موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

ولي أمر المسلمين لدى استقباله حشداً غفيراً من أهالي آذربيجان:

تطور وتقدم إيران رهن بالصمود المشفوع بالقوة أمام أمريكا والاستكبار

اعتبر قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي يقظة الشعب وإيمانه وتمسكه بقيم الثورة والإمام الخميني (رحمه الله) والاستفادة من مواهبه وقدراته بأنها من العناصر الأساسية لخلود الثورة الإسلامية وحيويتها المتزايدة.
صرح بذلك سماحته لدى استقباله حشداً غفيراً من أهالي محافظة آذربيجان الشرقية مضيفا أن الشعب الايراني عازم على أن يتحول الى شعب مقتدر يتبوأ مكانة مرموقة دوليا وأنموذجا يحتذى به من قبل سائر الشعوب وذلك في اطار خطته الشاملة والآفاق المنشودة وعبر إحياء الكنوز التاريخية والثقافية والاتكال على طاقاته الشابة.
واعتبر قائد الثورة المعظّم في هذا اللقاء الذي جاء على أعتاب الذكرى السنوية للنهضة التاريخية التي سطرها أهالي تبريز في 18 شباط عام 1978م اعتبر هذه الخطوة الذكية النابعة من الحمية بأنها شكلت انعطافة في النهضة الإسلامية للشعب الايراني ومصداقا بارزا لوعي وصحوة وحصافة وشجاعة أهالي تبريز مضيفا القول أن هذه الخصائص الفريدة هي سر تحرر الشعوب من الظلم والجور والعودة الى سكة التنمية والسعادة.
وأوضح سماحته أن الشعب الايراني وببركة القيادة الحكيمة للإمام الخميني (ره) تحول الى شعب حي وواع ومقتدر بعد أن كان شعبا يعاني من هيمنة قوى استعمارية وحكام مستبدين وعملاء. 
وأكد آية الخامنئي أن ما تمتاز به الثورة الإسلامية مقارنة بالثورات الأخرى هو قوة الايمان التي يتحلي بها أبناء الشعب وتمسكهم بقيم وأهداف الثورة الإسلامية منوها الى المسيرات المليونيه لأبناء الشعب الايراني في ذكرى انتصار الثورة الإسلامية وقال: رغم مضي 29 عاماً من انتصار الثورة الإسلامية فإن مشاركة وحيوية ونشاط الشعب في مسيرات انتصار الثورة كانت أوسع من الأعوام الماضية وهذا مؤشر على حيوية الثورة الإسلامية والشعب الايراني.
وتابع سماحة السيد القائد قائلاً : إنَّ الذين زعموا خلال الأعوام المنصرمة أن الشعب لا سيما الشباب نسوا الثورة الإسلامية والإمام الخميني (رحمه الله) أدركوا الآن بأنهم مخطئون إنَّ الثورة الإسلامية وقيمها باتت أكثر حيوية من الماضي وإن أبناء الشعب يحبون الأشخاص الذين يهتمون بقيم الثورة ومبادئها.
واعتبر سماحته المكانة الراهنة للشعب الايراني على الصعيد الدولي وروح الثقة بالذات التي يتمتع بها الشباب بأنها من ثمار الثورة الإسلامية مضيفا القول : إنَّ سبب الضغوط السياسية والاقتصادية وحتى التهديدات العسكرية التي يمارسها العدو هو الهاجس الذي يشعر به الأعداء حيال عزيمة الشعب الايراني لمواصلة نهجه المبني على قيم الثورة وتطلعاتها السامية والاعتماد على الثقة بالذات الوطني لأن تجلي فاعلية الثورة الإسلامية سيعرض وجود الاستكبار العالمي للخطر بين الدول الإسلامية.
ولفت ولي أمر المسلمين الى التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي حول ضرورة مواصلة الضغط على ايران للتخلي عن حيازة الطاقة النووية مضيفا القول : إنَّ الأعداء ورغم علمهم بأن ايران ليست بصدد امتلاك السلاح النووي إلا أنهم يحاولون من خلال اطلاق هذه المزاعم الحيلولة دون حصول الشعب الايراني على تقنية متطورة حصل عليها بالاتكال على طاقاته الذاتية وقدراته الوطنية إذ إن تحقيق هذا الهدف دون الحاجة الى مساعدة الآخرين سيحيي روح الثقة بالذات بين الشعوب الإسلامية.
ووصف سماحته الصمود المشفوع بالاقتدار أمام أمريكا والاستكبار العالمي بأنه السبيل الوحيد لتحقيق التقدم والازدهار واستيفاء الحقوق المشروعه مؤكداً القول: إنَّ الشعب الايراني ورغم كافة الدعايات والضغوط يعلن بصراحة أنه سيدافع عن حقه وسيستوفي هذا الحق لأنه إن لم يفعل فسيتعرض الى مسائلة الله.
وشدد قائد الثورة الإسلامية على أن النهج الصحيح يتمثل في مواصلة الحضور في الساحة وصيانة الوحدة والانسجام والحفاظ على مكاسب الثورة الإسلامية موضحا : لقد تم تسميه العام الجاري بعام الوحدة الوطنيه والانسجام الاسلامي وهو ما يعني أنه ينبغي على أسرة الثورة العمل على تعزيز التناغم فيما بينها أكثر فأكثر وتجنب القضايا الهامشيه والتافهة.
ونوّه سماحة القائد المعظّم في جانب آخر من كلمته الى قرب موعد الانتخابات التشريعية الثامنة معتبرا إياها بأنها مسرح آخر لإثبات حضور المواطنين في الساحة وقال: إنني أؤكد في مختلف الانتخابات على المشاركه الجماهيرية وتسجيل أبناء الشعب حضورهم الواسع لدى صناديق الاقتراع لأن هذا الحضور يتعارض مع رغبات ووجهات نظر الأعداء. 
وأشار سماحته الى محاولات الأعداء الرامية الى إبعاد الشعب الايراني خاصة شريحة الشباب عن مسيرة الثورة الإسلامية وقال : إنَّ الحضور الواسع للمواطنين في الانتخابات ولدى صناديق الاقتراع هو من مصاديق الجهاد الذي يثاب عليه عند الباري تعالى.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية اختيار النواب الكفوئين بأنه يمثل احدى القضايا الهامة للانتخابات مضيفا القول : إنَّ الملاك الأهم لاختيار الأشخاص ينبغي أن يعزز المسؤولون والمنتخبون شعارات وقيم الثورة الإسلامية يوما بعد آخر وهذه القضية لا علاقة لها أبدا بالانقسامات السياسيه والأسماء والعناوين.
ورأى سماحته أن حل مشاكل البلاد وتحقيق الأهداف يكمن في التمسك بقيم ومبادئ الثورة الإسلامية وتطبيق شعارات الثورة مضيفا القول : إنَّ الأشخاص الذين يدخلون الى مراكز صنع القرار يجب أن يكونوا ملتزمين بالإسلام وشعارات الثورة الإسلامية ويؤمنون بالقدرات الوطنية.
ولفت سماحة السيد القائد على أهمية التحلي بالوعي واليقظة مؤكدا ضرورة الحيطة والحذر من المنافقين.
واعتبر سماحته نهج الإمام الخميني الراحل والتمسك بشعارات وقيم الثورة الإسلامية وصمود الشعب الايراني بأنها تشكل مفخرة لغالبية المسلمين منوهاً الى خصائص الشهيد عماد مغنيه متابعاً القول : إنَّ الشهيد الحاج عماد مغنية الذي اغتيل من قبل الصهاينة كان يعتبر نفسه ابنا للإمام الخميني الراحل ويفتخر بذلك لأن الإمام الخميني (رحمه الله) بث روحا جديدة في كيانه وكيان الشباب اللبنانيين والفلسطينيين.
واعتبر ولي أمر المسلمين الهزيمة النكراء التي مني بها الصهاينة والأمريكان خلال حرب تموز 2006 على لبنان أمام ثلة من الشبان المؤمنين للمقاومة اللبنانية بأنها انموذج من تأثير الثورة الإسلامية والإمام الخميني (رحمه الله) مؤكداً : أن الشبان اللبنانيين واعتمادا على قوة الايمان والاستماتة والصمود في ساحة الوغى والثقة بالذات أبطلوا أسطورة الجيش الصهيوأميركي الذي لا يقهر.
ووصف سماحته في جانب آخر من كلمته الانتفاضة التي سطرها أهالي تبريز في 18 شباط عام 1979م ضد النظام البهلوي البائد بأنها احدى الحقب التاريخية المشرقة ومفخرة لأبناء آذربيجان الشرقية مصرحا بالقول : إنَّ أهم خصائص انتفاضة أهالي مدينه تبريز الغيارى والشجعان في تلك الحقبة تمثلت في الحؤول دون نسيان انتفاضة أهالي مدينة قم يوم 19 دي 1356 هـ. ش (9 كانون الثاني عام 1978م).
واعتبر قائد الثورة الإسلامية الخطوة التاريخية التي قام بها أهالي مدينة تبريز بأنها رسمت مسارا لتحرك الشعب على مر الثورة وكشفت عن صحوة أهالي هذه المدينة مؤكدا القول : أنا أومن من أعماق وجودي بصحوة ويقظة أهالي محافظة آذربيجان.

وفي مستهل هذا اللقاء أشار ممثل الولي الفقيه وإمام جمعه تبريز الشيخ مجتهد شبستري الى دور أبناء محافظة آذربيجان في مجال الحفاظ على استقلال وسيادة البلاد في مختلف الحقبات وكذلك الروح الدينية التي يتمتعون بها مضيفا القول: إنَّ أبناء آذربيجان مستعدون دوما للقيام بواجباتهم ومسؤولياتهم حيال الثورة الإسلامية بنفس الروح الثوريه التي كانوا يتمتعون بها حين انتصار الثورة الإسلامية.

700 /