استعرض قائد الثورة الاسلامية اية الله العظمى السيد علي الخامنئي لدى
استقباله مساء الاربعاء جمعا من مسؤولي النظام ، استعرض سياسة الجمهورية
الاسلامية على الصعيدين الداخلي والخارجي ، واصفا شهر رمضان بانه فرصة لا
مثيل لها للتوبة والطهر والخلوص والاهتمام بالابعاد الاجتماعية والسياسية
للتقوى مؤكدا ضرورة الوحدة والتعاضد واضاف، ان وحدة المسؤولين فريضة مهمة
والتعمد في الاخلال بها عمل يتنافى مع الشرع .
ووصف سماحته شهر رمضان بانه شهر التوبة والانابة وشهر الخضوع التام امام الارادة والشريعة الالهية ،وشهر تطهير النفس من الدنس والاخلاص واضاف : ان شهر رمضان مقارنه بكل عام هو بمثابة فرص الصلاة في كل يوم وفرصة لليقظة والانس مع الله وتنوير القلب والروح .
وراى سماحته ان التوبة والانابة هي من الخصوصيات المميزة والمهمة جدا لشهر رمضان المبارك مشيرا الى المسؤولية الجسيمة التي تقع على عاتق مسؤولي البلاد في هذا المجال وتابع قائلا : ان العودة عن الطريق والفكر والعمل الخاطيء والانابة الى الباري تعالى بحاجة اولا الى معرفة الاشكاليات ونقاط الضعف والغفلة والتقصير والقصور .
ووصف قائد الثورة الاسلامية دائرة التوبة والانابة على الصعيدين الفردي والاجتماعي بانها واسعة واضاف : ينبغي على جميع الشخصيات التي تحظى بتاثير على المجتمع التحلي بالدقة حيال تصريحاتها والاقسام التي تخضع لادارتها وذلك لان اخطاء هذه الدوائر ستنسب اليها ان كانت مستندة الى اقوال وافعال اولئك المسؤولين .
واعتبر سماحته التقوى الالهية بانها الهدف من التوبة وتصحيح الافكار والاعمال واضاف : رعاية الجوانب الفردية للتقوى وترك المحرمات واداء الواجبات مهمة جدا ولكن للتقوى ابعادا اوسع يتم التغافل عنها في كثير من الاحيان .
واستند قائد الثورة الاسلامية الى دعاء مكارم الاخلاق في الصحيفة السجادية معتبرا توسيع نطاق العدالة وكظم الغيض واصلاح ذات البين وارساء الوحدة واخماد الفتن المستعرة في المجتمع واعادة الشخصيات التي انفصلت عن مجموعة الاخوة المؤمنين لاي سبب كان بانها من الجوانب المهمة للتقوى مؤكدا القول : ان هذه الامور هي من جملة القضايا الاساسية لمجتمعنا الراهن ايضا .
واعتبر قائد الثورة الاسلامية ان السعي لتوسيع نطاق العدالة على مختلف الاصعدة من اسمى جوانب التقوى واضاف : العدالة على الصعد القضائية والتنفيذية والاجتماعية والعداية في تقسيم الثروات والفرص واختيار الاشخاص هيمن جملة مصاديق العدالة بمفهومها الحقيقي .
واعتبر سماحته تجنب الغضب الذي يؤدي الى الانحراف في الافكار والاعمال بانه من الجوانب الاخرى للتقوى مشيرا الى اهمية التصدي للتفرقة واحتوائها واضاف : ان البعض يعمل على اثارة الخلافات السياسية بين التيارات والشخصيات المختلفة ، ومن المصاديق البارزة للتقوى التصدي لمثل هذه الممارسات .
وجدد قائد الثورة التاكيد على ضرورة جذب الغالبية ودفع الاقلية باعتبارها خطوة مبدئية واساسية واضاف : طبعا ان ملاك ومعيار هذا العمل هي المباديء والقيم ولكن يجب الانتباه الى ان ايمان الاشخاص له درجات وينبعي اعادة الاشخاص الذين كانوا ضمن المجموعة ولكن تم ابعادهم بسبب ارتكاب بعض الاخطاء او الغفلة من خلال اسداء النصحية اليهم وارشادهم الى الطريق الصحيح .
واعتبر القائد الصوم بانه عمل جماعي منوها بالقول : لو استثمر الشعب الايراني وجميع الشعوب الاخرى هذه الفرصة المتاحة في شهر رمضان للتوبة والانابة لتم حل الكثير من القضايا الداخلية ومشاكل الامة الاسلامية .
ووصف سماحته في جانب اخر من توجيهاته الالتفات الى الحقائق الموجودة في خصوص التجابه بين الشعب الايراني والاستكبار بالمهم للحصول على تحليل صحيح للقضايا الداخلية والخارجية واضاف : ان التامل في حقائق هذا التجابه على مدى الاعوام ال 32 الماضية يشير الى ان الشعب الايراني والجمهورية الاسلامية يواصلنا نفس الطريق ومباديء واهداف الثورة الاسلامية والامام الراحل ولكن الجبهة المقابلة بعض التغييرات .
واعتبر اية الله الخامنئي الحقيقة الثانية التي ينبغي الالتفات اليها بانها تتمثل في سير اعداء الشعب الايراني نحو الضعف والحركة الصاعدة للجمهورية الاسلامية وقال : رغم ان الجبهة المعادية للجمهورية الاسلامية تصف نفسها كذبا وزورا بانها تمثل المجتمع الدولي الا ان هذه الجبهة لا تضم سوى الكيان الصهيوني وامريكا .
وفي معرض تبيينه لهذه الحقيقة اشار سماحته الى مفهومي المعارضة السطحية والبنيوية واضاف : ان المعارضة المتبادلة بين الكيان الصهيوني وامريكا من جهة والجمهورية الاسلامية من جهة اخرى معارضة بنيوية .
واوضح سماحته في هذا الصدد بالقول : ان المعارضة البنوية هي في الواقع معارضة للوجود وكما نعتبر نحن الكيان الصهيوني بانه كيان غاصب ومزيف ومنهار ، نعرف جيدا بان هذا الكيان يعارض وجود النظام الاسلامي .
وفي معرض تبيينه لمفهوم المعارضة البنيوية في العلاقة بين ايران وامريكا اضاف سماحته قائلا : ان نظرة امريكا الى ايران رغم التصريحات الامريكية القاضية بضرورة تغيير سلوك الجمهورية الاسلامية ، هي نظرة مبنية على رفض وجود النظام الاسلامي وفي المقابل ايضا نحن نرفض الطابع الاستكباري والسلطوي لامريكا .
واستعرض سماحته اسباب ومصاديق الضعف المتنامي لجبهة اعداء الشعب الايراني واشار الى افتقار الكيان الصهيوني وامريكا لاي قاعدة شعبية في العالم واضاف : كراهية الشعوب لهذين الكيانين ،فشلهما عسكريا خلال الاعوام الاخيرة في العراق وافغانستان وفلسطين ، الركود الاقتصادي ،الفشل في سياساتها الشرق اوسطية في سوريا ولبنان وفلسطين ، الشعور بانعدام الثقة لدى المسؤوين الامريكيين والصهاينة وعجز امريكا في اتخاذ قرارات مثل استمرار احتلال العراق وافغانستان او الانسحاب من هذين البلدين هي من المصاديق البارزة لزعزعة جبهة اعداء ايران .
وفي معرض تبيينه لاسباب المنحى التصاعدي للجمهورية الاسلامية اشار سماحته الى التقدم الحاصل على مختلف الاصعدة العلمية والتقنية واضاف : فضلا عن التحرك اللامع في مختلف المجالات ، يحظى الشعب الايراني ايضا بروح وطنية عالية على الصعيدين الاجتماعي والمعنوي وخير دليل على ذلك مشاركة 40 مليون ناخب في انتخابات العام الماضي مايدل على حيوية ونشاط البلاد اجتماعيا وسياسيا .
وفي هذا الخصوص اشار اية الله الخامنئي الى الرصيد الشعبي المنقطع النظير للجمهورية الاسلامية بين الشعوب الاسلامي منوها الى الاستقبال الحافل الذي يلقاه مسؤولو الجمهورية الاسلامية من قبل الشعوب على مدى العقود الثلاثة الماضية واضاف : ان الشعب الايراني يواصل حرکته بتجاربه السياسية الناجحة في الشرق الاوسط وسائر مناطق العالم والشعور بالامل الکبير الذي يحمله تجاه المستقبل، وهذه الحقائق تثبت الحرکة التصاعدية للجمهورية الاسلامية الايرانية.
وشدد قائد الثورى الاسلامية على ضرورة "الفكر والتدبير والتخطيط "في مواجهة جبهة العدو منوها بالقول : انهم يخططون ايضا ضدنا وعلينا نحن ايضا ان نضع يدنا بيد البعض الاخر وان نتقدم الى الامام من خلال التحلي بالعقل والحكمة الشجاعة .
وفي معرض تبيينه لمخططات الاجانب اشار اية الله الخامنئي الى الضغوط الاقتصادية والتهديدات العسكرية والحرب النفسية وخلق الاضطرابات السياسية وعمليات التخريب داخل البلاد واضاف : ان الامريكيين والى جانب جميع هذه المخططات ، اي العقوبات والتهديدات والقرارات يطرحون موضوع الاستعداد للحوار والمفاوضات .
واشار قائد الثورة الاسلامية الى استخدام امريكا لجميع هذه الاساليب خلال العقود الثلاثة الماضية وقال : ان الحظر المفروض على ايران منذ ثلاثين عاما والتهديدات المستمرة خلال فترات رئاسة مختلف الرؤساء الامريكيين ، الدعاية المسمومة والمستمرة حول الامام الخميني /ره/ والشعب الايراني والتخريب واثارة الاضطرابات على يد عناصر في الداخل خلال الاعوام السابقة ، تشير كلها الى ان امريكا اليوم تستخدم نفس الاساليب البالية الماضية ضد الشعب الايراني .
وراى سماحته ان اعلان امريكا عن استعدادها للحوار بانه امر مكرر رافضا الحوار في ظل استخدام القوة والتهديد واضاف : طبعا لقد اجرينا محادثات مع الامريكيين في خصوص موضوعين ، الموضوع الاول العراق والثاني حول مسالة كانوا يعتبرونها مسالة امنية مهمة ، الا ان هذه التجارب ايضا اثبتت بان الامريكيين انه کلما شعروا بالعجز عند طاولة الحوار امام الاستدلال والمنطق، فانهم يلجأون الى الغطرسة وقطع المحادثات من جانب واحد.
واكد سماحته : لقد رفضنا الحوار مع امريكا لاسباب عدة منها اننا لا نعتبر الحوار في ظل التهديد والضغط والترهيب بانه حوار ، ولهذا السبب ومثلما صرح مسؤولو النظام المحترمون فاننا ندعو الى الحوار ولكن ليس مع الامريكيين الذين يريدون الحوار في ظل التهديد والعقوبات والغطرسة .
ونوه اية الله الخامنئي بالقول :بطبيعة الحال لو انهم نزلوا من سلم القوة الكبرى المتهريء ونبذوا التهديد والحظر ولم يرسموا للحوار الهدف والنهاية التي يريدونها فاننا ومثلما قلنا سابقا مستعدون للحوار ، ولكن هؤلاء في الواقع لا يريدون الحوار بل يريدون فرض رايهم بالقوة .
وفي هذا الخصوص اضاف سماحته : على الامريكيين ان يعلموا بانه لا يمكنهم ممارسة الضغط على ايران كما يفعلون مع الاخرين وذلك لان الجمهورية الاسلامية الايرانية لن ترضخ لاي ضغط وسترد باسلوبها على اي ضغوط.
وفي خصوص الموضوع النووي اكد قائد الثورة الاسلامية مرة اخرى على الحق الطبيعي للشعب الايراني في امتلاك دورة الوقود النووي مؤكدا بالقول : ان الشعب والمسؤولين الايرانيين لن يتنازلوا عن هذا الحق وان شاء الله تعالى سيتابع هذا الحق من خلال انشاء محطات نووية وانتاج وقودها النووي في الداخل .
ووصف سماحته تصريحات الامريكيين حول توفير الوقود النووي الذي تحتاجه ايران بانه كلام مهمل واشار الى عدم صدقية الاجانب في موضوع توفير الوقود النووي المخصب بنسبة 20 بالمائة لمفاعل الابحاث في طهران واضاف : اننا وتاسيسا على العرف المتداول في المعاملات الدولية اشترينا هذا الوقود قبل عقدين من الزمن ولكنهم بمجرد ان شعروا باننا نحتاج الى الوقود المخصب بنسبة 20 بالمائة ثانية بداوا لعبة سيئة ، وبالطبع هذا الخطأ الكبير من جانب امريكا والغرب سيضر بهم .
وراى سماحته ان تشجيع ايران على انتاج الوقود بنسبة عشرين بالمائة واثبات عدم امكانية عقد الثقة على امريكا وسائر المنتجين للوقود بانهما من النتائج التي آلت اليها لعبة الغرب حول الوقود المخصب بنسبة 20 بالمائة مؤكدا بالقول : لقد تبين لجميع الشعوب من خلال هذه اللعبة بانه لايمكن الوثوق بهؤلاء .
وحول التهديد العسكري الامريكي اكد اية الله الخامنئي : من المستبعد ان يرتكب هؤلاء مثل هذه الحماقة ولكن على الجميع ان يعرفوا بانه في حال تنفيذ هذا التهديد عمليا فان ساحة مواجهة الشعب الايراني لن تقتصر على المنطقة بل ان دائرة هذه المواجهة ستكون اوسع .
ووصف قائد الثورة الاسلامية ادعاية السلبية الامريكية حول انتهاك حقوق الانسان في ايران بانها مثيرة للسخرية واضاف : انهم وكما اثبتوا في العراق وافغانستان وفلسطين لا يقيمون وزنا لارواح البشر ولكنهم يتحدثون بكل صلافة عن انتهاك حقوق الانسان في ايران .
واشار قائد الثورة الاسلامية الى التدابير المحكمة والجيدة التي اتخذها مسؤولو النظام لمواجهة مخططات العدو ومنها الحظر الاقتصادي واضاف : ان مسؤولي النظام اتخذوا قرارات صائبة حيال قرار العقوبات والعقوبات احادية الجانب من قبل امريكا واوروبا وان شاء الله في ضوء هذا التدبير والوحدة والتعاضد سنحول هذه العقوبات الى فرصة .
وراى قائد الثورة الاسلامية ان النهوض بمستوى الانتاج الوطني وزيادته امر مهم جدا وتابع قائلا : ينبغي ادارة عملية الاستيراد ولو كانت هنالك حاجة الى اصلاح القوانين ايضا فان المجلس سيقوم بهذا الامر .
واعتبر اية الله الخامنئي التصرف بعقلانية والتدبير والشجاعة بانها مهمة جدا لمواجهة مخططات العدو واكد قائلا : ينبغي ان نواصل طريقنا بحكمة وشجاعة وارادة راسخة دون اي اهتزاز وبنظرة الى الافاق الوضاءة البعيدة .
واعتبر سماحته الوحدة والتعاضد مرتكزا اساسيا للشعب والنظام بغية مواصلة الحركة الثورة الاسلامية المقتدرة واكد في شرحة لهذا الموضوع : ان وحدة وتعاضد مسؤولي النظام امر واجب والتعمد في الاخلال بذلك لاسيما فى المستويات العليا مناقض للشرع .
واشار سماحته الى محاولات العدو لتضخيم الخلافات الصغيرة واضاف : ان الاختلاف في وجهات النظر بين الحكومة والمجلس حول مختلف القضايا ليس كارثة بل ان تبديل هذا الاختلافا في الاذواق الى شرخ لا يمكن اصلاحه او جرح لا يمكن علاجه يعتبر خطا كبيرا .
واضاف قائد الثورة الاسلامية في هذا الخصوص : منذ فترة طلبنا من مجلس صيانة الدستور التدخل في الحالات التي هي مثار الخلاف بين الحكومة والمجلس لحل القضايا من خلال تشخيص حدود الصلاحيات والواجبات وان يتحقق مبدا العمل المستقل للسلطات دون التدخل فيما بينها وهو من مباديء الدستور .
واکد سماحته مجددا على الحفظ والتمسک المستمر بالمبادئ وعدم اللعب في ارض العدو واوضح قائلا : ان العدو يسعى الى يفقد الشعب ثقته بالمسؤولين ولا ينبغي لاحد التحدث بحيث يسييء الشعب الظن بالحکومة والمجلس والسلطة القضائية .
وانتقد قائد الثورة الاسلامية كذلك التشكيك دون دليل في الاحصائيات المقدمة من قبل بعض الاجهزة المسؤولة واضاف : ينبغي تجنب مثل هذه التصرفات التي تضعف ثقة الشعب .
وفي الختام اكد اية الله الخامنئي بالقول : ان جميع العوامل والتدابير التي اشرنا اليها لن تكون مؤثرة سوى في ظل التوجه والتمسك بالقدرة الالهية وحسن الظن الكامل بوعد الله في تقديمه العون والدعم وسيواصل الشعب ومسؤولو النظام هذ الطريق المفعم بالفخر كما في السابق بالاتكال على هذا العنصر المانح للعزة .
ووصف سماحته شهر رمضان بانه شهر التوبة والانابة وشهر الخضوع التام امام الارادة والشريعة الالهية ،وشهر تطهير النفس من الدنس والاخلاص واضاف : ان شهر رمضان مقارنه بكل عام هو بمثابة فرص الصلاة في كل يوم وفرصة لليقظة والانس مع الله وتنوير القلب والروح .
وراى سماحته ان التوبة والانابة هي من الخصوصيات المميزة والمهمة جدا لشهر رمضان المبارك مشيرا الى المسؤولية الجسيمة التي تقع على عاتق مسؤولي البلاد في هذا المجال وتابع قائلا : ان العودة عن الطريق والفكر والعمل الخاطيء والانابة الى الباري تعالى بحاجة اولا الى معرفة الاشكاليات ونقاط الضعف والغفلة والتقصير والقصور .
ووصف قائد الثورة الاسلامية دائرة التوبة والانابة على الصعيدين الفردي والاجتماعي بانها واسعة واضاف : ينبغي على جميع الشخصيات التي تحظى بتاثير على المجتمع التحلي بالدقة حيال تصريحاتها والاقسام التي تخضع لادارتها وذلك لان اخطاء هذه الدوائر ستنسب اليها ان كانت مستندة الى اقوال وافعال اولئك المسؤولين .
واعتبر سماحته التقوى الالهية بانها الهدف من التوبة وتصحيح الافكار والاعمال واضاف : رعاية الجوانب الفردية للتقوى وترك المحرمات واداء الواجبات مهمة جدا ولكن للتقوى ابعادا اوسع يتم التغافل عنها في كثير من الاحيان .
واستند قائد الثورة الاسلامية الى دعاء مكارم الاخلاق في الصحيفة السجادية معتبرا توسيع نطاق العدالة وكظم الغيض واصلاح ذات البين وارساء الوحدة واخماد الفتن المستعرة في المجتمع واعادة الشخصيات التي انفصلت عن مجموعة الاخوة المؤمنين لاي سبب كان بانها من الجوانب المهمة للتقوى مؤكدا القول : ان هذه الامور هي من جملة القضايا الاساسية لمجتمعنا الراهن ايضا .
واعتبر قائد الثورة الاسلامية ان السعي لتوسيع نطاق العدالة على مختلف الاصعدة من اسمى جوانب التقوى واضاف : العدالة على الصعد القضائية والتنفيذية والاجتماعية والعداية في تقسيم الثروات والفرص واختيار الاشخاص هيمن جملة مصاديق العدالة بمفهومها الحقيقي .
واعتبر سماحته تجنب الغضب الذي يؤدي الى الانحراف في الافكار والاعمال بانه من الجوانب الاخرى للتقوى مشيرا الى اهمية التصدي للتفرقة واحتوائها واضاف : ان البعض يعمل على اثارة الخلافات السياسية بين التيارات والشخصيات المختلفة ، ومن المصاديق البارزة للتقوى التصدي لمثل هذه الممارسات .
وجدد قائد الثورة التاكيد على ضرورة جذب الغالبية ودفع الاقلية باعتبارها خطوة مبدئية واساسية واضاف : طبعا ان ملاك ومعيار هذا العمل هي المباديء والقيم ولكن يجب الانتباه الى ان ايمان الاشخاص له درجات وينبعي اعادة الاشخاص الذين كانوا ضمن المجموعة ولكن تم ابعادهم بسبب ارتكاب بعض الاخطاء او الغفلة من خلال اسداء النصحية اليهم وارشادهم الى الطريق الصحيح .
واعتبر القائد الصوم بانه عمل جماعي منوها بالقول : لو استثمر الشعب الايراني وجميع الشعوب الاخرى هذه الفرصة المتاحة في شهر رمضان للتوبة والانابة لتم حل الكثير من القضايا الداخلية ومشاكل الامة الاسلامية .
ووصف سماحته في جانب اخر من توجيهاته الالتفات الى الحقائق الموجودة في خصوص التجابه بين الشعب الايراني والاستكبار بالمهم للحصول على تحليل صحيح للقضايا الداخلية والخارجية واضاف : ان التامل في حقائق هذا التجابه على مدى الاعوام ال 32 الماضية يشير الى ان الشعب الايراني والجمهورية الاسلامية يواصلنا نفس الطريق ومباديء واهداف الثورة الاسلامية والامام الراحل ولكن الجبهة المقابلة بعض التغييرات .
واعتبر اية الله الخامنئي الحقيقة الثانية التي ينبغي الالتفات اليها بانها تتمثل في سير اعداء الشعب الايراني نحو الضعف والحركة الصاعدة للجمهورية الاسلامية وقال : رغم ان الجبهة المعادية للجمهورية الاسلامية تصف نفسها كذبا وزورا بانها تمثل المجتمع الدولي الا ان هذه الجبهة لا تضم سوى الكيان الصهيوني وامريكا .
وفي معرض تبيينه لهذه الحقيقة اشار سماحته الى مفهومي المعارضة السطحية والبنيوية واضاف : ان المعارضة المتبادلة بين الكيان الصهيوني وامريكا من جهة والجمهورية الاسلامية من جهة اخرى معارضة بنيوية .
واوضح سماحته في هذا الصدد بالقول : ان المعارضة البنوية هي في الواقع معارضة للوجود وكما نعتبر نحن الكيان الصهيوني بانه كيان غاصب ومزيف ومنهار ، نعرف جيدا بان هذا الكيان يعارض وجود النظام الاسلامي .
وفي معرض تبيينه لمفهوم المعارضة البنيوية في العلاقة بين ايران وامريكا اضاف سماحته قائلا : ان نظرة امريكا الى ايران رغم التصريحات الامريكية القاضية بضرورة تغيير سلوك الجمهورية الاسلامية ، هي نظرة مبنية على رفض وجود النظام الاسلامي وفي المقابل ايضا نحن نرفض الطابع الاستكباري والسلطوي لامريكا .
واستعرض سماحته اسباب ومصاديق الضعف المتنامي لجبهة اعداء الشعب الايراني واشار الى افتقار الكيان الصهيوني وامريكا لاي قاعدة شعبية في العالم واضاف : كراهية الشعوب لهذين الكيانين ،فشلهما عسكريا خلال الاعوام الاخيرة في العراق وافغانستان وفلسطين ، الركود الاقتصادي ،الفشل في سياساتها الشرق اوسطية في سوريا ولبنان وفلسطين ، الشعور بانعدام الثقة لدى المسؤوين الامريكيين والصهاينة وعجز امريكا في اتخاذ قرارات مثل استمرار احتلال العراق وافغانستان او الانسحاب من هذين البلدين هي من المصاديق البارزة لزعزعة جبهة اعداء ايران .
وفي معرض تبيينه لاسباب المنحى التصاعدي للجمهورية الاسلامية اشار سماحته الى التقدم الحاصل على مختلف الاصعدة العلمية والتقنية واضاف : فضلا عن التحرك اللامع في مختلف المجالات ، يحظى الشعب الايراني ايضا بروح وطنية عالية على الصعيدين الاجتماعي والمعنوي وخير دليل على ذلك مشاركة 40 مليون ناخب في انتخابات العام الماضي مايدل على حيوية ونشاط البلاد اجتماعيا وسياسيا .
وفي هذا الخصوص اشار اية الله الخامنئي الى الرصيد الشعبي المنقطع النظير للجمهورية الاسلامية بين الشعوب الاسلامي منوها الى الاستقبال الحافل الذي يلقاه مسؤولو الجمهورية الاسلامية من قبل الشعوب على مدى العقود الثلاثة الماضية واضاف : ان الشعب الايراني يواصل حرکته بتجاربه السياسية الناجحة في الشرق الاوسط وسائر مناطق العالم والشعور بالامل الکبير الذي يحمله تجاه المستقبل، وهذه الحقائق تثبت الحرکة التصاعدية للجمهورية الاسلامية الايرانية.
وشدد قائد الثورى الاسلامية على ضرورة "الفكر والتدبير والتخطيط "في مواجهة جبهة العدو منوها بالقول : انهم يخططون ايضا ضدنا وعلينا نحن ايضا ان نضع يدنا بيد البعض الاخر وان نتقدم الى الامام من خلال التحلي بالعقل والحكمة الشجاعة .
وفي معرض تبيينه لمخططات الاجانب اشار اية الله الخامنئي الى الضغوط الاقتصادية والتهديدات العسكرية والحرب النفسية وخلق الاضطرابات السياسية وعمليات التخريب داخل البلاد واضاف : ان الامريكيين والى جانب جميع هذه المخططات ، اي العقوبات والتهديدات والقرارات يطرحون موضوع الاستعداد للحوار والمفاوضات .
واشار قائد الثورة الاسلامية الى استخدام امريكا لجميع هذه الاساليب خلال العقود الثلاثة الماضية وقال : ان الحظر المفروض على ايران منذ ثلاثين عاما والتهديدات المستمرة خلال فترات رئاسة مختلف الرؤساء الامريكيين ، الدعاية المسمومة والمستمرة حول الامام الخميني /ره/ والشعب الايراني والتخريب واثارة الاضطرابات على يد عناصر في الداخل خلال الاعوام السابقة ، تشير كلها الى ان امريكا اليوم تستخدم نفس الاساليب البالية الماضية ضد الشعب الايراني .
وراى سماحته ان اعلان امريكا عن استعدادها للحوار بانه امر مكرر رافضا الحوار في ظل استخدام القوة والتهديد واضاف : طبعا لقد اجرينا محادثات مع الامريكيين في خصوص موضوعين ، الموضوع الاول العراق والثاني حول مسالة كانوا يعتبرونها مسالة امنية مهمة ، الا ان هذه التجارب ايضا اثبتت بان الامريكيين انه کلما شعروا بالعجز عند طاولة الحوار امام الاستدلال والمنطق، فانهم يلجأون الى الغطرسة وقطع المحادثات من جانب واحد.
واكد سماحته : لقد رفضنا الحوار مع امريكا لاسباب عدة منها اننا لا نعتبر الحوار في ظل التهديد والضغط والترهيب بانه حوار ، ولهذا السبب ومثلما صرح مسؤولو النظام المحترمون فاننا ندعو الى الحوار ولكن ليس مع الامريكيين الذين يريدون الحوار في ظل التهديد والعقوبات والغطرسة .
ونوه اية الله الخامنئي بالقول :بطبيعة الحال لو انهم نزلوا من سلم القوة الكبرى المتهريء ونبذوا التهديد والحظر ولم يرسموا للحوار الهدف والنهاية التي يريدونها فاننا ومثلما قلنا سابقا مستعدون للحوار ، ولكن هؤلاء في الواقع لا يريدون الحوار بل يريدون فرض رايهم بالقوة .
وفي هذا الخصوص اضاف سماحته : على الامريكيين ان يعلموا بانه لا يمكنهم ممارسة الضغط على ايران كما يفعلون مع الاخرين وذلك لان الجمهورية الاسلامية الايرانية لن ترضخ لاي ضغط وسترد باسلوبها على اي ضغوط.
وفي خصوص الموضوع النووي اكد قائد الثورة الاسلامية مرة اخرى على الحق الطبيعي للشعب الايراني في امتلاك دورة الوقود النووي مؤكدا بالقول : ان الشعب والمسؤولين الايرانيين لن يتنازلوا عن هذا الحق وان شاء الله تعالى سيتابع هذا الحق من خلال انشاء محطات نووية وانتاج وقودها النووي في الداخل .
ووصف سماحته تصريحات الامريكيين حول توفير الوقود النووي الذي تحتاجه ايران بانه كلام مهمل واشار الى عدم صدقية الاجانب في موضوع توفير الوقود النووي المخصب بنسبة 20 بالمائة لمفاعل الابحاث في طهران واضاف : اننا وتاسيسا على العرف المتداول في المعاملات الدولية اشترينا هذا الوقود قبل عقدين من الزمن ولكنهم بمجرد ان شعروا باننا نحتاج الى الوقود المخصب بنسبة 20 بالمائة ثانية بداوا لعبة سيئة ، وبالطبع هذا الخطأ الكبير من جانب امريكا والغرب سيضر بهم .
وراى سماحته ان تشجيع ايران على انتاج الوقود بنسبة عشرين بالمائة واثبات عدم امكانية عقد الثقة على امريكا وسائر المنتجين للوقود بانهما من النتائج التي آلت اليها لعبة الغرب حول الوقود المخصب بنسبة 20 بالمائة مؤكدا بالقول : لقد تبين لجميع الشعوب من خلال هذه اللعبة بانه لايمكن الوثوق بهؤلاء .
وحول التهديد العسكري الامريكي اكد اية الله الخامنئي : من المستبعد ان يرتكب هؤلاء مثل هذه الحماقة ولكن على الجميع ان يعرفوا بانه في حال تنفيذ هذا التهديد عمليا فان ساحة مواجهة الشعب الايراني لن تقتصر على المنطقة بل ان دائرة هذه المواجهة ستكون اوسع .
ووصف قائد الثورة الاسلامية ادعاية السلبية الامريكية حول انتهاك حقوق الانسان في ايران بانها مثيرة للسخرية واضاف : انهم وكما اثبتوا في العراق وافغانستان وفلسطين لا يقيمون وزنا لارواح البشر ولكنهم يتحدثون بكل صلافة عن انتهاك حقوق الانسان في ايران .
واشار قائد الثورة الاسلامية الى التدابير المحكمة والجيدة التي اتخذها مسؤولو النظام لمواجهة مخططات العدو ومنها الحظر الاقتصادي واضاف : ان مسؤولي النظام اتخذوا قرارات صائبة حيال قرار العقوبات والعقوبات احادية الجانب من قبل امريكا واوروبا وان شاء الله في ضوء هذا التدبير والوحدة والتعاضد سنحول هذه العقوبات الى فرصة .
وراى قائد الثورة الاسلامية ان النهوض بمستوى الانتاج الوطني وزيادته امر مهم جدا وتابع قائلا : ينبغي ادارة عملية الاستيراد ولو كانت هنالك حاجة الى اصلاح القوانين ايضا فان المجلس سيقوم بهذا الامر .
واعتبر اية الله الخامنئي التصرف بعقلانية والتدبير والشجاعة بانها مهمة جدا لمواجهة مخططات العدو واكد قائلا : ينبغي ان نواصل طريقنا بحكمة وشجاعة وارادة راسخة دون اي اهتزاز وبنظرة الى الافاق الوضاءة البعيدة .
واعتبر سماحته الوحدة والتعاضد مرتكزا اساسيا للشعب والنظام بغية مواصلة الحركة الثورة الاسلامية المقتدرة واكد في شرحة لهذا الموضوع : ان وحدة وتعاضد مسؤولي النظام امر واجب والتعمد في الاخلال بذلك لاسيما فى المستويات العليا مناقض للشرع .
واشار سماحته الى محاولات العدو لتضخيم الخلافات الصغيرة واضاف : ان الاختلاف في وجهات النظر بين الحكومة والمجلس حول مختلف القضايا ليس كارثة بل ان تبديل هذا الاختلافا في الاذواق الى شرخ لا يمكن اصلاحه او جرح لا يمكن علاجه يعتبر خطا كبيرا .
واضاف قائد الثورة الاسلامية في هذا الخصوص : منذ فترة طلبنا من مجلس صيانة الدستور التدخل في الحالات التي هي مثار الخلاف بين الحكومة والمجلس لحل القضايا من خلال تشخيص حدود الصلاحيات والواجبات وان يتحقق مبدا العمل المستقل للسلطات دون التدخل فيما بينها وهو من مباديء الدستور .
واکد سماحته مجددا على الحفظ والتمسک المستمر بالمبادئ وعدم اللعب في ارض العدو واوضح قائلا : ان العدو يسعى الى يفقد الشعب ثقته بالمسؤولين ولا ينبغي لاحد التحدث بحيث يسييء الشعب الظن بالحکومة والمجلس والسلطة القضائية .
وانتقد قائد الثورة الاسلامية كذلك التشكيك دون دليل في الاحصائيات المقدمة من قبل بعض الاجهزة المسؤولة واضاف : ينبغي تجنب مثل هذه التصرفات التي تضعف ثقة الشعب .
وفي الختام اكد اية الله الخامنئي بالقول : ان جميع العوامل والتدابير التي اشرنا اليها لن تكون مؤثرة سوى في ظل التوجه والتمسك بالقدرة الالهية وحسن الظن الكامل بوعد الله في تقديمه العون والدعم وسيواصل الشعب ومسؤولو النظام هذ الطريق المفعم بالفخر كما في السابق بالاتكال على هذا العنصر المانح للعزة .