موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

القائد: حاجة مجتمع اليوم إلى علم الدين أكثر من الماضي

أشار قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي إلى حدوث قضايا اقتصادية ومالية وسياسية واجتماعية معقدة معتبراً أن مجتمع اليوم هو أحوج ما يكون إلى علم الدين من السابق.
وأضاف سماحة السيد القائد لدى استقباله أمس حشداً غفيراً من العلماء والفضلاء وعلماء الدين وطلبة الحوزات العلمية أضاف أن البصيرة والنظرة الشمولية والزهد وتعزيز البنية العلمية والرد على متطلبات مختلف شرائح الشعب بأنها من الأمور الضرورية التي يجب أن يتمتع بها علماء الدين في الوقت الراهن.
وأكد سماحته ضرورة تعزيز السند العلمي للحوزات العلمية بغية تبيين المفاهيم الدينية العميقة والرد على المتطلبات والمواضيع الجديدة في البلاد والمجتمع منوها بالقول: يجب على أصحاب الرأي والشخصيات التي تتحلى ببنية فقهية متينة ونظرة حداثوية حيال القضايا العصرية تبيين المسائل المختلفة والإجابة على المتطلبات الجديدة استناداً إلى الفقه والمباني الفقهية.
وأكد سماحة القائد المعظّم ضرورة رشد وتعزيز الهيكلية والبنية العلمية للحوزات العلمية مشيراً إلى التوسع المبارك في الحوزات العلمية متابعاً القول: يجب تنمية وتوسيع نطاق هذا النمو المبارك بشكل نشهد من خلاله خلال فترة قصيرة ظهور مجتهدين مرموقين بغية نشر العلوم الدينية وهذا الأمر يتطلب تعزيز القدرة العلمية للحوزات العلمية.
واعتبر سماحته أن التحلي بنظرة شمولية وثاقبة من الضرورات الأخرى لعلماء الدين والحوزات العلمية مشيراً إلى الخدمة القيمة والعظيمة التي قدمها الإمام الراحل(قدس سره) والتي تمثلت في طرح قضايا المجتمع والعالم في أوساط الحوزات العلمية وأضاف: إن لم يتمتع عالم الدين بنظرة شمولية وثاقبة فإنه لن يتعرف على المصاديق الحقيقية للأحكام والأوامر الإلهية ما يدفعه إلى تقويض نطاق الآيات الإلهية وحصرها في نطاق ضيق.
وفي هذا الإطار تطرق ولي أمر المسلمين إلى موضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر متابعاً القول: إنَّ المصداق الكامل والتام للأمر بالمعروف يتمثل في ايجاد مجتمع وحكومة إسلامية كما أن المصداق الكامل للنهي عن المنكر يتمثل في النهي عن المجتمع الطاغوتي، ولكن في حال فقدان النظرة الشمولية فإن هذا الحكم الإلهي العظيم سيقتصر على القضايا الجزئية.
ورأى سماحته أن البصيرة من الضرورات الأخرى التي يجب أن يتمتع بها عالم الدين وقال: إنَّ عالم الدين المفيد هو العالم الذي يتحلى بالبصيرة وذلك لأنه في حال انعدام البصيرة سيبتلى الشخص بالخطأ في تحديد مكانته ومكانة العدو، وكما حدث مع الأسف كراراً في القضايا السياسية والدينية والاجتماعية فإنه سيهاجم الجبهة الصديقة.
وأكد قائد الثورة المعظّم أن عالم الدين لا يمكنه ولا يجب أن يقتصر على المطالعة في حجته فقط بل عليه الاطلاع بشكل جيد على القضايا الداخلية والدولية والتيارات السياسية والطرق المحتملة لتوغل العدو والقضايا الهامة الأخرى.
وأشار سماحته إلى شمولية وتنوع مخاطبي علماء الدين وقال: يجب ألا نكتفي في الحكم على حاجة الأفراد إلى الدين اعتماداً على مظهرهم بل علينا اعتبار كافة أبناء الشعب بأنهم المخاطبون من قبل علماء الدين ولذلك يجب كسب المهارات اللازمة لنشر الدين بينهم.
واعتبر سماحة السيد القائد أن كشف ودرك جوهر تدين الشعب الإيراني من بركات وثمار دروس الإمام الراحل (قدس سره) مشيراً إلى الاعتماد الدائم والعميق للإمام حيال الشعب وأضاف: لا زال هذا الشعب يحب القرآن والدين وعلماء الدين ولذلك على علماء الدين من خلال تجاهل بعض الأقاويل طرح قضايا وموضوعات جذابة وجديدة لكافة الفئات الشعبية.
وفي هذا الاطار اعتبر سماحة السيد القائد إعادة قراءة آثار وأفكار الأستاذ الشهيد مرتضى مطهري ضرورة ملحة للمبلغين وطلبة العلوم الدينية.
ورأى سماحته أن الزهد المشفوع بالعلم من الضرورات الأخرى لعلماء الدين وأضاف: على علماء الدين التصرف بشكل يستشف الناس من سلوكهم عدم حرصهم على مال الدنيا والتوصل إلى هذا الأمر بحاجة إلى تهذيب النفس وتعزيز المعنويات.
كما أكد قائد الثورة الإسلامية ضرورة توسيع التواصل المتبادل والحميمي بين علماء الدين ودوائر البلاد لا سيما الدوائر التنفيذية.
وفي جانب آخر من كلمته وصف سماحته محافظة يزد بأنها دار العلم والعبادة مشيداً بالعلماء والشخصيات المرموقة والممتازة لهذه المحافظة متابعاً القول: إنَّ يزد كانت منشأ للعلم والدين ولذلك على علماء الدين وطلبة العلوم الدينية في هذه المحافظة النهوض بمستواها العلمي إلى المكانة اللامعة التي نفخر بها منذ الماضي ولحدّ الآن.
وخلَّد سماحته ذكرى شهيد المحراب آية الله صدوقي والراحلين آية الله روح الله خاتمي وآية الله أعرافي وأضاف: إنَّ كلا من هؤلاء الأعلام كان يتمتع بخصوصيات ممتازة ولذلك على طلبة العلوم الدينية مواصلة مسيرتهم عبر المثابرة ومضاعفة الجهود.

وفي مستهل هذا اللقاء رفع حجة الإسلام والمسلمين صدوقي إمام جمعة يزد وممثل الولي الفقيه في المحافظة تقريراً عن الجهود التي تبذل في الحوزات العلمية بالمحافظة.

700 /