موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

قائد الثورة الاسلامية:

تحقيق التقدم والعزة رهن بالنخب الذين يعشقون البلاد والامة

ايران ومن اجل ان تحقق التقدم والعزة والفخر بحاجة الى علماء ونخبة يعشقون البلاد والشعب ويعشقون هويتهم ومصير شعبهم.

هذه هي النصحية الرئيسية التي قدمها قائد الثورة الاسلامية سماحة اية الله العظمى السيد علي الخامنئي لدى لقاء الالاف من نخبة البلاد معه اليوم الاربعاء على مدى ساعتين ونصف الساعة وتبال وجهات النظر معهم .

ففي مستهل هذا اللقاء طرح 12 نخبة من نخب الجامعات وعلى مدى ساعة و 45 دقيقة وجهات نظر نخبة البلاد فيما يخص المسائل الجامعية والعلمية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية .

اية الله الخامنئي وبعد الاستماع الى بعض النقاط التي طرحها نخبة البلاد خاطب الوسط النخبوي للبلاد سواء على الصعيد  السياسي او العلمي - الثقافي بالقول : ينبغي ان يشعر النخبة بعلقة معنوية حيال البلاد والشعب وعلى صعيد العمل يجب ان يبذلوا ما بوسعهم ويقدموا التضحية ، وذلك لان النخبة لن يكون لهم اي تاثير حقيقي او لن يحلوا اية مشكلة ما لم يشعروا بالعشق حيال مصير البلاد والشعب .


واشار قائد الثورة الاسلامية الى بعض التجارب التاريخية والمعاصرة معتبرا " القوة التي لا ترتكز على الدين " بانها تتمخض عن "الظلم والبربرية" مؤكدا ان كل شعب يريد ان يصون نفسه في عالمنا الراهن الذي تعصف به المشاكل ويحول دون التعرض الى غزو عسكري وامني ومعلوماتي وثقافي واخلاقي من قبل القوى السلطوية فانه بحاجة الى نخبة يكون همهم وغمهم الاساسي هو تطور وعزة ورفعة البلاد وشعبهم ، والايمان هو العنصر الرئيسي الذي يمكنه ترسيخ هذا الشعور الذاتي .

واعتبر سماحته ان التطور الذي حققه الشعب الايراني على مدى الاعوام الثلاثة والثلاثين الماضية ناتج عن ايمان وعشق النخبة للبلاد منوها بالقول : رغم الضغوط الواسعة التي يمارسها الاجانب فان المئات من الشخصيات والنخب العلمية المرموقة من امثال الشهيد شهرياري يبذلون مساعي وتضحيات ويقومون باعمال ممتازة وخالدة في مختلف المجالات .

وراى قائد الثورة الاسلامية ان مناوئة الاجانب على الصعيد العلمي امر مرفوض واضاف : كما قلنا مرارا فاننا مستعدون لان نتلمذ عند الاخرين من اجل الحصول على العلوم ، ولكن لا ينبغي ان نبقى تلاميذ دائما بل نريد ان يصل الشعب الايراني الى مكانة يتلمذ الاخرون عنده . 

واشار اية الله الخامنئي الى شعور السياسيين وعناصر النظام البهلوي بالحقارة والخنوع امام الغرب واضاف : ان هؤلاء كانوا يعتبرون ايران بماضيها اللامع ورصيدها الفكري والثقافي العظيم بانها لا شيء امام الغرب ، ولكن الثورة محت هذا التفكير الرجعي ، والبلاد ضمن تحقيقها لتطور عظيم ستحقق مكاسب وانجازات جديدة في ضوء الشعور بالمسؤولية وعزم وارادة النخب وابناء الشعب كافة ان شاء الله تعالى .

وفي جانب اخر من كلمته دعا قائد الثورة الاسلامية مسؤولي البلاد الى زيادة الاستثمار في مجالات توليد العلم والابداع العلمي منوها بالقول : ان هذا العمل الضروري ينبغي ان يواكب النهوض بمستوى الادارة في الجامعات والمراكز والمؤسسات العلمية لكي يثمر عن نتاجات لامعة . 


وفي خصوص التواصل بين الجامعات والقطاع الصناعي اكد سماحته ضرورة قيام الحكومة بالتخطيط من اجل ايجاد وتوسيع المعاهد البحثية والعلمية وقال : ان مثل هذه المراكز يمكنها تلبية حاجة القطاع الصناعي الى الابداع وتحسين جودة المنتجات فضلا عن ان هذا العمل يساعد على زيادة الحيوية والنشاط العلمي في الجامعات .

واشار اية الله الخامنئي الى المنتجات المحلية الجيدة في بعض المجالات مؤكدا ضرورة احجام الاجهزة الحكومية عن شراء المنتجات الاجنبية واضاف : على رئيس الجمهورية ان يصدر امرا الى الاجهزة الحكومية تمنع شراء البضائع الخارجية .
 
واعتبر قائد الثورة الاسلامية ان قيام الحكومة بتحفيز الاجهزة والبنوك لدعم المنتجين والصناعيين المحليين ودعم الحكومة للقطاع الزراعي بانها من الضرورات الاخرى .
 
واعرب اية الله الخامنئي عن ارتياحه حيال الارتقاء بالمستوى الكمي وفي بعض الاحيان الكيفي للمقالات العلمية ولكنه اضاف : لا ينبغي ان يكون الجانب الكمي هو هدفنا في المقالات العلمية بل علينا التركيز على الجانب الكيفي والاهم من ذلك ترشيد المقالات باتجاه تلبية احتياجات البلاد .

واعتبر قائد الثورة الاسلامية الشباب المفعمين بالحيوية والايمان والجهوزية للعمل بانهم رصيد قيم وثمين بغية تحقيق التقدم مرحبا بوجهات النظر التي قدمها النخبة في هذا اللقاء منوها بالقول : ان الشعب الايراني والمسؤولين بدأوا طريقا وعرا باتجاه تحقيق هدف عظيم ، ووجود بعض نقاط الضعف او المشاكل في هذا الطريق امر طبيعي ، ولكن مثل هذه المشاكل ينبغي الا تشكل عقبة امام الطريق المؤدي الى الهدف المنشود واستمرار التقدم .


والمح قائد الثورة الاسلامية كذلك الى حديث احد النخب الشابة في خصوص عدم توطئة الارضية لحضور النخب الشابة في مراكز اتخاذ القرار والمؤثرة ثقافيا مؤكدا بالقول : ان هذا طلب منطقي وحضور الشباب في بعض المجالات سيكون مفيدا قطعا ولكن الاهم من حضور الشباب في المجالات التنفيذية هو التاثير الفكري والتمهيد للحوار من قبل الشباب وذلك لان هذا العمل يوجه المسؤولين والمدراء باتجاه الهدف الذي يتطلع اليه الشباب .

وانتقد سماحته عدم الاهتمام كما ينبغي بمسالة تاسيس كراسي للفكر الحر رغم التاكيد المكرر منوها بالقول : على الشباب ان يمهدوا الارضية لمناخ حواري من خلال فكرهم وكتاباتهم وطرح افكارهم في الكراسي المخصصة للفكر الحر .


واكد قائد الثورة الاسلامية قائلا : ان المد العلمي الذي شاهدناه خلال الاعوام الاخيرة ، وتحول توليد العلم الى قيمة هو نتيجة بلورة النقاش العلمي خلال العقد الاخير .

وفي جانب اخر من كلمته اشاد اية الله الخامنئي بالجهود والخطوات الجيدة التي تم القيام بها في قسم البحوث العلمية والتقنية التابع لرئاسة الجمهورية والمؤسسة الوطنية للنخبة في البلاد لاسيما اعداد الوثيقة الوطنية للنخبة واضاف : ان اعداد هذه الوثيقة هو من الخطوات الضرورية والمهمة جدا لانها ترسم الطريق لاكتشاف المواهب وتنميتها من اجل تربية جيل نخبوي والمراحل التي ينبغي اعتمادها بعد احراز عنوان النخبة .


واعرب سماحته عن امله بان يتم اقرار وتطبيق هذه الوثيقة باسرع ما يمكن .
700 /