استقبل ولي أمر المسلمين سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي يوم الأربعاء (24 ذي القعدة) المشاركين في الاجتماع الأول لرؤساء السلطات القضائية في البلدان الإسلامية.
وأشار سماحته في اللقاء إلى استيعاب الأحكام الإسلامية لجميع متطلبات العصر سيّما العدالة معتبراً الثقة بالذات والاتكال على الله تعالى بأنهما سبيلان لحل مشاكل العالم العصرية.
وأكد قائد الثورة الإسلامية أن على الأجهزة القضائية في العالم الإسلامي ومن خلال التحلي بالاستقلالية والعودة إلى المعارف الإلهية في القضاء، أن تبذل جهودها لإعادة بناء وتعزيز صرح القضاء الإسلامي الرفيع.
وأشار سماحته إلى أن عقد اجتماعات كاجتماع طهران يمهد أرضية مناسبة لتعرف المفكرين والعلماء المسلمين على آراء واحدهم الآخر مضيفاً بالقول: إنَّ على الأمة الإسلامية أن تنتهز كل فرصة تؤدي إلى التقارب وتوجد حسن الظن فيما بينها لكي تتحقق تطلعات العالم الإسلامي.
واعتبر ولي أمر المسلمين أن الحقوق الإسلامية هي من أرقى أنواعها في العالم موضحاً: إنه رغم المنزلة السامية للحقوق والقضاء في الإسلام فإن الغرب وعبر هيمنته الثقافية يوحي بأن الأحكام الإسلامية لا تلبي متطلبات الإنسان العصرية وأنه للأسف فإن الأجهزة القضائية الإسلامية أيضاً قد تأثرت بالحقوق والقضاء الغربي.
وأكد سماحته أن غياب العدالة والأمن وروح الاخوة وكذلك هيمنة القوى من دون قيد جاءت نتيجة الهيمنة الثقافية للغرب مشدداً على أن العالم اليوم بات متعطشاً للعدالة والأمن وأنه يعامل المسلمون في الدول الغربية التي تدعي التحضر وحرية الفكر معاملة مبنية على الإهانة والإساءة هذا في الوقت الذي نلاحظ أن الاقليات الدينية في الدول الإسلامية وفي ايران أيضاً تعيش أجواء مفعمة بالاستقرار والحرية وتؤدي طقوسها الدينية.
وفيما أكد سماحته على أن الثقافة والحضارة الغربية عاجزة عن تأمين العدالة والأمن للبشر قال إنَّ الأحكام السامية للإسلام تلبي الحاجات الضرورية للإنسان.
وأشار ولي أمر المسلمين إلى التمييز الناجم عن السلطة الثقافية والسياسية والاقتصادية للغرب معتبراً الظلم الذي يمارسه الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني وصمت المدنية الغربية المدانة بأنه نماذج من التمييز الموجود في العالم وقال: إنه وفي ظل مثل هذه الظروف، على كافة المسلمين الدخول في الساحة عبر الاتكال على الله سبحانه والثقة بالذات والاتحاد وتقديم الخطط، لكي يتوصلوا إلى النتيجة المرجوة وإن الله سبحانه وتعالى وعد بأنه «حيثما يعطى العمل حقه فإن العون الالهي سيكون حتمياً».
وختاماً دعا سماحة السيد القائد رؤساء السلطات القضائية في البلدان الإسلامية إلى متابعة القرارات التي تبناها اجتماع طهران.
وفي مستهل اللقاء رفع آية الله هاشمي شاهرودي رئيس السلطات القضائية تقريراً عن الاجتماع الأول لرؤساء السلطات القضائية في البلدان الإسلامية المنعقد في طهران قائلاً: إنه نظراً إلى مشاركة العلماء الحقوقيين البارزين للبلدان الإسلامية في هذا الاجتماع فقد توفرت أرضية مناسبة للنهوض بمستوى الحقوق والقضاء الإسلاميين والانسجام الأكثر للدفاع عن الأمة والشريعة الإسلامية.
وتابع رئيس السلطة القضائية قائلاً: إنَّ النظام الداخلي لرابطة الأجهزة القضائية للدول الإسلامية ستجري صياغته في الأمانة العامة للاجتماع بالعاصمة طهران مع الأخذ بنظر الاعتبار الاقتراحات والأفكار المطروحة خلال الاجتماع ومن ثم سيتم المصادقة عليه في الاجتماع القادم لرؤساء السلطات القضائية للدول الإسلامية المزمع عقده في السعودية.
وفي هذا اللقاء أعرب كل من وزير العدل رئيس الجهاز القضائي السعودي آل الشيخ ووزير العدل السنغالي الشيخ تيجان سي ورئيس السلطة القضائية الاندونيسي البروفسور باقر منان ووزير العدل السوداني محمد علي مرضى، أعربوا جميعاً عن بالغ ارتياحهم للقاء قائد الثورة الإسلامية معتبرين اجتماع طهران بأنه خطوة هامة نحو تعزيز التعاون والانسجام بين الدول الإسلامية مؤكدين ضرورة استمرار عقد هذا الاجتماع والاستفادة المثلى من التجارب القضائية والحقوقية للدول الإسلامي.