اعتبر قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي لدى استقباله يوم الخميس (23 ذي الحجة) حشداً غفيراً من طلبة جامعات محافظة يزد اعتبر أن تعزيز وترسيخ الثقة بالذات الوطنية أمر ضروري وعنصر أساسي لديمومية تقدم البلاد.
واستعرض سماحته العناصر التي تؤدي إلى اضعاف الثقة بالذات الوطنية مؤكداً القول: إنَّ العدو وبسبب هزائمه المتكررة في مواجهة الشعب الإيراني يبحث عن أساليب ومكائد جديدة ولذلك على الشعب لا سيما النخبة التحلي باليقظة الكاملة لنبذ هذه العناصر ومتابعة مسيرة نمو وتعزيز الثقة بالذات الوطنية.
وعبَّر سماحة السيد القائد عن ارتياحه وسروره لحضوره بين الطلبة الجامعيين معتبراً الثورة الإسلامية، الانتصار في الدفاع المقدس، تأثير شخصية الإمام الخميني(قدس سره) الممتازة والموفقية في المجالات المختلفة ومنها الطاقة النوويه بأنها من العناصر التي تشير إلى وصول إيران لمرحلة مقبولة نسبياً من حيث التمتع بالثقة بالذات الوطنية مضيفاً القول: إنَّ الشعب الإيراني في منتصف الطريق الذي يقوده إلى تحقيق أهدافه وتطلعاته، وفي منتصف سباق التقدم والتطور الاقليمي والدولي، ويجب أن تتبوأ إيران الريادة في المنطقة في نهاية تطبيق الخطة العشرينية للبلاد.
وأضاف: إنَّ تحقيق هذا التطلع بحاجة إلى تعزيز الثقة بالذات الوطنية وتسريع عجلة مسيرة تقدم البلاد.
وأشار سماحته إلى عداء السلطويين للشعب الإيراني مضيفاً القول: إنَّ الإدارة الأمريكية التي تعدّ الشيطان المجسم وسائر السلطويين واجهوا عقبة كأداء في طريق تحقيق مآربهم وهي صحوة وصمود الشعب الإيراني وهذه المسألة هي السبب الرئيسي لمواجهة الغرب والجمهورية الإسلامية الإيرانية، إن هؤلاء يعتبرون النظام الإسلامي بأنه العامل الأساسي لهزيمتهم في المنطقة وفضح الماهية الحقيقية للشعارات الغربية الكاذبة حول صيانة الديمقراطية ومكافحة الإرهاب.
ونوّه قائد الثورة المعظّم إلى فشل أمريكا في الحيلولة دون تحقيق إيران التقدم النووي وقال: إنَّ أمريكا التي لم تكن تقبل سابقاً أن تمتلك إيران خمسة أجهزة طرد مركزي، وحتى خلال هذه الأشهر الأخيرة كانت تؤكد على ضرورة تعليق إيران لكافة نشاطاتها النووية تقول اليوم إن على إيران أن تقف عند هذا الحدّ الذي وصلت إليه. وهذا الأمر تحقق بفضل صمود الشعب الإيراني.
ورأى سماحته أن محاولات الأعداء لإيجاد سبل جديدة لإيذاء الشعب الإيراني بأنها تبعات طبيعية لهزيمتهم مضيفاً القول: إنَّ الثقة بالذات الوطنية ضرورة ملحة اليوم وعلى الشعب الإيراني لا سيما الطلبة الجامعيين والنخبة والمسؤولين التعرّف على السبل الجديدة التي يعتمدها الأعداء لإضعاف إيران الإسلامية والتكهن بها مسبقاً لكي يتمكنوا من احباطها.
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى الآثار الايجابية للثقة بالذات الوطنية وأضاف: إنَّ الشعب الذي يفتقر إلى هذا العنصر سيبقى متخلفاً وبحاجة إلى مساعدة الآخرين ولكن التمتع بالثقة بالذات يطرح في أذهان نخبة البلاد أفكار تلبية متطلبات الشعب ويؤدي إلى تنشيط المواهب وازدهارها، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى نجاحات تمهد الأرضية لعناقيد من النجاحات الأخرى والشعب الإيراني اختبر هذه الحقيقة ابان فترة الدفاع المقدس وفي مختلف المجالات الأخرى.
وأشار سماحته إلى أن العدو يعتمد على عناصر بثّ اليأس وانحراف المواهب والتهديد بالهجوم العسكري لإضعاف الثقة بالذات لدى الشعب الإيراني والتوغل فيما بينه مؤكداً ضرورة تحلي الشعب لا سيما النخبة باليقظة حيال هذه الأمور وقال: إنَّ الأجانب يسعون إلى بثّ اليأس والانفعال بين الشعب وخاصة الشباب من خلال إنكار التقدم والتباهي بالفاصلة الموجودة بين الشعب الإيراني والشعوب المتقدمة وتعتيم أفق المستقبل، لكن الشعب ومن خلال معرفة الحقائق والإيمان بقدرات شبابه والاعتماد على تجاربه الناجحة على مدى ثلاثة عقود في مسيرة تلبية الاحتياجات الوطنية سيواصل مسيرته نحو قمم النمو والتقدم باندفاع أكبر.
وانتقد ولي أمر المسلمين تناغم البعض في الداخل مع أمواج اليأس في الدعاية الأجنبية وأضاف: إنَّ البعض كان يدعي في موضوع الطاقة النووية أن تطوير وتشغيل أجهزة الطرد المركزي في إيران ليس حقيقياً لكن عندما ثبتت قدرة علماء الشعب هذه للجميع ادعوا أن السعي للاستفادة من الطاقة النووية أمر مكلف وعديم الفائدة وهذا أيضاً ادعاء كاذب آخر.
وصرّح سماحته بهذا الشأن: إنَّ الشعب الإيراني بحاجة إلى 20 ألف ميغاواط من الكهرباء النووي على الأقل خلال العقدين القادمين وإلا فعليه التخلي عن مسيرة التقدم؛ لذلك فإن عزم النظام اليوم للاستفادة من الطاقة النووية قد يكون متأخراً أيضاً.
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى زعم عدم قدرة الشباب والعلماء الإيرانيين في بناء محطة نووية وأضاف: إنَّ جذور هذا القبيل من الكلام هو التأثر من دعاية أولئك الذين يعارضون تقدم إيران؛ لكن الشعب الذي بنى من خلال الاعتماد على شبابه مراكز التخصيب العظيمة سيبني بالتأكيد المحطة النووية أيضاً بأيديه وأفكاره القوية ولا يرى التريث جائزاً في هذه الطريق.
وأشار سماحته إلى تصريحات الرئيس الأميركي القاضية بأن الروس يزودون محطة إيران النووية بالوقود النووي لذلك فإن على الإيرانيين التخلي عن التخصيب وأضاف: إنَّ هذا الكلام المضحك كما لو قيل لبلد يزخر بالذخائر النفطية إنَّ عليه أن يلبي حاجته إلى النفط من الخارج.
وتساءل ولي أمر المسلمين: إذا امتنع المزودون الحاليون لوقود المحطة النووية يوماً ما لأي سبب كان عن تزويد إيران بهذا المنتج أو وضعوا شروطا تعجيزية لذلك أ لن يكون الشعب مرغما على الاستسلام أمامهم؟
وأشار سماحته إلى سرور وفرحة الشعب الإيراني العميقة للتقدم النووي العظيم وأضاف: إنَّ هذا التقدم مدعاة لتعزيز الثقة الوطنية بالنفس لكن البعض يتحدى النظام والحكومة بسبب هذا التقدّم ويسعى عالماً أو جاهلاً لإضعاف الثقة بالذات الوطنية وعلى الشعب أن يكون واعياً ازاء هذه التسللات.
وأشار قائد الثورة المعظّم إلى مسيرة التراجع أمام المطالب النووية للعدو قبل عدة أعوام وأضاف: لا شك أن هذه المسيرة أظهرت للشعب الإيراني والرأي العام العالمي أن وعود الغرب فارغة لأن العدو كان في حال تحويل التعليق الإيراني المؤقت والطوعي إلى وقف كامل للنشاطات النووية في البلاد وكنت قد أكدت حينئذ أنه لو استمرت مسيرة المطالبة المتواصلة للأطراف النووية فإنني سأدخل الساحة وقد فعلت وتحولت مسيرة وقف النشاطات النووية إلى مسيرة التقدم النووي.
واستمراراً لتصريحاته في مجال توغل الأجانب لإضعاف الثقة بالذات الوطنيه أشار سماحته إلى العلاقات مع أميركا وأضاف: إنَّ قطع العلاقات مع أميركا من سياساتنا الرئيسية. بالطبع إننا لم نقل أبداً أن هذه العلاقة ستكون مقطوعة إلى الأبد لكن طبيعة الإدارة الأميركية تجعل إقامة هكذا علاقات معها ـ في الوقت الراهن ـ بضرر الشعب الإيراني وطبعاً فإننا لن نسعى وراء ذلك.
وبيَّن ولي أمر المسلمين التداعيات السلبية الناجمة عن إقامة العلاقات مع أمريكا وقال: إنَّ إقامة هذه العلاقة لا تقلل من خطر أمريكا والدليل على ذلك أن واشنطن شنت هجومها على العراق في حين كانت تربطهما علاقات سياسية فضلاً عن أن إقامة العلاقات مع أمريكا ستمهد للنفوذ الأميركي وتتيح لجواسيسها وعناصرها الاستخباراتية التنقل في بلادنا ولهذا السبب فإن إعادة العلاقات مع واشنطن في الوقت الراهن غير مجدية لشعبنا خلافاً لما يزعمه البعض وبالتأكيد إن اليوم الذي تصبح فيه هذه العلاقة مفيدة للشعب الإيراني سأكون أول من يوافق عليها.
وأضاف سماحته أن هناك جهات تتهمنا بتأجيج العداء الأميركي لكننا نعلم أن عداء واشنطن للشعب الإيراني هو عداء لمبادئ هذا الشعب وهو موجود منذ انتصار الثورة الإسلامية.
ورأى قائد الثورة الإسلامية أن وضع العراقيل والعقبات أمام قرارات وأداء أنظمة إدارة البلاد سيما الحكومة بأنها تؤثر سلباً على الشعب وحيويته مضيفاً القول: إنَّ للحكومة الراهنه شأنها شأن أي حكومة أخرى نواقص وأخطاء، يجب التذكير بها لكن التذرع بهذا الأمر، ليس عملاً صحيحاً.
ولفت سماحته إلى كثرة الأعمال التي تزاولها الحكومة معرباً عن ارتياحه لزيارات رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء لمحافظات البلاد وقال: أنصح وسائل الإعلام والصحافة وكل من تتوفر لديه امكانية التحدث مع أبناء الشعب، بأن يتجنبوا انتقاد أي عمل وألا يعملوا على إدخال اليأس في قلوب المواطنين لأن هذا الأمر ليس من مصلحة البلاد.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية، الغوغائيه بأنها احدى الأساليب التي تتشبث بها الصحف ووسائل الاعلام الغربية منوهاً إلى دعايات وسائل الإعلام هذه حول انتهاك حقوق الإنسان في إيران وقال: إنَّ الذين أثارت حادثة معتقل غوانتانامو وسجن أبوغريب فضيحة تندى لها الجبين، جاؤوا اليوم يتهمون إيران وأي دولة مناهضة لهم بانتهاك حقوق الإنسان.
ورأى سماحته أن إطلاق الدعايات الخاوية بشأن انعدام الديمقراطية في إيران هو من أساليب الضغط والدعاية السياسية الغربية لإضعاف الثقة بالذات في صفوف الشعب الإيراني مبيناً أن الشعب الإيراني يسجل في كل عام تقريباً حضوراً فاعلاً وملحمياً في انتخابات واحدة وينتخب مرشحه من خلال الحملات الانتخابية لمختلف التيارات والأحزاب الناشطة في البلاد و«هل للديمقراطية معنى سوى هذا في البلدان الأخرى؟».
واعتبر قائد الثورة المعظّم اطلاق دعايات سلبية بشأن موضوع المرأة بأنه من الضغوط السياسية الأخرى التي يمارسها الغرب ضد الشعب الإيراني منوهاً إلى الانتهاك السافر لحقوق المرأة وطمس كرامتها في النظم الليبرالية الغربية وقال: إنَّ الدول الغربية ورغم ارتكابها أسوء الفجائع بحق المرأة تتهم الشعب الإيراني النبيل بطمس حقوق النساء لكن هذه الغوغائية لن تؤثر على شعبنا.
وأشار سماحته إلى الهجوم الأميركي المحتمل على إيران مضيفاً القول: إنَّ احتمال شن هذا الهجوم بات اليوم أقل من الماضي لكن الشعب الإيراني وبعيد انتصار الثورة الإسلامية وخاصة بعد فترة الدفاع المقدس كان قد تعرض للتهديدات العسكرية من قبل الأعداء وعلى كل حال، فإن العنصر الذي بإمكانه التقليل من خطورة العدو واحتمال شن الهجوم هو استعراض القدرة والثقة بالذات التي يتحلى بها الشعب الإيراني.
وأردف ولي أمر المسلمين قائلاً: رغم استبعاد شن الهجوم على البلاد، إلا أنه ينبغي على أبناء الشعب ومسؤولي البلاد التحلّي باليقظة وهذا ما سيكون بعون الله تعالى.
وفي مستهل اللقاء قدّم رئيس جامعة يزد الدكتور سيد علي محمد ميبدي تقريراً عن تطور الجامعات بمحافظة يزد، موضحاً أنه قبل انتصار الثورة الإسلامية كان عدد طلاب الجامعات في يزد 200 طالب ولكن في الوقت الحاضر فإن هناك أكثر من 59 ألف طالب جامعي يدرسون في حوالي 30 جامعة ومركزاً للتعليم العالي بمحافظة يزد من بينها 21 فرعاً للدكتوراه.
ثم أبدى عدد من اساتذة وطلبة جامعات محافظة يزد آراءهم حول مختلف القضايا الجامعيّة والعلميّة والثقافية والاجتماعيّة والسياسية، وكانت أهمّ المحاور التي دارت حولها هذه الآراء هي:
ـ فسح المجال أمام الجامعيين والطلبة للاضطلاع بدور أكثر فاعلية في سبيل تحقق أهداف الخطة العشرينيّة.
ـ زيادة الإمكانيات والمخصصات البحثية وحصرها وايجاد مديرية أبحاث موحدّة في الجامعات.
ـ يقضة الشعب، بالأخصّ الشريحة الطلابية، في مواجهة الحرب النفسية التي يشنها الأعداء ودسائسهم الاعلامية والسياسية.
ـ إعادة النظر في نظام التعليم العالي وإصلاحه.
ـ الالتفات الأكبر من جانب المسؤولين إلى الثقافة باعتبارها الأساس لتقدّم وسعادة المجتمع.
ـ توفير فرص العمل للطلبة الجامعيين في الفروع المختلفة.
ـ ضرورة التقوية الأكثر لمراكز إعداد المعلمين.
ـ إزالة العقبات أمام ارتباط الجامعة بالتصنيع.
ـ ضرورة رفع إمكانيات ومخصّصات جامعة «بيام نور» والتقسيم العادل للإمكانيات والتسهيلات بين جميع الجامعات.
ـ الالتفات الجدّي لدور النخبة من الطلبة الجامعيين في نهضة البرامجيّات والانتاج العلمي.
ـ المزيد من التسهيلات من أجل توسيع عملية زواج الطلبة.
ـ ضرورة الاهتمام العلمي المكثّف بقضايا الطلبة ونشاطاتهم في المجالات السياسية والعلمية والثقافية.
ـ المشاركة الفاعلة للطلبة في انتخابات مجلس الشورى القادمة من أجل انتخاب المرشّحين الأصلح.