، في حين لا يوجد حق للإعتراض على موجهي الإساءة السافرة للنبي الأعظم، ووصفها بأنها مثال للنموذج المجحف للديمقراطية الغربية، واضاف: أن أحد الأمثلة الاخرى، تتمثل في منع حضور النساء المحجبات في محل عملهن.
وفي بداية اللقاء، أعرب رئيس مجلس خبراء القيادة آية الله مهدوي كني في كلمة ، عن تقديره للمشاركة الحماسية في الانتخابات البرلمانية، وإعتبر إرشادات قائد الثورة بأنها مؤثرة للغاية في هذه المشاركة الحماسية، وقال:إن أحد أركان الثورة والنظام، هو تواجد الشعب في الساحة والذي أكد عليه الإمام الراحل (رض) مراراً.
كما قدم نائب رئيس مجلس خبراء القيادة آية الله يزدي، خلال اللقاء، تقريراً عن المواضيع التي نوقشت في الإجتماع الأخير لمجلس خبراء القيادة.