موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

القائد: سياسة إيران الخارجية ترتكز على المواجهة المنطقية مع نظام الهيمنة

اعتبر قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي لدى استقباله الثلاثاء (7 شعبان) مسؤولي وزارة الخارجية وسفراء الجمهورية الإسلامية الإيرانية في سائر البلدان اعتبر توفير المصالح الوطنية بأنه الهدف الرئيسي لدبلوماسية البلاد وقال: إنّ معيار سياسة إيران الخارجية رفض علاقة المهيمن والمهيمن عليه والمواجهة المنطقية والذكية مع نظام الهيمنة العالمي، وإنّ تجارب الأعوام الثلاثة الأخيرة أثبتت انتصار الشعب الإيراني في هذا التحدي.
واعتبر سماحته تشكيل واستمرار نشاطات وزارة الخارجية بالاعتماد على الكوادر الثورية بأنهما من الخصوصيات المهمة والايجابية جداً لهذه الوزارة مشيراً إلى الطبيعة المليئة بالتحدي ذاتياً للسياسة الخارجية وقال: على وزارة الخارجية التخطيط والعمل علي أساس مصالح البلاد الوطنية، أي تحقيق أهداف الثورة الإسلامية على المدى البعيد وتحقيق أهداف الوثيقة العشرينية على المدى المتوسط.
وأشار ولي أمر المسلمين إلى تلاحم مبادئ الثورة الإسلامية مع الهوية والمصالح الوطنية مؤكداً: لابدّ من تقييم ودراسة القضايا المهمة المطروحة في السياسة الخارجية من هذا المنطلق.
وأشار سماحته إلى برنامج الدين الإسلامي المبين لسعادة البشر الشاملة وأضاف: إنّ الثورة الإسلامية أقيمت لتحقيق برامج الإسلام السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في إيران وترفض علي مستوى العلاقات الدولية أيضاً بالاعتماد على تعاليم الإسلام نظام الهيمنة الظالم وتتابع «السلام والأمن والسعادة لكافة الشعوب» ولذلك فان نظام الهيمنة العالمي يتعارض ذاتاً مع النظام الإسلامي، ولا ينبغي نسيان هذه الحقيقة أبداً.
واعتبر سماحة السيد القائد الدبلوماسية العالمية في نظرة السلطويين بأنها صفحة شطرنج يتعين علي بعض البلدان القيام بدور جندي لنظام السلطة ليصبح ضحية متى تقتضي مصالح هذه القوى.
وأضاف سماحته: إنّنا نرفض سلوك السلطويين تحت أية ظروف، وفي الوقت نفسه لن نخضع للسلطة بل نبني معاييرنا الدبلوماسية علي أساس مواجهة النظام السلطوي والخروج من قاعدة «التسلط ـ الخضوع».
وأشار قائد الثورة المعظّم إلى دعايات القوى السلطوية التي تصف فيها إيران بأنها خارجة عن القانون قائلاً: إنّ الشيطان الأكبر  أميركا  بصدد إيجاد نظام دكتاتوري عالمي، وأنها خرجت عن مسار القانون وطغت في الحقيقة علي المجتمعات الإنسانية من خلال طمس الحقوق البديهية للشعوب، لكنها تصف الشعب الإيراني الأبي بأنه خارج عن القانون، ونحن نقول: إذا اعتبرت مواجهة الظلمة والقوى السلطوية العالمية ودعم المظلومين خروجاً عن القانون فإننا نفتخر بذلك.
وأشار سماحة السيد القائد إلى التحدّي الذاتي الذي يمارسه نظام السلطة حيال الجمهورية الإسلامية الإيرانية طارحاً هذا السؤال: هل هناك فائدة من تحدّي الشعب الإيراني لهذه الجبهة الظالمة نظراً إلى السلطة المدهشة التي فرضها السلطويون علي العالم؟
واعتبر سماحته الإجابة غير الواقعية علي هذا السؤال بأنها منزلق، مُبيّناً: إنّ الكثير من الأشخاص الذين لم يتمكنوا من الإجابة الصحيحة على هذا السؤال أو أجابوا سلبياً، في الحقيقة تراجعوا عن مبادئ الثورة وأعلنوا أنه لا يمكن القيام بأي شيء أمام السلطويين ويجب التراجع أمامهم.
وأكّد قائد الثورة الإسلامية أنّ التجارب المكتسبة خلال العقود الثلاثة الأخيرة تعتبر أساساً حقوقياً للإجابة على السؤال المطروح حول قدرات الشعب الإيراني موضحاً: إنه استناداً إلى التجارب المتعدّدة والمصيرية الموجودة يمكن القول بحزم أنّ بإمكاننا مواجهة جبهة السلطة وتحقيق الانتصار أمام الجبهة الأقوى منها، بالارتكاز على القوة العظيمة التي منحها الإسلام الحنيف للشعب الإيراني.
وبيّن ولي أمر المسلمين التجارب التي تثبت إمكانية تحقيق النصر على القوى السلطوية منوهاً إلى انتصار الثورة الإسلامية أمام النظام البهلوي البائد وأعوانه وأضاف: إنّ تبيان الموقع الذي كان يحظى به النظام البهلوي بدقة وكيفية انتصار الشعب أمام هذا النظام الأميركي المدجج بالسلاح يبرهن أن انتصار الثورة الإسلامية كان معجزه حدثت بفضل اعتماد الشعب الإيراني على الإسلام.
واعتبر سماحته انتصار الشعب الإيراني أمام النظام الصدامي البائد بأنه تجربه أخرى يساعدنا على التكهن بنجاح النظام الإسلامي من خلال تحديها أمام القوى السلطوية عبر الاستناد إليها.
وفي هذا السياق أردف قائد الثورة المعظّم قائلاً: إنّ أحداث الحرب العراقية المفروضة على إيران تثبت بأن القوى السلطوية في الشرق والغرب وأذنابها وقفت إلى جانب الطاغية صدام في مواجهة النظام الإسلامي لكن الشعب الإيراني العظيم ألحقَ الهزيمة بتلك الجبهة المقتدرة ظاهرياً وطرد صدام وأذنابه من أرض الوطن الإسلامي.
واعتبر سماحته «بقاء وقوّة إيران الإسلامية المتزايدة» وزيادة دور إيران في المنطقة والعالم بأنها من التجارب القيّمة الأخرى للمواجهة بين جبهة الشعوب وجبهة المهيمنين، وقال: إنّ الجمهورية الإسلامية ورغم تهديدات وضغوط الأعداء المختلفة والمتواصلة تقوى يوماً بعد يوم في المجالات العلمية والسياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وإنّ هذه الحقيقة تبشر بالنصر النهائي للشعب في تحدّي المهيمنين.
وأشار سماحة السيد القائد في هذا المجال إلى تقدم شبان إيران العلماء في موضوع التقنية النووية وأضاف: إن كافة البلدان القوية تسعى حتى إلى عدم اقتراب الجمهورية الإسلامية من سياج التقنية النووية المحتكر لكن الشعب الإيراني مع أنه كان يرزح تحت الحظر لكنه يمتلك الآن هذه التقنية المتقدمة ولا تتمكن أي قوه أن تسلبه منا بأي شكل من الأشكال.
واعتبر سماحته رُقي مكانة الثورة الإسلامية بين الشعوب خاصة الشعوب المسلمة و«الصحوة الإسلامية للشعوب» بأنها من التجارب والحقائق الأخرى التي تظهر نصر الإسلام المؤكّد في مواجهة نظام الهيمنة العالمي.
واعتبر ولي أمر المسلمين انتصار حزب الله اللبناني في حرب الـ33 يوماً ضد جيش الكيان الصهيوني بأنه دليل على القوّة والطاقة الإسلامية العظيمة ومن العبر العجيبة مشيراً إلى تدهور أوضاع هذا الكيان المتزايد في داخل الأراضي المحتلة وأضاف: إنّ هزيمة أمريكا في كافة المشاريع الإقليمية بما فيها العراق ولبنان وأفغانستان والطريق المسدود الاستراتيجي للشيطان الأكبر في الشرق الأوسط تعد من التجارب الواضحة التي تظهر أنّ الشعب الإيراني ومسؤولي النظام الإسلامي لو حافظوا على إيمانهم ونشاطهم وأملهم بإمكانهم في ظل العمل الصالح والتخطيط الصحيح والعمل والسعي المتواصل، تحقيق النصر في تحدّي نظام الهيمنة العالمي.
ودعا سماحته في ختام كلمته مسؤولي دبلوماسية البلاد إلى التنظير بشأن القضايا المطروحة في هذا اللقاء وجعل هذه المباحث عمليه مؤكداً: بالاتكاء على الله وتهذيب النفس والتخطيط المنطقي والفكري والإجراءات الصحيحة حققوا أهداف دبلوماسية الجمهورية الإسلامية أي تأمين مصالح إيران الوطنية.
وفي مستهل هذا اللقاء قال وزير الخارجية السيد متّكي في تقرير عن المنتدى الأخير لمسؤولي دبلوماسية البلاد قال: إنّ إيران توصّلت إلى مكانة سامية ومؤثرة في المنطقة من خلال التحليل الصحيح لمسؤولي النظام لتطورات المنطقة والنشاط المنسق للسفارات.
وعدّد وزير الخارجية إجراءات وزارة الخارجية بما فيها متابعة سياسة ارتباط وتأثير القطاعات الاقتصادية والثقافية في العلاقات الخارجية والسعي للتعريف بالطاقات الفنية والهندسية للمتخصصين الإيرانيين واستقطاب الرساميل الأجنبية وطرح ومتابعة موضوع التلاحم الإسلامي وتعزيز العلاقات مع بلدان الجوار والسعي لحل مشاكل الإيرانيين في خارج البلاد.
وأشار الوزير متّكي إلى الجهد الدبلوماسي لوزارة الخارجية إلى جانب المجلس الأعلى للأمن الوطني لتبيين وإحقاق الحقوق النووية للبلاد وقال: إنّ الجهود السياسية المستمرة وتوجيه الرأي العام العالمي أدّت إلى فشل العدو في إنكار حقوق إيران النووية البديهية.

700 /