موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

قائد الثورة الاسلامية:

العقد الرابع سيشكل انطلاقة للشعب الايراني نحو تحقيق التقدم والعدالة

استعرض قائد الثورة الاسلامية سماحة اية الله العظمى السيد على الخامنئي في توجيهات قيمة له ارضيات و ضرورات التقدم و العدالة و دراسة الجوانب المختلفة لموضوع ترشيد الاستهلاك متطرقا الى موضوع الانتخابات الرئاسية العاشرة و مسالة ايران و امريكا مؤكدا بالقول ان الشعب الايراني العظيم و تاسيسا على الاستعدادات و الارضيات الايجابية المتوفرة سيحول العقد الرابع من الثورة الى خطوة واسعة و انطلاقة لافتة على صعيد مسيرة تحقيق قيم التقدم و العدالة .
صرح بذلك قائد الثورة الاسلامية في كلمته خلال اليوم الاول من العام الجديد بحشد غفير من زوار الروضة الرضوية و اهالي مدينة مشهد المقدسة في باحة الروضة الرضوية مقدما التهاني بمناسبة عيد نوروز السعيد والسنة الجديدة لكافة ابناء الشعب مضيفا القول : ان حضور الملايين من الشباب العلماء و المثقفين المفعمين بالحيوية و التجارب القيمة التي اكتسبها النخبة و المسؤولون و المدراء في مواجهة الاحداث خلال العقود الثلاثة الاخيرة والتي ادت الى اتخاذ قرارات مهمة مثل تطبيق المادة 44 من الدستور ، السعي لترشيد الدعوم و زيارات المسؤولين للمحافظات و مختلف انحاء البلاد و كذلك توفر الارضيات الرئيسية في مختلف مجالات العلوم و الاتصالات و النقل هي من مجملة العوامل التي مهدت الارضية لتسريع عجلة تقدم البلاد لكي يتحول العقد الرابع الذي بدا هذا العام الى عقد التقدم و العدالة بشكل حقيقي في ضوء التخطيط و العمل و المثابرة .

و اكد اية الله الخامنئي ضرورة مواكبة العدالة للتقدم معتبرا الحد من الفوارق الطبقية ، المساواة في الاستفادة من الامكانات و الفرص في مختلف انحاء البلاد بانها من المؤشرات الحقيقية لتحقيق العدالة و اضاف : ان تحقيق هذه التطلعات العظيمة امر صعب و لكنه ممكن و علينا ترجمة هذه التطلعات على الارض من خلال شحذ الهمم و العزيمة و العمل الجماعي .
و في معرض تبيينه لمصاديق العدالة اشار سماحته الى المكافحة الجادة و المستمرة للمفاسد الاقتصادية و الاجتماعية مضيفا ان تحقيق التقدم و العدالة بحاجة الى وجود مدراء يتحلون بالشجاعة و التدبير و الاخلاص و العزيمة الراسخة .
و اشار الى تاكيده في ندائه لمناسبة عيد نوروز الى موضوع ضرورة ترشيد الاستهلاك و اضاف : ان هذا الاجراء هو خطوة اساسية في عملية تحقيق التقدم و العدالة لان مرض الاسراف ادى الى خلق مشاكل و اضرار اقتصادية و اجتماعية و ثقافية مختلفة و هو يهدد مستقبل البلاد .

و راى سماحته ان الاقتصاد يعني الاستفادة الصحيحة و الفاعلة و المثمرة و اضاف : علينا الاعتراف بان الاداب و السنن و الاساليب الخاطئة ادت الى الاسراف في الاستهلاك و اثرت سلبيا على التوازن القائم بين التوليد و الاستهلاك لصالح الاستهلاك الى درجة ان ثلث الخبز الذي يتم توليده و على اقل التقادير خمس مياه الشرب التي يتم استحصالها بمشقة تذهب هدرا كما ان معدل الطاقة المستهلكة في البلاد هو اعلى بنسبة ضعفين من المعدل العالمي
هذا فضلا عن ان مؤشر قوة الطاقة في بلادنا اي الطاقة المستهلكة والبضاعة المنتجة تبلغ ثمانية اضعاف الدول المتطورة .
واعتبر قائد الثورة ان ترشيد الاستهلاك و تجنب الاسراف مسالة دينية و عقلية مشيرا في خصوص موضوع الاسراف على المستوى الوطني و الاداري الى شبكة ايصال المياه و الكهرباء المستهلكة و الانفاقات غير المبررة في المؤسسات و الزيارات غير المجدية و النظرة التجملية للمسؤولين .
و خلص قائد الثورة الاسلامية في هذا المجال الى التاكيد بالقول : لا يمكن التحلي بالاقتصاد الصحيح و تجنب الاسراف عبر الاقوال و لذلك على السلطتين التشريعية و التنفيذية و من خلال سن القوانين الصحيحة و تنفيذها و متابعتها بشكل حازم وصولا الى اصلاح نمط الاستهلاك انطلاقا من الانتاج و حتى الاستهلاك و التدوير .

و في جانب اخر من كلمته الهامة بالحشد الغفير من الزوار في الروضة الرضوية المباركة تطرق اية الله الخامنئي الى موضوع الانتخابات الرئاسية العاشرة حيث اعتبر الانتخابات بانها احدى اركان النظام الاسلامي
و اضاف : ان سيادة الشعب الدينية ايضا لا تتحقق بالاقوال بل هي بحاجة الى مشاركة و حضور و عزم الشعب و التواصل الفكري و المنطقي و العاطفي بين المواطنين و تطورات البلاد و هذا الامر لن يتحقق الا من خلال الانتخابات النزيهة و الشاملة و المشاركة الواسعة للمواطنين .
و تابع قائد الثورة الاسلامية : ان الانتخابات هي بمثابة استثمار عظيم و ايداع للشعب بغية ادارة البلاد بشكل صحيح وصولا الى مستقبل مشرق و كل صوت يدلى به مهم جدا و يزيد على هذه الوديعة الوطنية .
و على صعيد موضوع الانتخابات لفت اية الله الخامنئي انظار المرشحين للانتخابات الرئاسية الحاليين و المقبلين الى عدة امور حيث قال :
انتبهوا بان الانتخابات ليست وسيلة للوصول الى السلطة فقط بل هي وسيلة للنهوض بمستوى قدرات البلاد و الاقتدار الوطني و كرامة الشعب و لذلك عليكم الاهتمام بهذه الموضوعات في اعلامكم و سلوككم لئلا يطمع العدو بكم من خلال اقوالكم و افعالكم اثناء حملاتكم الانتخابية .
و من النصح الاخرى التي قدمها قائد الثورة الى المرشحين للانتخابات الرئاسية المنافسة و النقد المنصف و اضاف : لا شك ان كلا منكم لديه رؤيته و توجهه الذي يتعارض مع الجانب الاخر و لكن عليكم عدم الخروج عن جادة الانصاف و التستر على الحقائق .
و اشار اية الله الخامنئي الى ان ساحة المشاركة في الانتخابات الرئاسية مفتوحة امام الجميع منوها الى ان على المرشحين تقديم سيرتهم للناس لكي يتخذوا قرارهم بوعي و يقظة .

و انتقد الذين يسعون منذ الان الى تشويه الانتخابات الرئاسية المقررة في 22 خرداد / 13 يونيو حزيران / و اضاف : لقد جرت حتى الان ثلاثين انتخابات في البلاد و المسؤولون اكدوا صحتها و نزاهتها و لذلك فان الشعب لن يتاثر بالتصريحات التي تحاول المساس بالانتخابات الرئاسية و زعزعتها منذ الان .
و اضاف اية الله الخامنئي : انا ايضا اؤكد انه على المسؤولين اجراء الانتخابات بكل نزاهة و امانة و ان تكون ايدي المرشحين مفتوحة و ان يختار المواطنون من خلال مشاركتهم الملحمية مرشحهم بمنتهى الحرية .
و حول موقف القيادة من الانتخابات المح قائد الثورة الاسلامية الى ان التكهنات و الشائعات في هذا المجال كانت و لازالت سارية قال : لا املك سوى صوتا واحدا ادلي به و لا اقول لاي احد لمن يدلي بصوته او لا يفعل لان تشخيص هذا الموضوع يقع على عاتق الشعب .
و تابع سماحته قائلا : حين ادافع عن الحكومة و ادعمها في بعض الاحيان يسعى البعض الى استنباط معاني خاطئة من هذه المسالة في حين انني و من منطلق المسؤولية اعربت دائما عن دعمي للحكومات و الذين يخدمون الشعب خاصة حين اشاهد بان حكومة تولي اهتماما خاصا بالمستضعفين و تقف بوجه الظلم و الاستكبار و تتعرض لهجمات غير منصفة ، و لكن اقوالي هذه و افعالي لا علاقة لها بالانتخابات و لا تعبر عن موقف يخص الانتخابات .
و في ختام كلمته بالحشود الغفيرة اشار قائد الثورة الاسلامية الى موضوع ايران و امريكا حيث اعتبر تعاطي ايران مع الادارة الامريكية منذ بداية الثورة بانها شكلت اختبارا عظيما للشعب الايراني و الجمهورية الاسلامية مشيرا الى تعاقب الادارات الامريكية سواء الجمهورية منها او الديمقراطية في عدائها للثورة الاسلامية و الشعب الايراني و اضاف : تحريك المعارضين و مساعدة الانفصاليين و الارهابيين كانت من اول الاعمال التي قام بها الامريكان في مجال عدائهم للجمهورية الاسلامية و هذه السياسة وفقا لمعلومات موثقة بشكل كامل لازالت مستمرة من خلال العلاقة القائمة بين الامريكان و الاشرار في المناطق الحدودية بين ايران و باكستان .
و اعتبر اية الله الخامنئي تجميد ملايين الدولارات من اموال و بضائع الشعب الايراني و التصرف فيها ، اعطاء الضوء الاخضر لصدام بغية العدوان على ايران و الدعم المفتوح للكيان البعثي على مدى ثماني سنوات من الحرب المفروضة التي ادت الى استشهاد حوالى 300 الف شخص من شباب هذه البلاد ، فاجعة استهداف الطائرة المدنية الايرانية في اواخر الحرب المفروضة و مقتل جميع ركابها من النساء و الرجال و الاطفال بانها من الاجراءات العدائية الاخرى للادارة الامريكية حيال الشعب الايراني و اضاف : هل بامكان الشعب الايراني ان ينسى هذه المسائل ؟ .
و اشار سماحته الى ثلاثين عاما من الحظر المفروض على الشعب الايراني ، دعم واشنطن للارهابيين المجرمين الذين اغتالوا عددا كبيرا في ايران ، تازيم اوضاع المنطقة ، الدعم المفتوح للمجرمين الصهاينة و التهديد بشن هجوم عسكري على ايران بشكل مستمر معتبرا اياها بانها من مؤشرات العداء المتواصل لامريكا مع الشعب الايراني و اضاف : ان المسؤولين الامريكان و خلال السنوات الثلاثين الماضية اساؤوا كرارا للشعب و المسؤولين في ايران ، حتى ان بعضهم دعا الى اجتثاث هذا الشعب العظيم و الكريم .

و اشار قائد الثورة الاسلامية الى وصول رئيس جديد و حكومة امريكية جديدة في امريكا و اضاف : انهم يقولون باننا مددنا يدنا الى ايران و نحن نقول ان كانت امريكا تخفي تحت قفازها المخملي يدا من حديد فان هذه الخطوة لا قيمة لها .
و اشار اية الله الخامنئي الى تقديم المسؤولين الامريكان التهاني للشعب الايراني و اضاف : حتى في رسالة التهئنة هذه جرى وصف الشعب الايراني بالارهاب و بانه يسعى الى امتلاك السلاح النووي فهل هذه تهنئة ام استمرار للاتهامات السابقة ؟ .
و اضاف قائد الثورة : لا نعرف من يتخذ القرار في امريكا ، الرئيس ام الكونغرس او العناصر التي هل خلف الكواليس ، و لكننا نؤكد على اي حال بان الشعب الايراني يتخذ مواقفه بخصوص القضايا المتعلقة به وفقا للمنطق و بعيدا عن العواطف .
و اشار الى موضوع المحادثات و شعار التغيير الذي رفعه الرئيس الامريكي الجديد و اضاف : ما هو الشيىء الذي تغير اكشفوا لنا عنه ، هل اوقفتم الدعاية المعادية لبلادنا ؟ هل افرجتم عن ارصدتنا المحجوزة ؟ هل رفعتم الحصار المفروض على ايران ؟ هل توقفتم عن كيل الاسائات للشعب الايراني ؟ هل اوقفتم دعمكم غير المشروط للكيان الصهيوني ؟ .
و اكد اية الله الخامنئي : التغيير يجب الا يكون على مستوى الاقوال و ينبع من نوايا سيئة و ان كنتم تريدون متابعة اهدافكم السابقة ايجاد تغيير في سياساتكم و تكتيكاتكم فقط فان هذه خدعة و ليست تغيير فان كنتم تريدون التغيير الحقيقي فيجب مشاهدة ذلك على مستوى الافعال و على اي حال فان على المسؤولين الامريكان و الاخرين ان يعلموا بانه لا يمكن التحايل على الشعب الايراني .
و اشار سماحته الى انه لم يكن امام المسؤولين الامريكان مفرا سوى ايجاد التغيير في بلادهم و قال : ان لم تتغيروا فكونوا على ثقة بان السنن الالهية و الشعوب ستغيركم .
و نصح قائد الثوة الاسلامية المسؤولين الامريكان بالبحث عن سبب كره الشعوب لبلادهم معتبرا ان استمرار السياسات الاستكبارية ، السعي لفرض ارادتهم على الشعوب الاخرى و التعاطي المزدوج مع مختلف القضايا بانها من جملة اسباب هذه الحقيقة مخاطبا هولاء بالقول : استخلصوا العبر من هذه الحقيقة و كفوا عن مثل هذه السياسات و الاساليب فانها تصب لصالحكم و لصالح بلادكم وفي هذه الحالة فان صورتكم ستتغير لدى الراي العام تدريجيا .


و اضاف سماحته : تاملوا في اقوالي بدقة و لا تترجمها لكم الصهاينة بل استشيروا الناس الصلحاء .
و خلص اية الله الخامنئي الى القول : هذه كلمتنا الاخيرة ما لم تغير الادارة الامريكية اساليبها و سياساتها و اجراءاتها و توجهاتها العدائية التي اعتمدتها خلال الاعوام الثلاثين الماضية فان شعبنا الذي اصبح اكثر قوة و صلابة و تجربة من الماضي لن يتغير .
و اضاف قائد الثورة : ان الشعب الايراني لا يحبذ الحديث معه بلغة التهديد و الترهيب ، طبعا ليس لدينا سابقة مع الرئيس و الادارة الامريكية الجديدة و لذلك فسنحكم عليهم من خلال ادائهم .
و في ختام كلمته عبر اية الله الخامنئي عن بالغ اسفه و تالمه حيال رحيل حرم الامام الخميني /ره/ مقدما التعازي للشعب الايراني و ذويها بهذه المناسبة و اضاف : ان هذه الشخصية الممتازة ، بقيت الى جانب الامام بصبرها و استقامتها في كافة الاختبارات الصعبة و نسال الباري تعالى بان يحشر الامام الراحل /ره/ و عقيلته و ابنائه مع اوليائه و ان يمنح الشعب الايراني نعمة معرفة قدره .


700 /