موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

ولي أمر المسلمين لدى استقباله العلماء والفضلاء وعلماء الدين في محافظة فارس:

الهجوم الذي يشنه الاستكبار ضدّنا هو بسبب تصدّينا لسياساته الفاسدة

اعتبر قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي لدى استقباله يوم الأربعاء (23 ربيع الثاني) حشداً غفيراً من العلماء والفضلاء وعلماء الدين وطلبة محافظة فارس اعتبر التقوى وتهذيب النفس والتسلح بعلم الدين والمعارف الإلهية ومعرفه التيارات السياسية الداخلية والخارجية بأنها من أهم واجبات علماء الدين. وأضاف: إن مسؤولية علماء الدين وطلبة الحوزات العملية جسيمة جداً على صعيد تحقيق المنويات المعنوية للجمهورية الإسلامية.
وفي معرض تبيينه لصعوبة الواجبات والمسؤولية الملقاة على عاتق علماء الدين أشار سماحة السيد القائد إلى الحاجة المحلة التي تشعر بها البشرية للأمن وقال: إنّ الأمن الحقيقي للشعوب يتحقق في ضوء عنصرين أساسيين هما الاقتدار والمعنوية الدينية والجمهورية الإسلامية الإيرانية باعتبارها المصداق البارز للقوة السياسية لرجال الدين يجب عليها أن تنال هذين العنصرين وهذه الضرورة التاريخية هي التي تزيد من جسامة مسؤولية علماء الدين.
والمح ولي أمر المسلمين إلى اتساع دائرة تأثير علماء الدين وأضاف: خلافاً للسابق فإن تأثير علماء الدين اليوم لا يقتصر على الجوانب الفردية والفئات المحدودة بل أن علماء الدين وفي ضوء استقرار النظام الإسلامي يتطلعون إلى الزيادة في الهداية المعنوية للبشرية وهذه المسألة تجلب معها هواجس ومسؤوليات جسيمة.
ورأى سماحته أن تحقق مسؤوليات علماء الدين رهن بالتقوى وتهذيب النفس وأضاف: ينبغي على علماء الدين لاسيما طلبة العلوم الدينية الشباب الاهتمام كثيراً ببناء الذات وتهذيب النفس لأن الذي يفتقر إلى التقوى لا يمكنه إرشاد وهداية الآخرين.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية أن الاشراف على العلوم والمعارف الدينية هي الحاجة الملحة الثانية لعلماء الدين مشيراً إلى الذكرى السنوية لشهادة الأستاذ الشهيد مرتضى مطهري وقال: إنّ ذلك الشهيد العزيز كان ملماً بمعارف الدين، وكنهه وكتبه القيمة تكشف عن الرزق الواسع والتفضل الالهي على هذا الشهيد العزيز ومن الضروري على الشباب أن يطالعوا كتب الأستاذ الشهيد ولو لمرة واحدة لكي يتعرفوا على قسط من المعارف الإسلامية.
واعتبر سماحة السيد القائد أن الإلمام على الفقه والعلوم العقلية من ضرورات طلبة العلوم الدينية مشيراً إلى المحاولات التي تبذل من قبل بعض القوى السلطوية لحرف أذهان الشعوب عبر الفلسفة والسفسطة وقال: إنَّ التصدي لهذه المحاولات لن يتحقق عبر التكفير والسبّ والغضب بل يجب حصانة البشرية حيال هذه المطالب والآراء عبر التركيز على الحقائق الدينية والمعارف العقلية وتحقق هذا الأمر المهم بحاجة إلى التعلم وتربية أناس مفكرين ومنظرين.
وفي هذا المجال أشار سماحته إلى أهمية الإشراف على المنطق واللغة العصرية وأضاف: علينا الاستفادة من الوسائل المتطورة والعصرية في مجال التبليغ وتبيان الحقائق وما نقصده من المنطق واللغة هو الدرك الصحيح للأجواء التي يعيشها المخاطبون وتقديم الحلول العلميه لحل المشاكل الراهنة.
واستطراداً لتبيين ضرورات وحاجات علماء الدين والحوزات العلمية رأى ولي أمر المسلمين أن التحلّي بالنظرة الصائبة حيال السياسة العالمية ومعرفة التيارات السياسية الداخلية والخارجية يلعب دوراً كبيراً على صعيد تحقيق التطلعات الجسيمة لعلماء الدين وقال: ينبغي على عالم الدين ومن خلال دركه الصحيح للتيارات السياسية الدولية التعرف على نقطتي الضلالة والهداية الأساسيتين.
ورأى سماحته أن السياسة التي تحكم القوى العظمى تمهد الأرضية لنشر الفساد والظلم ونشوب الحروب وإراقة الدماء في العالم وتابع قائلاً: إنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي السباقة في التصدّي لهذه السياسة في العالم ولذلك نرى أنها تتعرض لهجوم متواصل وواسع من قبل معسكر الاستكبار.
وانتقد سماحته الذين يخطئون في التمييز بين التدبير والابتعاد عن المبادئ والأطر المحددة بسبب ضعفهم وسذاجتهم وأضاف: إنَّ الملاك الأساسي يجب أن نستلهمه من الإسلام عن وعي ورؤية واضحة ونعلن عن أهدافنا بشجاعة ونتحرك نحو أهدافنا بحكمة.
ورأى ولي أمر المسلمين أن التحلي باليقظة حيال العدو من مصاديق التقوى وأضاف: إنَّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي مؤهلة معنوية للانتشار والتوسع وعلى الحوزات العلمية تربية علماء وفضلاء متقين وواعين وعالمين وشجعان لكي يحمل هؤلاء العلماء الأتقياء قسطاً من ثقل صرح الجمهورية الإسلامية العظيم على عاتقهم.

وفي مستهل هذا اللقاء وصف سماحة السيد القائد محافظة فارس بأنّها منطقة خصبة لتربية الكوادر العلمية والدينية مشيراً إلى ماضي هذه المنطقة الذين يربوا على ألف عام على صعيد تربية علماء الدين العظام وأضاف: إنَّ هذه الحقيقة تكشف عن الاستعداد الديني والمعنوي لأهالي هذه المنطقة في الماضي والحاضر والمستقبل.

700 /