استقبل قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي صباح يوم الأربعاء (19 جمادى الثانية) حشداً غفيراً من النساء النخبة والناشطات في المجالات العلمية، الاجتماعية، الاقتصادية، السياسية، الثقافية والفنية. وأكد سماحته في هذا اللقاء: إن النظرة العامّة للإسلام حيال قضية المرأة هي أن مسؤولية إدارة وتقدم المجتمع والبلاد تقع على عاتق جميع الأشخاص سواء المرأة أو الرجل ولكن هناك مسؤولية أهم تضطلع بها المرأة مهما كان مستوى نشاطها وقدراتها الاجتماعية وهو دورها الهام في كيان الأسرة.
وقدّم قائد الثورة المعظّم أحرّ التهاني لمناسبة ذكرى ميلاد سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) وتقارن هذا اليوم الميمون مع ذكرى ميلاد الإمام الخميني (قدّس سرّه) مصرحاً بالقول: إن تأكيد الإسلام على الدور الفريد للنساء في الأسرة لا يعني مطلقاً معارضته لتواجدهن في الميادين المختلفة وإنما يمنح الأصالة والأولوية لدور الأمومة والزوجية في مقابل سائر النشاطات والأدوار الأخرى التي تقوم بها لأن بقاء ونمو وسمو البشرية واستقرار وسلامة المجتمع رهن بتحقيق هذا الدور.
ورأى سماحته وجود مجموعة هائلة من النساء النخبة في البلاد بأنة مؤشر على أحقية ونجاح نظرة الإسلام والجمهورية الإسلامية بشأن قضية المرأة منوهاً بالقول: لا نجد أيّ حقبة في تاريخ البلاد شهدت حضور هذا الكم من النساء الباحثات والعالمات والمفكرات والأديبات والفنانات والناشطات في المجالات السياسية والاجتماعية وهذه الحقيقة تكشف عن أن نظرة الإسلام إلى موضوع الحجاب وخلافاً للتسيب والانفلات ليس فقط لا يعدّ عقبة أمام تقدم وسمو النساء بل إن التقيد بالموازين الإسلامية والشرعية يمهد الأرضية لتفتق مواهب النساء وتسريع هذه العملية.
وانتقد سماحة السيد القائد النظرة الغربية الخاطئة التي تسعى إلى إبعاد المرأة عن سماتها الفطرية وتبديلها إلى نسخة ثانية للرجال وأضاف: إن هذه النظرة في الحقيقة تحط من مكانة المرأة، لأن تكامل المرأة هو أسمى وأهم من تكامل الرجل في بعض الأحيان.
ونوّه ولي أمر المسلمين إلى مسؤولية النساء النخبة في البلاد على صعيد تصحيح النظرة الغربية الخاطئة حيال قضية المرأة وقال: من منظار الإسلام فإن وجود المرأة يعدّ قيمة للمجتمع وكل من النساء والرجال لهما مكانتهما وطباعهما ودورهما الخاص وفقاً للخلق الإلهي الحكيم.
واعتبر سماحته أن نظرة الغرب الاستغلالية حيال النساء هي بمثابة ظلم بحق البشرية وخيانة عظيمة لحقوق المرأة قال: إن المرأة هي الجزء الجميل واللطيف والمكنون من الخلق والخطيئة العظمى التي ارتكبها الغرب هو جعله للمرأة وسيلة دعائية للإعلانات التجارية وكسب المزيد من الأموال وإشباع الغريزة الجنسية بعيداً عن أي نظم وقانون مما أدّى إلى ابتلاء البشرية بمشاكل مستعصية.
وانتقد سماحة السيد القائد المحاولات التي يبذلها البعض للموائمة القسرية بين التعاليم الإسلامية مع المواثيق الأجنبية الخاصة بالنساء وقال: لا شك أن بعض القضايا الفقهية المتعلقة بأحكام النساء ليست الكلمة الفصل في هذا المجال بل قد يتمكن فقيه متمرس مل بالمباني والأساليب الاجتهادية استنباط أحكام جديدة منها ولكن المحاولات التي يبذلها بعض المرعوبين للتلاعب بالأحكام الإسلامية ومؤائمتها مع بعض المواثيق الدولية أمر خاطئ.
وأكد سماحته ضرورة بذل مراكز الأبحاث والجامعات والحوزات العلمية جهوداً أكبر لتصحيح الرؤى والدعايات التي تروج للمساواة بين الجنسين سياسياً واقتصادياً وأضاف: إن القيام بهذه المهمة يشكل خدمة حقيقية لكافة نساء العالم.
وانتقد قائد الثورة المعظّم الإجحاف الموجود في العلاقات بين الرجل والمرأة في مختلف البلدان مؤكداً القول: يجب ألا يستغل الرجال قدراتهم البدنية وبعض الخصوصيات الأخرى للإجحاف بحق النساء داخل كيان الأسرة.
وفي هذا الاطار شدّد سماحته على أن رعاية الموازين والأخلاق الإسلامية داخل الأسرة وفهم مباديء الإسلام وتهذيب أخلاق الرجال هي من أهم العناصر التي تحول دون ممارسة الظلم ضد المرأة ولكن علينا أن نعرف أولاً وآخراً أنه سواء بالاستفادة من النصيحة أو القانون يجب تمهيد الأرضية لإيجاد علاقات أسرية نزيهة وصحيحة.
وفي جانب آخر من كلمته اعتبر ولي أمر المسلمين هذه الجلسة بأنها مفيدة وجيدة وأضاف: إن الهدف من تشكيل هذه الجلسة هو الاستماع إلى بعض القضايا من قبل نخبة من نساء المجتمع وكذلك القاء نظرة رمزية على مجمل النشاطات الجديرة بالإشادة في المجتمع الإسلامي هذا فضلاً عن أن بعض الموضوعات التي طرحت في هذه الجلسة كانت جذابة ومثيرة للإهتمام.
وفي مستهل اللقاء استعرض أربعة عشر من النساء الحضور وجهات نظرهن حول قضايا المرأة من جوانب مختلفة. وكانت المحاور الرئيسية التي دارت حولها المواضيع المطروحة كالتالي:
الالتفات الجاد إلى جبران الخلل الحاصل في حقل التنظير والأعمال البحثية الجادة حول مسائل المرأة ضمن إطار العلوم الإنسانية والإسلامية.
تجنّب النظر بسطحية إلى رأي الإسلام بخصوص قضايا المرأة ومكانتها.
طرح الحلول العملية والواضحة فيما يخص تقوية الأسرة وضرورة تحديد المؤشرات الكمية في البرامج ذات العلاقة بالارتقاء بمكانة المرأة.
الحضور الجدّي والفاعل على الصعيد الدولي من أجل بيان نظرة الإسلام الشاملة للمرأة.
ضرورة تدوين ميثاق الحقوق الأسرية وتقديمه في المحافل الدولية.
تقديم نموذج جديد لحضور المرأة المسلمة في الميادين المختلفة الداخلية والخارجية مع التأكيد على المحافظة على القيم الإسلامية.
ايجاد أرضية أكثر ملائمة لمشاركة الاساتذة من النساء الجامعيات في الهيئات العلمية للجامعات
توفير الظروف اللازمة لتربية متخصصات في بعض الفروع الجامعية.
خلق الجو المناسب للعاملات للاستمرار بالتحصيل الدراسي في المراحل الأكثر تقدماً.
ضرورة إحياء الدور الحقيقي للأسرة في المجتمع.
الالتفات الجدّي للمنظمات الشعبية (الغير الحكومية) التي تتعامل مع قضايا المرأة.
دعم الرياضة النسويّة على صعيدي الرياضة الجماعية والبطولات وإيجاد المراكز المناسبة.
إدخال مواد دراسية في الجامعات تتعلق بقضايا الأسرة.