اعتبر قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى الخامنئي، الثقافة بأنها الرئة التي يتنفس منها المجتمع مؤكداً: إن التطلعات الرئيسية للشعب الإيراني تكمن في تحقيق مجتمع حيوي وموحد ومتقدم ومتمتع بروح التضحية وزاخر بالأمل والثقة بالنفس ومدعاة للعدالة وأن الثقافة هي العامل الأهم لترجمة هذه الأهداف السامية.
وأشار سماحته لدى استقباله يوم السبت (27 ذي القعدة) أعضاء المجلس الأعلى للثورة الثقافية، أشار إلى التأثير العميق الذي تتركه الثقافة على مختلف أبعاد المجتمع والبلاد مضيفاً: إن الثقافة العامّة وفضلاً عن تأثيرها على السلوك الفردي والاجتماعي، تترك أثراً شاملاً على صنع واتخاذ القرارات الحكومية ولذلك يجب تبيانها ومتابعتها بشكل صحيح.
وأوضح سماحة السيد القائد أن التطلعات العامّة للشعب الإيراني المسلم والثوري هي معايير ومبادئ المجتمع المنشود والمثالي مضيفاً بالقول: إنه يجب العمل على تطابق الوضع الثقافي الموجود مع الوضع المطلوب والمثالي وبعد ذلك تحديد العيوب والمشاكل الموجودة ومناقشة الأسباب الموجدة للمشاكل ومن ثم الاهتمام الجاد بإطلاق خطط شاملة لإزالتها في إطار برنامج زمني محدد بغية تحقيق الأهداف المنشودة في هذا الحقل.
وأكد سماحته أن نشاطات المجلس الأعلى للثورة الثقافية يجب أن تمهد الأرضية لتحقيق العدالة الاجتماعية والتصرفات الفردية والاجتماعية الصحيحة وترسيخ المعتقدات الدينية في المجتمع والبلاد.
واعتبر قائد الثورة المعظّم مضاعفة النشاطات والإبداعات، تعزيز الثقة بالنفس على الصعيدين الفردي والوطني، رفع مؤشر الأمل وتعزيزه، الاستهلاك الصحيح، التشجيع على شراء البضائع المنتجة محلياً والاهتمام الأكثر بالمعالم والآثار الإسلامية ـ الإيرانية والثورية في صياغة المعمارية العامّة للبلاد وتعزيز الجرأة والشجاعة في العمل بأنها من جملة الأهداف الثقافية الايجابية وقال: إنَّ هناك أرضية جيدة للتوصل إلى هذه الأهداف في المجتمع لكن تحقيق هذه الأهداف بحاجة إلى التخطيط وتكثيف الجهود وتبيين هندسة الثقافة.
وأشار ولي أمر المسلمين إلى أن الخطوات المنجزة في مجال هندسة الثقافة في المجتمع ليست كافية قائلاً: إنه يجب الاهتمام الأكثر جاداً بهذه المسالة المهمة.
وأعرب سماحته عن تقديره لتحرّك وجدّية المجلس الأعلى للثورة الثقافية لاسيما رئيس الجمهورية وأمين هذا المجلس في القيام بمسؤولياتهم الحساسة معتبراً المجلس الأعلى للثورة الثقافية بأنه يضم نخبة من أصحاب الخبرة.
وأوضح سماحة السيد القائد أن الفلسفة الوجودية لهذه التشكيلة هي التمتع بقدرة اتخاذ القرارات وتنفيذها كما بإمكان هذه التشكيلة الفريدة ومن أهم واجباتها أن تقود البلاد نحو تحقيق أهدافها المرجوة وذلك عبر اعتمادها على خطط منسجمة ومتقدمة.
وانتقد سماحته تلك الرؤية الخاطئة التي ترى تناقضاً بين قرارات المجلس الأعلى للثورة الثقافية وصلاحيات الأجهزة الأخرى مضيفاً: إنَّ المجلس وفي أفق أعلى من مسؤوليات وصلاحيات مختلف الأجهزة ولكن بروية واقعية، يعطي لنشاطات كافة الأجهزة اتجاها ثقافياً موحداً.
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى المكانة الهامة والحساسة التي يتبوأها المجلس الأعلى للثورة الثقافية مؤكداً على أن قرارات المجلس ملزمة بالتنفيذ من قبل جميع الأجهزة مضيفاً أنه وكما أكد الإمام الخميني الراحل(قدّس سرّه) فإن قرارات المجلس الأعلى للثورة الثقافية ملزمة بالتنفيذ لكنه يجب صياغة آليات محددة لتحقيق هذا المهم.
كما أكد سماحته على أهمية اجراء الدراسات من قبل المجلس الأعلى للثورة الثقافية والتعامل مع النخب وخبراء الحوزة والجامعات مشدداً على ضرورة التخطيط والبرمجة لتحقيق الأهداف التي طرحت خلال اللقاء.
وفي مستهل اللقاء أعلن رئيس المجلس الأعلى للثورة الثقافية محمود أحمدي نجاد أن هذا المجلس يعتبر الثقافة محركاً رئيسياً للمجتمع في جميع الأنشطة وأنه استطاع في دورته الجديدة من اشاعة أدب الثورة وترسيخ الأمل والشجاعة والقيم المثالية والتضامن الوطني والاندماج مع النظام الإسلامي في أوساط المجتمع.