تفقد قائد الثورة الإسلامية سماحه آية الله العظمى السيد علي الخامنئي صباح يوم الإثنين (1 رجب) مؤسسة رويان للأبحاث ومعرض انجازات الجهاد الجامعي وتعرف عن كثب على انجازات علماء وباحثي هذه المؤسسة والجهاد الجامعي.
وفي مستهل هذه الزيارة التي استغرقت ساعتين ونصف الساعة حضر سماحته لدى النصب التذكاري لشهداء الجهاد الجامعي لإحياء ذكرى هؤلاء الشهداء وكذلك ذكرى المرحوم الدكتور سعيد كاظمي آشتياني الرئيس السابق لمؤسسة رويان متفقداً أسرة ذلك المرحوم.
وخلال زيارته لمؤسسة رويان للأبحاث تفقد سماحة السيد القائد مختلف أقسام معاونية أبحاث الجنين بما فيها مختبرات خلايا المنشأ وتحديد الخارطة البروتينية وعلم الأحياء الجزيئية ومختبر زراعة الأعضاء وقسم علم الأجنّة التطبيقي حيث قام العلماء والمتخصصون والباحثون في هذه الأقسام بتقديم التوضيحات اللازمة.
ومن المشاريع التي تمّت أو تتم في قسم الأبحاث بمؤسسة رويان، السعي لتحويل الخلايا العادية إلى خلايا جذعية وتحويل الخلايا الجذعية إلى خلايا منتجة للانسولين أو خلايا كبدية أو عصبية وتحويل الخلايا الجذعية لنخاع العظام لدى الكبار إلى خلايا عظمية أو غضروفية بهدف علاج العظام والغضاريف التالفة بما فيه مرض التهاب المفاصل والاستنساخ بالاستفادة من الخلايا غير الجنينية الذي تكلل بالنجاح من خلال استنساخ النعجة «رويانا» والسعي للاستفادة من الاستنساخ في علاج الأمراض الناجمة عن أداء الخلايا السيئ وإنتاج الحليب الحاوي على البروتين الذي يحتاجه الإنسان كالأنسولين.
وقدّم العلماء والباحثون خلال هذه الزيارة توضيحات بشأن «بنك الدم للحبل السري» الذي يعدّ من الأقسام المهمة في مؤسسة رويان للأبحاث التابعة للجهاد الجامعي.
ويعدّ دم الحبل السري للمولود من المصادر الغنية بخلايا المنشأ وإن الاحتفاظ به قد يساعد على علاج الأمراض المستعصية التي قد يصاب بها المولود أو أحد أفراد أسرته أو أشخاص آخرون في العالم في المستقبل والتي يمكن علاجها بواسطة الخلايا الجذعية الموجودة في دم الحبل السري.
هذا وتفقد سماحة السيد القائد أيضاً معرض انجازات الجهاد الجامعي الذي تعرض فيه مشاريع وأداء وانجازات الجهاد الجامعي في المجموعات التخصصية الفنية والهندسية والعلوم الطبية والعلوم الأساسية والزراعة والعلوم الإنسانية. ومن المشاريع والأبحاث المعروضة في هذا المعرض، مشروع تصميم وتطوير نظام أجهزة مكافحة ملوثات الهواء في المعامل الصناعية ومشروع تصميم وتطوير نظام الكهرباء والتحكم في منصات الحفر وتطوير المرسلات الذي حول البلاد في بعض الحالات إلى ثاني بلد ينتج هذا النوع من مرسلات أف.أم وأم.دبليو الإذاعية القوية، وأبحاث الفيزياء وهندسة البيئة.
كما تفقد سماحته قسم العلاج بمؤسسة رويان أيضاً.
يشار إلى أن أداء قسم معالجه العقم في مؤسسة رويان يتطابق مع المعايير العالمية من حيث الكمية والجودة وبإمكانه منافسة أفضل المراكز العالمية المماثلة.
وفي هذه الزيارة التي ترافقت مع تقديم توضيحات من قبل رؤساء مختلف الأقسام أعلن بأنه تمّ لحدّ الآن تشكيل 70 ألف ملف لمرضى مصابين بالعقم وخضعوا للعلاج فضلاً عن معالجة مئات الأجانب العقيمين في هذه المؤسسة.
ومن ثمّ أشار قائد الثورة الإسلامية في كلمته بجمع من مسؤولي وباحثي مؤسسة رويان ومراكز الجهاد الجامعي في شتى أنحاء البلاد أشار إلى النهضة العلمية المباركة التي انطلقت منذ عدة سنين في البلاد وانتشرت مضيفاً القول: إن الهدف من زيارة مؤسسة رويان هو القيام بخطوة رمزية تكريماً للنهضة العلمية الواسعة والمنتشرة في البلاد وتكريم كافة الباحثين لاسيما باحثي مؤسسة رويان والجهاد الجامعي.
واعتبر سماحته مؤسسة رويان بأنها مركز ناجح ونتاج لامع لتركيب العلم والإيمان والسعي مخلداً ذكرى المرحوم الدكتور سعيد كاظمي آشتياني وأضاف: إن هذا المرحوم بإيمانه ومثابرته وجهده الدؤوب وإدارته الناجحة تمكن من إيجاد مؤسسة علمية وضعت نصب القيام ببحوث علمية مشفوعة بالإيمان والتقوى بشكل كامل.
ولفت سماحة السيد القائد إلى الطاقات والإمكانيات الثرة المتوفرة لدى مؤسسة رويان وقال: إن هذه الإمكانيات تمكن المؤسسة من اتخاذ خطوات واسعة على صعيد التقدم والتطور وفي الحقيقة إن هذه المؤسسة هي الخلية الرئيسية للنهضة العلمية السائدة في البلاد كما هو الحال بالنسبة إلى كل باحث وعالم يؤمن بتركيب العلم والإيمان حيث يمتلك مثل هذه الطاقة.
ووصف سماحته مؤسسة الجهاد الجامعي بأنها الوليد المبارك للثورة الإسلامية ومن ثمارها مشيراً إلى تركيب كلمتي الجهاد والجامعة في تسمية هذه المؤسسة وقال: الجهاد الجامعي يعني الجهاد والنضال الهادف والواعي المشفوع بالعقلانية لتحقيق التطلعات على أعلى المستويات أي العلم والجامعة.
ونوّه قائد الثورة المعظّم إلى أن الجهاد الجامعي تبلور منذ البداية على أساس الدين والتقوى مؤكداً بالقول: لذلك يجب صيانة هويته الجهادية والإيمانية والثورية وتعزيزها.
ورأى سماحته أن العمل والبحث هو السرّ الحقيقي والمفتاح الرئيسي لتقدم البلاد ووصولها إلى المكانة المنشودة وأضاف: إن شمولية علوم ومعارف البلدان والشعوب الأخرى تشكل مقدمة لخوض غمار حقل العلم والأبحاث الواسع، ولا يجوز التوقف أبداً في هذا المجال.
وانتقد ولي أمر المسلمين الأنظمة السلطوية التي تسود العالم وقال: إن مكانة ودور البلدان والشعوب على الصعيد الدولي يجب أن تحدد وفقاً لطاقاتها ومواهبها العلمية.
وأشار سماحته إلى أن العالم مقسوم حالياً إلى قسمين (متقدّم ومتخلّف) و(رئيس ومرؤوس) بسبب بعض المحاولات التي تمارسها القوى السلطوية لحكر العلم على نفسها وجور المستكبرين مؤكداً ضرورة تغيير هذا النظام السائد.
واعتبر سماحة السيد القائد أن السعي والجهد العلمي من أهم عناصر تغيير نظام الهيمنة الذي يسود العالم حالياً وأضاف: ومن هذا المنطلق بإمكان الشعب الإيراني الاضطلاع بدور ممتاز نظراً لتاريخه وثقافته وماضيه العلمي ومواهبه اللامعة.
واعتبر سماحته أن مساعدة المراكز والمشاريع العلمية والبحثية والتقنية من مسؤوليات الحكومة والأجهزة المعنية وقال: يجب أن تسود رغبة القيام بالأعمال البحثية في الأوساط العلمية الأمر الذي لن يتحقق بالتوصيات والأوامر بل عبر التدبير ومساعدة الوزارات والأجهزة والمراكز المعنية بالتخطيط الثقافي للبلاد وجهود المفكرين والعلماء.
وأكد ولي أمر المسلمين بأن العلم والدين توأمان وأضاف: إن العمل المنفصل عن الدين كما هو بارز في ممارسات بعض البلدان يؤول في النهاية إلى إنتاج أسلحه حربية مثل القنبلة النووية أو يتحول إلى أداة لممارسة الضغط على الآخرين، ولكن العلم المشفوع بالدين والجهد السعي لله وفي سبيله بإمكانه تحقيق نجاح خالد وما حققته مؤسسة الجهاد الجامعي هو من مصاديق هذا النجاح.
وفي الختام ثمن سماحة السيد القائد الجهود والمساعي التي يبذلها العلماء والمحققون من أجل تحقيق التقدم والتنمية العلمية للبلاد.
وقبيل كلمة قائد الثورة الإسلامية رحّب كلّ من الدكتور كورابي رئيس مؤسسة رويان والدكتور طيبي رئيس مؤسسة الجهاد الجامعي بقائد الثورة الإسلامية ورفعا تقريراً عن أداء المؤسستين.