وصف قائد الثورة الاسلامية اية الله الخامنئي الطبيعة المعنوية للحرس بانها العنصر الاساسي لمرونة هذه المؤسسة الشعبية والثورية وادائها المتميز خلال العقود الثلاثة الماضية في مختلف المجالات والظروف، مستعرضا اهم التطورات
على الصعيدين الداخلي والخارجي مؤكدا ضرورة اضطلاع مسؤولي البلاد بواجباتهم الجسيمة على مختلف الصعد كالاعوام السابقة بغية مواجهة الظروف المتنوعة
وقال: لا ريب ان الشعب الايراني العظيم والجمهورية الاسلامية هما المنتصران في ساحة المواجهة هذه كما في السابق .
ووصف القائد عشية الميلاد السعيد لسيد الشهداء ويوم الحرس ولدى استقباله الالاف من قادة ومنتسبي حرس الثورة شهر شعبان بانه شهر الدعاء والتوسل وبناء الذات مقدما التهاني بمناسبة حلول هذا الشهر العظيم وميلاد ابي عبد الله الحسين وابي الفضل العباس عليهما السلام وقال: ان كوادر حرس الثورة هم الاتباع المخلصون والعشاق لسبيل الله وائمة الهدى .
واعتبر سماحته قادة الحرس والمنتسبين لهذه المؤسسة بانهم من الماضين على خطى الشهداء الابرار مثل باكري وهمت وبروجردي وسائر شهداء الحرس واضاف في معرض تبيينه للطبيعة المعنوية والباطنية للحرس قائلا : ان القلوب الوالهة للجهاد في سبيل الله في مختلف المجالات والميادين ، والالسنة الصادقة ، والنظرات الثاقبة التي تميز الحق هي العناصر الرئيسية الثلاثة التي تشكل الطبيعة والهوية الحقيقية لحرس الثورة الاسلامية .
واستند القائد العام للقوات المسلحة الى المناجات الشعبانية واضاف : ان نيران الشوق المستعرة في قلوب كوادر الحرس بغية التقرب الى الله والاخلاص في النوايا والاقوال والافعال وولاءهم هو بمثابة كلمة طيبة ترقى الى الاعلى وصولا الى الباري تعالى .
واعتبر قائد الثورة الاسلامية النظرة الثاقبة التي تميز الحق بانها العنصر الثالث للطبيعة المعنوية والهوية الحقيقية للحرس واضاف : ان هذه النظرة الثاقبة تميز الحقائق في مختلف الظروف ، حتى في الظروف المغبرة والغامضة هي قادرة على تمييز واجبها والعمل به .
واشار القائد العام للقوات المسلحة الى كيفية تشكيل حرس الثورة الاسلامية معتبرا الحرس بانه مؤسسة منبثقة من صلب المساجد والمدارس والجامعات والبيوت والقلوب المؤمنة للجماهير واضاف : ان الحرس لم يؤسس من قبل اي احد بل هو مؤسسة تبلورت بسبب مقتضيات الزمان وتمكنت من تلبية حاجة الثورة والبلاد متى ما كان وجودها ضروريا .
واعتبر قائد الثورة الاسلامية صيانة الهوية والطبيعة والعمل وفقا لمقتضيات الزمان بانهما من الخصائص البارزة للحرس منوها بالقول : ان الحرس وخلال السنوات الاولى من الثورة ، تمكن من صيانة هويته في مواجهة المنافقين في شوارع طهران وقضايا المحافظات الحدودية ومرحلة الدفاع المقدس وسائر المجالات المتنوعة والمختلفة الاخرى ولكنه في نفس الوقت تمكن من تطبيع نفسه مع مقتضيات الزمان بفضل مرونته لكي ينوء بواجباته على افضل وجه .
واشار سماحته الى دعوة مسؤولي الحكومة من الحرس للمشاركة في المجالات الاعمارية عقب الحرب المفروضة واضاف : لقد تمكن الحرس في هذا المجال ايضا من القيام بافضل ما يمكن على الصعيد الاعماري وهذه الحقائق تشير الى ان هذه المؤسسة الشعبية وفي ضوء التزامها بطبيعتها المعنوية تحظى بكيان ونظام مرن يسمح لها بالتحول والتكامل وفقا لمقتضيات الزمان والمكان .
ورأى قائد الثورة الاسلامية ان تشكيل المؤسسات المختلفة مثل الحرس وجهاد البناء بانه من الاعمل العظيمة التي قامت بها الثورة واضاف : ان هذه المؤسسة تتمتع بكيان مرن مشفوع بقيم متينة ، وضمن المحافظة على نظمها والتزامها بالقانون فهي بعيدة عن المشاكل المتعارفة التي تعاني منها المؤسسات الاخرى .
واكد القائد العام للقوات المسلحة ضرورة صيانة الهوية التنظيمية لمؤسسة الحرس ووصفها بانها شجرة طيبة تاتي اكلها كل حين باذن ربها كما وصفها القران الكريم وقال : ينبغي ان يستمر هذا الاداء والعنصر الممتاز .
اعتبر قائد الثورة الاسلامية الاشراف على احداث وتطورات الساعة ودراستها والتكهن بمستجدات الغد بانها من ضرورات التخطيط الصحيح للتحرك نحو تحقيق التطلعات والاهداف واشار الى مسؤولية القادة والكوادر المختلفة وجميع المنتسبين للحرس في هذا المجال واضاف : ان صيانة الطبيعة المعنوية للحرس من شانها تسهيل عملية تشخيص مستجدات الساعة والتكهن بتطورات المستقبل وهذه المعرفة تمهد الارضية للتخطيط الصحيح واتخاذ الخطوات الصحيحة .
واستمرارا لهذا الموضوع بدأ سماحته بتبيين حقائق الاوضاع على الصعيدين الداخلي والخارجي .
الحقيقة الاولى التي لا يمكن انكارها والتي اشار اليها قائد الثورة الاسلامية ضمن ترسيمه للظروف الراهنة هي استقرار الثورة .
ومن اجل تقريب هذه الحقيقة الى الاذهان قارن اية الله الخامنئي بين الثورة الاسلامية والثورة الفرنسية مستعرضا المراحل المتعددة والمختلفة والمتباينة للثورة الفرنسية خلال العقود الاولى من بلورتها وانتصارها واضاف: ان الثورة الاسلامية وخلافا للحركات السياسية والاجتماعية في القرون المعاصرة ، ورغم مضي واحد وثلاثين عاما عليها ، مازالت تمضي قدما فى الطريق الذي رسمه لها الاسلام ومهده الامام الراحل /ره/ وهذه الحقيقة المهمة جدا هي مؤشر على ان يد الله تدعم هذه الثورة.
واشار اية الله الخامنئي الى تصريحات المسؤولين الامريكيين حول الجهود التي تبذل لتغيير موقف ايران منوها بالقول : ان المفهوم الحقيقي لهذه التصريحات هو العمل من اجل تغيير مسار الثورة الاسلامية .
ووصف قائد الثورة الاسلامية القلوب المؤمنة للشعب الايراني بانها مظهر القوة الالهية واكد قائلا : ان ما ساعد الثورة على سلوك طريقها الصحيح هو شغف الشعب الايراني بالاسلام وهذا الامر يشكل ساترا عظيما ومنيعا للثورة الاسلامية والبلاد ولو تغير هذا النهج وفقدنا الاسلام فاننا سنفتح المجال امام توغل الجائرين والمعتدين بفقدنا لهذا الساتر .
وراى قائد الثورة الاسلامية ان الحقيقة الثانية على الصعيد الداخلي هي التطورات التي حققتها البلاد واضاف : وفقا للاحصاءات العالمية فان سرعة التطور النمو العلمي في البلاد هي عدة اضعاف المتوسط العالمي ، طبعا مازال هناك بون شاسع بيننا وبين ركب العلم ولكن لا ينبغي نسيان هذه الوتيرة العلمية المتسارعة والمباركة .
واعتبر قائد الثورة الاسلامية النضج السياسي والخبرات التي يتحلى بها الشعب بانهما من الحقائق الاخرى للشارع الايراني قائلا ان ابناء الشعب ولاسيما الشباب منهم وحتى الناشئين وعلى اثر الاحداث المتتالية كسبوا تجارب سياسية جيدة وانهم لحسن الحظ والى حد كبير يتفهمون جيدا قضايا المجتمع الى درجة حينما تلفت شبهة انظارهم لفترة من الزمن فانهم يقومون بتغيير اتجاههم بسرعة بعد التوصل للحقيقة وهذا ما لمسناه بالكامل في الفتنة التي اعقبت الانتخابات الرئاسية العام الماضي .
واشار سماحته الى الحضور المؤثر والواضح للدين في حياة الشباب بانه حقيقة اخرى مهمة للغاية ومشهودة على ارض الواقع في البلاد حيث ذكر نماذج بهذا الشان ، منها الحضور الرائع للشباب في مراسم الاعتكاف وصلوات الجماعة في الجامعات وباقي الاماكن وكذلك مشاركتهم الفاعلة في الاوساط الدينية .
ولفت اية الله الخامنئي الى اتساع المد الفكري للثورة الاسلامية في العالم كحقيقة اخرى .
واعتبر سماحة القائد تصدير افكار واهداف الثورة بانه المعنى الحقيقي لتصدير الثورة واشار الى الترحيب الشعبي الذي يلقاه مسؤولو الجمهورية الاسلامية في مختلف البلدان قائلا ان عطر الاسلام والثورة الاسلامية ورغم كل مساعي الاعداء ، الهب قلوب الشعوب وهذه حقيقة لا تنكر .
ولفت قائد الثورة الاسلامية الى استمرار نشاط الجبهة المعادية كأحدى الحقائق الاخرى التي تحيط بالثورة الاسلامية واشار الى المحاولات الصهيو امريكية الفاشلة لمواجهة الحركة الهادرة لشعب ايران المسلم مضيفا ان الثورة الاسلامية حررت ايران العظيمة ذات الموقع الستراتيجي والمنافع الوفيرة من قبضة الامريكيين ونسفت قواعد الذل والمهانة امام المتغطرسين في هذا البلد ولهذا فانهم ناصبوا العداء للشعب الايراني وحاكوا انواع المؤامرات على مر السنين الماضية .
وشبه اية الله الخامنئي امريكا ببلطجي عالمي يريد ابتزاز الجميع لكنه يشهد اوضاعا مضطربة يوما بعد اخر .
واوضح سماحته ان البعض ومن اجل الحفاظ على تجارتهم يمنحون امتيازات لهذا البلطجي والبعض الاخر الذي يملك قدرة نسبية لكنه لا يرغب بالمواجهة مع امريكا يتحول الى عميل سياسي وعسكري لها الا ان هناك من يقف امام هذه الغطرسة مثل الجمهورية الاسلامية التي تقف في مقدمة هذه الدول وذلك ببركة صمود شعبها ومسؤوليها .
واستعرض الوتيرة المتنامية لكراهية الشعوب لامريكا واشار الى ادعاءات هذا البلد بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ومعسكر الشرق قائلا ان الادارة الامريكية كانت تدعي انذاك تزعمها للنظام العالمي الجديد لكن المسؤولين الامريكيين يقابلون اليوم باحتجاجات وتظاهرات شعبية متزايدة ضدهم في انحاء العالم ولا يمكنهم التقليل من حدة هذه الكراهية رغم المساعي التي يبذلونها.
وذكر قائد الثورة الاسلامية باخفاقات امريكا في العراق وافغانستان ولبنان وفلسطين واضاف ان امريكا والكيان الصهيوني عجزها عن الاطاحة بحكومة حماس في قطاع غزة وهذا ادل دليل على حقيقة لا تقبل الانكار وهي الضعف والهوان لواشنطن يوما بعد اخر .
واشار السيد الخامنئي الى صدور قرار الحظر على ايران وبموازاة ذلك اطلاق تصريحات منمقة بحسب الظاهر وتوجيه التهديدات العسكرية من حين لاخر واكد انهم يتحدثون بشكل نتصور أن هناك شيئا خطرا للغاية يكمن خلف هذه التهديدات معتبرا ان هذه التهديدات سواء كانت خاوية او حقيقية فانه علينا إعداد انفسنا لكل الاحتمالات بهدف الحفاظ على الثورة الاسلامية والشعب الايراني العزيز وحياض الوطن .
واشار اية الله الخامنئي الى ان اغلب مشاريع امريكا في هذا المجال هي سياسية موضحا ان الامريكان وخلال فتنة العام الماضي تدخلوا بسرعة واعلنوا بصراحة وشغف عن دعمهم لمثيري الفتنة والضالعين فيها بشكل مباشر ، لكن الباري تعالى ويقظة ومقاومة الشعب افشلا مؤامراتهم .
واعتبر سماحته الاهتمام المتواصل بالحقائق الداخلية والخارجية للبلاد والتأمل في نتائج اداء الاعداء في الداخل بانهما من واجب جميع مسؤولي الثقافة والسياسة والاقتصاد والاجتماع مؤكدا ان الشعب الايراني والثورة والنظام الاسلامي ولاريب هم المنتصرون في ساحة المواجهة كالسابق لان الله تعالى وعد المتقين بالنصر النهائي وان الوعد الالهي سيتحقق دون ادنى شك .
واعتبر قائد الثورة الاسلامية الايمان والتقوى والعمل الصالح بانها تمهد للنصر الحتمي في المواجهة مع اعداء الاسلام والثورة الاسلامية واوضح ان هذه العناصر هي التي ابقت الثورة راسخة وصامدة امام كل مؤامرة ودسيسة وسيكون كذلك في المستقبل ايضا .
وفي الختام اعتبر القائد العام للقوات المسلحة الدعايات المتصاعدة للاعداء واذنابهم في الداخل ضد حرس الثورة الاسلامية بانها مؤشر على مدى قوة تأثير الحرس في بقاء الشعب الايراني عزيزا ومقتدرا داعيا العناصر الفخورة في الحرس الى الابقاء على المراقبة الباطنية والشعور بالمسؤولية باستمرار تجاه المهام الجسيمة الملقاة على عاتق هذه المجموعة .
ووصف السيد الخامنئي الحرس بانه اسرة كبيرة وحية ودؤوبة مؤكدا ضرورة وجود نوع من التفاعل بين مختلف اقسام هذه المؤسسة العظيمة واضاف انه حتى المتقاعدين في هذه المؤسسة هم منتسبون للحرس وعليهم ان يعتبروا الحرس وكباقي الاقسام بانه جزء منهم وبالعكس ايضا .
ووصف القائد عشية الميلاد السعيد لسيد الشهداء ويوم الحرس ولدى استقباله الالاف من قادة ومنتسبي حرس الثورة شهر شعبان بانه شهر الدعاء والتوسل وبناء الذات مقدما التهاني بمناسبة حلول هذا الشهر العظيم وميلاد ابي عبد الله الحسين وابي الفضل العباس عليهما السلام وقال: ان كوادر حرس الثورة هم الاتباع المخلصون والعشاق لسبيل الله وائمة الهدى .
واعتبر سماحته قادة الحرس والمنتسبين لهذه المؤسسة بانهم من الماضين على خطى الشهداء الابرار مثل باكري وهمت وبروجردي وسائر شهداء الحرس واضاف في معرض تبيينه للطبيعة المعنوية والباطنية للحرس قائلا : ان القلوب الوالهة للجهاد في سبيل الله في مختلف المجالات والميادين ، والالسنة الصادقة ، والنظرات الثاقبة التي تميز الحق هي العناصر الرئيسية الثلاثة التي تشكل الطبيعة والهوية الحقيقية لحرس الثورة الاسلامية .
واستند القائد العام للقوات المسلحة الى المناجات الشعبانية واضاف : ان نيران الشوق المستعرة في قلوب كوادر الحرس بغية التقرب الى الله والاخلاص في النوايا والاقوال والافعال وولاءهم هو بمثابة كلمة طيبة ترقى الى الاعلى وصولا الى الباري تعالى .
واعتبر قائد الثورة الاسلامية النظرة الثاقبة التي تميز الحق بانها العنصر الثالث للطبيعة المعنوية والهوية الحقيقية للحرس واضاف : ان هذه النظرة الثاقبة تميز الحقائق في مختلف الظروف ، حتى في الظروف المغبرة والغامضة هي قادرة على تمييز واجبها والعمل به .
واشار القائد العام للقوات المسلحة الى كيفية تشكيل حرس الثورة الاسلامية معتبرا الحرس بانه مؤسسة منبثقة من صلب المساجد والمدارس والجامعات والبيوت والقلوب المؤمنة للجماهير واضاف : ان الحرس لم يؤسس من قبل اي احد بل هو مؤسسة تبلورت بسبب مقتضيات الزمان وتمكنت من تلبية حاجة الثورة والبلاد متى ما كان وجودها ضروريا .
واعتبر قائد الثورة الاسلامية صيانة الهوية والطبيعة والعمل وفقا لمقتضيات الزمان بانهما من الخصائص البارزة للحرس منوها بالقول : ان الحرس وخلال السنوات الاولى من الثورة ، تمكن من صيانة هويته في مواجهة المنافقين في شوارع طهران وقضايا المحافظات الحدودية ومرحلة الدفاع المقدس وسائر المجالات المتنوعة والمختلفة الاخرى ولكنه في نفس الوقت تمكن من تطبيع نفسه مع مقتضيات الزمان بفضل مرونته لكي ينوء بواجباته على افضل وجه .
واشار سماحته الى دعوة مسؤولي الحكومة من الحرس للمشاركة في المجالات الاعمارية عقب الحرب المفروضة واضاف : لقد تمكن الحرس في هذا المجال ايضا من القيام بافضل ما يمكن على الصعيد الاعماري وهذه الحقائق تشير الى ان هذه المؤسسة الشعبية وفي ضوء التزامها بطبيعتها المعنوية تحظى بكيان ونظام مرن يسمح لها بالتحول والتكامل وفقا لمقتضيات الزمان والمكان .
ورأى قائد الثورة الاسلامية ان تشكيل المؤسسات المختلفة مثل الحرس وجهاد البناء بانه من الاعمل العظيمة التي قامت بها الثورة واضاف : ان هذه المؤسسة تتمتع بكيان مرن مشفوع بقيم متينة ، وضمن المحافظة على نظمها والتزامها بالقانون فهي بعيدة عن المشاكل المتعارفة التي تعاني منها المؤسسات الاخرى .
واكد القائد العام للقوات المسلحة ضرورة صيانة الهوية التنظيمية لمؤسسة الحرس ووصفها بانها شجرة طيبة تاتي اكلها كل حين باذن ربها كما وصفها القران الكريم وقال : ينبغي ان يستمر هذا الاداء والعنصر الممتاز .
اعتبر قائد الثورة الاسلامية الاشراف على احداث وتطورات الساعة ودراستها والتكهن بمستجدات الغد بانها من ضرورات التخطيط الصحيح للتحرك نحو تحقيق التطلعات والاهداف واشار الى مسؤولية القادة والكوادر المختلفة وجميع المنتسبين للحرس في هذا المجال واضاف : ان صيانة الطبيعة المعنوية للحرس من شانها تسهيل عملية تشخيص مستجدات الساعة والتكهن بتطورات المستقبل وهذه المعرفة تمهد الارضية للتخطيط الصحيح واتخاذ الخطوات الصحيحة .
واستمرارا لهذا الموضوع بدأ سماحته بتبيين حقائق الاوضاع على الصعيدين الداخلي والخارجي .
الحقيقة الاولى التي لا يمكن انكارها والتي اشار اليها قائد الثورة الاسلامية ضمن ترسيمه للظروف الراهنة هي استقرار الثورة .
ومن اجل تقريب هذه الحقيقة الى الاذهان قارن اية الله الخامنئي بين الثورة الاسلامية والثورة الفرنسية مستعرضا المراحل المتعددة والمختلفة والمتباينة للثورة الفرنسية خلال العقود الاولى من بلورتها وانتصارها واضاف: ان الثورة الاسلامية وخلافا للحركات السياسية والاجتماعية في القرون المعاصرة ، ورغم مضي واحد وثلاثين عاما عليها ، مازالت تمضي قدما فى الطريق الذي رسمه لها الاسلام ومهده الامام الراحل /ره/ وهذه الحقيقة المهمة جدا هي مؤشر على ان يد الله تدعم هذه الثورة.
واشار اية الله الخامنئي الى تصريحات المسؤولين الامريكيين حول الجهود التي تبذل لتغيير موقف ايران منوها بالقول : ان المفهوم الحقيقي لهذه التصريحات هو العمل من اجل تغيير مسار الثورة الاسلامية .
ووصف قائد الثورة الاسلامية القلوب المؤمنة للشعب الايراني بانها مظهر القوة الالهية واكد قائلا : ان ما ساعد الثورة على سلوك طريقها الصحيح هو شغف الشعب الايراني بالاسلام وهذا الامر يشكل ساترا عظيما ومنيعا للثورة الاسلامية والبلاد ولو تغير هذا النهج وفقدنا الاسلام فاننا سنفتح المجال امام توغل الجائرين والمعتدين بفقدنا لهذا الساتر .
وراى قائد الثورة الاسلامية ان الحقيقة الثانية على الصعيد الداخلي هي التطورات التي حققتها البلاد واضاف : وفقا للاحصاءات العالمية فان سرعة التطور النمو العلمي في البلاد هي عدة اضعاف المتوسط العالمي ، طبعا مازال هناك بون شاسع بيننا وبين ركب العلم ولكن لا ينبغي نسيان هذه الوتيرة العلمية المتسارعة والمباركة .
واعتبر قائد الثورة الاسلامية النضج السياسي والخبرات التي يتحلى بها الشعب بانهما من الحقائق الاخرى للشارع الايراني قائلا ان ابناء الشعب ولاسيما الشباب منهم وحتى الناشئين وعلى اثر الاحداث المتتالية كسبوا تجارب سياسية جيدة وانهم لحسن الحظ والى حد كبير يتفهمون جيدا قضايا المجتمع الى درجة حينما تلفت شبهة انظارهم لفترة من الزمن فانهم يقومون بتغيير اتجاههم بسرعة بعد التوصل للحقيقة وهذا ما لمسناه بالكامل في الفتنة التي اعقبت الانتخابات الرئاسية العام الماضي .
واشار سماحته الى الحضور المؤثر والواضح للدين في حياة الشباب بانه حقيقة اخرى مهمة للغاية ومشهودة على ارض الواقع في البلاد حيث ذكر نماذج بهذا الشان ، منها الحضور الرائع للشباب في مراسم الاعتكاف وصلوات الجماعة في الجامعات وباقي الاماكن وكذلك مشاركتهم الفاعلة في الاوساط الدينية .
ولفت اية الله الخامنئي الى اتساع المد الفكري للثورة الاسلامية في العالم كحقيقة اخرى .
واعتبر سماحة القائد تصدير افكار واهداف الثورة بانه المعنى الحقيقي لتصدير الثورة واشار الى الترحيب الشعبي الذي يلقاه مسؤولو الجمهورية الاسلامية في مختلف البلدان قائلا ان عطر الاسلام والثورة الاسلامية ورغم كل مساعي الاعداء ، الهب قلوب الشعوب وهذه حقيقة لا تنكر .
ولفت قائد الثورة الاسلامية الى استمرار نشاط الجبهة المعادية كأحدى الحقائق الاخرى التي تحيط بالثورة الاسلامية واشار الى المحاولات الصهيو امريكية الفاشلة لمواجهة الحركة الهادرة لشعب ايران المسلم مضيفا ان الثورة الاسلامية حررت ايران العظيمة ذات الموقع الستراتيجي والمنافع الوفيرة من قبضة الامريكيين ونسفت قواعد الذل والمهانة امام المتغطرسين في هذا البلد ولهذا فانهم ناصبوا العداء للشعب الايراني وحاكوا انواع المؤامرات على مر السنين الماضية .
وشبه اية الله الخامنئي امريكا ببلطجي عالمي يريد ابتزاز الجميع لكنه يشهد اوضاعا مضطربة يوما بعد اخر .
واوضح سماحته ان البعض ومن اجل الحفاظ على تجارتهم يمنحون امتيازات لهذا البلطجي والبعض الاخر الذي يملك قدرة نسبية لكنه لا يرغب بالمواجهة مع امريكا يتحول الى عميل سياسي وعسكري لها الا ان هناك من يقف امام هذه الغطرسة مثل الجمهورية الاسلامية التي تقف في مقدمة هذه الدول وذلك ببركة صمود شعبها ومسؤوليها .
واستعرض الوتيرة المتنامية لكراهية الشعوب لامريكا واشار الى ادعاءات هذا البلد بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ومعسكر الشرق قائلا ان الادارة الامريكية كانت تدعي انذاك تزعمها للنظام العالمي الجديد لكن المسؤولين الامريكيين يقابلون اليوم باحتجاجات وتظاهرات شعبية متزايدة ضدهم في انحاء العالم ولا يمكنهم التقليل من حدة هذه الكراهية رغم المساعي التي يبذلونها.
وذكر قائد الثورة الاسلامية باخفاقات امريكا في العراق وافغانستان ولبنان وفلسطين واضاف ان امريكا والكيان الصهيوني عجزها عن الاطاحة بحكومة حماس في قطاع غزة وهذا ادل دليل على حقيقة لا تقبل الانكار وهي الضعف والهوان لواشنطن يوما بعد اخر .
واشار السيد الخامنئي الى صدور قرار الحظر على ايران وبموازاة ذلك اطلاق تصريحات منمقة بحسب الظاهر وتوجيه التهديدات العسكرية من حين لاخر واكد انهم يتحدثون بشكل نتصور أن هناك شيئا خطرا للغاية يكمن خلف هذه التهديدات معتبرا ان هذه التهديدات سواء كانت خاوية او حقيقية فانه علينا إعداد انفسنا لكل الاحتمالات بهدف الحفاظ على الثورة الاسلامية والشعب الايراني العزيز وحياض الوطن .
واشار اية الله الخامنئي الى ان اغلب مشاريع امريكا في هذا المجال هي سياسية موضحا ان الامريكان وخلال فتنة العام الماضي تدخلوا بسرعة واعلنوا بصراحة وشغف عن دعمهم لمثيري الفتنة والضالعين فيها بشكل مباشر ، لكن الباري تعالى ويقظة ومقاومة الشعب افشلا مؤامراتهم .
واعتبر سماحته الاهتمام المتواصل بالحقائق الداخلية والخارجية للبلاد والتأمل في نتائج اداء الاعداء في الداخل بانهما من واجب جميع مسؤولي الثقافة والسياسة والاقتصاد والاجتماع مؤكدا ان الشعب الايراني والثورة والنظام الاسلامي ولاريب هم المنتصرون في ساحة المواجهة كالسابق لان الله تعالى وعد المتقين بالنصر النهائي وان الوعد الالهي سيتحقق دون ادنى شك .
واعتبر قائد الثورة الاسلامية الايمان والتقوى والعمل الصالح بانها تمهد للنصر الحتمي في المواجهة مع اعداء الاسلام والثورة الاسلامية واوضح ان هذه العناصر هي التي ابقت الثورة راسخة وصامدة امام كل مؤامرة ودسيسة وسيكون كذلك في المستقبل ايضا .
وفي الختام اعتبر القائد العام للقوات المسلحة الدعايات المتصاعدة للاعداء واذنابهم في الداخل ضد حرس الثورة الاسلامية بانها مؤشر على مدى قوة تأثير الحرس في بقاء الشعب الايراني عزيزا ومقتدرا داعيا العناصر الفخورة في الحرس الى الابقاء على المراقبة الباطنية والشعور بالمسؤولية باستمرار تجاه المهام الجسيمة الملقاة على عاتق هذه المجموعة .
ووصف السيد الخامنئي الحرس بانه اسرة كبيرة وحية ودؤوبة مؤكدا ضرورة وجود نوع من التفاعل بين مختلف اقسام هذه المؤسسة العظيمة واضاف انه حتى المتقاعدين في هذه المؤسسة هم منتسبون للحرس وعليهم ان يعتبروا الحرس وكباقي الاقسام بانه جزء منهم وبالعكس ايضا .