موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

ولي أمر المسلمين: جبهة الحق هي المنتصرة في مواجهة الباطل والقوى الاستكبارية

اعتبر ولي أمر المسلمين سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي اليوم الأحد (٥ شعبان) لدى استقباله الضيوف المشاركين في المجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام) اعتبر نشر معارف الإسلام الأصيلة من خلال التعريف الصحيح والدقيق بمدرسة أهل البيت (عليهم السلام) ومعرفة حقائق ومتطلبات العالم الإسلامي بأنها أهم واجب للمجمع، مشيراً إلى النشاط والهوية والصحوة الإسلامية غير المسبوقة الراهنة بين المسلمين وقال: إنّ المنتصر الرئيسي في الصراع بين جبهتي الحق والباطل والقوى الاستكبارية هو جبهة الحق والإسلام.
وقدّم سماحته تهانيه بمناسبة الأعياد والمواليد السعيدة في شهر شعبان مُذكّراً بالمؤامرة القديمة والخطوة المتمثلة ببثّ الخلافات بين المذاهب الإسلامية وبسابقة وتبحّر بريطانيا الطويل في هذا المجال وأضاف: إنّ وحدة المسلمين وتشكيل الأمة الإسلامية الموحّدة أمر خطير ومقلق بالنسبة للمستكبرين الطامعين، ولذلك إضافة إلى بريطانيا فإن الأجهزة الاستخباراتية الصهيو امريكية تكرس اليوم كافة جهودها للحيلولة دون وحدة المسلمين.
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى انتشار الفكر الإسلامي الأصيل بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران وقال: إنّ الأمر الآخر الذي يقضّ مضاجع القوى الاستكبارية هو انتشار إسلام الجهاد، إسلام الاستقلال، إسلام العزّة والهوية، والإسلام الذي يعارض هيمنة الأجانب من إيران إلى مختلف أرجاء العالم الإسلامي، وعلى هذا فإن بثّ الخلاف بين إيران وسائر البلدان الإسلامية يعدّ من الأهداف الحقيقية التي يتبعها الأعداء في الوقت الراهن.
ونوّه سماحته إلى الدعاية الواسعة ضد النظام الإسلامي وكذلك ضد مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) مؤكداً: رغم كل هذه الدعايات فإن أفكار الثورة الإسلامية في إيران امتدّت إلى كافة أرجاء العالم الإسلامي وانّ الصحوة والحركة والهوية الإسلامية الراهنة بين المسلمين لا يمكن مقارنتها مع ما كانت عليه قبل عشرين عاماً.
كما وصف سماحته تقدّم الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مختلف المجالات العلمية والتقنية والسياسية ومجالات الإدارة والإنتاجية بأنها لا يمكن تصوّرها مقارنة مع ما كانت عليه قبل عشرين عاماً وأضاف: في مقابل هذا النشاط والتقدّم الذي أحرزه العالم الإسلامي أصبحت أمريكا أضعف مما كانت عليه قبل عشرين عاماً، ولا تملك تلك الهيبة والقوة السابقة، بالإضافة إلى أنها وأتباعها قد وقعوا في مستنقعات كلّما يمرّ الزمن يطمسون فيها أكثر، ويتوقّع لهم مستقبلاً خطراً.
وأكد سماحة السيد القائد على ضرورة الفهم الصحيح لهذه الحقائق وعدم الاغترار بهذه النجاحات وقال: إنّ كل هذه القرائن والحقائق تشير إلى حقيقة هي أنه وفقاً للمسار الطبيعي للسنن الإلهية فان جبهة الباطل دون شك ستخسر في المعركة الجارية بين جبهة الحق والصحوة الاسلامية من جهة وجبهة الباطل وعلى رأسها الشيطان الأكبر أمريكا من جهة أخرى.
واعتبر سماحته أن الرحمة والعون الإلهيين رهن بحركة وجهاد الإنسان المؤمن، مضيفاً: إنّ على جميع المسلمين  وعبر الشعور بالتكليف والتفاني مواصلة جهادهم في جميع الميادين السياسية والثقافية والاعلامية والاجتماعية، وتعزيز الترابط والاتحاد فيما بينهم.
وأشار ولي أمر المسلمين إلى بعض الدعايات المسمومة والأنانية بحق أتباع آل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) مؤكداً: إن حركة المجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام) هي في الاتجاه الايجابي، ومن أجل تلبية متطلبات العالم الاسلامي لمعارف الإسلام الحقيقية وفتح آفاق جديدة.
وتابع سماحته: إن النداء الذي يرفعه أتباع أهل البيت هو نداء الوحدة والعزة والحياة المشفوعة بالعرفان والحكمة.
واستدرك سماحة السيد القائد حديثه بالقول: إنّ معارف الإسلام الحقيقية التي تبلورت في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) تعني في الواقع المعنوية البعيدة عن الانزواء والمصحوبة للسياسة، والعرفان الممزوج بالنشاطات الاجتماعية، والخشوع المصحوب بالجهاد، مشدّداً على أنّ عالم اليوم ظمآن لمثل هذه المعنويات.
ووصف سماحته الصحيفة السجادية بأنها أنموذج ونبذة لأفكار أهل البيت (عليهم السلام) موضحاً: إنّ هذه الصحيفة هي منهج للحياة المشفوعة بالعرفان والعشق والحكمة.
وأوصى سماحة قائد الثورة المعظّم أتباع أهل بيت النبوة بالتعرّف الوافي علي أفكار ورؤى هؤلاء الأتقياء العظام مؤكداً ضرورة نبذ الخرافة من هذه الأفكار، قائلاً: إنّ من القضايا المهمة اليوم هي الحد من الخلط بين معارف الدين والخرافات، حيث يتوجب على الشريحة العلمائية والشخصيات البارزة، ومن خلال تبيين معارف أهل البيت (عليهم السلام) بشكل صحيح ودقيق؛ للحيلولة دون تغلغل مسائل خرافية إلى الدين.
وفي مستهل اللقاء قدّم حجة الإسلام والمسلمين أختري رئيس المجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام) تقريراً عن الاجتماع الرابع للمجمع، وقال: إنّ تشغيل فضائية الثقلين وتأسيس صندوق للإستثمار المشترك وإقامة مصرف إسلامي وانشاء جمعيات ومؤسسات لحقوق الإنسان ونقابات هي من جملة النشاطات المستقبلية للمجمع العالمي لأهل البيت (سلام الله عليهم).

700 /