استقبل قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي يوم الاثنين (20 شعبان) المئات من الفائزين في الأولمبيادات على المستويين الداخلي والدولي وكذلك المتفوقين في امتحانات دخول الجامعات والمتميزين في مهرجانات رازي والخوارزمي والمواهب الشابة وذلك في لقاء مفعم بالمحبة والصميمية استغرق أكثر من ساعتين.
وفي مستهل هذا اللقاء استعرض 10 من النخب العلمية الشابة وجهات نظرهم حول مختلف القضايا العلمية والنخبوية في البلاد.
وقام كل من السادة أميد ديانت الفائز في مهرجان رازي، والطالب الجامعي المتميز إحسان غلامي الحائز على فضية الأولمبياد العالمي للفيزياء، وعلي أكبر أبو الحسني الفائز بالمركز الثالث في الأولمبياد الوطني للفيزياء، وسيد حسام فيروزي الفائز بذهبية الأولمبياد العالمي للرياضيات، وعلي رضا إيماني الفائز بالأولمبياد الوطني للكهرباء على مستوى الجامعات، وإحسان شعباني الفائز بذهبية الأولمبياد العالمي للكيمياء، ومحمد حسين أميري الفائز بفضية الأولمبياد العالمي للإحياء، ومحمد شير علي شهرضا الفائز بمهرجان الخوارزمي، وإيمان افتخاري الفائز بذهبية أولمبياد الرياضيات، وكذلك السيدات زهراء شريفي الفائزة بذهبية أولمبياد الآداب، والهة سادات نقيب الفائزة بذهبية الأولمبياد العالمي للنجوم، وزهراء ناجيان أصل الفائزة بالمركز الأول في امتحانات دخول الجامعة قبل ثلاثة أعوام في فرع الفنون الجميلة، طرحوا مواضيع عديدة وكانت كالآتي:
- بذل مؤسسة النخبة مزيداً من الاهتمام للتعرف على متطلبات النخب وتلبيتها.
- تشكيل مجاميع أعمال بمشاركة النخب بغية الاستفادة من أفكارهم وآرائهم.
- تيسير تواصل النخب مع المراكز العلمية والأبحاث في أبرز جامعات العالم.
- تأسيس مصرف علمي للنخبة.
رصد رساميل للقيام بالتحقيق والبحث في فروع جديدة.
- اهتمام الجهاز الإعلامي الوطني بالشريحة النخبوية إلى جانب اهتمامه بالأبطال الرياضيين.
- ضرورة رعاية المواهب العلمية الشابة في المحافظات لاسيما في المناطق النائية.
- عدم التمييز في منح الرتب للحائزين على ميداليات في مختلف الأولمبيادات والفائزين في مهرجاني الخوارزمي ورازي.
- الاستفادة من قدرات وآراء النخبة الشابة في صياغة أنموذج التنمية والخارطة العلمية الشاملة للبلاد.
- تحديد مكانة ودور المواهب الشابة في الحركة العلمية للبلاد.
- تعزيز الأسس الفكرية للنخبة الشابة عبر الإجابة المقنعة على أسئلتهم وشبهاتهم بالأدلة والبراهين.
- توفير الأرضيات والمحفزات العلمية بغية الحدّ من الهجرة العلمية لبعض النخبة.
- الاهتمام بعلوم الجو فضاء والنجوم وتوفير الإمكانات والوسائل العلمية المطلوبة لهذه الفروع.
- ضرورة التوعية الثقافية حول أهمية العلوم الإنسانية في الجامعات والمراكز العلمية.
- التمهيد لإيجاد منحى علمي وأبحاثي في فروع الفنون وتحاشي النظرة التفننية.
- الدعم المالي والمعنوي للمخترعين الشباب واختراعاتهم.
- واستثمار المراكز العلمية والصناعية الجاد للمواهب الشابة في البلاد ومشاريعهم العلمية.
وبعد ذلك تحدّث سماحة قائد الثورة المعظّم معتبراً إقامة هذا الاجتماع والإصغاء إلى أحاديث النخبة الشابة بأنه ممتع ومدعاة للارتياح.
وصرّح سماحته بالقول: إن الحركة العلمية التي بدأت اليوم في البلاد وازدهار وتفتق الطاقات الشابة هي مبعث أمل وبشارة كبيرة لا يمكن وصفها وبفضل الباري تعالى ستبلغ هذه الحركة غايتها المنشودة وستمهد الطريق لتحقيق الأهداف السامية للشعب الإيراني.
واعتبر سماحة السيد القائد الحركة العلمية للبلاد ضرورة وحاجة مضاعفة وملحة وأضاف: إن التخلف التاريخي الذي عاشته البلاد على يد نظام الاستبداد والحكام العملاء والإذلال منذ عهد الغجر وحتى انتصار الثورة الإسلامية يعد أحد العوامل الرئيسية التي تثير حاجة البلاد الملحة لحركة علمية جادة.
وفي معرض إشارته إلى الدليل الآخر لحاجة البلاد إلى الحركة العلمية أوضح سماحته قائلاً: على أي بلد متطلع للعز هو الاستقلال والهوية والأمن والرخاء أن يتحلى بطاقة علمية مؤكدا أن هذه حقيقة لا تنكر وهي ضمن سياق حياة الإنسان.
وأشار سماحته إلى التبعات المريرة والمشاق العظيمة التي تجرعها وتكبدها الشعب الإيراني بسبب إبعاده عن ركب التقدم العلمي العالمي على مدى أكثر من قرن وقال: رغم أن ظروف البلاد مختلفة بشكل كبير مقارنة بالماضي بفضل الثورة الإسلامية والعزة والاستقلال والهوية التي تحظى إيران بها حالياً منقطعة النظير إلا أن الطريق مازال طويلاً أمامنا للتعويض عن التخلف الذي مني به البلاد.
ورأى سماحة السيد القائد أن العلم من ضرورات القوة وأن تحكم بعض البلدان الغربية ومنها أمريكا نابع من قدراتها العلمية منوهاً بالقول: أحد مصاديق هذا التحكّم الطاقة النووية والقدرات العلمية والتقنية التي يتمتع بها خبراؤنا الشباب في هذا المجال، حيث تقول هذه البلدان بما أننا لا نثق بكم فيجب ألا تمتلكوا هذه التقنية.
وأضاف سماحته: إن الذين يطلقون هذه التصريحات هم الذين أثاروا حربين عالميتين خلال عشرين عاماً واستخدموا قواتهم العسكرية أينما تمكنوا والجرائم التي ارتكبوها في هيروشيما والعراق وأفغانستان وفلسطين وكوسوفو هي نماذج من أسلوبهم وأدائهم.
وأكد ولي أمر المسلمين أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وعلى مدى الثمانية والعشرين عاماً الماضية لم تكن البادئة في أي اعتداء أو هجوم عسكري متابعاً القول: رغم هذه التحكمات فان الشعب الإيراني لا يزال صامداً وسيصمد ولن يرضخ للقوة في القضية النووية ولا القضايا الأخرى.
ورأى سماحته ضرورة استخلاص العبرة من تحكم أمريكا وبعض البلدان على سائر الشعوب وأضاف: إن هذه البلدان وبسبب امتلاكها للقدرات العلمية ترى من حقها التحكم دولياً على الآخرين ولذلك ومن أجل التصدي لهذا التحكم يجب التسلح بسلاح العلم.
وأكد قائد الثورة المعظم قائلاً: إن ضمير كل من يعشق بلاده وشعبه ودينه وهويته لن يسمح له بألا يكترث بهذه القضية المهمة وسبب تأكيدي المستمر وإصراري على موضوع النهضة العلمية خلال الأعوام الماضية يأتي من هذا المنطلق.
ونوّه سماحته إلى تاريخ إيران على صعيد تربية النخب والعلماء الكبار في مختلف المجالات العلمية وقال: إن الشعب الإيراني ونظراً لمواهبه العظمية مؤهل لتحقيق طفرة علمية وخلافاً للبلدان الغربية فإن شعبنا يتطلع إلى تكريس قدرته العلمية لخدمة البشرية.
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى تأكيد الدين الإسلامي على طلب العلم خدمة للإنسانية والعدالة والسلام والأمن وأضاف: إن بعض البلدان الغربية التي تحظى بقدرات علمية تستخدم هذه القدرات لإثارة الحروب وإراقة الدماء بسبب عدم اهتمامها بالشؤون المعنوية وابتعادها عن الله وتركيزها على الرأسمالية والعلوم الشاذة، وعلى رأس هذه البلدان النظام الأمريكي.
وأشار سماحته إلى التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي واصفاً إياها بأنها مقززه وتنم عن نزعة عنف واستكبار مؤكداً بالقول: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومنذ انتصار الثورة الإسلامية لم تشعر بأي خوف من التجهم الدولي والنعرات التي تطلقها بعض الجهات وشعبنا سيصرع هذه القوى المغرورة بأسلوب فني مشفوع بالحكمة.
ورأى ولي أمر المسلمين أن الاستعلاء الأمريكي النابع من الحمق وبعض البلدان الغربية هو أحد عناصر انهيارها منوها بالقول: إن هذه القوى وبسبب تكبرها ونشوتها وأهوائها وقدرتها تغوص كل يوم في المستنقع الذي أوجدته هي بنفسها وستسقط وتنهار في النهاية.
وأشار سماحته إلى المنحى الذي تعتمده الحكومة في مجال دعم النخب مؤكداً ضرورة الاهتمام بالتقدم العلمي على صعيد رسم الخطوط العريضة لسياسات البلاد وتنفيذها والاستفادة من النخب في مختلف المراكز العلمية وقال: على النخبة أيضاً شحذ هممهم وتحديد دور وطني وتاريخي لأنفسهم في مسيرة الشعب الإيراني الرامية إلى تحقيق التطلعات السلمية.
وصرّح سماحة السيد القائد قائلاً: يجب أن يكون الهدف هو إيصال الشعب الإيراني والبلاد في المستقبل إلى مستوى من القدرة تصبح معه مرجعاً علمياً عالمياً وأن يشعر كل محقق أو عالم بحاجة إلى تعلم اللغة الفارسية بغية الحصول على أحدث التطورات العلمية.
وشدّد سماحته على ضرورة متابعة موضوع وضع الخارطة العلمية للبلاد من قبل المجلس الأعلى للثورة الثقافية وأضاف: يجب أن تحتوي الخريطة على معلومات دقيقة لمختلف المراكز العلمية وعدد الطلبة الجامعيين وجنسيتهم والمستوى العلمي لمختلف مناطق البلاد.
كما أكد ولي أمر المسلمين على ضرورة عملانية الأبحاث والاختراعات وإكمال سلسلة العلوم والتقنات الوطنية داعياً نخبة البلاد إلى تجنب الغرور، حبّ الوطن والأرض والتراب، رعاية حقوق الوالدين والأساتذة وتجنب التركيز على الترجمة.