عمّت اجواء الفرح و السرور انحاء محافظة كردستان غرب ايران بعد وصول قائد الثورة الاسلامي سماحة اية الله العظمى السيد علي الخامنئي اليها صباح الثلاثاء. و قد سطر ابناء المحافظة الغيارى اجمل واروع صور الاستقبال و جسدوا افضل مشهد للوحدة بين الشيعة والسنة باتت فريدة من نوعها في تاريخ كردستان التي تعرف بالحصن الحصين للاسلام و الثورة و ايران .
وقبل وصول موكب القائد اصطف عشرات الالاف من الاهالي على جانبي الطريق في مدينة سنندج مركز المحافظة لاستقبال قائدهم المعزز بكل شوق و لهفة لكن و منذ لحظة دخول موكب السيارات في الساعة الحادية عشرة ضحى ، ارتفعت اصوات الاهازيج و نداءات الله اكبر في سماء المدينة .
وسطر أهالي المدينة المؤمنون والثوريون رجالاً ونساءً وناشئة وشبانا ملحمة بديعة وخالدة و سردوا غزل الصحوة والوفاء ورسموا لوحة جميلة وفنية للوشائج الراسخة والمتجذرة القائمة بين الشعب والولي الفقيه في زمانهم.
هذا و القى سماحة قائد الثورة الاسلامية اية الله العظمى السيد علي الخامنئي كلمة في الاجتماع الغفير لاهالي كردستان الذين تجمعوا في ساحة الحرية في سنندج معربا عن شكره و تقديره للاهالي على حسن ترحابهم و ضيافتهم و اشاد بصمود و يقظة وجهاد شعب هذه المحافظة المؤمن و المثقف .
و فيما اكد سماحته ضرورة الحفاظ على الكرامة الوطنية ، استعرض المؤشرات التي يمكن على اساسها انتخاب الافضل و الاصلح من بين المترشحين لرئاسة الجمهورية .
و شرح القائد اسباب العزة الوطنية و العوامل المؤدية اليها كمسالة مهمة للغاية و اساسية و واعتبرها من الدلائل على الحياة الواقعية لمجتمع حيوي و خالد واحد العوامل المهمة للصمود بوجه الاجانب.
وقال ان الشعب الذي لم يشعر بالحقارة و الذلة حيال تاريخه و ثقافته و وجوده و ينظر نظرة حمية و أمل الى عاداته و آدابه و تاريخه و مفاخره فهو يحظى بعزة وطنية حيث ان هذا الامر المهم و كما نص عليه القران الكريم يمكن تحقيقه من خلال الاتكاء على الايمان لان العزة هي لله و لرسوله و للمؤمنين .
و اشار الى محاولات الاستعمار و الحكومات التابعة له للايحاء بالشعور بالحقارة و المهانة لدى الشعب الايراني معتبرا سياسة الذل للحكومات الديكتاتورية و الفاسدة في العهد القاجاري و البهلوي في مقابل بريطانيا و امريكا بانها من المصائب الكبرى للشعب الايراني في مرحلة قبل الثورة وقال: ان الشعب الايراني واستنادا الى الاسلام و امتثالا لاوامر الامام الراحل الذي يعتبر مصداقا لعزة هذا الشعب وهذه الديار انتفض بوجه مثل هذه المصائب و انه اليوم يفخر بكونه ايرانيا
و مسلما و ان قوى العالم ايضا اقرت بان تهديداتها ضد شعب ايران العزيز و نظامه الاسلامي المقتدر فقدت جدواها و فاعليتها .
واكد اية الله العظمى الخامنئي بان حفظ العزة الوطنية رهن بالحفاظ على الايمان والوحدة و المبادرة الجريئة و الصمود و تعزيز روح العمل و المثابرة و الابداع قائلا ان صيانة العزة الوطنية تعد نقطة اساسية في تحليل الاحداث السياسية و ان على جميع افراد الشعب لاسيما الشباب منهم و عند دراسة القضايا ان يمعنوا في اسباب استمرار العزة الوطنية .
و عدّ سماحته المخلين بالوحدة الوطنية بانهم عناصر تابعة للاعداء سواء كان عن علم او جهل و اكد ان كل من يمس بالوحدة الوطنية بذرائع مذهبية بما فيها الانتماء للشيعة او السنة سواء كان سنيا او شيعيا فهو عميل للعدو و عدو للاسلام شاء ام ابى .
و لفت سماحة القائد الى جهل بعض العناصر المأجورة للعدو واوضح ان العديد من العناصر الوهابية و السلفية التي تنفذ اعمالا ارهابية في العراق و افغانستان و باكستان تجهل عمالتها كما ان الشخص الشيعي الذي يسئ لمقدسات اهل السنة فهو عميل للعدو حتى و إن كان جاهلا .
و اضاف سماحته انه من وجهة نظر الجماعة السلفية و الوهابية فان الشيعة و "اهل السنة المحبين لاهل البيت و اهل السنة المتصوفة على الطريقة القادرية" هم كفرة اينما كانوا لكن الحقيقة هي ان اتباع هذا الفكر الخبيث يثيرون الخلاف بين الاخوة المسلمين مثلما ان الشيعي الذي يقوم عن عمد او جهل بالاساءة لمقدسات السنة فهو يعد مثيرا للخلاف موضحا انه على اي حال فان عمل كلتا المجموعتين حرام شرعا و خروج عن القانون .
واوصى الشعب بتقدير عملية مسايرة "الحكومة مع الشعب" و الحكومة بتثمين "ايمان الشعب و مشاركته الواسعة و الرائعة" قائلا يجب الاشادة و تقدير الابداع و روح المهارة و البراعة لدى شرائح الشعب خاصة الشابة منهم .
و وصف قائد الثورة منطقة كردستان بارض الايمان و الثقافة و الفن و الصفاء و الوفاء و "محافظة التضحيات العظمى" و قال ان بطولات اهالي هذه المنطقة الذين عملوا بكل حذر و يقظة على اخماد مؤامرات الاعداء في السنوات الاولى من عمر النظام الاسلامي و اكثرها حساسية لن تمحى من ذاكرة الشعب الايراني .
و اشار الى اطلاعه عن كثب على اهالي كردستان قائلا ان اهالي هذه المحافظة العظام هم شعب نجح في الاختبار لانه عندما كان العدو يحيك المؤامرات لزرع الفرقة الطائفية و الدينية بين الشعب الايراني العظيم فان شعب كردستان و عبر جهاده و وعيه اخمد فتيل هذه المؤامرة الكبرى .
و اعتبر سماحته الطبيعة الخلابة و الخضراء و روح الرافة و المودة لدى اهالي المحافظة و علمائها و شعرائها العظام بانها من المظاهر الجميلة لمحافظة كردستان الثقافية موضحا ان معارضي رفعة و سمو ايران سعوا ابان انتصار الثورة الاسلامية لجعل هذه المحافظة منطقة امنية لكن النظام الاسلامي و بمسايرة الشعب عمل على حل هذه المشكلة .
و تحدث عن المعاملة المتسمة بالتقدير و الاجلال التي لاقاها شهداء كبار مثل كاوة و صياد شيرازي و متوسليان و بروجردي و كاظمي و غيرهم من قبل اهالي كردستان قائلا ان الشباب المقاتلين الذين جاؤوا الى هذه المنطقة لن ينسوا المعاملة الطيبة لاهالي كردستان .
و لفت قائد الثورة الى سياسة النظام الطاغوتي للابقاء على كردستان متخلفة واضاف ان هذه المحافظة كانت قبل الثورة تضم 360 طالبا جامعيا وان حوالي 30 بالمائة من الاهالي كانوا يجيدون القراءة و الكتابة ونشاطات الاعمار كانت بمستوى الصفر لكن هذه النسبة بلغت الان 40 الف طالب جامعي يدرسون في اكثر من 20 مركزا علميا .
واشاد بالاعمال و الخدمات الكبيرة التي اسداها النظام الاسلامي في هذه المنطقة لكنه قال ان هناك مشاريع اخرى بقي انجازها يعتمد على المزيد من همة ومتابعة المسؤولين وانه ينبغي القيام بخطوات كبيرة لحل المشكلتين الاساسيتين التي تعانيهما المحافظة و هما البطالة و قلة الاستثمارات .
و اعتبر السيد علي الخامنئي ان نظرة النظام الاسلامي الى مسالة تعدد الطوائف بانها نابعة من صلب الاسلام و قال انه من وجهة نظرنا فان تعدد الطوائف فرصة كبيرة من اجل ان تكمل اجزاء هيكلية الشعب الايراني احداها الاخرى من خلال التعاطي البناء و الصحيح و التعايش و الوحدة الكاملة فيما بينها .
و اكد سماحته ان نظرتنا لمحافظة كردستان نظرة مفعمة و مليئة بالمودة و الاخاء و الوحدة و التضامن مشددا على ان كل من يخالف هذه النظرة فهو يتصرف خلافا لسياسة النظام .
وذكر سماحة القائد بالزمن الذي كان عملاء الاجانب يطرحون فيه كلام الاعداء باسم الشعب الكردي مضيفا انه في تلك الحقبة وقف اهالي كردستان و قوات البيشمركة المسلمون بوجه محاولات الفرقة هذه و سطروا بطولات عظيمة من خلال تقديمهم 5400 شهيد .
و اوصي سماحته شباب محافظة كردستان بالسعي للتعرف على تاريخ التضحيات والملاحم التي سطرها اهالي هذه الديار و قال : هناك احداث كثيرة وقعت في تاريخ هذه المنطقة يمكن استخلاص العبر منها حيث يمكن الاشارة الى وجود عوائل بريئه، قام الاجانب بخداع ابنائها الذين ضحوا بانفسهم في سبيل الصهاينة و الامريكان موضحا ان هذه العوائل وحسب نظرتنا المشفقة هي عوائل صاحبة العزاء و هذا ما يمثل جانبا من الخسائر التي الحقتها جهات مناهضة للثورة بهذه المحافظة.
و راى القائد الخامنئي ان تحركات الجهات المعادية للثورة خلال السنوات الاولى من انتصار الثورة الاسلامية ادت الى ضياع فرص العمل في مجال الاعمار و توظيف استثمارات اكثر في محافظة کردستان مضيفا القول ان الحكومات التي تشكلت بعد انتصار الثورة الاسلامية قامت بانجازات و خطوات كثيرة في هذه المحافظة بحيث ان اعضاء الحكومات وخلافا للنظام البهلوي البائد ، يزورون مختلف المحافظات والمدن و ان اهالي اقصى مناطق البلاد يشاهدون حضور رئيس الجمهورية و اعضاء مجلس الوزراء و سائر المسؤولين بينهم .
و اكد القائد المعظم على ضرورة توخي الحذر و اليقظة امام المؤامرات المعقدة التي يحوكها الاستكبار مصرحا بالقول : ان العدو و رغم حالات الخيبة و اليأس التي اصابه لن يجلس ساكتا و انه مستاء بشدة من صمود الشعب والمسوؤلين في الجمهورية الاسلامية ولذلك يجب مراقبة التحركات و المخططات الاجنبية بدقة و التحلي بيقظة تامة اذ ان العدو قد يتابع نفس الاغراض المشؤومة من خلال تغييره للاساليب فقط .
و في هذا المجال اوضح القائد الخامنئي ان الشعب الايراني و لاسيما الشباب يذودون عن حياض الوطن الاسلامي وسيادة الارضي الايرانية و الاسلام الحنيف بكل يقظة و قوة و كما لم تخيفهم تهديدات العدو الفارغة فانهم لن يخافوا من الان فصاعدا ايضا و لن يتراجعوا عن اهدافهم .
و اعتبر قائد الثورة الاسلامية في جانب آخر من كلمته الحكيمة ، الانتخابات بانها احدى الاختبارات الوطنية الكبرى، متابعا القول: ان الحضور الجماهيري الشامل لابناء الشعب في الانتخابات الرئاسية، يحظي باهمية كبيرة للغاية و يؤدي الى صيانة ماء وجه البلاد و تزايد كرامتها الوطنية و تعزيز استقرارها كما سيخيب الاعداء في تمرير مخططاتهم لاثارة الفتن و التورط في الفساد .
و اشار سماحته الى الحساسية التي يبديها الاعداء الحاسدون للشعب الايراني تجاه هذه الانتخابات وقال : ان الاعداء ومن خلال الدعايات التي شرعوها تدريجيا منذ عام يحاولون في الخطوة الاولى تعطيل الانتخابات في ايران و لكن محاولتهم هذه لن تتكلل بالنجاح على غرار مخططاتهم بشان انتخابات مجلس الشورى الاسلامي في حقبة ما ولكن احبطت حيلهم و خدعهم بعون الله سبحانه و تعالى وعزيمة الشعب .
و تابع سماحته قائلا : ان الهدف الثاني الذي يسعى اليه الاجانب في هذا المضمار يتمثل في محاولتهم لعدم حضور ابناء الشعب لدى صناديق الاقتراع و اجراء انتخابات باردة و بمشاركة ضئيلة و غير ملفتة .
و اكد قائد الثورة الاسلامية ان الشعب الايراني الذكي و رغم ارادة العدو سيسجل حضورا فاعلا و ملحميا و مفعما بالشعور بالمسؤولية و الاطلاع و الادراك الشامل لدى صناديق الاقتراع اذ انه يعتبر الانتخابات عرضا وطنيا و معيارا لزيادة العزة الوطنية و من جملة المعايير للنمو والازدهار الوطني.
و اعتبر القائد الخامنئي الامكانيات الواسعة للغاية التي يملكها رئيس السلطة التنفيذية بانها تزيد من اهمية الانتخابات المزمع اجراؤها 12 حزيران و قال : ان الشعب الايراني العظيم يرى لنفسه حقوقا و استطاعة في مسار اتخاد القرارات و ادارة البلاد و يدرك انه اذا كان رئيسه المنتخب يتمتع بعزيمة و ارادة عالية فبامكانه اسداء خدمات كبيرة لبلادة.
واكد آية الله الخامنئي ان القضية الاولى و اكثرها اهمية في الانتخابات الرئاسية هو الحضور الواسع لابناء الشعب فيها متابعا القول : ان القضية الثانية و المهمة في هذا المجال تتمثل في انتخاب ابناء الشعب المرشح الاصلح والاكثر كفاءة بين المرشحين الذين ستعلن اهليتهم من قبل مجلس صيانة الدستور.
و اردف قائلا : ان كافة المرشحين الذين سيعلن مجلس صيانه الدستور اهليتهم لخوض الانتخابات هم اشخاص صالحون ولكنه لا ينبغي الاكتفاء بالحد الادنى في قضية مهمة مثل انتخاب رئيس الجمهورية بل يجب انتخاب الاصلح و الانصب من بين المرشحين الصالحين من خلال التركيز على المعايير التي يتمتع بها المرشحون الصلحاء.
و صرح سماحته بانني لا اعبر عن رايي حول اي مرشح ما ، مبينا المعايير الهامة لانتخاب الاصلح و قال مخاطبا ابناء الشعب: ينبغي لكم انتخاب شخص يدرك مشاكل البلاد ويتفهم هموم الشعب و ينخرط في الفئات الشعبية و يعيش حياة بسيطة و متواضعة هو وعائلته و ان يكون بعيدا عن الفساد والارستقراطية و البذخ اذ ان توجه المسؤولين صوب الارستقراطية والبذخ يشكل آفة كبرى .
وفي معرض تاكيده على ضرورة ابتعاد المسوؤلين عن البذخ و الاسراف اشار سماحته الى تسمية العام الجاري بعام التحرك نحو ترشيد الاستهلاك مضيفا : ان التصدي للاسراف و تحويله لثقافة بحاجة الى مساع كبيرة و طويلة الامد و لكنه اذا كان مسؤول او اقرباؤه من المسرفين فمن الطبيعي لا يستطيع مساعدة ابناء الشعب .
و خاطب القائد الخامنئي ابناء الشعب بالقول: عليكم بالبحث عن المرشح الافضل و الاصلح بهذه المعايير ومن ثم ادلوا باصواتكم بنية القربة لكي يكافئكم الله تعالى خيرا.
كما دعا سماحته المرشحين المحترمين الذين بدأوا بالتعبير عن وجهاتهم الى التمسك بالانصاف و الابتعاد عن تشويه صورة الاخرين و الاهتمام بالحقيقة و الصداقة موضحا : ان المرشحين يطرحون احيانا قضايا غير واقعية حول اوضاع البلاد و القضايا الاقتصادية و يثيرون القلق لدى ابناء الشعب حيث لا يمكن للانسان ان يصدق بان هذه الافترائات طرحت عن صدق و خلوص النية .
و اوضح ان احدا لن يشتاق الى القائل لهذه التصريحات التي تشوه سمعة الاخرين و التي نامل ان تطرح عن طريق الخطأ (ان شاء الله) و لن يأخذ بها و لذلك على المرشحين المحترمين توخي الدقة بالا يسيئوا للراي العام من خلال التصريحات التي ليس لغالبيتها اساس من الصحة .
و ختاما اكد قائد الثورة الاسلامية ان الشعب والمسؤولين في الجمهورية الاسلامية الايرانية اختاروا حاكمية الاسلام التي تضمن سعادة الدنيا و العقبى باعتبارها هدفا اساسيا لهم و يصمدون في هذا الطريق حتى اللحظة الاخيرة و ليس بامكان اي قدرة ان تؤثر على عزيمة المسؤولين المرتكزة على ارادة الشعب .
وقبل وصول موكب القائد اصطف عشرات الالاف من الاهالي على جانبي الطريق في مدينة سنندج مركز المحافظة لاستقبال قائدهم المعزز بكل شوق و لهفة لكن و منذ لحظة دخول موكب السيارات في الساعة الحادية عشرة ضحى ، ارتفعت اصوات الاهازيج و نداءات الله اكبر في سماء المدينة .
وسطر أهالي المدينة المؤمنون والثوريون رجالاً ونساءً وناشئة وشبانا ملحمة بديعة وخالدة و سردوا غزل الصحوة والوفاء ورسموا لوحة جميلة وفنية للوشائج الراسخة والمتجذرة القائمة بين الشعب والولي الفقيه في زمانهم.
هذا و القى سماحة قائد الثورة الاسلامية اية الله العظمى السيد علي الخامنئي كلمة في الاجتماع الغفير لاهالي كردستان الذين تجمعوا في ساحة الحرية في سنندج معربا عن شكره و تقديره للاهالي على حسن ترحابهم و ضيافتهم و اشاد بصمود و يقظة وجهاد شعب هذه المحافظة المؤمن و المثقف .
و فيما اكد سماحته ضرورة الحفاظ على الكرامة الوطنية ، استعرض المؤشرات التي يمكن على اساسها انتخاب الافضل و الاصلح من بين المترشحين لرئاسة الجمهورية .
و شرح القائد اسباب العزة الوطنية و العوامل المؤدية اليها كمسالة مهمة للغاية و اساسية و واعتبرها من الدلائل على الحياة الواقعية لمجتمع حيوي و خالد واحد العوامل المهمة للصمود بوجه الاجانب.
وقال ان الشعب الذي لم يشعر بالحقارة و الذلة حيال تاريخه و ثقافته و وجوده و ينظر نظرة حمية و أمل الى عاداته و آدابه و تاريخه و مفاخره فهو يحظى بعزة وطنية حيث ان هذا الامر المهم و كما نص عليه القران الكريم يمكن تحقيقه من خلال الاتكاء على الايمان لان العزة هي لله و لرسوله و للمؤمنين .
و اشار الى محاولات الاستعمار و الحكومات التابعة له للايحاء بالشعور بالحقارة و المهانة لدى الشعب الايراني معتبرا سياسة الذل للحكومات الديكتاتورية و الفاسدة في العهد القاجاري و البهلوي في مقابل بريطانيا و امريكا بانها من المصائب الكبرى للشعب الايراني في مرحلة قبل الثورة وقال: ان الشعب الايراني واستنادا الى الاسلام و امتثالا لاوامر الامام الراحل الذي يعتبر مصداقا لعزة هذا الشعب وهذه الديار انتفض بوجه مثل هذه المصائب و انه اليوم يفخر بكونه ايرانيا
و مسلما و ان قوى العالم ايضا اقرت بان تهديداتها ضد شعب ايران العزيز و نظامه الاسلامي المقتدر فقدت جدواها و فاعليتها .
واكد اية الله العظمى الخامنئي بان حفظ العزة الوطنية رهن بالحفاظ على الايمان والوحدة و المبادرة الجريئة و الصمود و تعزيز روح العمل و المثابرة و الابداع قائلا ان صيانة العزة الوطنية تعد نقطة اساسية في تحليل الاحداث السياسية و ان على جميع افراد الشعب لاسيما الشباب منهم و عند دراسة القضايا ان يمعنوا في اسباب استمرار العزة الوطنية .
و عدّ سماحته المخلين بالوحدة الوطنية بانهم عناصر تابعة للاعداء سواء كان عن علم او جهل و اكد ان كل من يمس بالوحدة الوطنية بذرائع مذهبية بما فيها الانتماء للشيعة او السنة سواء كان سنيا او شيعيا فهو عميل للعدو و عدو للاسلام شاء ام ابى .
و لفت سماحة القائد الى جهل بعض العناصر المأجورة للعدو واوضح ان العديد من العناصر الوهابية و السلفية التي تنفذ اعمالا ارهابية في العراق و افغانستان و باكستان تجهل عمالتها كما ان الشخص الشيعي الذي يسئ لمقدسات اهل السنة فهو عميل للعدو حتى و إن كان جاهلا .
و اضاف سماحته انه من وجهة نظر الجماعة السلفية و الوهابية فان الشيعة و "اهل السنة المحبين لاهل البيت و اهل السنة المتصوفة على الطريقة القادرية" هم كفرة اينما كانوا لكن الحقيقة هي ان اتباع هذا الفكر الخبيث يثيرون الخلاف بين الاخوة المسلمين مثلما ان الشيعي الذي يقوم عن عمد او جهل بالاساءة لمقدسات السنة فهو يعد مثيرا للخلاف موضحا انه على اي حال فان عمل كلتا المجموعتين حرام شرعا و خروج عن القانون .
واوصى الشعب بتقدير عملية مسايرة "الحكومة مع الشعب" و الحكومة بتثمين "ايمان الشعب و مشاركته الواسعة و الرائعة" قائلا يجب الاشادة و تقدير الابداع و روح المهارة و البراعة لدى شرائح الشعب خاصة الشابة منهم .
و وصف قائد الثورة منطقة كردستان بارض الايمان و الثقافة و الفن و الصفاء و الوفاء و "محافظة التضحيات العظمى" و قال ان بطولات اهالي هذه المنطقة الذين عملوا بكل حذر و يقظة على اخماد مؤامرات الاعداء في السنوات الاولى من عمر النظام الاسلامي و اكثرها حساسية لن تمحى من ذاكرة الشعب الايراني .
و اشار الى اطلاعه عن كثب على اهالي كردستان قائلا ان اهالي هذه المحافظة العظام هم شعب نجح في الاختبار لانه عندما كان العدو يحيك المؤامرات لزرع الفرقة الطائفية و الدينية بين الشعب الايراني العظيم فان شعب كردستان و عبر جهاده و وعيه اخمد فتيل هذه المؤامرة الكبرى .
و اعتبر سماحته الطبيعة الخلابة و الخضراء و روح الرافة و المودة لدى اهالي المحافظة و علمائها و شعرائها العظام بانها من المظاهر الجميلة لمحافظة كردستان الثقافية موضحا ان معارضي رفعة و سمو ايران سعوا ابان انتصار الثورة الاسلامية لجعل هذه المحافظة منطقة امنية لكن النظام الاسلامي و بمسايرة الشعب عمل على حل هذه المشكلة .
و تحدث عن المعاملة المتسمة بالتقدير و الاجلال التي لاقاها شهداء كبار مثل كاوة و صياد شيرازي و متوسليان و بروجردي و كاظمي و غيرهم من قبل اهالي كردستان قائلا ان الشباب المقاتلين الذين جاؤوا الى هذه المنطقة لن ينسوا المعاملة الطيبة لاهالي كردستان .
و لفت قائد الثورة الى سياسة النظام الطاغوتي للابقاء على كردستان متخلفة واضاف ان هذه المحافظة كانت قبل الثورة تضم 360 طالبا جامعيا وان حوالي 30 بالمائة من الاهالي كانوا يجيدون القراءة و الكتابة ونشاطات الاعمار كانت بمستوى الصفر لكن هذه النسبة بلغت الان 40 الف طالب جامعي يدرسون في اكثر من 20 مركزا علميا .
واشاد بالاعمال و الخدمات الكبيرة التي اسداها النظام الاسلامي في هذه المنطقة لكنه قال ان هناك مشاريع اخرى بقي انجازها يعتمد على المزيد من همة ومتابعة المسؤولين وانه ينبغي القيام بخطوات كبيرة لحل المشكلتين الاساسيتين التي تعانيهما المحافظة و هما البطالة و قلة الاستثمارات .
و اعتبر السيد علي الخامنئي ان نظرة النظام الاسلامي الى مسالة تعدد الطوائف بانها نابعة من صلب الاسلام و قال انه من وجهة نظرنا فان تعدد الطوائف فرصة كبيرة من اجل ان تكمل اجزاء هيكلية الشعب الايراني احداها الاخرى من خلال التعاطي البناء و الصحيح و التعايش و الوحدة الكاملة فيما بينها .
و اكد سماحته ان نظرتنا لمحافظة كردستان نظرة مفعمة و مليئة بالمودة و الاخاء و الوحدة و التضامن مشددا على ان كل من يخالف هذه النظرة فهو يتصرف خلافا لسياسة النظام .
وذكر سماحة القائد بالزمن الذي كان عملاء الاجانب يطرحون فيه كلام الاعداء باسم الشعب الكردي مضيفا انه في تلك الحقبة وقف اهالي كردستان و قوات البيشمركة المسلمون بوجه محاولات الفرقة هذه و سطروا بطولات عظيمة من خلال تقديمهم 5400 شهيد .
و اوصي سماحته شباب محافظة كردستان بالسعي للتعرف على تاريخ التضحيات والملاحم التي سطرها اهالي هذه الديار و قال : هناك احداث كثيرة وقعت في تاريخ هذه المنطقة يمكن استخلاص العبر منها حيث يمكن الاشارة الى وجود عوائل بريئه، قام الاجانب بخداع ابنائها الذين ضحوا بانفسهم في سبيل الصهاينة و الامريكان موضحا ان هذه العوائل وحسب نظرتنا المشفقة هي عوائل صاحبة العزاء و هذا ما يمثل جانبا من الخسائر التي الحقتها جهات مناهضة للثورة بهذه المحافظة.
و راى القائد الخامنئي ان تحركات الجهات المعادية للثورة خلال السنوات الاولى من انتصار الثورة الاسلامية ادت الى ضياع فرص العمل في مجال الاعمار و توظيف استثمارات اكثر في محافظة کردستان مضيفا القول ان الحكومات التي تشكلت بعد انتصار الثورة الاسلامية قامت بانجازات و خطوات كثيرة في هذه المحافظة بحيث ان اعضاء الحكومات وخلافا للنظام البهلوي البائد ، يزورون مختلف المحافظات والمدن و ان اهالي اقصى مناطق البلاد يشاهدون حضور رئيس الجمهورية و اعضاء مجلس الوزراء و سائر المسؤولين بينهم .
و اكد القائد المعظم على ضرورة توخي الحذر و اليقظة امام المؤامرات المعقدة التي يحوكها الاستكبار مصرحا بالقول : ان العدو و رغم حالات الخيبة و اليأس التي اصابه لن يجلس ساكتا و انه مستاء بشدة من صمود الشعب والمسوؤلين في الجمهورية الاسلامية ولذلك يجب مراقبة التحركات و المخططات الاجنبية بدقة و التحلي بيقظة تامة اذ ان العدو قد يتابع نفس الاغراض المشؤومة من خلال تغييره للاساليب فقط .
و في هذا المجال اوضح القائد الخامنئي ان الشعب الايراني و لاسيما الشباب يذودون عن حياض الوطن الاسلامي وسيادة الارضي الايرانية و الاسلام الحنيف بكل يقظة و قوة و كما لم تخيفهم تهديدات العدو الفارغة فانهم لن يخافوا من الان فصاعدا ايضا و لن يتراجعوا عن اهدافهم .
و اعتبر قائد الثورة الاسلامية في جانب آخر من كلمته الحكيمة ، الانتخابات بانها احدى الاختبارات الوطنية الكبرى، متابعا القول: ان الحضور الجماهيري الشامل لابناء الشعب في الانتخابات الرئاسية، يحظي باهمية كبيرة للغاية و يؤدي الى صيانة ماء وجه البلاد و تزايد كرامتها الوطنية و تعزيز استقرارها كما سيخيب الاعداء في تمرير مخططاتهم لاثارة الفتن و التورط في الفساد .
و اشار سماحته الى الحساسية التي يبديها الاعداء الحاسدون للشعب الايراني تجاه هذه الانتخابات وقال : ان الاعداء ومن خلال الدعايات التي شرعوها تدريجيا منذ عام يحاولون في الخطوة الاولى تعطيل الانتخابات في ايران و لكن محاولتهم هذه لن تتكلل بالنجاح على غرار مخططاتهم بشان انتخابات مجلس الشورى الاسلامي في حقبة ما ولكن احبطت حيلهم و خدعهم بعون الله سبحانه و تعالى وعزيمة الشعب .
و تابع سماحته قائلا : ان الهدف الثاني الذي يسعى اليه الاجانب في هذا المضمار يتمثل في محاولتهم لعدم حضور ابناء الشعب لدى صناديق الاقتراع و اجراء انتخابات باردة و بمشاركة ضئيلة و غير ملفتة .
و اكد قائد الثورة الاسلامية ان الشعب الايراني الذكي و رغم ارادة العدو سيسجل حضورا فاعلا و ملحميا و مفعما بالشعور بالمسؤولية و الاطلاع و الادراك الشامل لدى صناديق الاقتراع اذ انه يعتبر الانتخابات عرضا وطنيا و معيارا لزيادة العزة الوطنية و من جملة المعايير للنمو والازدهار الوطني.
و اعتبر القائد الخامنئي الامكانيات الواسعة للغاية التي يملكها رئيس السلطة التنفيذية بانها تزيد من اهمية الانتخابات المزمع اجراؤها 12 حزيران و قال : ان الشعب الايراني العظيم يرى لنفسه حقوقا و استطاعة في مسار اتخاد القرارات و ادارة البلاد و يدرك انه اذا كان رئيسه المنتخب يتمتع بعزيمة و ارادة عالية فبامكانه اسداء خدمات كبيرة لبلادة.
واكد آية الله الخامنئي ان القضية الاولى و اكثرها اهمية في الانتخابات الرئاسية هو الحضور الواسع لابناء الشعب فيها متابعا القول : ان القضية الثانية و المهمة في هذا المجال تتمثل في انتخاب ابناء الشعب المرشح الاصلح والاكثر كفاءة بين المرشحين الذين ستعلن اهليتهم من قبل مجلس صيانة الدستور.
و اردف قائلا : ان كافة المرشحين الذين سيعلن مجلس صيانه الدستور اهليتهم لخوض الانتخابات هم اشخاص صالحون ولكنه لا ينبغي الاكتفاء بالحد الادنى في قضية مهمة مثل انتخاب رئيس الجمهورية بل يجب انتخاب الاصلح و الانصب من بين المرشحين الصالحين من خلال التركيز على المعايير التي يتمتع بها المرشحون الصلحاء.
و صرح سماحته بانني لا اعبر عن رايي حول اي مرشح ما ، مبينا المعايير الهامة لانتخاب الاصلح و قال مخاطبا ابناء الشعب: ينبغي لكم انتخاب شخص يدرك مشاكل البلاد ويتفهم هموم الشعب و ينخرط في الفئات الشعبية و يعيش حياة بسيطة و متواضعة هو وعائلته و ان يكون بعيدا عن الفساد والارستقراطية و البذخ اذ ان توجه المسؤولين صوب الارستقراطية والبذخ يشكل آفة كبرى .
وفي معرض تاكيده على ضرورة ابتعاد المسوؤلين عن البذخ و الاسراف اشار سماحته الى تسمية العام الجاري بعام التحرك نحو ترشيد الاستهلاك مضيفا : ان التصدي للاسراف و تحويله لثقافة بحاجة الى مساع كبيرة و طويلة الامد و لكنه اذا كان مسؤول او اقرباؤه من المسرفين فمن الطبيعي لا يستطيع مساعدة ابناء الشعب .
و خاطب القائد الخامنئي ابناء الشعب بالقول: عليكم بالبحث عن المرشح الافضل و الاصلح بهذه المعايير ومن ثم ادلوا باصواتكم بنية القربة لكي يكافئكم الله تعالى خيرا.
كما دعا سماحته المرشحين المحترمين الذين بدأوا بالتعبير عن وجهاتهم الى التمسك بالانصاف و الابتعاد عن تشويه صورة الاخرين و الاهتمام بالحقيقة و الصداقة موضحا : ان المرشحين يطرحون احيانا قضايا غير واقعية حول اوضاع البلاد و القضايا الاقتصادية و يثيرون القلق لدى ابناء الشعب حيث لا يمكن للانسان ان يصدق بان هذه الافترائات طرحت عن صدق و خلوص النية .
و اوضح ان احدا لن يشتاق الى القائل لهذه التصريحات التي تشوه سمعة الاخرين و التي نامل ان تطرح عن طريق الخطأ (ان شاء الله) و لن يأخذ بها و لذلك على المرشحين المحترمين توخي الدقة بالا يسيئوا للراي العام من خلال التصريحات التي ليس لغالبيتها اساس من الصحة .
و ختاما اكد قائد الثورة الاسلامية ان الشعب والمسؤولين في الجمهورية الاسلامية الايرانية اختاروا حاكمية الاسلام التي تضمن سعادة الدنيا و العقبى باعتبارها هدفا اساسيا لهم و يصمدون في هذا الطريق حتى اللحظة الاخيرة و ليس بامكان اي قدرة ان تؤثر على عزيمة المسؤولين المرتكزة على ارادة الشعب .