موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

ولي أمر المسلمين لدى استقباله عشرات الآلاف من أهالي مدينة لار:

تواجد القوات الأميركية في الخليج الفارسي هو عامل لانعدام الأمن

في إطار اليوم الأخير من زيارته المفعمة بالخير والبركة لمحافظة فارس, استقبل قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي صباح يوم الخميس (2 جمادى الأولى) عشرات الآلاف من أهالي مدينة لار المؤمنين والثوريين الذين احتشدوا في استاد «تختي» بالمدينة والشوارع المحيطة به.
واعتبر سماحته في هذا اللقاء المفعم بالحماس, تواجد القوات الأميركية بأنه يشكل السبب الرئيس وراء التوتر وانعدام الأمن بالعراق ومنطقة الخليج الفارسي مؤكداً القول: إنَّ الشعب الإيراني العظيم ومن خلال تمسكه بالوحدة, يدافع يدا واحدة عن مصالحه وهويته ومكانته لكي يقود إيران الإسلامية إلى مكانتها المرموقة بفضل عزيمة شبابه الغيارى.
وصرّح سماحة السيد القائد بأن معرفتنا للماضي تساعدنا في التفهم الأفضل لقضايا اليوم وتحديد الطريق الصحيح نحو المستقبل منوهاً إلى النهضة الإسلامية المناهضة للاستبداد والاستعمار لأهالي لارستان بقيادة آية الله العظمى السيد عبد الحسين لاري قبل أكثر من قرن وقال: إنَّ أهالي لارستان وفي ظل قيادة علماى الدين المجاهدين والواعين ومن خلال التحلي بالوعي والشجاعة والبصيرة, أثبتوا بأنه يمكن الانتصار على الد الأعداء وقد استفاد الشعب الإيراني العظيم من هذا الدرس المؤثر في ثورته الإسلامية.
وبيَّن سماحته الآثار المفعمة بالخير والبركة الناجمة عن انتصار الثورة الإسلامية مضيفاً القول: إنَّ القوى الكبرى كانت تتصور في تلك الحقبة أن جذور الدين والديانة جفت في كافة دول العالم بما فيها الدول الإسلامية إلا أن الشعب الإيراني, رفع لواء الإسلام والتمسك بتعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية من خلال استخلاصه لدروس ماضية من الثورات الإسلامية واستطاع إعادة الإيمان بالدين إلى حياة البشرية وسط ذهول القوى السلطوية في العالم.
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى تعزيز وتعميق التوجه نحو الدين والمعنوية حتى لدى الدول غير الإسلامية مصرحاً بالقول: إنَّ هذه الحقيقة هي من نتاج المعاجز الكبيرة التي خلقها الشعب الإيراني بثورته الإسلامية وبتقديمه انموذجاً للنظام الديني إلى العالم.
وفي معرض إشارته إلى ضرورات ومعايير ديمومة الحركة المقتدرة للشعب الإيراني أكد ولي أمر المسلمين أن التمسك بالإسلام يحظى بأهمية بالغة وقال: إنَّ الإسلام يتضمن الحرية والاستقلال والعزة والرفاهية العامة والتقدم الشامل وكافة البركات الدنيوية والأخروية ولهذا السبب فإن التمسك بالإسلام يشكل السبيل الوحيد لتحقيق أهداف الشعب الإيراني.
ورأى سماحته أن وحدة الشعب الإيراني وتناغم الشعوب المسلمة وتعاون الدول الإسلامية هي ضرورة ملحة في الوقت الراهن منوهاً إلى محاولات القوى السلطوية لترهيب دول الخليج الفارسي من الجمهورية الإسلامية الإيرانية متابعاً القول: إنَّ إيران الإسلامية وكما أعلنت في بادي الأمر, تعتقد بكل وجودها بالوحدة الإسلامية وتمد يد الصداقة والأخوة نحو جاراتها كما في السابق.
وصرّح سماحة السيد القائد أن إصرار الجمهورية الإسلامية الإيرانية على ضرورة وحدة العالم الإسلامي ليس من منطلق الحاجه إلى جيرانها وإنما على أساس مبدأ معتقداتها الإسلامية العميقة وقال: من المؤسف أن المؤامرات المثيرة للفرقة التي يحوكها أعداء الإسلام تسفر عن نتائج في بعض القضايا لكن رغم كل المخططات والمحاولات المحمومة والمثيرة للخلافات التي تخططها أجهزة المخابرات التجسيية الصهيوأميركية فإن العلاقات القائمة بين إيران والدول العربية وغير العربية في المنطقة هي علاقات سلمية وأخوية ولا بدّ من تعزيزها يوماً بعد يوم.
ووصف سماحته تعزيز الوحدة الوطنية بالمهم للغاية مؤكداً القول: إنَّ الشعب الإيراني ومنذ بداية انتصار الثورة الإسلامية, أحبط كافة المؤامرات التي كانت ترمي إلى زرع بذور الفتنة الطائفية والدينية واليوم يثبت للعالم أيضا أن هذا الشعب شعب موحد رغم تنوعه الديني والقومي ونوعية المشارب السياسية ويدافع يداً واحدة عن مصالحه وهويته ومكانته ويركع الد الأعداء. 
واعتبر قائد الثورة المعظّم روح الأخوة والتعاون بين أهالي منطقة «لارستان» شيعة وسنة بأنها نموذج محمود لوحدة المسلمين مؤكداً القول: إنَّ الآراء ووجهات النظر والأذواق المتباينة لا ينبغي أن تمس بالوحدة والجهود المشتركة بين الشيعة والسنة لإعلاء كلمة التوحيد وتحقيق القيم الإسلامية وتطبيق الأحكام الإسلامية.
واعتبر سماحته الهدف الرئيس وراء الهجمة والتهديد السياسي والأمني والإعلامي للأجانب ضد إيران خاصة المقالات الوقحة التي ينشرها بعض الكتاب المأجورين في الصحف العربية هي لإبعاد الشعوب الإسلامية عن اتخاذ الجمهورية الإسلامية الإيرانية انموذجاً مؤكداً: إن الشعب الإيراني هو قلب الأمة الإسلامية ومركز للحركة العظيمة واليقظة الإسلامية وتطورها وأن المتغطرسين في العالم قلقون ويهابون هذا الاهتمام المتزايد من قبل الأمة الإسلامية بالنموذج الإسلامي.
ووصف قائد الثورة الإسلامية تعزيز الوحدة والسعي الدؤوب لتحقيق التطور الشامل في البلاد بأنه السبيل الوحيد لإحباط العديد من مؤامرات الاستكبار مؤكداً كشف حقيقة سياسات أعداء الإسلام ضد شعوب المنطقة واثبات زيف مزاعمهم الكاذبة.
وأكد سماحته أن تواجد القوات الأميركية في الخليج الفارسي هو عامل لانعدام الأمن مؤكداً ضرورة توفير أمن منطقة الخليج الفارسي بواسطة دول المنطقه نفسها وأن حقبة هيمنة القوى المتغطرسة على الدول والممرات المائية والاستراتيجية قد ولت.
واعتبر ولي أمر المسلمين مزاعم الأمريكان القاضية بسعيهم لإحلال الأمن في العراق بأنها أكاذيب مفضوحة مضيفاً القول: إنَّ الأميركيين وكما اعترف بعضهم احتلوا العراق من أجل الحصول على ثرواته النفطية وقال: إنَّ القوات الأميركية تشكل أهمّ عنصر لزعزعة الأمن في العراق من خلال التعدّي على أرواح وممتلكات وكرامة الشعب العراقي.
وأشار إلى التهم الأميركية الخاوية القاضية بضلوع إيران والدول الأخرى المجاورة في انعدام الأمن في العراق متابعاً القول: إنَّ مجرد تواجد قوات الاحتلال الأميركي يعد عاملاً كافيا لاستفزاز الشعب العراقي لذا فإن الأمريكان هم المجرمون الحقيقيون وراء تأزيم أوضاع العراق.
كما اعتبر سماحته التدخل الأميركي في القضية الفلسطينية ودعم واشنطن اللامحدود للكيان الصهيوني بأنه أدّى إلى مزيد من تعقيد الأمور في هذه القضية مؤكداً القول: إنَّ الشعب الفلسطيني الأبي والواعي انتخب حكومته الوطنية وهي تقوم بإدارة شؤون الشعب لكن الإدارة الأميركية ومن خلال تدخلها ودعمها للصهاينة تحول دون تهدئة الأوضاع.
وأضاف سماحته: مما لا شك فيه فإن القضيتين العراقية والفلسطينية ستحلان وبعد ذلك فإنه لن يبقى شيء من سمعة وهوية الاستكبار الأميركي.
وأشار سماحة السيد القائد إلى ختام زيارته لمحافظة «فارس» معرباً عن شكره لأهالي هذه المحافظة وقال: إنَّ أهالي المحافظة المتحمسين تقدّموا بأسمى صورة للمحبة والصميمية خلال هذه الزيارة التي استغرقت تسعة أيام.
وختم قائد الثورة الإسلامية للقول: لقد تم تبني قرارات مفيدة وجيدة بغية تسوية مشاكل المحافظة خلال اجتماع عقده مجلس الوزراء أمس ونأمل بأن يتمكن المسؤولون من إسداء خدمات لائقة لأبناء هذه المحافظة.

700 /