استعرض قائد الثورة الاسلامية سماحة اية الله السيد علي الخامنئي في اليوم الخامس من زيارته لمحافظة كرمانشاه غربي البلاد، اسباب الحيوية الذاتية والمستديمة لاهداف وتطلعات النظام الاسلامي، معتبرا الليونة في هندسة النظام والتغيير المناسب في آليات تحقيق هذه الاهداف بانها تشكل جانبا من طاقات النظام الاسلامي منوها الى النوايا والاهداف الخفية وراء ستار السيناريو الاميركي المتمثل في توجيه اتهام ارهابي مزعوم ضد ايران، محذرا اعداء الشعب الايراني برد حازم يجعلهم يندمون على اي مؤامرة وعمل تخريبي ضد ايران.
واعرب سماحته في كلمة مهمة القاها اليوم الاحد امام الالاف من الاساتذة والطلبة الجامعيين بمحافظة كرمانشاه، عن بالغ ارتياحه للحضور بين الوسط الطلابي الناشط والزاخر بالحيوية لهذه المحافظة، واصفا دور الشباب في مختلف الادوار من عمر النظام بالبارز ولذلك فان اللقاء بالطلبة الجامعيين المثقفين يحظى باهمية خاصة.
واعتبر قائد الثورة الاسلامية، الحقبة الحالية بانها حقبة المجاهدة والصمود والبصيرة ،منوها الى الصحوة الاسلامية المنتشرة والصراعات الجلية والخفية وكذلك النزعات المختلفة التي ظهرت من اجل اقامة نظام بديل في مصر وتونس وباقي دول المنطقة، مضيفا : "في هذه الفترة الحساسة فان الاوضاع العامة للنظام الاسلامي، تشكل احد العوامل المؤثرة التي بامكانها ان تقوم باداء دور مهم في حاضر ومستقبل المنطقة اذن فان مراجعة الهيكلية العامة للنظام الاسلامي والتمحيص فيها يحظى باهمية مضاعفة في الوقت الحالي.
واعتبر سماحته هذه المراجعة مهمة كذلك من زاوية ضرورة وجود النظرة الواقعية والحركة الواعية للنظام واضاف، ان الحركات التي تحدث من دون الاهتمام بالحقائق والالتفات الى الافاق البعيدة، تؤدي غالبا الى الضلال والخطأ لذا فانه ينبغي من هذه الزاوية ايضا مراجعة المسار الذي تم قطعه لحد الان والوضع الراهن.
واكد سماحته اهمية هذا الموضوع عبر طرح عدد من الاسئلة الاساسية،هي كيف يمكن تحليل موضوع شيخوخة وشبابية النظام الاسلامي؟ أ تصيبه (النظام) الشيخوخة وتستنزف قواه يوما؟ايوجد هناك طريق للحؤول دون هذه التأكل
والشيخوخة؟ وهل ان هناك علاجا لها اذا ما حدث ذلك؟.
ونصح قائد الثورة الاسلامية اصحاب الفكر والفضل ولاسيما الطلبة الجامعيين والحوزويين ومراكز صنع واتخاذ القرار بالتدقيق والتمحيص في الاسئلة المطروحة، ومن ثم تطرق الى ترسيم سلسلة منطقية تتضمن مراحل تشكيل وتحرك وديمومة النظام الاسلامي.
اوضح اية الله الخامنئي ان الثورة الاسلامية كانت حركة اطاحت بالحكومة الملكي البائد ومهدت الارضية لتشكيل النظام الاسلامي وان النظام الاسلامي يعني الهوية والبنية العامة التي اختارها الشعب لبلاده وان تأسيس الحكومة الاسلامية بمعنى ارساء مجموعة الاجهزة الادارية ومنظومات ادارة البلاد وتشكيل المجتمع الاسلامي ومن ثم تشكيل الامة الاسلامية،وكل ذلك بمثابة حلقات السلاسل التي تحدد الطريق في الماضي والحاضر والمستقبل.
واشار قائد الثورة الاسلامية الى تشكيل الحلقات الثلاث الاولى لهذه السلسلة، معتبرا المرحلة الرابعة اي تشكيل المجتمع الاسلامي هدفا وسطيا وفي ذات الوقت مهما وشامخا.
وفي معرض تعريفه الشامل بالمجتمع الاسلامي اكد سماحته ان المجتمع الاسلامي مجتمع يتحقق فيه الاهداف والتطلعات والامال الكبرى التي وضعها الاسلام للبشرية.
وفي معرض تبيينه لهذه الجانب المهم اوضح اية الله الخامنئي ان تحقق العدالة والحرية واداء الشعب دوره المؤثر على صعيد ادارة البلاد وتقرير مصيره وكذلك تحقق العزة الوطنية والرخاء العام وازالة مظاهر الفقر والمجاعة والتنعم بالانجازات بمختلف جوانبها العلمية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والابتعاد عن التوقف والسكون الى جانب التحرك الدائم الى الامام هي من الميزات البارزة للمجتمع الاسلامي الذي يسعى الشعب والنظام الاسلاميين جاهدين من اجل تحقيقه.
واضاف سماحته: طبعا فان الهدف النهائي لتشكيل المجتمع الاسلامي يتمثل في وصول الانسان الى الكمال "المعنوي و عبودية الله تعالى ومعرفة الخالق الباري وان مثل هذا المجتمع نفسه سيمهد الارضية لتشكيل الامة الاسلامية".
ولتجنب اي استنباط مشترك بين مفاهيم وخصائص المجتمع الاسلامي وبين المفاهيم الغربية، تطرق سماحته الى الحدود الصريحة والواضحة بين هذه المفاهيم واكد قائلا، ان مفاهيم مثل العدالة والحرية وتكريم الانسان وسائر خصائص المجتمع الاسلامي، هي المعنية فقط في المنظار الاسلامي العميق ومختلفة تماما عن المفاهيم المماثلة في الغرب.
واعتبر سماحته الاستنباط الغربي لمفاهيم المجتمع الاسلامي بانه من مشاكل الاعوام البعيدة والقريبة واضاف، انه عند تقييم هذه المفاهيم، لا ينبغي من اي زاوية كانت اتباع طريق الغرب المنحرف بل ينبغي الاستفادة من الاسلام والقرآن لادراك المعني الحقيقي لهذه المفاهيم.
واوضح قائد الثورة الاسلامية في هذا المجال قائلا، ان الغربيين بطبيعة الحال غير ملتزمين حتى بالمعاني الغربية لهذه المفاهيم، ومثلما مارسوا في افغانستان والعراق وليبيا وسائر الدول فانهم وتحت يافطات مثل الديمقراطية ومكافحة السلاح النووي والتصدي للارهاب، يتابعون اهدافا شيطانية مثل السيطرة على المناطق الاقتصادية المهمة والاستراتيجية في العالم والهيمنة علي مصادر وثروات الشعوب ودعم الكيان الصهيوني واكمال سلسلتهم الاستكبارية واننا واستنادا الى هذه الحقائق، نقول بحزم ان الديمقراطية الشائعة في الغرب هي مزيفة وخاوية في غالبية الاحيان.
واشار اية الله الخامنئي الى ان قضايا مثل التطلع للعدالة والحرية والكمال كامنة في فطرة الانسان، مؤكدا ان هذه القضايا هي الهية وفطرية ولذلك فلا تصيبها الشيخوخة والفتور ولذلك فان المجتمع الذي يتحرك باتجاه هذه الاهداف السامية فيبقي على حيوتها ولا يصيبها الشلل و الاندثار.
وتطرق قائد الثورة الاسلامية في جانب آخر من كلمته الى احتمال تغيير هيكلية النظام السياسي في البلاد في المستقبل حيث اشار الى امر الامام الراحل بالغاء منصب رئيس الوزراء من هيكلة السلطة التنفيذية باعتباره احد الحالات في تغيير آليات وبنية النظام من اجل تحقيق الاهداف مضيفا : في الظروف الحالية فان النظام السياسي للبلاد هو رئاسي حيث يتم انتخاب رئيس الجمهورية بشكل مباشر من قبل الشعب وهو اسلوب جيد ومؤثر ولكن اذا كان الشعور يوما ما في المستقبل البعيد ان النظام البرلماني لانتخاب مسؤولي السلطة التنفيذية هو الافضل فلا توجد اي مشكلة في تغيير الآلية الحالية.
واضاف : طبعا فان اي تغيير وتحديث في السياسات والخطوط وهيكلية النظام يجب ان تعتمد على المبادئ لاسلامية ومستلهمة منها كما ان الدستور تضمن ايضا التدابير اللازمة في هذا المجال.
واكد ان النظام الاسلامي يتمتع بالثبات والتغيير ، الثبات في "الحركة المتواصلة وبدون اي تذبذب وانحراف في مسار تحقق الاهداف" والليونة والتغيير في الاليات والخطوط ونمط الحركة.
وصرح سماحته بالقول : ان تحديث هيكلية النظام و تغييرها ليس بمعنى اعادة النظر في الاهداف والقيم بل يعني تغيير السياسات والتدابير وان هذه المسالة بامكانها الحؤول دون التحجر.
وفي جانب اخر من تصريحاته تطرق قائد الثورة الاسلامية الى تبيين مفهوم ولاية الفقيه والقيادة في النظام الاسلامي، منوها الى مفهوم ولاية الفقيه من منظار الامام الخميني الراحل (رض) : من وجهة نظر الامام فان ولاية الفقيه تعني الادارة النشطة والمشفوعة بالحيوية والماضية الى الامام حيث كان الامام الراحل نفسه مثالا تاما لهذا المفهوم.
ووصف سماحته، القيادة بانها ادارة شاملة مبنية على القيم التي تختلف عن الادارة التنفيذية وعن المسؤوليات المباشرة للسلطات الثلاث وانها وضمن اشرافها على اداء المسؤولين تراقب السياسات العامة للنطام ولن تسمح لدفع النظام الاسلامي الى اي منعطف غير ضروري وغير مباح تحت اي سبب .
وأشار الى تصريحات البعض بانه لا يمکن اتخاذ قرار حول قضية ما بدون وجهة نظر القيادة مضيفا : ان المسؤولين في السلطات الثلاث (التنفيذية والتشريعية والقضائية) يمارسون مسؤولياتهم مع كامل صلاحياتهم ومن الممكن ان يتخذوا قرارات تعارض وجهات نظر القيادة الا ان القيادة ليس لها الحق ولا المقدرة على التدخل في هذه القضايا الا اذا کانت هذه القرارات السياسية تؤدي الى حرف مسار الثورة وعند ذلك فان القائد سيقوم بأداء مسؤولياته .
واضاف آية الله الخامنئي في تبيين تفسير اخرعن قيادة النظام : يجب ان تکون قرارات وعمل القيادة متسمة بالعقلانية وفي خدمة المبادئ الثابتة للنظام .
وتطرق سماحته في جانب اخر من حديثه الى النظرة العامة حول مفهوم التحزب منوها الى اننا لا نعارض التحزب مطلقا معربا عن اعتقاده بان التحزب لايتنافي مع وحدة المجتمع بشرط ان يتم تنشيطه بنظرة صحيحة .
واضاف : ان بعض الاحزاب مثل الاحزاب الحالية في الغرب فانها في الحقيقة أندية لکسب السلطة وانها تسعى الوصول الى الحكم والسلطة بشتى الاساليب واننا لاندعم ولا نؤيد مثل هذه الاحزاب ولکنه لن نقف امامه ايضا .
وأشار قائد الثورة الاسلامية في جانب اخر من حديثه الى السيناريو الاميرکي الاخير في توجيه اتهام الجمهورية الاسلامية الايرانية بالارهاب، منوها الى الرصد الدقيق والمراقبة التامة من جانب ايران للنوايا الكامنة وراء ستار السيناريو الاميركي، محذرا قادة واشنطن من ان الجمهورية الاسلامية الايرانية سترد بحزم وبكامل قواها على اي مؤامرة او اجراء تخريبي ومؤذ.
واعتبر قائد الثورة احد الاهداف المحتملة لاميركا من وراء الضجة المفتعلة الاخيرة ضد ايران هو التغطية على حركة وول ستريت واضاف، ان شعوب ما لا يقل عن 80 دولة دعمت هذه الحركة المتنامية وهو امر مرّ وصعب للغاية بالنسبة للمسؤولين الاميركيين.
واشار سماحته الى محاولات الحكومة الاميركية لقمع الشعب واضاف، من الممكن ان يقمعوا هذه الحركة بقوات الشرطة والجيش الا انها لن تندثر وستبقي مثل النار تحت الرماد.
ولفت قائد الثورة الاسلامية الى هيمنة شبكة الصهيونية الخبيثة على مسؤولي اميركا واوروبا، محذرا المسؤولين الغربيين قائلا :انه في اليوم الذي تدرك شعوبكم السبب الحقيقي وراء شقائها ومشاكلها اي هوانكم امام الصهاينة، فمن المؤكد ان لهيب غضبها سيحرق نظام الاستكبار الراسمالي ويحوله الى رماد.
وذكّر المسؤولين الغربيين قائلا، لقد ادرتم ظهوركم لشعوبكم واصبحتم منبوذين ومكروهين لدى الغالبية منها، الا ان الاوضاع في الجمهورية الاسلامية الايرانية هي على العكس مما لديكم وان التجمعات الشعبية العظيمة مؤشر لعزم الشعب الراسخ وصموده امام اي مؤامرة.
واشار آية الله الخامنئي الى عدم نتازل الجمهورية الاسلامية طيلة الاعوام ال 32 الاخيرة امام اي شکل من اشکال الضغوط والمؤامرات مؤکدا بان جميع ابناء الشعب متواجدين في الساحة واننا جزء من هذا الشعب وجنودا للنظام وللاسلام وان هذه الكتلة الراسخة تتمتع بالوحدة الوطنية والقوة وستقف امام اي مؤامرة ولن تخضع للابتزاز .
واكد قائد الثورة الاسلامية مرة اخرى، انه اذا كان المسؤولون الاميركيون يعيشون في بعض الاوهام فعليهم ان يعرفوا بان اي تحرك مسيء سواء كان سياسيا ام امنيا سيواجه برد حازم من الشعب الايراني.
واكد سماحته ان عداء اخبث شياطين العالم للشعب الايراني والجمهورية الاسلامية مؤشر لوعود الباري تعالي، واكد قائلا، انه كما يذكر القرآن فان هذه الاعمال الخبيثة لا تزيدنا وشعبنا الا ايماننا وتثبت النصرة والعون الالهي وانتصار الشعب الايراني على جميع المتآمرين.
وفي مستهل اللقاء قام عدد من الاساتذة والطلبة الجامعيين نيابة عن الوسط الجامعي لمحافظة کرمانشاه بطرح وجهات نظر الجامعيين حول القضايا المختلفة .
واعرب سماحته في كلمة مهمة القاها اليوم الاحد امام الالاف من الاساتذة والطلبة الجامعيين بمحافظة كرمانشاه، عن بالغ ارتياحه للحضور بين الوسط الطلابي الناشط والزاخر بالحيوية لهذه المحافظة، واصفا دور الشباب في مختلف الادوار من عمر النظام بالبارز ولذلك فان اللقاء بالطلبة الجامعيين المثقفين يحظى باهمية خاصة.
واعتبر قائد الثورة الاسلامية، الحقبة الحالية بانها حقبة المجاهدة والصمود والبصيرة ،منوها الى الصحوة الاسلامية المنتشرة والصراعات الجلية والخفية وكذلك النزعات المختلفة التي ظهرت من اجل اقامة نظام بديل في مصر وتونس وباقي دول المنطقة، مضيفا : "في هذه الفترة الحساسة فان الاوضاع العامة للنظام الاسلامي، تشكل احد العوامل المؤثرة التي بامكانها ان تقوم باداء دور مهم في حاضر ومستقبل المنطقة اذن فان مراجعة الهيكلية العامة للنظام الاسلامي والتمحيص فيها يحظى باهمية مضاعفة في الوقت الحالي.
واعتبر سماحته هذه المراجعة مهمة كذلك من زاوية ضرورة وجود النظرة الواقعية والحركة الواعية للنظام واضاف، ان الحركات التي تحدث من دون الاهتمام بالحقائق والالتفات الى الافاق البعيدة، تؤدي غالبا الى الضلال والخطأ لذا فانه ينبغي من هذه الزاوية ايضا مراجعة المسار الذي تم قطعه لحد الان والوضع الراهن.
واكد سماحته اهمية هذا الموضوع عبر طرح عدد من الاسئلة الاساسية،هي كيف يمكن تحليل موضوع شيخوخة وشبابية النظام الاسلامي؟ أ تصيبه (النظام) الشيخوخة وتستنزف قواه يوما؟ايوجد هناك طريق للحؤول دون هذه التأكل
والشيخوخة؟ وهل ان هناك علاجا لها اذا ما حدث ذلك؟.
ونصح قائد الثورة الاسلامية اصحاب الفكر والفضل ولاسيما الطلبة الجامعيين والحوزويين ومراكز صنع واتخاذ القرار بالتدقيق والتمحيص في الاسئلة المطروحة، ومن ثم تطرق الى ترسيم سلسلة منطقية تتضمن مراحل تشكيل وتحرك وديمومة النظام الاسلامي.
اوضح اية الله الخامنئي ان الثورة الاسلامية كانت حركة اطاحت بالحكومة الملكي البائد ومهدت الارضية لتشكيل النظام الاسلامي وان النظام الاسلامي يعني الهوية والبنية العامة التي اختارها الشعب لبلاده وان تأسيس الحكومة الاسلامية بمعنى ارساء مجموعة الاجهزة الادارية ومنظومات ادارة البلاد وتشكيل المجتمع الاسلامي ومن ثم تشكيل الامة الاسلامية،وكل ذلك بمثابة حلقات السلاسل التي تحدد الطريق في الماضي والحاضر والمستقبل.
واشار قائد الثورة الاسلامية الى تشكيل الحلقات الثلاث الاولى لهذه السلسلة، معتبرا المرحلة الرابعة اي تشكيل المجتمع الاسلامي هدفا وسطيا وفي ذات الوقت مهما وشامخا.
وفي معرض تعريفه الشامل بالمجتمع الاسلامي اكد سماحته ان المجتمع الاسلامي مجتمع يتحقق فيه الاهداف والتطلعات والامال الكبرى التي وضعها الاسلام للبشرية.
وفي معرض تبيينه لهذه الجانب المهم اوضح اية الله الخامنئي ان تحقق العدالة والحرية واداء الشعب دوره المؤثر على صعيد ادارة البلاد وتقرير مصيره وكذلك تحقق العزة الوطنية والرخاء العام وازالة مظاهر الفقر والمجاعة والتنعم بالانجازات بمختلف جوانبها العلمية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والابتعاد عن التوقف والسكون الى جانب التحرك الدائم الى الامام هي من الميزات البارزة للمجتمع الاسلامي الذي يسعى الشعب والنظام الاسلاميين جاهدين من اجل تحقيقه.
واضاف سماحته: طبعا فان الهدف النهائي لتشكيل المجتمع الاسلامي يتمثل في وصول الانسان الى الكمال "المعنوي و عبودية الله تعالى ومعرفة الخالق الباري وان مثل هذا المجتمع نفسه سيمهد الارضية لتشكيل الامة الاسلامية".
ولتجنب اي استنباط مشترك بين مفاهيم وخصائص المجتمع الاسلامي وبين المفاهيم الغربية، تطرق سماحته الى الحدود الصريحة والواضحة بين هذه المفاهيم واكد قائلا، ان مفاهيم مثل العدالة والحرية وتكريم الانسان وسائر خصائص المجتمع الاسلامي، هي المعنية فقط في المنظار الاسلامي العميق ومختلفة تماما عن المفاهيم المماثلة في الغرب.
واعتبر سماحته الاستنباط الغربي لمفاهيم المجتمع الاسلامي بانه من مشاكل الاعوام البعيدة والقريبة واضاف، انه عند تقييم هذه المفاهيم، لا ينبغي من اي زاوية كانت اتباع طريق الغرب المنحرف بل ينبغي الاستفادة من الاسلام والقرآن لادراك المعني الحقيقي لهذه المفاهيم.
واوضح قائد الثورة الاسلامية في هذا المجال قائلا، ان الغربيين بطبيعة الحال غير ملتزمين حتى بالمعاني الغربية لهذه المفاهيم، ومثلما مارسوا في افغانستان والعراق وليبيا وسائر الدول فانهم وتحت يافطات مثل الديمقراطية ومكافحة السلاح النووي والتصدي للارهاب، يتابعون اهدافا شيطانية مثل السيطرة على المناطق الاقتصادية المهمة والاستراتيجية في العالم والهيمنة علي مصادر وثروات الشعوب ودعم الكيان الصهيوني واكمال سلسلتهم الاستكبارية واننا واستنادا الى هذه الحقائق، نقول بحزم ان الديمقراطية الشائعة في الغرب هي مزيفة وخاوية في غالبية الاحيان.
واشار اية الله الخامنئي الى ان قضايا مثل التطلع للعدالة والحرية والكمال كامنة في فطرة الانسان، مؤكدا ان هذه القضايا هي الهية وفطرية ولذلك فلا تصيبها الشيخوخة والفتور ولذلك فان المجتمع الذي يتحرك باتجاه هذه الاهداف السامية فيبقي على حيوتها ولا يصيبها الشلل و الاندثار.
وتطرق قائد الثورة الاسلامية في جانب آخر من كلمته الى احتمال تغيير هيكلية النظام السياسي في البلاد في المستقبل حيث اشار الى امر الامام الراحل بالغاء منصب رئيس الوزراء من هيكلة السلطة التنفيذية باعتباره احد الحالات في تغيير آليات وبنية النظام من اجل تحقيق الاهداف مضيفا : في الظروف الحالية فان النظام السياسي للبلاد هو رئاسي حيث يتم انتخاب رئيس الجمهورية بشكل مباشر من قبل الشعب وهو اسلوب جيد ومؤثر ولكن اذا كان الشعور يوما ما في المستقبل البعيد ان النظام البرلماني لانتخاب مسؤولي السلطة التنفيذية هو الافضل فلا توجد اي مشكلة في تغيير الآلية الحالية.
واضاف : طبعا فان اي تغيير وتحديث في السياسات والخطوط وهيكلية النظام يجب ان تعتمد على المبادئ لاسلامية ومستلهمة منها كما ان الدستور تضمن ايضا التدابير اللازمة في هذا المجال.
واكد ان النظام الاسلامي يتمتع بالثبات والتغيير ، الثبات في "الحركة المتواصلة وبدون اي تذبذب وانحراف في مسار تحقق الاهداف" والليونة والتغيير في الاليات والخطوط ونمط الحركة.
وصرح سماحته بالقول : ان تحديث هيكلية النظام و تغييرها ليس بمعنى اعادة النظر في الاهداف والقيم بل يعني تغيير السياسات والتدابير وان هذه المسالة بامكانها الحؤول دون التحجر.
وفي جانب اخر من تصريحاته تطرق قائد الثورة الاسلامية الى تبيين مفهوم ولاية الفقيه والقيادة في النظام الاسلامي، منوها الى مفهوم ولاية الفقيه من منظار الامام الخميني الراحل (رض) : من وجهة نظر الامام فان ولاية الفقيه تعني الادارة النشطة والمشفوعة بالحيوية والماضية الى الامام حيث كان الامام الراحل نفسه مثالا تاما لهذا المفهوم.
ووصف سماحته، القيادة بانها ادارة شاملة مبنية على القيم التي تختلف عن الادارة التنفيذية وعن المسؤوليات المباشرة للسلطات الثلاث وانها وضمن اشرافها على اداء المسؤولين تراقب السياسات العامة للنطام ولن تسمح لدفع النظام الاسلامي الى اي منعطف غير ضروري وغير مباح تحت اي سبب .
وأشار الى تصريحات البعض بانه لا يمکن اتخاذ قرار حول قضية ما بدون وجهة نظر القيادة مضيفا : ان المسؤولين في السلطات الثلاث (التنفيذية والتشريعية والقضائية) يمارسون مسؤولياتهم مع كامل صلاحياتهم ومن الممكن ان يتخذوا قرارات تعارض وجهات نظر القيادة الا ان القيادة ليس لها الحق ولا المقدرة على التدخل في هذه القضايا الا اذا کانت هذه القرارات السياسية تؤدي الى حرف مسار الثورة وعند ذلك فان القائد سيقوم بأداء مسؤولياته .
واضاف آية الله الخامنئي في تبيين تفسير اخرعن قيادة النظام : يجب ان تکون قرارات وعمل القيادة متسمة بالعقلانية وفي خدمة المبادئ الثابتة للنظام .
وتطرق سماحته في جانب اخر من حديثه الى النظرة العامة حول مفهوم التحزب منوها الى اننا لا نعارض التحزب مطلقا معربا عن اعتقاده بان التحزب لايتنافي مع وحدة المجتمع بشرط ان يتم تنشيطه بنظرة صحيحة .
واضاف : ان بعض الاحزاب مثل الاحزاب الحالية في الغرب فانها في الحقيقة أندية لکسب السلطة وانها تسعى الوصول الى الحكم والسلطة بشتى الاساليب واننا لاندعم ولا نؤيد مثل هذه الاحزاب ولکنه لن نقف امامه ايضا .
وأشار قائد الثورة الاسلامية في جانب اخر من حديثه الى السيناريو الاميرکي الاخير في توجيه اتهام الجمهورية الاسلامية الايرانية بالارهاب، منوها الى الرصد الدقيق والمراقبة التامة من جانب ايران للنوايا الكامنة وراء ستار السيناريو الاميركي، محذرا قادة واشنطن من ان الجمهورية الاسلامية الايرانية سترد بحزم وبكامل قواها على اي مؤامرة او اجراء تخريبي ومؤذ.
واعتبر قائد الثورة احد الاهداف المحتملة لاميركا من وراء الضجة المفتعلة الاخيرة ضد ايران هو التغطية على حركة وول ستريت واضاف، ان شعوب ما لا يقل عن 80 دولة دعمت هذه الحركة المتنامية وهو امر مرّ وصعب للغاية بالنسبة للمسؤولين الاميركيين.
واشار سماحته الى محاولات الحكومة الاميركية لقمع الشعب واضاف، من الممكن ان يقمعوا هذه الحركة بقوات الشرطة والجيش الا انها لن تندثر وستبقي مثل النار تحت الرماد.
ولفت قائد الثورة الاسلامية الى هيمنة شبكة الصهيونية الخبيثة على مسؤولي اميركا واوروبا، محذرا المسؤولين الغربيين قائلا :انه في اليوم الذي تدرك شعوبكم السبب الحقيقي وراء شقائها ومشاكلها اي هوانكم امام الصهاينة، فمن المؤكد ان لهيب غضبها سيحرق نظام الاستكبار الراسمالي ويحوله الى رماد.
وذكّر المسؤولين الغربيين قائلا، لقد ادرتم ظهوركم لشعوبكم واصبحتم منبوذين ومكروهين لدى الغالبية منها، الا ان الاوضاع في الجمهورية الاسلامية الايرانية هي على العكس مما لديكم وان التجمعات الشعبية العظيمة مؤشر لعزم الشعب الراسخ وصموده امام اي مؤامرة.
واشار آية الله الخامنئي الى عدم نتازل الجمهورية الاسلامية طيلة الاعوام ال 32 الاخيرة امام اي شکل من اشکال الضغوط والمؤامرات مؤکدا بان جميع ابناء الشعب متواجدين في الساحة واننا جزء من هذا الشعب وجنودا للنظام وللاسلام وان هذه الكتلة الراسخة تتمتع بالوحدة الوطنية والقوة وستقف امام اي مؤامرة ولن تخضع للابتزاز .
واكد قائد الثورة الاسلامية مرة اخرى، انه اذا كان المسؤولون الاميركيون يعيشون في بعض الاوهام فعليهم ان يعرفوا بان اي تحرك مسيء سواء كان سياسيا ام امنيا سيواجه برد حازم من الشعب الايراني.
واكد سماحته ان عداء اخبث شياطين العالم للشعب الايراني والجمهورية الاسلامية مؤشر لوعود الباري تعالي، واكد قائلا، انه كما يذكر القرآن فان هذه الاعمال الخبيثة لا تزيدنا وشعبنا الا ايماننا وتثبت النصرة والعون الالهي وانتصار الشعب الايراني على جميع المتآمرين.
وفي مستهل اللقاء قام عدد من الاساتذة والطلبة الجامعيين نيابة عن الوسط الجامعي لمحافظة کرمانشاه بطرح وجهات نظر الجامعيين حول القضايا المختلفة .