القى قائد الثورة الاسلامية سماحة اية الله العظمى السيد علي الخامنئي كلمة بحشد غفير من العلماء ، الفضلاء ، الاساتذة ،مدراء المدارس وطلبة الحوزات العلمية في قم ، بيًن فيها الابعاد المختلفة للتغيير وادارة هذه التغييرات في الحوزات العلمية منوها الى ما يشاع حول الصلة المتبادلة بين الحوزات العلمية والنظام مستعرضا تكتيكات اعداء الاسلام لاضعاف النظام وفرض العزلة على الحوزات العلمية والشريحة العلمائية .
ووصف قائد الثورة الاسلامية في هذا اللقاء الذي عقد في رواق الامام الخميني المجاور لمرقد كريمة اهل البيت فاطمة المعصومة سلام الله عليها ، وصف مدينة قم بانها محور معارف العالم الاسلامي واضاف : ان مدينة قم اليوم هي مثل فترة حضور السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام تشكل المركز الرئيسي لمعارف اهل البيت عليهم السلام وبامكانها ان تكون مثل القلب النابض الذي يضخ دماء المعرفة والصحوة والبصيرة في كيان الامة الاسلامية .
ووصف سماحته المساعي التي يبذلها عشرات الالاف من طلبة العلوم الدينية في مدينة قم وجهادهم لتعلم ونشر معارف الاسلام بانها ظاهرة منقطعة النظير مشيرا الى ان انظار العالم شاخصة اليوم نحو الحوزات العلمية في قم واضاف : ان مدينة قم لم تكن مؤثرة كما هي اليوم على صعيد التطورات والسياسات الدولية ومن اجل مكانتها الممتازة هذه لم يكن لها في السابق اصدقاء واعداء كما لها اليوم .
واشار سماحته في هذا المجال الى السفسطة التي تثار حول ان خوض الحوزات العلمية في القضايا السياسية والتحديات سيؤدي الى زيادة اعدائها والتقليل من احترام الحوزات .
وفي معرض اجابته على هذه السفسطة شرح قائد الثورة الاسلامية حقيقة ان اي مجموعة ممتازة لا تحترم بشكل حقيقي اذا انزوت وفرضت العزلة على نفسها واتخذت موقف اللامبالاة من الاحداث في توجهاتها وذلك لان الموجودات التي تثير اعجاب الصديق والعدو على حد سواء هي الموجودات الحية والناشطة التي تترك بصمات لها في كل مجال .
وواصل سماحته تقديم براهينه ضد السفسطة التي تتابع موضوع عزلة وسكون الحوزات العلمية في مدينة قم حيث قال ان انطواء الحوزات العلمية على نفسها وانفعالها سيؤدي الى الغاء دورها تدريجيا واضاف : ان الشريحة العلمائية الشيعية كان لها دور اساسي في الاحداث الاجتماعية والسياسية ولهذا السبب فانها تتمتع بقاعدة ونفوذ لا تتمتع به اية مجموعة اسلامية وغير اسلامية في العالم .
واعتبر قائد الثورة الاسلامية ان الدليل الثاني حول ضرورة نشاط وحيوية الحوزات العلمية على صعيد القضايا السياسية والدولية يتمثل في تعزيز اركان الدين الاسلامي واضاف : ان الشريحة العلمائية هي بمثابة جندي الدين وخادمه وان تحركت من منطلق الانفعال فان الدين سيتعرض الى ضربة لا محالة ، وهذه المسالة تتعارض مع الفلسفة الوجودية للشريحة العلمائية .
وراى اية الله الخامنئي ان تسجيل الشريحة العلمائية حضورها في الساحة من شانه اثارة العداء ضدها ولكنه اضاف : ينبغي ان نلتفت الى ان هذا العداء سيكون مدعاة لخلق الفرص ان تمتعنا بالنشاط والحيوية والوعي وذلك لانه سيحفز على التحرك النظري والحمية للرد على الشبهات ، وبشهادة التاريخ فانه سيؤدي الى ترويج وترسيخ المعارف الاسلامية .
وفي معرض تبيينه لاستدلال اخر ردا على سفسطة ضرورة ابتعاد الحوزات العلمية عن السياسة والقضايا الدولية اشار سماحته الى حقيقة ان السكون واللامبالاة لن يؤديا الى ايقاف حركة العدو بل يشجعانه على زيادة عدائه وعدوانه .
وواصل قائد الثورة الاسلامية في كلمته بالعلماء والفضلاء وطلبة الحوزات العلمية تبيين ضرورة التحلي باليقظة حيال مفهومين خاطئين وانحرافيين اي "حكومة الملالي " وكذلك تقسيم الشريحة العلمائية الى علماء دين حكوميين وغير حكوميين " .
وفي معرض تبيينه لاهداف اعداء الاسلام والنظام من الدعاية لهذين المفهومين ومتابعتها اكد قائلا : انهم يريدون حرمان النظام من الرصيد الفكري والعقلاني والاستدلالي العظيم لعلماء الدين ، ويتصورون ان بامكانهم تهميش الشريحة العلمائية الثورية التي تسجل حضورها في الساحة والاساءة الى سمعتها ، وهذا ما يفرض على الجميع التعاطي مع هذه الامور بوعي ويقظة .
وفي معرض تسليط الضوء على الابعاد المختلفة لتكتيك الاعداء من طرح هذين المفهومين الانحرافيين استعرض اية الله الخامنئي النسبة المتبادلة بين الشريحة العلمائية والنظام الاسلامي مؤكدا قوله ان نسبة الحوزات العلمية الى النظام الاسلامي هي نسبة " الدعم والنصيحة " و " الدفاع الى جانب الاصلاح " .
وفي هذا الخصوص وصف سماحته انتساب حكومة الملالي الى الجمهورية الاسلامية بانه افتراء وكذب فاضح واضاف : ان النظام الاسلامي هو حكومة الدين والقيم الدينية وليس حكومة افراد من الشريحة العلمائية .
وتابع سماحته : في الحكومة الاسلامية لا يكفي ان تكون من علماء الدين لكي تتصدى للمسؤولية وذلك لان كون اي شخص من علماء الدين لا يكفي لاثبات صلاحيته كما انه لا ينفيها .
وراى قائد الثورة الاسلامية ان تقسيم الشريحة العلمائية الى ملالي حكوميين وغير حكوميين خطا فاضح منوها بالقول :
ان السعي للمشاركة في الحكم والتصدي للمسؤوليات الحكومية مثل اي هدف اخر ان كان لاغراض مادية وتلبية للاهواء النفسانية فانه امر مرفوض ولكن لو دعم عالم دين النظام او قبل بمسؤولية حكومية من منطلق الاهداف المعنوية والالهية فان هذا العمل هو من افضل مصاديق الامر بالمعرف والنهي عن المنكر والمصداق البارز للجهاد في سبيل الله .
وتابع اية الله الخامنئي توجيهاته في هذا الحشد الغفير بتبيين مفهومين قيمين اي "اتكال النظام على الحوزات العلمية على الصعيدين النظري والعلمي " و " وتحمل الحوزات العلمية والشريحة العلمائية لواجباتها تجاه النطام " .
وفي خصوص المفهوم الاول نوه سماحته بالقول : ان النظام بحاجة الى علماء الدين والحوزات العلمية على الصعيدين النظري والعلمي وهو يركز على الجهود التي تبذلها تلك الجهات .
وفي معرض تبيينه لهذه الحقيقة اضاف : بسبب الحقيقة والماهية الدينية للجمهورية الاسلامية فان مسؤولية طرح النظريات في جميع المجالات ومنها السياسة والاقتصاد والادارة والمسائل التربوية وسائر القضايا الاخرى المتعلقة بادارة البلاد تقع على عاتق علماء الدين اي الذين يعرفون الاسلام والاخصائيون في هذا المجال .
وراى سماحته ان خلأ التنظير الديني في مجالات ادارة البلاد والمجتمع سيؤدي الى تغلغل النظريات الغربية والعلمانية منوها بالقول : ان تاكيدي المكرر على ضرورة الاهتمام بالعلوم الانسانية في الجامعات نابع من هذه الحقيقة .
واضاف سماحته : ان العلوم الانسانية الراهنة ترتكز على ايديولوجية غير الايديولوجية الالهية وتربي مدراء البلاد المستقبليين على اساس اهدفها المتوخاة من الايديولوجية الغربية والمادية ، وهذا ما يفرض على الحوزات العلمية وعلماء الدين العمل على الحيلولة دون هذا الانحراف من خلال طرح النظريات الاسلامية في مختلف المجالات وتقديمها الى المسؤولين للتخطيط وفقا لها .
واعتبر قائد الثورة الاسلامية ان اجابة الحوزات العملية على الشبهات المختلفة من المصاديق الاخرى لاتكال النظام الاسلامي على علماء الدين واضاف : ان هدف اعداء النظام من حقن المجتمع بشكل مستمر بالشبهات الدينية والسياسية والعقائدية هو النيل من مباديء النظام الاسلامي ، ولذلك فان رد العلماء وفضلاء الحوزات العلمية على هذه الشبهات الموهمة يعد مساعدة للنظام الاسلامي والنظام من هذه الزاوية ايضا يشعر بان الحوزات هي رصيد حقيقي له .
وفي معرض تبيينه لحقيقة اخرى اي تحمل الحوزات العلمية لمسؤولياتها حيال النظام الاسلامي وصف اية الله الخامنئي الشريحة العلمائية والحوزات العلمية لا سيما حوزة قم بانها " الام والمكونة " للنظام مؤكدا ان اي ام لايمكنها ان تغفل عن وليدها او لا تكترث له او لا تدافع عنه عند الضرورة .
وخلص سماحته في هذا المجال الى القول : ان نسبة الحوزات العلمية الى النظام هي "الدعم ، التعاون والدعم المتبادل " .
استقلالية الحوزات كانت من النقاط الاخرى التي سلط قائد الثورة الاسلامية الضوء على ابعادها المختلفة من خلال طرح سؤال مضمونه هل ان مساعدة النظام للحوزات العلمية سيضر باستقلاليتها وينال منها او لا ؟ .
وفي معرض الجواب على هذا السؤال اشار قائد الثورة الاسلامية الى محافظة الحوزات على استقلاليتها على مر التاريخ وفي مختلف الحكومات سواء المعارضة للدين او الشيعية واضاف : ان علماء الدين حتى في تلك الفترات التي كانوا يساعدون بعض الحكومات الشيعية لم يكونوا تحت قبضة الحكومات والشريحة العلمائية الشيعية كما كانت مستقلة على مر التاريخ فانها اليوم ايضا وفي المستقبل ستبقى مستقلة بفضل الله .
واكد سماحته على ضرورة استقلالية الحوزات العلمية والتحلي باليقظة حيال المحاولات الرامية لاثارة هذه السفسطات وقال : ان البعض وتحت يافطة " الاستقلال " يريد قطع الصلة بين الحوزات العلمية والنظام ، ولكن من الواضح ان التبعية تختلف عن الدعم والتعاون ويمكن الحفاظ على الاستقلالية وفي نفس الوقت القيام بالتعاون المتبادل .
واعتبر اية الله الخامنئي النظام الاسلامي بانه مدين للحوزات العلمية واضاف : من واجب النظام ان يساعد الحوزات العملية دون التدخل في شؤونها وذلك لان هناك مسائل في هذه المجموعة لا يمكن حلها الا بمساعدة بيت المال .
ولم يحصر قائد الثورة الاسلامية المساعدات المختلفة التي يقدمها النظام الاسلامي للحوزات العلمية في المساعدات المالية منوها بالقول : اليوم وبفضل الله ودعم النظام فان اهم المنابر الوطنية هي في متناول العلماء ومراجع الدين وتعزيز دعم بشتى اشكاله للحوزات العلمية هو من واجب جميع الحكومات .
واشار اية الله الخامنئي الى ضرورة رسم حدود " الاستقلال" و " الصلة المتبادلة بين النظام والحوزات" متابعا القول : ان النظام الاسلامي والحوزات العلمية هما تياران عظيمان يرتبطان ببعضهما بعضا من مختلف الجوانب والابعاد وفي الحقيقة ان مصيرهما واحد .
ونوه سماحته قائلا : رغم ان توجيه اي ضربة للنظام الاسلامي سيؤدي الى الاضرار بالحوزات العلمية وعلماء الدين لكن النظام الاسلامي حي وقوي ولا شك بانه سيتخطى جميع التحديات .
وفي جانب اخر من كلمته استعرض اية الله الخامنئي موضوعا مهما اخر وهو "التغيير في الحوزات العلمية " .
واشار سماحته في معرض تبيينه للفارق الاساسي بين " التغيير المبني على اسس صحيحة وايجابية " و " التغيير المبني على اسس خاطئة وانحرافية " الى بعض المصاديق الواضحة واضاف : ان اعتبرنا التغيير بانه يعني التغيير في الخطوط الرئيسية للحوزات مثل التغيير في اسلوب الاجتهاد فان هذا الاستنباط استنباط انحرافي وسيكون تغييرا نحو الاسوأ .
واعتبر قائد الثورة الاسلامية ان الاسلوب الراهن للاجتهاد هو من اقوى الاساليب واكثرها منطقا مؤكدا بالقول : لو اعتمد اي شخص وتحت اي عنوان اسلوبا شاذا للاجتهاد اليوم فانه عمل خاطيء ومرفوض .
واشار سماحته الى اصدار فتاوى من قبل بعض الاشخاص لكسب ود العامة او لاغراض مادية او حتى لصالح الاستكبار واضاف : لقد اصدر شخص ما فتوى بعدم شرعية النشاطات النووية السلمية الايرانية وذلك بسبب سوء ظن القوى العظمى حيال هذه النشاطات ولكننا نقول ان على الاستكبار ان يخسأ لانه يسيء الظن بالشعب الايراني .
واضاف اية الله الخامنئي : طبعا ان ادى اجتهاد الافراد الى فتاوى مختلفة وفقا للاساليب الرائجة والصحيحة في الحوزات العلمية فان ذلك امر لا ضير فيه بل انه مدعاة لنمو وتطور الحوزات العلمية .
ودعا سماحته الحوزات العلمية الى تسجيل حضورها الفاعل في المجالات الفلسفية والفقهية والكلامية على الصعيد الدولي واضاف : ينبغي على الحوزات العلمية من خلال الاخذ بنظر الاعتبار نظريات المدارس المختلفة حيال القضايا المختلفة ايجاد اجابات قوية ومقنعة مشفوعة بالاستدلال للرد على متطلبات العالم .
واعتبر سماحته وجود وسائل الاتصالات الحديثة بانها فرصة لنشر ردود الحوزات العلمية بشكل سريع تلبية للحاجات الداخلية والعالمية منوها بالقول : ان تبيين " المباديء المعرفية " و" الرؤية السياسية والاقتصادية " للاسلام وشرح المفاهيم الفقهية والحقوقية والشرح الدقيق والعلمي للنظام الاخلاقي والتربوي في الاسلامي هي من جملةالقضايا التي يمكن للحوزات العملية ان تتصدى لها على الصعيد العالمي .
واستمرار لتوجيهاته حول ضرورة التغيير في الحوزات اعتبر قائد الثورة الاسلامية ان الاجتهاد هو اساس التغيير واضاف :
ان التغيير والتحول امر لا بد منه وعلى مراجع الدين ومفكري الحوزة العلمية التخطيط له وترشيدة وادارته .
وفي معرض تبيينه لمصداق اخر من الاستنباط الخاطيء لمفهوم التغيير اشار سماحته الى تجاهل الاسلوب التقليدي لفاعل للحوزات العلمية في مجال التعليم والتعلم واضاف : ان هذا الاسلوب التقليدي بات محط اهتمام العالم تدريجيا وان حاول البعض اضعاف هذا الاسلوب تحت يافطة التغيير ، فان مثل هذا التحرك رجعي ونتائجه مرفوضة .
الحرية في اختيار الاستاذ ، الاستشكال على الاستاذ ، التفكير والمطالعة وتجنب المحفوظات البحتة ، المباحثة ، احترام الاستاذ ، رعاية الحقوق المتبادلة بين الاستاذ والتلميذ هي من جملة الاساليب الصحيحة والتقليدية الرائجة في نظام التعليم والتعلم بالحوزات العلمية التي اكد قائد الثورة على تعزيزها لايجاد التغيير في الحوزات العلمية .
وراى اية الله الخامنئي ان مطابقة الجهود والنشاطات العلمية للحوزات العلمية مع متطلبات الناس والمجتمع بانها من ضرورات التغيير الايجابي في الحوزات واضاف : كما ينبغي الاهتمام بنظام "السلوك والاخلاق" في مسيرة التغيير في الحوزات .
وراى قائد الثورة الاسلامية ان تكريم مراجع الدين هي من النقاط الايجابية في الحوزات العلمية وقال : ان مراجع الدين في غالبيتهم هم في قمة الحوزة العلمية ولا يمكن لاحد الوصول الى هذه المرحلة بسهولة ولذلك فينبغي تكريم واحترام مراجع الدين من قبل الجميع .
واعتبر اية الله الخامنئي ان تهذيب النفس من الاسس الرئيسية لاستمرار التغيير الايجابي في الحوزات واضاف : كما ينبغي الاهتمام بالانتماءات والاحاسيس الثورية بشكل كامل وذلك لان الاعداء واذنابهم يحاولون من خلال اضعاف الاحساسيس الثورية تمرير ماربهم المشؤومة .
وفي هذا المجال نوه سماحته بالقول : ان معارضة شخص ما للتوجهات والاحاسيس الثورية ليس بمسالة مهمة بل ان المسالة هي ان العدو يحاول تلبيد الاجواء من خلال استغلال هذه المعارضة وعلى الحوزات العلمية ان تهتم جيدا بهذا الامر .
واعتبر سماحته ان فرض العزلة على علماء الدين الثوريين والتعبويين والنيل من الشهادة والشهداء واثارة التساؤلات حول فترة الدفاع المقدس بانها من جملة الاساليب التي ينتهجها اعداء الاسلامي لاضعاف الاجواء الثورية داعيا كبار الحوزات العلمية الى ايلاء اهتمام اكبر بهذا الجانب .
ووصف قائد الثورة الاسلامية الشباب والطلبة الناشطين والثوريين في الحوزات العلمية بانهم امل البلاد في المستقبل ناصحا اياهم بالقول : تجنبوا الافراط والتفريط ، لكي تقطعوا الطريق امام كل من يحاول وصفكم بالتفريط .
واضاف سماحته : على كل شخص ثوري وصمن الحفاظ على حماسه وشعوره الثوري التحلي بالبصيرة واليقظة والاشراف على قضايا الساعة والصمود امام الضغوط والمشاكل والتحلي بالمنطق والعقلانية في جميع الاحوال .
كما شدد سماحته على ضرورة عدم وصف الكوادر الثورية بالتفريط منوها بالقول : ان هذه التهمة هي تهمة انحرافية يتباعها العدو بشكل مباشر وغير مباشر .
وفي ختام توجيهاته حول ضرورة التغيير في الحوزات استعرض قائد الثورة الاسلامية ضرورات ادارة هذه التغييرات واضاف : لا يمكن ايجاد تغييرات دقيقة وواسعة وشاملة في الحوزات بدون ادارة قوية وصحيحة وعلى بعض الاشخاص الذين يحظون بتاييد مراجع الدين واصحاب الخبرة ان يتولوا هذه المسؤولية .
كما اكد اية الله الخامنئي الى اهمية درس الفلسفة داعيا الحوزات الى ايلاء اهتمام اكبر بالعلوم العقلية والفلسفة والكلام وكذلك التفسير .
واعتبر اية الله الخامنئي في ختام كلمته هذا الاجتماع العظيم للاساتذة والفضلاء وطلبة الحوزات العلمية وحضور الالاف من طالبات العلم بانه ظاهرة عظيمة ومباركة واضاف : انتربية العالمات والباحثات والفقيهات والفلاسفة في الحوزات العلمية النسوية وتسجيل تلك العالمات حضورها على الصعيد العالمي ستكون مدعاة فخر واعتزاز وكرامة للثورة وايران على الصعيد العالمي .
ووصف قائد الثورة الاسلامية في هذا اللقاء الذي عقد في رواق الامام الخميني المجاور لمرقد كريمة اهل البيت فاطمة المعصومة سلام الله عليها ، وصف مدينة قم بانها محور معارف العالم الاسلامي واضاف : ان مدينة قم اليوم هي مثل فترة حضور السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام تشكل المركز الرئيسي لمعارف اهل البيت عليهم السلام وبامكانها ان تكون مثل القلب النابض الذي يضخ دماء المعرفة والصحوة والبصيرة في كيان الامة الاسلامية .
ووصف سماحته المساعي التي يبذلها عشرات الالاف من طلبة العلوم الدينية في مدينة قم وجهادهم لتعلم ونشر معارف الاسلام بانها ظاهرة منقطعة النظير مشيرا الى ان انظار العالم شاخصة اليوم نحو الحوزات العلمية في قم واضاف : ان مدينة قم لم تكن مؤثرة كما هي اليوم على صعيد التطورات والسياسات الدولية ومن اجل مكانتها الممتازة هذه لم يكن لها في السابق اصدقاء واعداء كما لها اليوم .
واشار سماحته في هذا المجال الى السفسطة التي تثار حول ان خوض الحوزات العلمية في القضايا السياسية والتحديات سيؤدي الى زيادة اعدائها والتقليل من احترام الحوزات .
وفي معرض اجابته على هذه السفسطة شرح قائد الثورة الاسلامية حقيقة ان اي مجموعة ممتازة لا تحترم بشكل حقيقي اذا انزوت وفرضت العزلة على نفسها واتخذت موقف اللامبالاة من الاحداث في توجهاتها وذلك لان الموجودات التي تثير اعجاب الصديق والعدو على حد سواء هي الموجودات الحية والناشطة التي تترك بصمات لها في كل مجال .
وواصل سماحته تقديم براهينه ضد السفسطة التي تتابع موضوع عزلة وسكون الحوزات العلمية في مدينة قم حيث قال ان انطواء الحوزات العلمية على نفسها وانفعالها سيؤدي الى الغاء دورها تدريجيا واضاف : ان الشريحة العلمائية الشيعية كان لها دور اساسي في الاحداث الاجتماعية والسياسية ولهذا السبب فانها تتمتع بقاعدة ونفوذ لا تتمتع به اية مجموعة اسلامية وغير اسلامية في العالم .
واعتبر قائد الثورة الاسلامية ان الدليل الثاني حول ضرورة نشاط وحيوية الحوزات العلمية على صعيد القضايا السياسية والدولية يتمثل في تعزيز اركان الدين الاسلامي واضاف : ان الشريحة العلمائية هي بمثابة جندي الدين وخادمه وان تحركت من منطلق الانفعال فان الدين سيتعرض الى ضربة لا محالة ، وهذه المسالة تتعارض مع الفلسفة الوجودية للشريحة العلمائية .
وراى اية الله الخامنئي ان تسجيل الشريحة العلمائية حضورها في الساحة من شانه اثارة العداء ضدها ولكنه اضاف : ينبغي ان نلتفت الى ان هذا العداء سيكون مدعاة لخلق الفرص ان تمتعنا بالنشاط والحيوية والوعي وذلك لانه سيحفز على التحرك النظري والحمية للرد على الشبهات ، وبشهادة التاريخ فانه سيؤدي الى ترويج وترسيخ المعارف الاسلامية .
وفي معرض تبيينه لاستدلال اخر ردا على سفسطة ضرورة ابتعاد الحوزات العلمية عن السياسة والقضايا الدولية اشار سماحته الى حقيقة ان السكون واللامبالاة لن يؤديا الى ايقاف حركة العدو بل يشجعانه على زيادة عدائه وعدوانه .
وواصل قائد الثورة الاسلامية في كلمته بالعلماء والفضلاء وطلبة الحوزات العلمية تبيين ضرورة التحلي باليقظة حيال مفهومين خاطئين وانحرافيين اي "حكومة الملالي " وكذلك تقسيم الشريحة العلمائية الى علماء دين حكوميين وغير حكوميين " .
وفي معرض تبيينه لاهداف اعداء الاسلام والنظام من الدعاية لهذين المفهومين ومتابعتها اكد قائلا : انهم يريدون حرمان النظام من الرصيد الفكري والعقلاني والاستدلالي العظيم لعلماء الدين ، ويتصورون ان بامكانهم تهميش الشريحة العلمائية الثورية التي تسجل حضورها في الساحة والاساءة الى سمعتها ، وهذا ما يفرض على الجميع التعاطي مع هذه الامور بوعي ويقظة .
وفي معرض تسليط الضوء على الابعاد المختلفة لتكتيك الاعداء من طرح هذين المفهومين الانحرافيين استعرض اية الله الخامنئي النسبة المتبادلة بين الشريحة العلمائية والنظام الاسلامي مؤكدا قوله ان نسبة الحوزات العلمية الى النظام الاسلامي هي نسبة " الدعم والنصيحة " و " الدفاع الى جانب الاصلاح " .
وفي هذا الخصوص وصف سماحته انتساب حكومة الملالي الى الجمهورية الاسلامية بانه افتراء وكذب فاضح واضاف : ان النظام الاسلامي هو حكومة الدين والقيم الدينية وليس حكومة افراد من الشريحة العلمائية .
وتابع سماحته : في الحكومة الاسلامية لا يكفي ان تكون من علماء الدين لكي تتصدى للمسؤولية وذلك لان كون اي شخص من علماء الدين لا يكفي لاثبات صلاحيته كما انه لا ينفيها .
وراى قائد الثورة الاسلامية ان تقسيم الشريحة العلمائية الى ملالي حكوميين وغير حكوميين خطا فاضح منوها بالقول :
ان السعي للمشاركة في الحكم والتصدي للمسؤوليات الحكومية مثل اي هدف اخر ان كان لاغراض مادية وتلبية للاهواء النفسانية فانه امر مرفوض ولكن لو دعم عالم دين النظام او قبل بمسؤولية حكومية من منطلق الاهداف المعنوية والالهية فان هذا العمل هو من افضل مصاديق الامر بالمعرف والنهي عن المنكر والمصداق البارز للجهاد في سبيل الله .
وتابع اية الله الخامنئي توجيهاته في هذا الحشد الغفير بتبيين مفهومين قيمين اي "اتكال النظام على الحوزات العلمية على الصعيدين النظري والعلمي " و " وتحمل الحوزات العلمية والشريحة العلمائية لواجباتها تجاه النطام " .
وفي خصوص المفهوم الاول نوه سماحته بالقول : ان النظام بحاجة الى علماء الدين والحوزات العلمية على الصعيدين النظري والعلمي وهو يركز على الجهود التي تبذلها تلك الجهات .
وفي معرض تبيينه لهذه الحقيقة اضاف : بسبب الحقيقة والماهية الدينية للجمهورية الاسلامية فان مسؤولية طرح النظريات في جميع المجالات ومنها السياسة والاقتصاد والادارة والمسائل التربوية وسائر القضايا الاخرى المتعلقة بادارة البلاد تقع على عاتق علماء الدين اي الذين يعرفون الاسلام والاخصائيون في هذا المجال .
وراى سماحته ان خلأ التنظير الديني في مجالات ادارة البلاد والمجتمع سيؤدي الى تغلغل النظريات الغربية والعلمانية منوها بالقول : ان تاكيدي المكرر على ضرورة الاهتمام بالعلوم الانسانية في الجامعات نابع من هذه الحقيقة .
واضاف سماحته : ان العلوم الانسانية الراهنة ترتكز على ايديولوجية غير الايديولوجية الالهية وتربي مدراء البلاد المستقبليين على اساس اهدفها المتوخاة من الايديولوجية الغربية والمادية ، وهذا ما يفرض على الحوزات العلمية وعلماء الدين العمل على الحيلولة دون هذا الانحراف من خلال طرح النظريات الاسلامية في مختلف المجالات وتقديمها الى المسؤولين للتخطيط وفقا لها .
واعتبر قائد الثورة الاسلامية ان اجابة الحوزات العملية على الشبهات المختلفة من المصاديق الاخرى لاتكال النظام الاسلامي على علماء الدين واضاف : ان هدف اعداء النظام من حقن المجتمع بشكل مستمر بالشبهات الدينية والسياسية والعقائدية هو النيل من مباديء النظام الاسلامي ، ولذلك فان رد العلماء وفضلاء الحوزات العلمية على هذه الشبهات الموهمة يعد مساعدة للنظام الاسلامي والنظام من هذه الزاوية ايضا يشعر بان الحوزات هي رصيد حقيقي له .
وفي معرض تبيينه لحقيقة اخرى اي تحمل الحوزات العلمية لمسؤولياتها حيال النظام الاسلامي وصف اية الله الخامنئي الشريحة العلمائية والحوزات العلمية لا سيما حوزة قم بانها " الام والمكونة " للنظام مؤكدا ان اي ام لايمكنها ان تغفل عن وليدها او لا تكترث له او لا تدافع عنه عند الضرورة .
وخلص سماحته في هذا المجال الى القول : ان نسبة الحوزات العلمية الى النظام هي "الدعم ، التعاون والدعم المتبادل " .
استقلالية الحوزات كانت من النقاط الاخرى التي سلط قائد الثورة الاسلامية الضوء على ابعادها المختلفة من خلال طرح سؤال مضمونه هل ان مساعدة النظام للحوزات العلمية سيضر باستقلاليتها وينال منها او لا ؟ .
وفي معرض الجواب على هذا السؤال اشار قائد الثورة الاسلامية الى محافظة الحوزات على استقلاليتها على مر التاريخ وفي مختلف الحكومات سواء المعارضة للدين او الشيعية واضاف : ان علماء الدين حتى في تلك الفترات التي كانوا يساعدون بعض الحكومات الشيعية لم يكونوا تحت قبضة الحكومات والشريحة العلمائية الشيعية كما كانت مستقلة على مر التاريخ فانها اليوم ايضا وفي المستقبل ستبقى مستقلة بفضل الله .
واكد سماحته على ضرورة استقلالية الحوزات العلمية والتحلي باليقظة حيال المحاولات الرامية لاثارة هذه السفسطات وقال : ان البعض وتحت يافطة " الاستقلال " يريد قطع الصلة بين الحوزات العلمية والنظام ، ولكن من الواضح ان التبعية تختلف عن الدعم والتعاون ويمكن الحفاظ على الاستقلالية وفي نفس الوقت القيام بالتعاون المتبادل .
واعتبر اية الله الخامنئي النظام الاسلامي بانه مدين للحوزات العلمية واضاف : من واجب النظام ان يساعد الحوزات العملية دون التدخل في شؤونها وذلك لان هناك مسائل في هذه المجموعة لا يمكن حلها الا بمساعدة بيت المال .
ولم يحصر قائد الثورة الاسلامية المساعدات المختلفة التي يقدمها النظام الاسلامي للحوزات العلمية في المساعدات المالية منوها بالقول : اليوم وبفضل الله ودعم النظام فان اهم المنابر الوطنية هي في متناول العلماء ومراجع الدين وتعزيز دعم بشتى اشكاله للحوزات العلمية هو من واجب جميع الحكومات .
واشار اية الله الخامنئي الى ضرورة رسم حدود " الاستقلال" و " الصلة المتبادلة بين النظام والحوزات" متابعا القول : ان النظام الاسلامي والحوزات العلمية هما تياران عظيمان يرتبطان ببعضهما بعضا من مختلف الجوانب والابعاد وفي الحقيقة ان مصيرهما واحد .
ونوه سماحته قائلا : رغم ان توجيه اي ضربة للنظام الاسلامي سيؤدي الى الاضرار بالحوزات العلمية وعلماء الدين لكن النظام الاسلامي حي وقوي ولا شك بانه سيتخطى جميع التحديات .
وفي جانب اخر من كلمته استعرض اية الله الخامنئي موضوعا مهما اخر وهو "التغيير في الحوزات العلمية " .
واشار سماحته في معرض تبيينه للفارق الاساسي بين " التغيير المبني على اسس صحيحة وايجابية " و " التغيير المبني على اسس خاطئة وانحرافية " الى بعض المصاديق الواضحة واضاف : ان اعتبرنا التغيير بانه يعني التغيير في الخطوط الرئيسية للحوزات مثل التغيير في اسلوب الاجتهاد فان هذا الاستنباط استنباط انحرافي وسيكون تغييرا نحو الاسوأ .
واعتبر قائد الثورة الاسلامية ان الاسلوب الراهن للاجتهاد هو من اقوى الاساليب واكثرها منطقا مؤكدا بالقول : لو اعتمد اي شخص وتحت اي عنوان اسلوبا شاذا للاجتهاد اليوم فانه عمل خاطيء ومرفوض .
واشار سماحته الى اصدار فتاوى من قبل بعض الاشخاص لكسب ود العامة او لاغراض مادية او حتى لصالح الاستكبار واضاف : لقد اصدر شخص ما فتوى بعدم شرعية النشاطات النووية السلمية الايرانية وذلك بسبب سوء ظن القوى العظمى حيال هذه النشاطات ولكننا نقول ان على الاستكبار ان يخسأ لانه يسيء الظن بالشعب الايراني .
واضاف اية الله الخامنئي : طبعا ان ادى اجتهاد الافراد الى فتاوى مختلفة وفقا للاساليب الرائجة والصحيحة في الحوزات العلمية فان ذلك امر لا ضير فيه بل انه مدعاة لنمو وتطور الحوزات العلمية .
ودعا سماحته الحوزات العلمية الى تسجيل حضورها الفاعل في المجالات الفلسفية والفقهية والكلامية على الصعيد الدولي واضاف : ينبغي على الحوزات العلمية من خلال الاخذ بنظر الاعتبار نظريات المدارس المختلفة حيال القضايا المختلفة ايجاد اجابات قوية ومقنعة مشفوعة بالاستدلال للرد على متطلبات العالم .
واعتبر سماحته وجود وسائل الاتصالات الحديثة بانها فرصة لنشر ردود الحوزات العلمية بشكل سريع تلبية للحاجات الداخلية والعالمية منوها بالقول : ان تبيين " المباديء المعرفية " و" الرؤية السياسية والاقتصادية " للاسلام وشرح المفاهيم الفقهية والحقوقية والشرح الدقيق والعلمي للنظام الاخلاقي والتربوي في الاسلامي هي من جملةالقضايا التي يمكن للحوزات العملية ان تتصدى لها على الصعيد العالمي .
واستمرار لتوجيهاته حول ضرورة التغيير في الحوزات اعتبر قائد الثورة الاسلامية ان الاجتهاد هو اساس التغيير واضاف :
ان التغيير والتحول امر لا بد منه وعلى مراجع الدين ومفكري الحوزة العلمية التخطيط له وترشيدة وادارته .
وفي معرض تبيينه لمصداق اخر من الاستنباط الخاطيء لمفهوم التغيير اشار سماحته الى تجاهل الاسلوب التقليدي لفاعل للحوزات العلمية في مجال التعليم والتعلم واضاف : ان هذا الاسلوب التقليدي بات محط اهتمام العالم تدريجيا وان حاول البعض اضعاف هذا الاسلوب تحت يافطة التغيير ، فان مثل هذا التحرك رجعي ونتائجه مرفوضة .
الحرية في اختيار الاستاذ ، الاستشكال على الاستاذ ، التفكير والمطالعة وتجنب المحفوظات البحتة ، المباحثة ، احترام الاستاذ ، رعاية الحقوق المتبادلة بين الاستاذ والتلميذ هي من جملة الاساليب الصحيحة والتقليدية الرائجة في نظام التعليم والتعلم بالحوزات العلمية التي اكد قائد الثورة على تعزيزها لايجاد التغيير في الحوزات العلمية .
وراى اية الله الخامنئي ان مطابقة الجهود والنشاطات العلمية للحوزات العلمية مع متطلبات الناس والمجتمع بانها من ضرورات التغيير الايجابي في الحوزات واضاف : كما ينبغي الاهتمام بنظام "السلوك والاخلاق" في مسيرة التغيير في الحوزات .
وراى قائد الثورة الاسلامية ان تكريم مراجع الدين هي من النقاط الايجابية في الحوزات العلمية وقال : ان مراجع الدين في غالبيتهم هم في قمة الحوزة العلمية ولا يمكن لاحد الوصول الى هذه المرحلة بسهولة ولذلك فينبغي تكريم واحترام مراجع الدين من قبل الجميع .
واعتبر اية الله الخامنئي ان تهذيب النفس من الاسس الرئيسية لاستمرار التغيير الايجابي في الحوزات واضاف : كما ينبغي الاهتمام بالانتماءات والاحاسيس الثورية بشكل كامل وذلك لان الاعداء واذنابهم يحاولون من خلال اضعاف الاحساسيس الثورية تمرير ماربهم المشؤومة .
وفي هذا المجال نوه سماحته بالقول : ان معارضة شخص ما للتوجهات والاحاسيس الثورية ليس بمسالة مهمة بل ان المسالة هي ان العدو يحاول تلبيد الاجواء من خلال استغلال هذه المعارضة وعلى الحوزات العلمية ان تهتم جيدا بهذا الامر .
واعتبر سماحته ان فرض العزلة على علماء الدين الثوريين والتعبويين والنيل من الشهادة والشهداء واثارة التساؤلات حول فترة الدفاع المقدس بانها من جملة الاساليب التي ينتهجها اعداء الاسلامي لاضعاف الاجواء الثورية داعيا كبار الحوزات العلمية الى ايلاء اهتمام اكبر بهذا الجانب .
ووصف قائد الثورة الاسلامية الشباب والطلبة الناشطين والثوريين في الحوزات العلمية بانهم امل البلاد في المستقبل ناصحا اياهم بالقول : تجنبوا الافراط والتفريط ، لكي تقطعوا الطريق امام كل من يحاول وصفكم بالتفريط .
واضاف سماحته : على كل شخص ثوري وصمن الحفاظ على حماسه وشعوره الثوري التحلي بالبصيرة واليقظة والاشراف على قضايا الساعة والصمود امام الضغوط والمشاكل والتحلي بالمنطق والعقلانية في جميع الاحوال .
كما شدد سماحته على ضرورة عدم وصف الكوادر الثورية بالتفريط منوها بالقول : ان هذه التهمة هي تهمة انحرافية يتباعها العدو بشكل مباشر وغير مباشر .
وفي ختام توجيهاته حول ضرورة التغيير في الحوزات استعرض قائد الثورة الاسلامية ضرورات ادارة هذه التغييرات واضاف : لا يمكن ايجاد تغييرات دقيقة وواسعة وشاملة في الحوزات بدون ادارة قوية وصحيحة وعلى بعض الاشخاص الذين يحظون بتاييد مراجع الدين واصحاب الخبرة ان يتولوا هذه المسؤولية .
كما اكد اية الله الخامنئي الى اهمية درس الفلسفة داعيا الحوزات الى ايلاء اهتمام اكبر بالعلوم العقلية والفلسفة والكلام وكذلك التفسير .
واعتبر اية الله الخامنئي في ختام كلمته هذا الاجتماع العظيم للاساتذة والفضلاء وطلبة الحوزات العلمية وحضور الالاف من طالبات العلم بانه ظاهرة عظيمة ومباركة واضاف : انتربية العالمات والباحثات والفقيهات والفلاسفة في الحوزات العلمية النسوية وتسجيل تلك العالمات حضورها على الصعيد العالمي ستكون مدعاة فخر واعتزاز وكرامة للثورة وايران على الصعيد العالمي .