موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

الشعب الإيراني يواصل السيرعلى درب الشهداء الأبرار

أكد قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي لدى استقباله يوم الجمعة(25 ربيع الثاني) حشداً غفيراً من عوائل الشهداء والمعاقين والمضحين بمحافظة فارس، على تمسك الشعب الإيراني العظيم بالقيم الإسلامية وبمواصلة السير على النهج المنير لشهدائه الأبرار.
وأضاف سماحة السيد القائد في هذا اللقاء الذي أقيم في المرقد الطاهر للسيد أحمد بن موسى(عليه السلام) المعروف بـ(شاه چراغ) أضاف أن الشعب الإيراني سيواصل هذا الطريق النير ليبرهن تقديره الحقيقي لجهاد الشهداء العظماء وعوائلهم المضحية.
وأشار القائد المعظم إلى الأحداث المدهشة والمنقطعة النظير التي وقعت أثناء مراحل الكفاح والثورة الإسلامية مضيفاً القول: إنَّ قضية الشهيد والشهادة تشكل استثناء خلال هذه الأحداث لأن كافة جوانبها مفعمة بالإعجاز والنور.
واعتبر سماحة القائد المعظّم «بواعث الشهداء» من أجل الجهاد في سبيل الله و«الشجاعة والملحمة والتضحية» التي سطروها في سوح الجهاد إلى جانب «اللهفة والاشتياق الكبير للقاء المعبود المحبوب» بأنها تشكل من بين معجزات منهاج الشهداء والشهادة مصرحاً بالقول: إنَّ المثابرة والهدوء والصمود الذي تتحلى به عوائل الشهداء تعتبر من القضايا المثيرة لدهشة وحيرة الإنسان.
وأكد ولي أمر المسلمين أن الشهداء الأبرار وعوائلهم الصابرة لديها حق كبير على الشعب الإيراني مضيفاً القول: لقد فتح الشهداء والمعاقون والأحرار والمضحون وعوائلهم النبيلة، طريق السعادة والفخر في تاريخ إيران الإسلامية وقد حولوا الشعب الإيراني إلى شعب مفعم بالنشاط والعزيمة وحب الاستقلال وأن تاريخ البلاد لن ينس هذا الحق للأبد.
واعتبر القائد المعظّم تقديم محافظة فارس أكثر من 14 الفاً و500 شهيد بأنه مؤشر على عمق المعتقدات الدينية لأبناء هذه المنطقة موضحاً: إنَّ الأنفاس القدسية للإمام الخميني الراحل (ره) والمعنوية التي اتصف بها الشهيد آية الله دستغيب، اجتذب شباب المحافظة إلى ساحة الدفاع المقدس لدرجة أنني شهدت منذ الأيام الأولى للحرب الصدامية المفروضة على إيران والأيام المحفوفة بالمخاطر وإبان احتلال خرمشهر، الملاحم التي سطرها شبان شيراز حيث أن تضحية هؤلاء الشبان وشجاعتهم استمرت وتواصلت خلال كافة سنوات الحرب المفروضة وهي تعتبر أيضاً من المعجزات الكبيرة للثورة الإسلامية.
ووصف سماحته خلود وبسط ورسوخ بعض الأحداث التاريخية الكبرى نظير واقعة الطف (نهضة عاشوراء الإمام الحسين «عليه السلام») طوال التاريخ بأنه مؤشر على عظمة تلك الأحداث مضيفاً القول: إنَّ الثورة الإسلامية وقضيه «الشهيد والشهادة» هي من جملة الأحداث التي تزيد من عمقها وجوهرتها يوماً بعد يوم.
ولفت قائد الثورة الإسلامية إلى اعتراف أعداء الشعب الإيراني بالنفوذ والتأثير المتزايد للثورة الإسلامية في قلوب الشعوب متابعاً القول: إنَّ ضجيج الأعداء وتهديداتهم الموجهة لإيران تأتي بسبب الخوف والذعر الذي يصيبهم من زيادة عمق ونفوذ الثورة الإسلامية في القلوب.
وانتقد سماحته بعض الأشخاص الغافلين أو الجهلة الذين يتصورون بأن الثورة الإسلامية وذكرى الإمام الراحل (ره) ودماء الشهداء قد انتهت مضيفاً القول: إنَّ الأعداء الجهلة صدقوا بهذه المزاعم يوماً ما ولكن تقدم الشعب الإيراني وشموخه، القى اليأس في نفوسهم.
ورأى القائد المعظّم أن الحكرية والنزعة السلطوية التي تتصف بها أمريكا والصهيونية تشكل السبب الرئيس وراء خصومهما مع ازدهار النظام الإسلامي مؤكداً القول: إنَّ القوى الأجنبية الطامعة تعتبر إيران وبما لديها من مصادر هائلة ومكانة هامة، لقمة سائغة لكن يقظة أبناء الشعب الإيراني وتألق الشبان الإيرانيين في مختلف المجالات العلمية والتقنية بما فيها الطاقة النووية قد زرعت في قلوبها اليأس وأثارت سخطها.
وصرح سماحة السيد القائد أن السبب وراء سخط الإدارة الأميركية من الجمهورية الإسلامية لا يعود على تصريحات بعض مسؤوليها أو بعض السياسيات التي تعتمدها بل إنها (الإدارة الأميركية) تشعر بالسخط والقلق جراء اليقظة الرفيعة والعزيمة الشامخة للشعب الإيراني وشبابه في الاستمرار بطريق الفخر الذي هو طريق الشهداء. 
ووصف ولي أمر المسلمين كلّ شهيد ومضحي بأنه بمثابة المتراس القوي والمنيع لصلابة الشعب الإيراني مؤكداً القول: إنه ينبغي للآباء والأمّهات والزيجات والأبناء والأشقاء والشقيقات وكافة المرتبطين بالشهداء والمضحين أن يفخروا برايات العزة والشموخ التي رفعها الشهداء العظام.
وختاماً أكد قائد الثورة الإسلامية على أن المستقبل يعود على الشعب الإيراني العظيم وأن المواطنين والمسؤولين سينالون أرفع الآمال والتطلعات من خلال الاستناد إلى عزيمة وخلاقيّة جيل الشباب في هذه البلاد وفي ظل المشاعل المضيئة التي أوهجتها دماء الشهداء.

700 /