موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

قائد الثورة الإسلامية:

على الجهاز الدبلوماسي أداء دوره المؤثر بشرح الرؤية الجديدة للنظام

وصف قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي لدى إستقباله الأربعاء وزير ومسؤولي وزراة الخارجية وسفراء الجمهورية الإسلامية المعتمدين لدى الدول الأخرى، وصف الصحوة الإسلامية المنتشرة في المنطقة والأحداث الجارية في الدول الغربية بأنها غير مسبوقة ومهمة للغاية .

وشدد سماحته على أنه ينبغي للجهاز الدبلوماسي في البلاد وفي مثل هذه الظروف الحساسة والمعقدة الإيفاء بدوره المؤثر من خلال تبيين الموقف الحديث للنظام الاسلامي أی الحضور المتلازم للشعب والقيم الإلهية في المجتمع.
 
وإعتبر سماحته مسؤولي وزارة الخارجية وسفراء الجمهورية الاسلامية الايرانية بأنهم نشطاء الجبهة الأمامية للتحدي والنضال الدولي العظيم في المجال الدبلوماسي، موضحا أن الدبلوماسية وبسبب نقطة إحتكاك مصالح الدول، هي ساحة للمواجهة والتحدي لكن النشاط وأداء المهام في الجهاز الدبلوماسي بالجمهورية الإسلامية الإيرانية يفوق النشاط الدبلوماسي المألوف في العالم إذ أن السفراء الإيرانيين،هم يمثلون نظاماً تعارض طبيعته الإسلامية بشدة وعمق مع النزعة الإستكبارية.

وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى قلق ودهشة جبهة الإستكبار من الإسلام مضيفا: أن الإسلام يقف بوجه الأسس والمبادئ الإستكبارية أي الظلم والإعتداء والإحتلال ومن هذا المنطلق فإن المتغطرسين وجبابرة العالم يشعرون بالدهشة والخوف من توجه الشعوب إلى الإسلام وتمسكها به على غرار قلقهم الشديد حيال مظاهر إسلامية وإنتفاضات وتظاهرات الشعوب وفوز الإسلاميين في الإنتخابات خلال الأحداث الأخيرة في المنطقة.

وفي معرض تبيينه للعداء الواسع الذي يكنه مستکبرو العالم تجاه النظام الإسلامي ،وصف آية الله الخامنئي دور الإسلام في تشكيل الجمهورية الإسلامية الإيرانية وكذلك في الإنجازات التي حققها الشعب الايراني خلال العقود الثلاثة المنصرمة، بالفريد ،موضحا أن النظام الذي إختاره الشعب الايراني تحرك إلى الأمام حاملاً رآية الإسلام ورافعا الشعارات الإسلامية بحيث أن العلماء الشباب البارزين في العلوم والصناعات المتطورة كالعلوم النووية وتقنية النانو،يتحدثون اليوم عن إنتمائهم للتعبئة بفخر ولهذا السبب أي دور الإسلام المبدئي في البلاد،فإن الإستكبار يقف بوجه الجمهورية الاسلامية الايرانية.

وأوضح قائد الثورة الاسلامية أن العداء الذي يكنه متغطرسو العالم تجاه الجمهورية الاسلامية الايرانية أدى إلى ظهور تحديات تفوق التحديات المعتادة في مسار دبلوماسية البلاد.

وخاطب سماحته الكوادر الناشطة في الجهاز الدبلوماسي الايراني، بأن النشاط المؤثر في هذا المجال، يحتاج في بداية الأمر إلى قوة القلب والثقة بالذات والعزيمة الراسخة التي لم تتحقق إلا من خلال التحلي بالإخلاص والإتكال على الله سبحانه وتعالى والإيمان وحسن الظن بالوعود الإلهية الصادقة وكذلك صلابة بنية الجهاز الدبلوماسي.
 
وأكد سماحته أن المتانة والصلابة الذاتية للجهاز الدبلوماسي ترتبط بـالتقوية المعنوية للكوادر الناشطة والتابعة لجهاز السياسة الخارجية والسفارات الإيرانية، مضيفا: إذا ما تم تحقيق المتانة والصلابة الداخلية والذاتية في أي مجتمع فليس بمقدرة أي أحد الوقوف بوجه مثل هذا المجتمع.

وإعتبر آية الله الخامنئي، المكانة التي تتبوأها الجمهورية الاسلامية في الوقت الحاضر بانها من السمات البارزة لتحقق الوعود الإلهية للمؤمنين المجاهدين،مصرحا بالقول: في ضوء الإيمان المشفوع بالجهد والمثابرة للشعب الايراني ومسؤوليها، فان البؤس والغربة السائدة في المجتمع في مطلع الثورة الإسلامية تحولت اليوم إلى الشموخ والعزة بحيث نرى أن شعارات الشعب الايراني ترفع اليوم في نفس الدول التي إعتمدت طريق العداء مع الشعب الإيراني خلال الأعوام الثلايين المنصرمة وهذا هو المعنى الحقيقي للتقدم والصلابة والقوة.
 
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى صراخات الله اكبر وسائر الشعارات والسمات الإسلامية في :مصرحسني مبارك وأنور سادات" مضيفا: ليس من المهم أن هذه الشعارات من أين قد إستلهمت بل المهم هو أن هذه التصريحات والشعارات ومطالب الشعب الإيراني قد برزت اليوم في دول الشرق الأوسط والخليج الفارسي وشمال أفريقيا، وهذه الحقيقة هي مصداق بارز للوعد الإلهي الكريم في نصرة الشعب الإيراني المؤمن الذي جاهد وكافح في الصراط الالهي المستقيم وتحمل كل الصعاب.
 
وشدد قائد الثورة الاسلامية على أن التركيز على الحقائق المذكورة يشكل ضرورة الحركة في ساحة الدبلوماسية العظيمة والمؤثرة، موضحا أن بعض الأشخاص الناشطين في الساحة  الدبلوماسية أوغيرها وفي بعض الحقبات، كانوا يتصورون بأن النجاح والموفقية لا يتحقق في ظل الإلتزام بالقيم لكنه أثبتت التجربة بأنه كلما كان الإلتزام بالمبادئ والأهداف أكثر فإن عظمة وإحترام  الجمهورية الإسلامية الإيرانية كان أكثر في منظار الجانب المقابل.
 
وإعتبر سماحته الصمود على التصريحات والمواقف المبدئية والمنطقية والمتقنة بأنه يؤدى إلى تعزيز المواقف في المجال الدبلوماسي وكذلك العامل الأساس لإدارة التحديات والوفد المفاوض،مضيفا:أن تحقيق الفوز في طاولة المفاوضات بحاجة إلى الذكاوة والدقة والثقة بالذات والمتانة والصلابة المنطقية وفرض الرؤية على الطرف المقابل بالأدلة المنطقية موضحا أن تحقيق هذه الأهداف يتوفر في ظل التحلي بالإخلاص والتوکل والمعنوية.

وأوضح آية الله الخامنئي في جانب أخر من تصريحاته، بأن الإصطفاف السياسي بالعالم بدأ يتغير بشكل أساسي، مضيفا:هناك أحداث كبيرة بدأت تلوح في المنطقة وفي أوروبا وفی العالم بأسرة يجب رصدها بدقة وبوعي تام.

وإعتبر سماحته التطورات والأحداث التي وقعت خلال الأشهر الأخيرة في الدول الإسلامية لاسيما العربية منها، بأنها ثورات حقيقية فی درجات مختلفة مضيفا لقد وقعت في ستينات القرن الماضی تطورات في بعض الدول العربية وکذلك في تسعينات شاهدنا حدوث تطورات جذرية کبيرة في أوروبا الشرقية ،ولکن التطورات الراهنة في المنطقة وسلسلة الإحتجاجات المتتالية في الغرب تختلف کثيراً عن تلك التطورات.

وإعتبر قائد الثورة، "التواجد الجماهيري المتقدم والموجه" و"معارضة أمیرکا مع وقوع مثل هذه الأحداث "یشكلان الفارقین الرئیسیین للتطورات الحالیة في المنطقة والعالم مع الأحداث المماثلة في العقود المنصرمة وقال: إن البعض یظن بأن أمیركا تقوم من خلف الكوالیس بإدارة هذه التطورات إلا أن هذه التحاليل هی مجرد أوهام ، مثلما أن البعض وقبل ثلاثین عاماً كانوا یتصورون في نظرة طغي علیها الوهم بأن الثورة الإسلامیة هي مخطط من قبل أمیركا.

وأشار القائد إلى المواقف الأمیركية المتضاربة من الأحداث الأخيرة في مصر وباقي البلدان وقال:إن الأمیركيين كانوا يحبذون طبعا أن يكون لديهم عنصر ديمقراطي وشعبي بدلا من مبارك ، لكن هذا لم يكن ممكنا لانه أن تولي شخص يحظي بقاعدة شعبية ووطني وديمقراطي حقا زمام الأمور، فإنه سيعارض بالتأكيد أميركا والصهاينة.
 
وقال سماحته إن الحركه العظيمة للشعوب مؤشر على صحوتها وأن هذه الصحوة تتسم بالصبغة الإسلامية وذلك إستنادا إلى الحقائق الواسعة وغيرالقابلة للإنكار، وطبعا أن هذه الصحوة الإسلامية لا تعني أن جميعهم يريدون الحكومة الإسلامية أو أنهم يقبلون بنموذج الحكومة الإسلامية في ايران. 
 
ورأى قائد الثورة الاسلامية أن إقرار وسائل الأعلام الغربية بفوز الإسلاميين في الإنتخابات الحالية والمستقبلية لبلدان المنطقة هو مؤشر آخر على الطابع الاسلامي للثورات في المنطقة وقال: إن جهاز السياسة الخارجية للبلاد وفي ظل هذه الأوضاع المعقدة والحساسة يجب أن يعمل في الساحة الواسعة والمؤثرة للدبلوماسية الدولية لإطلاع الشعوب والعالم على الكلام الجديد للجمهورية الاسلامية.
 
وجدد سماحته التأكيد على أن الحضور المتلازم للشعب والقيم الالهية في المجتمع والقيم المعنوية والالهية المتلازمة مع ارادة الشعب لا المفروضة على الشعب بأنها تمثل الكلام الجديد والأساسي للجمهورية الإسلامية مؤكداً أن الجهاز الدبلوماسي يجب أن يعمل بحكمة ومنطق على تقريب مواقف الأطراف الأخرى إلى مواقفه تدريجيا وأن يتحمل مسؤولياته الجسام من خلال إعتماد "الحكمة والعزة والمصلحة" و"الحفاظ على العزة الوطنية والعزة النابعة من الهوية" وفي هذا المسار لا يجب أن يكون هناك أي إستسلام وتراجع سواء في مرحلة المعتقدات ومرحلة التطبيق. 

وأكد سماحته في ختام اللقاء انه يتعين رصد الأحداث العميقة وغير المعهودة في المنطقة بيقظة والقيام بدور مؤثر في هذا المجال من خلال إتخاذ قرارات وإجراءات تتسم باليقظة والحكنة.

وفي مستهل اللقاء رفع وزير الخارجية تقريراً حول ملتقي السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية الإيرانية في الخارج والذي عقد تحت عنوان 
"الدبلوماسية والصحوة الإسلامية" وقال: إن جهود الجهاز الدبلوماسي منصبة على التحرك في إطار مبادئ وأسس الثورة الإسلامية بما في ذلك الخطاب المبني علي أفكار الإمام الخميني الراحل (رض) وقائد الثورة الإسلامية للمضي قدماً في السياسة الخارجية.
700 /