موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

قائد الثورة لدى استقباله رئيس وأعضاء مجلس خبراء القيادة:

الوحدة والتضامن من الحاجات الضرورية للمجتمع في الوقت الراهن

اعتبر قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي التزام الشعب والمسؤولين بمبادئ ومعايير النظام الإسلامي وتبيانها بشكل صريح والصمود والمشاركة الذكية في الساحة بأنها من العناصر الأهم في شموخ النظام وتقدم البلاد في مختلف المجالات.
وأضاف قائد الثورة المعظّم لدى استقباله يوم الثلاثاء (18 صفر) رئيس وأعضاء مجلس خبراء القيادة: إن انتخابات مجلس الشورى الإسلامي بدورتها الثامنة تعدّ أحد الساحات المهمة التي ستكون نتائجها ـ بعون الله تعالى ورعايته والحضور الجماهيري للشعب الإيراني وانتخابه المرشحين الأكثر كفائة ـ لمصلحة أبناء الشعب والبلاد وتقدم نظام الجمهورية الإسلامية وشموخها وعظمتها أكثر فأكثر.
وأشار سماحته إلى الحركة والتقدم المتنامي للنظام الإسلامي على مدى الأعوام الـ 29 المنصرمة ولاسيما الانجازات التي حققتها البلاد خلال الأعوام الأخيرة مضيفا القول: إنَّ احدى نماذج تطور النظام الإسلامي هو القضية النووية حيث حقق الشعب الإيراني انتصارا كبيرا وتقدما لافتا في هذا المجال.
وصرح ولي أمر المسلمين: إن الذين كانوا يقولون أنه يجب تعليق البرنامج النووي الإيراني، يقولون الآن أننا مستعدّون للقبول بانجازاتكم شريطة أن لا تستمر لمدة معينة وهو الأمر الذي يعدّ بحد ذاته انتصاراً كبيراً لم يكن يتحقق إلا في ظل الصمود.
ووصف سماحته دور رئيس الجمهورية وصموده في سبيل تحقيق التقدم النووي للبلاد بالبارز والمهم مضيفاً القول: إنه إلى جانب صمود الشعب الإيراني، فإن المجلس السابع وعلى النقيض من محاولات البعض في الدورة الماضيه، أبدى صموداً وإصراراً بارزاً في هذا المجال.
وأعرب قائد الثورة الإسلامية عن تقديره وشكره لمختلف شرائح الشعب والمراجع الكبار وعلماء الدين والمسؤولين في مختلف المؤسسات سيما في الحكومة والمجلس لاتخاذهم مواقف صريحة في الموضوع النووي مؤكداً: إنَّ المشاركة الذكية لأبناء الشعب في الساحة ووحدة الرأي للمسؤولين ستعزز أركان النظام الإسلامي في كافة المجالات.
واعتبر سماحته انتخابات الدورة الثامنة لمجلس الشورى الإسلامي بأنه أحد أهم الساحات لمشاركة أبناء الشعب منوهاً إلى الأداء الجيد للمجلس السابع وقال: إنه بفضل الله سبحانه وتعالى، فإن أبناء الشعب الإيراني سيسجلون حضوراً ملحمياً في هذه الانتخابات ونأمل بأن يتبلور المجلس أكثر فاعلية ونشاطاً في مسار توفير مصالح النظام والبلاد عبر انتخاب نواب شجعان وكفوئين ومؤمنين وصريحين في تبيان مبادئ وقيم الثورة الإسلامية.
وأشار سماحة السيد القائد إلى هيكلية نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية باعتبارها انموذجاً فريداً في تبيين معايير النظام الإسلامي ومبادئه القيمة مضيفاً القول: إنَّ الجمهورية الإسلامية حقيقة واحدة تشكل وفقا لمبادئ وثوابت الإسلام، هيكلية جديدة من النظام السياسي والاجتماعي ولذلك فإن معايير النظام الإسلامي مختلفة عن المؤشرات والمعايير العالمية لا يمكن أن تكون معياراً للنظام الإسلامي.
وأكد سماحته على أن اختلاف المعايير لا يعني عدم الاستفادة من العلوم والخبرات الناجحة التي يمتلكها الآخرون وقال: إن تقييم نجاح خبرات وتجارب الآخرين يجب أن يكون على أساس معايير النظام الإسلامي.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية معايير النظام الإسلامي تتمثل في ركائز الثورة الإسلامية ونهج الإمام الخميني الراحل(ره) مصرحاً بالقول: إنَّ نهج الإمام الخميني (ره) هو نفس مبادئ الإسلام الأصيل إذ أن الإمام الخميني (ره) كان صريحاً وشفافاً في تبيان مبادئ الإسلام وقيم الثورة ولم يكن يجامل أحداً فيما يتعلق بالعمل بها.
وبيَّن سماحته مبادئ النظام الإسلامي منوهاً إلى مسألة العدالة وقال أن العدالة سواء في القضايا الاقتصادية أو القضائية أو الاجتماعية تشكل أحد أهم مبادئ النظام الإسلامي.
ونوّه سماحة القائد المعظّم إلى العدالة الاقتصادية وضرورة الاهتمام الجاد بها من قبل مسؤولي البلاد موضحاً: إنه وكما قال الإمام علي (عليه السلام) فإن المعيار لرعاية العدالة الاقتصادية لدى المسؤولين هو أن تكون حياتهم متطابقة مع أدنى طبقات الشعب من ناحية المستوى المعيشي.
واعتبر سماحته اتخاذ مواقف صريحة وحازمة تجاه جبهة الأعداء والشعور بالفخر والاعتزاز بمبادئ الثورة الإسلامية وقيمها من المعايير الأخرى للنظام الإسلامي مبينا أنه يمكن الإخفاء أو الافصاح عن تدابير النظام الإسلامي وفقا للمصلحة، لكن هوية النظام الإسلامي يجب أن تكون جلية دوماً إذ إنها (الهوية) تشكل عنواناً لنظام الجمهورية الإسلامية.
وأكد ولي أمر المسلمين أنه لا ينبغي المجاملة أو الخشية في تبيان مبادئ الثورة الإسلامية وقيمها موضحاً: إن تبيان القيم والمبادئ بصراحة من شأنه أن يؤدي إلى شموخ النظام الإسلامي وتحركه إلى الأمام.
ورأى سماحته أن مسايرة الجهات والكوادر الملتزمة بالثورة الإسلامية مع النظام الإسلامي وتشخيص الحدود التي تفصل عن العدو من المعايير الأخرى للنظام الإسلامي مؤكداض القول: إنه يجب على كافة الجهات الملتزمة بالثورة الإسلامية بمختلف الأذواق والآراء أن تتحد وتتعاون بعضها مع البعض الآخر في إطار مبادئ الثورة وأن تحدد بوضوح حدودها الفكرية العقائديه التي تفصلها عن العدو.
وشدد سماحة السيد القائد أن الغزو الثقافي الذي يشنه الأعداء لا يقتصر على القضايا الثقافية فحسب منوهاً إلى استغلال الأعداء الأداة الثقافية للتأثير على القضايا السياسية والاقتصادية وقال: إنَّ احدى هذه المؤامرات هي محاولة الأعداء ودعاياتهم لتصنيف الساسة والنخب السياسية في البلاد إلى المتطرفين والمعتدلين.
وفي هذا المجال أوضح سماحته: حسب التصنيف الذي يقوم به العدو، فإن الجهات التي تلتزم بمبادئ النظام الإسلامي فيتمّ تصنيفهم في قائمه المتطرفين.
وأكد قائد الثورة الإسلامية أن كبار المسؤولين في الثورة الإسلامية كانوا دوماً من المخلصين للإمام الخميني الراحل (ره) والملتزمين بمبادئ الثورة الإسلامية خلال الأعوام المنصرمة مضيفاً القول: بحمد الله إن الأجواء الراهنة في البلاد والحوار القائم هو حوار الالتزام بمبادئ الثورة وقيمها وأن المسؤولين بمن فيهم أعضاء الحكومة ونواب المجلس وسائر الأجهزة يفتخرون بالتزامهم بمبادئ النظام الإسلامي.
وأضاف سماحته: إن العدو وعبر التشبث بأساليبه الشائعة والرامية إلى تصنيف النخب السياسة في البلاد إلى المتطرفة والمعتدلة، يسعى لمواجهة الأفكار والآراء والجهات الملتزمة بقيم الثورة الإسلامية كما أعلن بصراحة أنه يجب تشديد الضغوط على إيران لكي يتربع على سدة الحكم المعتدلون أو الأشخاص غير الملتزمين بمبادئ الثورة الإسلامية في الانتخابات القادمة.
ورأى قائد الثورة المعظّم أن غالبية أبناء الشعب ومسؤولي البلاد ملتزمون بمبادئ الثورة الإسلامية قائلاً: إنَّ هذه المبادئ يجب أن تكون ركيزة التعاون والوحدة الوطنية وأن الأقلية التي لا تؤمن بهذه المبادئ ستتمتع بالحقوق العامة كمواطنين.
وصرح سماحته: إن النظام الإسلامي كان قد شهد دوما قفزة نوعية إلى الأمام بفضل صمود الشعب وشجاعته وتضحيته وحضوره في الساحة كما تحول اليوم إلى القوة الإقليمية الأولى والدولة المؤثرة في الكثير من القضايا العالمية.
ولفت قائد الثورة الإسلامية إلى بعض التصريحات التي أدلى بها ممثلو مجلس خبراء القيادة خلال الاجتماع الأخير للمجلس والتي تمحورت حول ضرورة تعزيز الوحدة في المجتمع وقال: نظراً إلى المكانة التي يتبوأها النظام الإسلامي على الصعيدين الاقليمي والدولي والمحاولات التي يحوكها الأعداء ضد الثورة الإسلامية، فإن الوحدة والتناغم يعدان من الحاجات الضرورية للمجتمع في الوقت الحاضر.
ووصف سماحته الثقافة والاستعراض الثقافي في العالم بأنها مسالة ذات أهمية بالغة وقال: إنَّ الثقافة هي بمثابة الهواء المستنشق في المجتمع وإذا لم يكن هذا الهواء نقياً فإنه سيؤثر سلباً على توجهات الأشخاص وتصرفاتهم وسلوكهم.
وختم سماحة السيد القائد للقول: أن القضايا الثقافية بحاجة إلى دراسات ومباحثات معمقة من قبل كافة مسؤولي البلاد.

وفي مستهل اللقاء قال رئيس مجلس خبراء القيادة الشيخ هاشمي رفسنجاني، أن وجود أجواء ايجابية للتعاون والتناغم مع المسؤوولين هو من الميزات الأهم للاجتماع الأخير للمجلس وقال: إنَّ الانسجام الإسلامي كان أحد المواضيع التي حظيت باهتمام كبير من قبل المشاركين في الاجتماع.
وأعرب الشيخ هاشمي رفسنجاني عن تقديره لتوجيهات قائد الثورة الإسلامية وتمهيده الأرضية لإجراء انتخابات مجلس الشورى الإسلامي بشكل أكثر ملحمية.

700 /