موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

قائد الثورة: جبهة الاستكبار باتت ضعيفة ومبددة الاوصال امام النظام الاسلامي

قدم قائد الثورة الاسلامية سماحة اية الله العظمى السيد علي الخامنئي لدى استقباله الخميس رئيس واعضاء مجلس خبراء القيادة ، قدم شرحا وافيا ودقيقا عن الاوضاع الدولية والداخلية للجمهورية الاسلامية معتبرا تنامي قوة وشوكة جبهة الاسلام والثورة الاسلامية وضعف وتشتت اوصال جبهة الاستكبار يوما بعد اخر بانه من الامور الملفتة التي حدثت بعد مضي ثلاثة عقود على العمر المبارك للنظام الاسلامي .
واكد سماحته ان اهم واجب يقع على عاتق النخب الحوزوية والجامعية والافراد المتنفذين في المجتمع تعزيز روح الامل لدى الشعب وتجنب بث اجواء التشاؤم حيال المسؤولين والتحلي باليقظة وعدم التغافل عن مخططات الاعداء والاطلاع الدقيق والصحيح على القضايا الاصلية والفرعية وعدم تجاهل روح الثقة بالذات الوطنية العالية والانجازات الباهرة واجواء العمل والحيوية في البلاد والقيام بخطوات عملية وبعيدة عن الشعارات للنهوض بالوحدة الوطنية والانسجام الاسلامي .

واستهل قائد الثورة خطابه باستعراض الظروف الدولية لجبهة النظام الاسلامي وايضاح سلوكيات جبهة الاستكبار قائلا ان النقطة البارزة التي تلاحظ اليوم في تصرفات الجبهة الاستكبارية هي وجود مرض باسم النشاط المفرط الذي يسبب في الحركة والنشاط الزائد من دون اي هدف او تركيز .

واعتبر اية الله السيد الخامنئي اصدار عدة قرارات وفرض الحظر واثارة الاجواء وكيل الاتهامات ضد الجمهورية الاسلامية والسعي للابقاء على نشاط المعارضين في الداخل واستخدام مختلف الاساليب وتعبئة الامكانات الاتصالاتية والسياسية والثقافية والاقتصادية بانها من مصاديق التحرك الاستكباري الواسع ضد جبهة النظام الاسلامي
موضحا ان كل هذه التحركات والنشاطات المشفوعة بحالة من الاضطراب ايضا تدل على القوة والتجربة والوعي المتنامي لجبهة الاسلام بعد ربع قرن لانه اذا كانت هذه الجبهة ضعيفة فلا حاجة اذن الى كل هذه المخططات والنشاطات . 

واكد سماحته ان المكانة الحالية للعالم الغربي على الصعيد الدولي وحتى في الدول الخاضعة لهيمنته باتت ضعيفة وهشة ، قائلا ان هذا الوهن والضعف المتنامي جاء نتيجة المد الاسلامي الاخذ بالتوسع والذي تسبب في ان تفكر بلدان اقليمية حليفة للغرب عبثا باجراء بعض المراجعات من اجل الخلاص من ضغوط الموجة الاسلامية والمأزق الذي تورطت فيه ، وعلى هذا الاساس بلغت جبهة الاستكبار هكذا موقع ومكانة هشة .

واعتبر قائد الثورة الاسلامية اصدار قرار معادٍ لايران والتموضع ضد النظام الاسلامي واثارة فتنة العام الماضي التي بات واضحا بالكامل تورط الاعداء فيها والاساءة المشينة والمخزية للمصحف الشريف هي من الخطوات التي قامت بها الجبهة الاستكبارية بسبب وهنها وتبدد اوصالها اذ ان قادة الاستكبار اذعنوا صراحة بقوة واقتدار جبهة النظام الاسلامي .

واضاف اية الله الخامنئي انه بالرغم من ان هذه الممارسات تزيد من صلابة جبهة النظام الاسلامي الا انه لا ينبغي ان تؤدي الى التغافل والاغترار لدينا .

واعتبر سماحته ان السبيل الوحيد لعدم التورط بالغفلة ، هو الاصلاح الدائمي والمستمر مؤكدا انه قبل اصلاح المجتمع والشعب يجب المبادرة الى اصلاح باطننا مضيفا انه لو اقدم النخبة والاشخاص المتنفذون على اصلاح ارتباطهم مع الباري تعالى فان ارضية تأثر الناس والشباب ستزداد للغاية لان الشعب وفي مختلف المراحل كان ومازال يعمل بمسؤولياته وواجباته .

واعتبر قائد الثورة الاسلامية تعزيز المعنويات لدى المواطنين بانه من جملة المسؤوليات المهمة التي يضطلع بها المسؤولون وعلماء الدين واشار الى تكرار موضوع وحدة المجتمع موضحا ان الوحدة لا تتأتى فقط عبر الحديث حولها بل انه يجب تطبيقها عمليا في المجتمع .

وتابع اية الله الخامنئي ان الوحدة تعني تعزيز القواسم المشتركة وتضخيمها في اعين الناس ولا ينبغي ان تلقي حالة عدم الارتياح الشخصية من بعض الافراد بظلالها على كافة سلوكيات الانسان وتؤثر عليه والا يتم التطرق الى المواضيع الهامشية والمغايرة لمصالح البلاد بدلا من التركيز على القضايا الرئيسية والاشتراكات .

واعتبر سماحته ضرورة تحديد مخططات واساليب الاعداء في المواجهة مع جبهة النظام الاسلامي بانها مهمة للغاية وقال ان العدو صب جل اهتمامه على محورين الاول فصل الناس عن النظام والثاني زعزعة المعتقدات الدينية لدى الشعب لاسيما الشباب منه .

ووصف الشعب بانه الرصيد الاساسي للنظام الاسلامي واضاف انه في ضوء ذلك يسعى العدو جاهدا للنيل من ثقة الناس بالمسؤولين ويحاول من خلال دعاياته ان يصور كل خطوة جيدة ومناسبة من جانب المسؤولين بانها خاطئة وغير صحيحة وخلافا للمصلحة العامة .

وتحدث اية الله السيد علي الخامنئي عن مختلف مؤامرات الاعداء لضرب ثقة المواطنين بقادة النظام طوال ربع قرن مضى ونهج الامام الراحل في المواجهة مع هذه المخططات قائلا: ان الامام الخميني (رض) وخلال فترة قيادته التي استمرت عشر سنوات وعلى الرغم من بعض ملاحظاته حيال المسؤولين انذاك  لكنه كان يقف دوما وقفة مشرفة في الدفاع عنهم
اذ ان هذا الموقف وبالطبع لا يعني دفاعه عن كل خطوات المسؤولين الا ان الامام كان يصر على ضرورة عدم المساس بثقة الشعب بالمسؤولين .

واكد سماحته انه طوال العشرين عاما الماضية كانت قيادة النظام ايضا وعملا بسيرة الامام الراحل تدعم الحكومات وتدافع عنها .

واشار الى ان الانجازات قد تحققت حتى الان جاءت بفضل المساعي المخلصة والوفية لمسؤولي النظام المثابرين داعيا الى عدم التقليل من شأن الحكومة وباقي السلطات في اعين الناس بسبب خطأ ما . 

وشدد اية الله الخامنئي على انه يجب الانتباه لئلا نقف مع العدو صفا واحدا ونسايره ونعكس صوته في الداخل .

ولدى استعراضه المساعي التي تبذل لايجاد هوة بين الشعب والمعتقدات الدينية والاحكام والحدود الشرعية ، دعا قائد الثورة الى العمل بحكمة عند التصدي لمثل هذه المخططات والتجاوزات على الدين والاخلاق .

واعتبر بذل الجهود في القضايا العقائدية والدينية بانه واجب كل المسؤولين والحكومة ايضا مؤكدا ان واجب العلماء والحوزات والنخب العلمية والجامعية في هذا المجال يصبح اكثر من الاخرين .

وقال ان مهمة زبدة الحوزة والجامعة تتمثل بالعمل على تعزيز المعتقدات الدينية لدى الشعب ومواجهة الممارسات المدروسة للاعداء مضيفا اننا نشهد اليوم الحاجة الملحة للمجموعة العلمية والدينية القيمة التي تستطيع الاضطلاع بالارشاد المدروس والمبرمج في مختلف الاقسام الثقافية .

ووصف الاجهزة الثقافية والفنية باطار ، معتبرا انه يجب صياغة فحوى هذه الاطارات في اللجان الفكرية في الجامعة والحوزة لكي تتوفر ارضية خلق عمل فني ديني فاخر وفي غير ذلك فان الاطارات ستصبح فارغة من الفحوى الصحيح وان بعض اشكاليات الاجهزة الثقافية والفنية يعود الى هذا السبب .
وتطرق قائد الثورة الاسلامية في جانب اخر من تصريحاته الى الظروف الداخلية للنظام الاسلامي منوها الى قضية صمود الشعب على القيم والمبادئ الاسلامية والثورية وقال: لقد شهدت العقود الثلاثة المنصرمة حملات وممارسات مخالفة للقانون كثيرة لمواجهة الهوية والروح الاسلامية والثورية للنظام الاسلامي لايجاد حالة من الشك والريبة بين الناس حيال النظام ولكن هذه الممارسات لم تثمرعن اية نتيجة بعون الله تعالى.

واوضح آية الله الخامنئي انه رغم كافة هذه المحاولات، الا ان ابناء الشعب والمسؤولين المؤمنين الذين كانوا متواجدين بين شرائح الشعب العظيمة وقفوا صامدين لدفع اهداف الثورة الى الامام.

واعتبر سماحته الانتخابات الرئاسية التي اجريت خلال العام المنصرم بانها شكلت نموذجا من صمود ابناء الشعب على مبادئ الثورة وقيمها، مضيفا القول: ان الشعب لم يعلق الامل بالشعارات والتصريحات الخالية عن الصبغة الدينية والاسلامية في هذه الانتخابات بل صوت للشعارات والبرامج التي كانت في طياتها التعاليم والمفاهيم الاسلامية والعدالة الاجتماعية وكذلك البرامج المناهضة للبذخ والترف .

وشدد سماحته ان المحبة والحب الذي يبديه الشعب تجاه المسؤولين، يعود الى حبه للاسلام واذا ما انفصلنا لحظة عن مسار الاسلام و الثورة، فان الشعب سيبدي بالتاكيد استياءه وسخطه تجاهنا.

وأكد قائد الثورة الاسلامية، ان شعارات الثورة الاسلامية واهدافها حية اليوم وان تصريحات وافكار الامام الخميني (ره)هي عملة متداولة حيث ان هولاء الذين كانوا يبدون معارضتهم مع الامام ويتحدثون عن دفن الثورة بصراحة يوما، فبدأوا اليوم بتكرار اقوال الامام للفت انتباه الشعب ويتشدقون بالثورة.

واعتبر سماحته الاضطرابات والفتن المثارة العام المنصرم بانها نموذج اخر من صمود الشعب على مبادئ الاسلام وقيم الثورة، مضيفا القول: في تلك الفتنة فان الاشخاص الذين كانوا يدلون باصواتهم لصالح مرشح غير المرشح المنتخب، ابدوا صمودهم ايضا على المبادئ والقيم الثورية بعد ازالة النقاب عن وجه   مثيري الفتن ورأينا ان الجميع نزلوا الى الشوارع في مظاهرات 30 كانون الاول ومسيرات 11شباط حيث تبين ان مثيري الفتن ليسوا سوى فئة قليلة.

وصرح سماحته بالقول: ان الاسلوب والنهج المقبول في البلاد اليوم هو السير على نهج الامام الخميني (ره) و قيم الاسلام والثورة وهذا هو انجاز عظيم للغاية.

وأشار آية الله العظمى الخامنئي في معرض تبيينه الظروف الداخلية، الى الانجازات العلمية والتقنية والصناعية الملفتة للبلاد، متابعا القول: ان ما تم اكتسابه من وراء هذه الانجازات هو اعظم واكثر مفخرة من بثها اعلاميا، اذ ان هذه الانجازات جاءت نتيجة تفتق روح الثقة بالذات الوطنية لدى علماءنا الشباب.
  
واشار قائد الثورة الاسلامية الى لقاءاته المتعددة بالوسط الطلابي والجامعي وكذلك اللقاء مع المسؤولين والقائمين على خلق فرص العمل خلال شهر رمضان المبارك، معتبرا بلورة روح الثقة بالذات الوطنية بانها الميزة الاهم السائد في هذه اللقاءات، وقال: ان روح الثقة بالذات تشكل مكسبا عظيما يجب العمل على صونها وتعزيزها.

وأوضح سماحته ان روح الثقة بالذات هذه هي الروح التي كان الامام الخميني (ره) بصدد احياءها في نفوس الشعب والشباب، مؤكدا: ان هذه القضايا هي نقاط رائعة ومثيره للاعتزاز للغاية وان الذين يتحدثون دوما عن المشاكل وحالات الضعف يجب ان يفتحوا اعينهم امام هذه المواضيع ايضا .

واضاف: ان حركة البلاد اليوم هي حركة ماضية للامام ومشفوعة بالامل في اتجاه الصحيح بعون الله تعالى، موضحا: ان البلاد كلها هي ساحة العمل والجهاد والاعمار وقد تم انجاز اعمال مهمة وقيمة وجديرة بالاشادة.

واردف قائد الثورة الاسلامية قائلا: ان ضغوط الاعداء والظروف العصيبة خلال العقود الثلاثة المنصرمة زادت صمود الشعب والمسؤولين وان الجولة الجديدة من الضغوط لن تسفر عن اية نيتجة سوى زيادة الصمود لدى ابناء الشعب ايضا.

واكد سماحته ان هذه الضغوط محكومة بالفشل مؤكدا القول: انه فضلا عن الوعد الالهي بالنصرة والعون لمناصري دين الله، فان التجربة المكتسبة في مختلف مراحل الثورة تثبت بان هذه الضغوط ستبوء بالفشل من خلال صمود الشعب.

واعتبر القائد الخامنئي حضور ابناء الشعب في الساحة بانه النعصر الاساس وراء انتصار الثورة وانجازات النظام الاسلامي خلال الاعوام الثلاثين المنصرمة مشددا على ان وجود الامل هو السبب وراء حضور ابناء الشعب في الساحة، ولذلك فانه يجب السعي لاحياء الامل لدى ابناء الشعب وتجنب اي كلام او خطوة ترمي الى الشعور بالتشاؤم وانعدام الثقة لديهم .

واعتبر قائد الثورة الاسلامية معرفة القضايا الاساسية والفرعية بانها تشكل احدى النقاط المهمة على الصعيد الداخلي، موضحا: يجب عدم تضخيم القضايا الهامشية وعدم تحويلها الى القضايا الاساسية ولكن هذا لايعني عدم طرح القضايا الفرعية والجزئية بل يجب عدم التركيز عليها اواعتبارها معيارا للمعارضة والموافقة.
 
واضاف اية الله الخامنئي ان المعيار هو الالتزام بصراط الحق والاسلام ومبادئ الثورة واهداف الامام الخميني (ره) ومواجهة المستكبرين.

واكد قائد الثورة الاسلامية في جانب اخر من تصريحاته  ان موضوع الثقافة هو اكبر اهمية من القضايا الاقتصادية والسياسية، مضيفا: اذا كانت ثقافة الشعب التي تشتمل على قدرة الفهم والانطباع والمعتقدات والمصاديق ومعنويات الاشخاص في الحياة، ثقافة صحيحة، فان ذلك سينعكس في سلوك المجتمع واداءه.
وفي معرض تبيينه معايير القضايا الثقافية، قال سماحته: ان الشعور بالمسؤولية والتضحية والحمية في العمل والانضباط والتعاون والتعايش الاجتماعي و تجنب الاسراف و ترشيد نمط الاستهلاك والتحلي بروح القناعة والصداقة في العمل واحياء افكار الامام الخميني (ره) و قيم الثورة الاسلامية وتعزيز روح الانسجام الاسلامي ومراعاة الحجاب والبساطة في العيش هي من جملة المعايير للقضايا الثقافية وفي هذا المجال تلعب وسائل الاعلام دورا مهما للغاية.
وفي مستهل اللقاء اشار رئيس مجلس خبراء القيادة آية الله هاشمي رفسنجاني الى اجتماع المجلس الذي استمر يومين والقضايا المطروحة فيه، معتبرا اياه بانه اجتماع ناجح وجيد.
700 /