موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

القائد: موقفنا الهجومي في السياسة الخارجية يختلف عن سياسة الحرب على العالم

استقبل قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي رئيس الجمهورية وأعضاء مجلس الوزراء ورؤساء المحافظات وكبار مسؤولي السلطة التنفيذية في كافة أنحاء البلاد حيث قدّم توجيهات قيمة إلى مسؤولي الحكومة التاسعة.
واعتبر سماحته في توجيهاته أن التمسك بشعارات وقيم الثورة الإسلامية والشجاعة على صعيد السياسة الداخلية والخارجية والمثابرة والتحلي بالحافز القوي والتواجد في كافة أنحاء البلاد والتعرّف عن كثب على المشاكل وحضور الكوادر المتخصصة والفاعلة على صعيد الأجهزة التنفيذية بأنها من نقاط قوة الحكومة التاسعة مضيفاً القول: إن البلاد اليوم تشهد تطوراً مطرداً في كافة المجالات ولذلك علينا من خلال التخطيط وتحديد الأولويات والتحلي بالحكمة ومضاعفة الجهود والاستفادة من الشباب المبدعين بغية تمهيد الأرضية لتقدم البلاد مادياً ومعنوياً بكل قوة واقتدار مع الأخذ بنظر الاعتبار الخطة العشرينية للبلاد.
واعتبر قائد الثورة المعظّم أن عقد جلسات بحضور مسؤولي مختلف القطاعات التنفيذية خطوة منقطعة النظير مؤكداً ضرورة استمرار مثل هذه الاجتماعات وقال: إن الظروف الراهنة ظروف استثنائية نظراً لأن شعارات الثورة الإسلامية تشكل الأساس في التخطيط وسياسات الحكومة، كما أن الحكومة التي استلمت مقاليد الحكم في البلاد من خلال أصوات الشعب تعتمد حوار مفاهيم الثورة باعتباره الحوار الغالب.
وأكد سماحته ضرورة اغتنام هذه الفرصة القيمة بغية خدمة الشعب منوهاً بالقول: لقد توهم البعض خلال الأعوام الماضية وحتى بعض المخلصين للثورة أن حقبة الشعارات المبدئية للثورة الإسلامية المتمثلة بعزة الإسلام والعدالة ومقارعة الاستكبار وإزالة مظاهر الحرمان لم يعدّ لها أي مكان بيننا وحتى بادر البعض إلى التجاسر والاستهزاء بها ولكن جرى إحياء هذه الشعارات وإعادتها إلى الواجهة بعزم من الشعب واستلام الحكومة لمقاليد الحكم.
وأشار سماحة السيد القائد إلى الهيمنة الطويلة للحكومات الاستبدادية القاجارية والبهلوية على البلاد والمشاكل المتبقية من تلك الحقب وبعض الأخطاء التي ارتكبت عقب الثورة الإسلامية مؤكداً بالقول: في مثل هذه الظروف التي يحتاج البلد فيها إلى العمل والجهد الدؤوب من جهة ونظراً إلى وجود طاقات وإمكانيات ثرة وكوادر مخلصة وفاعلة بغية خدمة الشعب من جهة أخرى فإن تسوية مشاكل البلاد بحاجة إلى خطوة شجاعة مشفوعة بالحكمة والتخطيط.
واعتبر سماحته إحدى السمات البارزة للحكومة الراهنة بأنها تتمثل في شجاعتها على صعيد اتخاذ القرارات وأضاف: إن مسالة البنزين هي إحدى هذه القرارات حيث قامت الحكومة وبخطوة نابعة من الشجاعة باتخاذ القرار في هذا المجال وتطبيقه ويجب متابعة تنفيذ هذا القرار مع الأخذ بنظر الاعتبار دراسة كافة جوانبه.
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى رصد مبلغ أربعين ألف مليار تومان كدعوم لقطاع الطاقة وقال: إن جرى تقويض هذا المبلغ الباهظ تدريجياً فان بإمكاننا الاستفادة منه في تسهيل أمور المواطنين وتوفير فرص العمل واستثماره في القطاعات المختلفة وإنشاء المدارس والطرق.
ووصف سماحته بعض الانتقادات التي توجه في هذا المجال بأنها نابعة من الإشفاق وقال: بالإمكان إزالة هذه الهواجس من خلال الإعلام الصحيح والتوضيح الوافي والشافي من قبل الحكومة.
وأكد قائد الثورة المعظّم ضرورة أن تضاعف الحكومة التاسعة جهودها على صعيد الإعلام وتنوير الرأي العام وأضاف: يجب أن تزيل الحكومة نقطة الضعف هذه كما يجب تفعيل وتنشيط قسم العلاقات العامة في مختلف المجالات الحكومية وتنوير الرأي العام حيال الأعمال التي تم تنفيذها بالاستفادة من الجهاز الإعلامي الوطني والمطبوعات.
ورأى سماحته ضرورة تجاهل بعض الانتقادات قائلاً: هناك أشخاص إن جرى تنفيذ أمر ما يقولون لماذا فعلتم هذا؟ وإن لم يتم تنفيذه يقولون لماذا لم تفعلوا؟ يجب تجاهل مثل هذه التصريحات والانتقادات.
وأشار سماحة السيد القائد إلى الزيارات التي يقوم بها رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء للمحافظات معتبراً إياها بأنها خطوة ممتازة وضرورية وقيمة وأضاف: إن الإنسان ليشعر بالاستغراب حيال الذين يثيرون تساؤلات حول هذه الخطوة القيمة في حين أن الحكومة تتطلع من خلال هذه الزيارات على الحقائق والمشاكل عن كثب.
واعتبر سماحته أن هناك بوناً شاسعاً بين الاطلاع على حقائق البلاد عن كثب والاطلاع عليها عبر التقارير المكتوبة مؤكداً بالقول: إن مقابلة أهالي بعض المدن ـ الذين لم يلتقوا مديراً عاماً حتى الآن ـ لرئيس الجمهورية أمر مهم جداً ولذلك يجب استمرار هذه الخطوة حتى النهاية بشكل صحيح لكي يلمس المواطنون نتائجها عن كثب.
وأكد قائد الثورة الإسلامية ضرورة تطبيق كافة القرارات التي تتخذ خلال هذه الزيارات وأضاف: على كافة رؤساء المحافظات والمدن والأقضية متابعة موضوع تنفيذ قرارات الحكومة بجد وإن شعرت الحكومة بعدم إمكانية تطبيق بعض القرارات فإن عليها إعلام المواطنين بذلك صراحة وتبيين أسباب هذا الأمر لكي لا يتزعزع أمل المواطنين بمسؤولي الحكومة ولا يشككون في صدقهم ومثابرتهم وقدراتهم.
كما نصح سماحته مسؤولي المحافظات والمدن بزيارة مختلف المناطق ومقابلة المواطنين عن كثب.
واعتبر قائد الثورة المعظّم أن مسؤولية الحكومة الإسلامية لا تقتصر على توفير الاحتياجات المادية للمواطنين فقط بل إنها تشمل القضايا الأخلاقية والثقافية والعمل على تطوير المجتمع علمياً منوهاً بالقول: على الحكومة تمهيد الأرضية لنشر الأفكار الصحيحة والأخلاق المحمودة في المجتمع ومن هذا المنطلق يجب أن تضطلع وزارات الثقافة والإرشاد الإسلامي، والتربية والتعليم، والعلوم والأبحاث والتقنية، والصحة والعلاج والتعليم الطبي بدور رئيسي في التخطيط للسياسات العامة بالبلاد.
واعتبر سماحته أن ردع الشباب في البلدان الإسلامية عن المساهمة في القضايا الهامة والحركة في مسار التقدّم العلمي وإلهائهم بالقضايا المادية التافهة هي من السياسات التي يتبعها الصهاينة وأزلامهم في العالم وأضاف: إن التصدي لهذا المخطط رغم أنه عمل ثقافي إلا أنه واجب وحركة سياسية شجاعة وتعدّ إحدى مسؤوليات الحكومة.
واعتبر تطبيق برنامج الأمن الأخلاقي والاجتماعي بأنه يأتي في هذا المسار مؤكداً القول: إن تنفيذ هذا المشروع أمر مهم ويجب العمل بالتكليف وتجاهل ما يثار من ضجيج بهذا الشأن.
ورأى القائد أن مكافحة الفساد الاقتصادي من المسؤوليات المهمة الأخرى التي تقع على عاتق الحكومة وقال: إن التصدي للمفاسد الاقتصادية داخل الجهاز التنفيذي أهم من التصدي لهذه الأعمال في الجهاز القضائي لأن مسؤولية الحكومة والجهاز التنفيذي هي الوقاية من الفساد.
واعتبر سماحته سلامة نفس المسؤولين بأنها الشرط اللازم لمكافحة الفساد الاقتصادي وأضاف: إن مكافحة الفساد بحاجة إلى الصلاح ولو كان هناك ضعف في هذا المجال فان المكافحة الحقيقية للفساد لن تتحقق.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية أخذ الخطة العشرينية للبلاد بنظر الاعتبار في كافة مراحل التخطيط بأنه ضروري مؤكداً: أن الثبات في التخطيط والتوجهات شرط للنجاح والتقدم ولابدّ من تنظيم وتنفيذ الخطط الخمسية في إطار الخطة العشرينية.
واعتبر سماحة آية الله الخامنئي أيضاً السياسة الخارجية النشطة والمؤثرة بأنها من نقاط القوة لدى الحكومة التاسعة مضيفا: إن موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مجال السياسة الخارجية كان منذ البداية موقف هجومي وأن تحويل هذه السياسة إلى موقف دفاعي خطأ ومع الأسف فان هذا الخطأ قد ارتكب في بعض الأحيان.
وأكد قائد الثورة الإسلامية على أن الموقف الهجومي يختلف عن سياسة الحرب على العالم وقال: إن الموقف الهجومي يعني السياسة المطالبة وأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تطالب عالم اليوم في الكثير من القضايا. إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تسائل وتطالب عالم اليوم المدعو بالمتطور في قضية السياسات الاستكبارية وفي قضية المرأة وفي قضية إثارة الحروب الأهلية وإنتاج الأسلحة وفي قضية نشر أسلحة الدمار الشامل وفي قضية نشر ثقافة اللامبالاة وإشاعة الشهوة الجنسية.
واعتبر سماحته هذا الموقف بأنه مطالبات شعب حي من عالم متخلف يروج للسياسات الخاطئة وقال: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تنتهج السياسة الدفاعية في الكثير من القضايا بل تنتهج سياسة الهجوم والمسائلة والمطالبة.
وأشار سماحة آية الله الخامنئي إلى السياسة الوقحة والخاطئة لعالم الاستكبار في تغيير الموضوعات وقلب حقائقها مضيفا: في هذه الظروف التي تواجه الحكومة الأمريكية فيها كراهية شديدة في العالم الإسلامي وبسبب هذه الكراهية والمعارضة العامة في الكثير من قضايا المنطقة بما فيها العراق واجهت الحكومة الأمريكية الفشل وإنها تسعي لتوجيه هذا الفشل والعجز إلى الآخرين.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية الاتهامات الأمريكية الأخيرة لإيران بشأن قضايا العراق وفلسطين ولبنان وأفغانستان بأنها ضمن هذه الجهود مؤكداً: إن الأمريكيين بدلاً من الالتفات إلى السبب الرئيسي للقضية وهي كراهية الشعوب المسلمة لهم وعدم تعاونها معهم يغيرون صيغة السؤال ويتهمون الجمهورية الإسلامية الإيرانية وإن هذا يظهر أن كبار مسؤولي إحدى القوى العالمية الكبرى قد أخطأوا في توجهاتهم ومعتقداتهم واقبلوا على كلام لا أساس له.
وقال سماحته في هذا المجال: لا شك في كراهية الحكومة والشعب الإيراني للحكومة الأمريكية لكن الجذور الرئيسية لمشاكل أمريكا الراهنة تكمن في مكان آخر.
وبشأن قضية الطاقة النووية أضاف سماحة آية الله الخامنئي أن الشعب الإيراني يتابع بشجاعة ما هو حق وإن الضجيج لن تؤثر في هذه القضية.
وقال سماحته: إن الشعب الإيراني أظهر أنه متواجد في الساحة بصلابة ووفاء وصدق وإن الشعب سيواكب عندما تكون الحركة صحيحة.
وحذر سماحة آية الله الخامنئي أيضاً المسؤولين من الدخول في النقاشات السياسية والحزبية المتداولة وإهدار وقتهم مؤكداً: ينبغي الاستفادة الكاملة من الفرصة الراهنة التي توفرت فيها إمكانية خدمة الشعب وفي الحقيقة فان مصير البلاد وكذلك العالم الإسلامي أصبح بيد المجموعة الراهنة بالإضافة إلى توفير ذخيرة للآخرة من خلال النية الإلهية والخدمة الصادقة للشعب.
وفي مستهل هذا اللقاء رفع رئيس الجمهورية محمود أحمدي نجاد تقريراً عن أداء الحكومة خلال الأشهر الـ 22 المنصرمة واصفا تطبيق العدالة بالمحور الأهم في برامج الحكومة التاسعة والعامل الهام لتقدم البلاد مادياً ومعنوياً.
وأكد رئيس الجمهورية أن الحكومة تسعي لإثبات إمكانية بناء البلاد على أساس أنموذج التنمية الإسلامية والإيرانية.
واستعرض الرئيس أحمدي نجاد خطوات الحكومة على صعيد نشر العدالة قائلاً: إن ترشيد المصادر والتوزيع العادل للتسهيلات المصرفية في كافة مناحي البلاد والعمل على خفض سعر فائدة هذه التسهيلات والاهتمام الجاد بالصناعات الصغيرة المبررة اقتصادياً إلى جانب الاهتمام بالصناعات المتوسطة والكبيرة وتوفير السكن للشرائح المحرومة وتقليص الفارق في أجور موظفي الحكومة وتكريس المساعي لخفض مؤشر التضخم وتطبيق السياسات المنصوص عليها في المادة 44 من الدستور وتوزيع أسهم العدالة وتقديم الدعم للقطاع الإنتاجي وزيادة الثروة العامة ودعم القطاع الزراعي شكلت جملة من الخطوات التي قامت بها الحكومة التاسعة.
وأشار الرئيس أحمدي نجاد إلى مؤشر العوائد غير النفطية ورفع حصة النفقات الاعمارية للحكومة وتغيير موازنة قطاع التصدير والاستيراد وقال: إن ترشيد استهلاك الوقود كان من جملة الخطوات الأخرى التي اعتمدتها الحكومة وعلى هذا الأساس واثر مصادقة مجلس الشورى الإسلامي بدأت الحكومة بتنفيذ مشروع تقنين البنزين وفي حال حسم هذه المهمة فان الحكومة ستحول دون إهدار ملايين اللترات من البنزين وتوفر للبلاد عوائد تقدر بمليارات الدولارات حيث سيتم صرفها في المشاريع الاعمارية للبلاد وتسويه مشاكل المواطنين.
وأشار رئيس الجمهورية إلى زيارات الحكومة لمحافظات البلاد وقال إن هذه الزيارات تهدف إلى تحقيق شعار المحبة والتواصل بين المسؤولين والمواطنين ونشر أجواء المودة والتناغم في البلاد.
وقال: يجب إجراء تعديلات على هيكلية بعض المؤسسات والقطاعات بما فيها منظمة الإدارة والتخطيط والمصارف والتأمين وصولا إلى اعمار البلاد على أساس أنموذج التنمية الإسلامية والإيرانية.
وأوضح الرئيس أحمدي نجاد أن السياسة الخارجية للحكومة التاسعة مبنية على أساس الكرامة والحكمة والمصلحة منوها إلى القضية النووية الإيرانية مؤكداً مواصلة سياسة الصمود على حق الشعب الإيراني واستيفاء هذا الحق دون التراجع أو التأثر بالتهديدات والحرب النفسية.
وتابع رئيس الجمهورية قائلاً: أقول بصراحة أن الحكومة عازمة على تطبيق هذه السياسة ومواصلة هذه المسيرة ولن تتراجع ولو للحظة واحدة.

700 /