موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

ولي أمر المسلمين لدى استقباله عشرات الآلاف من أهالي مدينة كازرون:

جميع الأعداء سيموتون بغيظهم ولن يروا زوال النظام الإسلامي في إيران

استقبل قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي يوم الاثنين (28 ربيع الثاني) في إطار زيارته لمحافظة فارس، عشرات الآلاف من أهالي مدينة كازرون الذين احتشدوا في إستاد هذه المدينة والشوارع المحيطة به.
وأشار قائد الثورة المعظّم في هذا اللقاء المفعم بالحماس، إلى الحركة الماضية نحو التقدم للشعب الإيراني وحيويته وكذلك صلابة المبادئ والحمية الثورية لدى أبناء الشعب لاسيما لدى الشباب مؤكداً القول: ينبغي للحكومة والشعب ومن خلال المحافظة على الصلة الوثيقة بينهما التركيز على اعمار وبناء البلاد وتحويلها إلى أنموذج إسلامي في مختلف الجوانب موضحاً أن هذا الأمر يتطلب الشعور بالمسؤولية لدى كافة شرائح الشعب والمسؤولين والتحلي بوحدة الكلمة وحسن الظن حيال بعضهم البعض.
ولفت سماحته إلى استعادة البلاد هويتها الإيرانية ـ الإسلامية بعد انتصار الثورة الإسلامية ومن ثم التخطيط والسعي لتحقيق الأهداف المنشودة والمحددة في إطار الهوية الإيرانية ـ الإسلامية مضيفاً القول: إنه وبعد مضي حوالي 30 عاماً على انتصار الثورة الإسلامية فإن حركة الشعب الإيراني ولاسيما شبابه نحو تحقيق الأهداف المنشودة والتقدم، شهدت اندفاعة سريعة وهذا ما أدى إلى عجز أعداء هذا الشعب العظيم.
وانتقد قائد الثورة الإسلامية بعض الخطوات الهادفة إلى بث الخيبة واليأس في البلاد مؤكداً رفضه لمثل هذه الخطوات التي يكررها البعض.
واعتبر ولي أمر المسلمين سبب قلق الاستكبار العالمي من الحركة الماضية للإمام التي اختارها الشعب الإيراني بأنه ناجم عن شعوره بالخطر من تنامي الصحوة الإسلامية متابعاً القول: إنه ورغم أن العدو قد فشل في تنفيذ العديد من مخططاته ضد الشعب الإيراني، إلا أنه يجب الاحتفاظ باليقظة دوماً من خلال التعرف على موقع ومخططات العدو.
ومضى سماحته للقول: إنَّ ما يمتاز به الشعب الإيراني هو التحلي باليقظة والوعي وتواجد المفكرين بين الشريحة العلمائية والجامعية وحضور الشباب التعبويين والمتحمسين والرائدين في مجال العلم والتقنية.
وأشار سماحة السيد القائد إلى محاولات العدو الرامية إلى إثارة الخلافات بما فيها الخلافات بين ذوي المشارب السياسية والدينية والطائفية في مختلف أنحاء البلاد وكذلك الهاء الشباب بالقضايا التافهة وإبعادهم عن المسار الرئيسي للحياة الثورية للشعب الإيراني مصرحاً بالقول: إنَّ الشعب الإيراني سينتصر على العدو من خلال تحليه بالوحدة والتضامن والسعي والمجاهدة والجدية في التحرك نحو قمم الكمال.
وأشار سماحته إلى العون والعناية الإلهية للشعب الإيراني مضيفاً القول: إنَّ من العنايات الإلهية التي شملت الشعب الإيراني في هذه الحقبة هي أن الإدارة الأميركية باعتبارها تجسيداً للاستكبار، قد تورطت في المشاكل وتعرضت لحالات إحباط كثيرة وأن الخيبة التي منيت بها أمريكا في قضايا فلسطين والعراق وأفغانستان ولبنان من المصاديق البارزة لهذه الحالات.
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى تنامي الاحتجاجات الشعبية في أمريكا على تواجد قوات الاحتلال الأميركي في العراق متابعاً القول: إنَّ هذه الاحتجاجات وحالات الكراهية قد وصلت إلى درجة بحيث أن المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية وبغية استقطاب الرأي العام، يعترف بالحقيقة التي كنا قد صرحنا بها في بادئ الأمر ويقول إن الهدف وراء الاحتلال الأميركي للعراق هو السيطرة على مصادره النفطية وثروات المنطقة وهذا مؤشر آخر على خيبة أمل الإدارة الأميركية.
وشدّد ولي أمر المسلمين على أن القوى العظمى ورغم فشلها تسعى دوماً عبر لغة القوة أن تلقى الرعب في قلوب الآخرين وأضاف: إنَّ الشعب الإيراني فضح هذا السر ووقف صامداً بوجه تهديدات أمريكا وباقي القوى دون خوف ووجل وسيبقى كذلك وأن جميع الأعداء سيموتون بغيظهم ولن يروا زوال النظام الإسلامي في إيران.
واعتبر سماحته عدم مهابة تهديدات الأعداء والشجاعة واليقظة والوعي والاستناد إلى المواهب الذاتية جزءاً من طرق المواجهة مع العدو مضيفاً القول: إنه على الشعب والمسؤولين وإلى جانب هذه الأمور أن يضاعفوا من جهودهم وشعورهم بالمسؤولية لبناء إيران كما هو جدير بإيران والإسلام وأن يبقى الارتباط والتواصل بين الشعب والمسؤولين وكالسابق على أشده.
وأوضح سماحة السيد القائد أن كل من يسعى لخلق فجوة بين الشعب والمسؤولين, وقرع طبول الخلافات فهو يعمل ضد مصالح البلد والشعب.
وأشار سماحته إلى حالة التأهب الموجودة لدى الشعب في جميع المجالات وكذلك استعداد المسؤولين لإسداء أنواع الخدمات متابعاً القول: إنَّ وحدة الكلمة وحسن ظن البعض للبعض الآخر هما عاملان يمهدان للشمول بعناية الباري تعالى واحتواء المشاكل.
ومضى للقول: إنَّ التمسك بالإسلام هو الطريق الوحيد لبقاء إيران شامخة ومتطورة.
وفي جانب آخر من كلمته الحكيمة أشار قائد الثورة المعظّم إلى الخلفية التاريخية والدينية والثورية المناهضة للاستعمار لأهالي كازرون وكذلك اشتهار هذه المنطقة بالعلم والأدب وقال: إنَّ انتماء سلمان الفارسي إلى كازرون باعتباره أحد الوجوه البارزة في تاريخ الإسلام تعدّ مبعث فخر للمدينة.
وأكد سماحته على أن انتساب ولادة سلمان الفارسي إلى كازرون لا يتنافى وما يتردد حول قضاء فترة صباه وشبابه في أصفهان موضحاً: إنَّ هذه الشخصية الفذة تعود إلى جميع الإيرانيين الذين يفخرون بأشخاص مثل سلمان الذي اعتبره النبي الأكرم (ص) بأنه من أهل البيت (عليهم السلام).
وتابع قائلاً: إنَّ الإيمان والمعرفة ومنزلة الجهاد في سبيل الله تعالى ومواصلة الدرب حتى بلوغ ينابيع الحقيقة هي من جملة خصائص سلمان الفارسي التي بلغت به إلى هكذا مكانة سامية وهذا ما يعد مثالاً لكل الشباب الإيرانيين.
ووصف ولي أمر المسلمين صمود وثبات أهالي كازرون على طريق الحق القويم بأنه منح هذه المنطقة شرفاً وعزة وأوضح قائلاً: إنَّ المنطقة ونظرا للظلم والحرمان الذي فرض عليها من حيث الإعمار في عهد النظام البهلوي البائد فقد شهد بعد انتصار الثورة الإسلامية خدمات كبيرة في مختلف الأصعدة منها بناء الطرق والسدود وإحداث الصناعات الكبرى والإسالة.
وشدد سماحته على ضرورة مواصلة وتيرة اسداء الخدمات لمحافظة فارس وبكل قوة خاصة إنشاء سكك حديد وقال: إنَّ بناء خط حديدي هو من حق سكان محافظة فارس ويجب انجازه بعون الله تعالى.

وفي مستهل اللقاء تحدث حجة الإسلام خرسند إمام جمعة كازرون عن خلفية هذه البلدة التاريخية والجهادية والثقافية العلمية معلناً ترحيبه بقدوم قائد الثورة.

700 /