موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

القائد: الروح‎ التعبوية‎ سرّ صمود الشعب‎ الإيراني

وصف‎ قائد الثورة‎‎‎ الإسلامية سماحة آية‎‎ الله العظمى‎‎‎ السيد علي الخامنئي لدى‎ استقباله‎ اليوم‎ حشداً غفيراً من‎‎ التعبويين الجامعيين من‎ كافة‎ أنحاء البلاد وصف‎ الروح‎ التعبوية‎ بأنها سر صمود الشعب‎ الإيراني‎ وتفاؤله‎ بالمستقبل‎.
واعتبر سماحته أن‎ جوهر التعبئة‎‎‎ الطلابية هو تلبية متطلبات‎ الثورة‎ في‎‎ كل‎ زمان‎‎ ومكان وفي مختلف‎ المجالات‎.
وأشار سماحته الي‎ أن‎ أي‎ شخص‎ سواء كان‎ منخرطا في‎‎‎ تنظيم‎ طلابي أو غير طلابي مثل‎ الدوائر والأسواق‎ والمصانع‎ والحوزات‎ العلمية‎ وأي‎ صنف‎ آخر، لو يتحلي‎ بهذا الروح‎ فهو تعبوي‎ وإني‎‎ اعتز كوني تعبوياً.
واعتبر سماحة السيد القائد الشعور بالمسؤولية‎ وجاهزية‎‎‎ الشعب‎ الإيراني‎ بغية تسجيل‎ حضوره في‎ كافة‎‎‎ الميادين‎ لسدّ حاجة البلاد بأنه العامل‎ الأساسي‎‎ للنجاحات‎‎ والانجازات التي تحققت‎ على‎ مدى‎ الأعوام‎ السبعة‎ والعشرين‎ مؤكداً أنه‎‎ لا نقطة سوداء في‎ أفاق‎ مستقبل‎ الشعب‎ الإيراني‎‎ العزيز وهذا الأمل‎ الحقيقي نابع‎ عن‎ الروح‎ التعبوية‎ التي‎‎ يتحلى بها بلدنا وشعبنا.
وتحدث ولي أمر المسلمين عن‎ المكانة التي‎ تنفرد بها الجمهورية‎‎ الإسلامية الإيرانية‎‎ على‎ صعيد الاصطفافات‎ الدولية وقال: إن‎‎ المسرح‎ السياسي‎‎ في عالمنا الراهن هو ساحة‎‎ معقدة لصراع التدبير والإرادات‎ وفي‎ الحقيقة‎‎ إن‎‎ إيران حكومة وشعباً كانت‎ ولا زالت‎ تلعب‎ دوراً مصيرياً في‎ هذا المسرح‎ حيث يمكن‎‎ القول‎ أن النظام‎ الإسلامي‎ فجر قنبلة‎‎ مدوية في‎ العالم‎ السياسي‎ قوتها أكبر بآلاف‎ المرّات‎ من‎ القنبلة‎ التي‎ فجرها الأمريكيون‎ في‎ هيروشيما اليابانية‎.
ولفت‎ سماحته‎‎ في‎ جانب‎ آخر من‎ خطابه إلى‎‎ تقسيم‎‎ العالم إلى قسمين‎‎ سلطوي‎ ومن هو خاضع‎ للسلطة‎‎ موضحاً: إن‎ الهيمنة التي‎ تمارسها أميركا على‎ الساحة‎‎ السياسية الدولية‎‎ لم‎ تدع أي‎ مجال‎ للأوروبيين‎ للتفوه بأي‎ كلام‎ لكن‎ الشعب‎ الإيراني‎‎ وفي ظل‎ خطواته‎‎‎ ومواقفه الحكيمة شكك‎ بكل‎ مقومات‎ ومبادئ هذه‎‎‎‎ القوة المتغطرسة إلى‎ درجة أنه‎‎ وبهذا الانجاز العظيم‎ ترك‎ تأثيره على‎ الشعوب‎‎ التي‎ باتت‎ تلعب دور المشاهد لهذا الصراع السياسي‎ الكبير، الأمر الذي‎ كان‎ كالسم‎ الزعاف‎ للحكومة‎‎ الأميركية المستكبرة‎.
وتابع‎ سماحة السيد القائد حديثه‎‎ بالقول‎: إن‎ صحوة الشعوب‎ في‎ فلسطين‎‎ ولبنان وأمريكا اللاتينية‎ ومختلف‎ مناطق‎ العالم‎ هي‎ من‎ ثمرات‎ صمود الشعب‎ الإيراني‎ المظلوم‎ والمقاومة‎‎ الصلبة للإمام‎ الراحل‎ والتي‎ تعتبر حقا مدعاة‎ للتقدير.
واعتبر سماحته أنه‎ يجب‎ على‎ الجيل‎ الصاعد وجميع‎ الشرائح‎ الشعبية‎ التعرف‎ على‎‎ حقيقة‎‎ الاصطفافات‎ السياسية في العالم‎ وأضاف‎: تحولت‎ إيران‎ إلى‎ مركز لقيادة‎ الشعوب‎ في‎ مواجهتها للنظام‎ السلطوي‎ الأميركي‎.
وأوضح‎ قائد الثورة‎‎ الإسلامية أنه‎ رغم‎ غياب‎ التكافوء في‎‎ العدة‎ والعدد بين‎ طرفي المواجهة‎ إلا أن‎‎ إيران وبسبب‎ تحليها بالروح‎ المعنوية‎‎ والعزيمة والتدبير استطاعت‎ في‎ بعض‎ القضايا تغيير نتيجة‎ الصراع السياسي‎‎ لصالح‎ جبهة‎ الشعوب‎ وفي أغلب‎‎ الأحيان‎ فإنها تضاهي‎ الجانب الآخر بشكل‎‎ كامل.
وأكد ولي أمر المسلمين أن‎ الارتكاز إلى‎ الإيمان‎ والروح‎ الثورية‎ والحافز الديني‎ من‎‎ عوامل‎‎ قوة‎‎‎ إيران الإسلامية مقابل الإدارة الأمريكية‎ قائلاً: إن‎ روح‎ وقلب‎‎ الشعب الإيراني‎ التحم‎ بالثورة‎ ولذلك‎ كلما استدعت‎ الضرورة‎‎‎ نراه ينزل‎ إلى‎ الساحة دفاعاً عن‎‎ حيض‎ الإسلام‎ والثورة‎ والوطن مشدداً أن‎‎‎ هذه‎‎‎‎ الحقيقة نابعة من قوة الدين في‎ إيجاد الصلابة‎ والاقتدار لدى‎ الشعوب‎.
كما تطرق‎ سماحته إلى‎ تبيين‎ دور ومنزلة‎‎‎‎ التعبئة الطلابية في‎ ديمومية وتعزيز مكانة‎‎‎ الشعب‎ الإيراني‎ باعتباره غرفة قيادة‎‎‎‎ جبهة المواجهة مع‎ نظام‎ الهيمنة وقال‎: في‎ خضم‎ هذه‎‎‎ الحركة العظيمة فإن‎ الطالب‎ وخاصة‎ ذلك‎ الذي‎ يتمتع‎‎ بدافع وروح‎ تعبوية‎‎ يعتبر عنصراً فريداً من‎ نوعه.
ولدى‎ استعراضه‎‎‎ دور التعبئة الطلابية في‎‎ قضايا البلاد أشار قائد الثورة المعظّم إلى ندائه‎‎ الذي‎ وجهه للشعب‎ في‎‎ بداية‎ العام‎ الإيراني الجديد موضحاً: أنه‎‎‎ كما أعلن‎‎ في‎ بداية السنة فإن العدو بدأ يضع‎ العراقيل‎ الاقتصادية‎ أمام‎ تطور البلاد للإيحاء بعدم‎ فاعلية‎‎ هذه الحكومة‎‎‎ الشعبية والمدافعة عن‎ القيم‎ الإسلامية‎‎‎ وهنا يبرز دور التعبئة الطلابية التي‎ بإمكانها تقديم‎ المساعدة‎‎ لإحباط هذه المؤامرات‎.

واعتبر سماحته‎‎ محاولة جعل‎ إيران‎ متخلفة‎‎ عن‎ الركب‎ العلمي‎ واختراق‎ الوحدة الوطنية‎ والتضامن‎‎ الإسلامي‎ بأنها من الأهداف‎ الأخرى‎ للأعداء داعياً التعبئة‎ الطلابية‎ إلى‎ لعب‎ دورها المؤثر والبناء في‎ هذا المجال‎ أيضا.
وأكد سماحة السيد القائد ضرورة بقاء الطلبة‎ الجامعيين‎‎‎ يقظين وواعين وتابع‎ أن‎‎ صحوة‎‎‎ الطلبة لا تقتصر على‎ الكراهية من أمريكا بل‎ إنها تأخذ مفهوماً أعمق‎ عندما تطرح‎ المخططات‎ المعقدة‎ للأعداء والتي‎ غالباً ما تكون‎ سرية‎‎ وثقافية.
وفي‎‎ هذا الإطار شدّد سماحته على ضرورة‎‎ معرفة العدو وتجنب‎ حالات‎ التماهل‎ محذراً من‎ أنه‎‎ يجب‎ التنبه لأي‎ كلام‎ يصدر منا لأن‎‎ الأعداء وبغية‎ إكمال‎ مخططهم‎ يترصدون أي‎ كلام‎ حق‎ من‎‎ شخص‎ أو جهة‎‎ من أجل‎ استغلاله وتضخيمه‎ لصالحهم‎.
وأكد قائد الثورة المعظّم أن‎ الروح‎ والفكر التعبوي‎‎ هو الذي حول‎ الشعب‎ الإيراني‎ والجمهورية‎‎‎ الإسلامية الإيرانية في‎ ميادين‎ الإرادة‎‎ والتدابير السياسية إلى‎ مركز لقيادة‎‎ الصحوة وتصدي‎ الشعوب‎ لنظام‎ أميركا السلطوي‎.
ووصف‎ سماحته‎‎‎ التعبئة الطلابية الجامعية‎ بأنها تشكيل‎ ذو بعدين‎ وأضاف‎: من‎ السمات‎ المميزة‎ لهذا التشكيل‎ الجامعي‎ هو أنه‎‎ مرتبط بالوسط الجامعي‎ من‎ جهة ومرتكز من‎ جهة‎‎ أخرى‎ على‎ حرس‎ الثورة الإسلامية‎‎‎ الذي‎ يمثل‎ رمز المقاومة الشجاعة والثورية‎ وهذا الارتباط والتركيز لا يعني‎ الحدّ من‎ نشاطات‎ هذا التشكيل‎ أو اعتباره‎‎ تشكيلاً عسكرياً، بل‎ يحوله إلى‎ ذخيرة‎‎ من‎ المكاسب‎ التجريبية للجهاد والانضباط وهذا يصب‎ لصالح‎ التعبئة‎ الجامعية‎.
واعتبر قائد الثورة‎ الإسلامية أن‎ التفكر والتحليل‎ والتحلي‎ بالفطنة‎ من‎ الضرورات‎ الملحة‎‎‎ للتعبئة الجامعية مؤكداً بالقول‎: على‎ هذا التنظيم‎ من‎ خلال‎ التفكير المستمر والعمل‎ التنظيري‎ في‎ مختلف‎ المجالات‎ التحلي‎ بذهن‎‎ وقاد ومبدع وأن يقوم‎ بتقييم‎ حقائق‎ البلاد لكي‎ يتمكن‎‎ من أداء مسؤولياته‎‎ بعيداً عن‎ الانتماءات‎ السياسية.
ورأى‎ سماحة السيد القائد أن‎ الجهاد العلمي‎، الاهتمام‎ المتواصل‎ بالأخلاق‎ والمعنويات‎ وبناء النفس‎، امتلاك‎ غرفة‎ للفكر ومجموعة‎‎ من‎‎ المفكرين، الحساسية حيال‎ اختيار الأعضاء الجدد للتعبئة‎ الجامعية‎‎، صيانة الاتحاد التنظيمي‎ والنشاط والمثابرة‎ بأنها من‎ الضرورات‎ الأخرى‎ للتعبئة‎‎ الجامعية مضيفاً القول‎: بعون‎‎ الله‎‎ تعالى‎ فإن التعبئة لاسيما التعبئة‎‎ الجامعية سيكون‎ لها دور أكثر أهميه‎ من‎ السابق‎ في‎ مستقبل‎ البلاد.
وفي‎ جانب‎ آخر من‎ كلمته‎ أشار سماحته إلى‎‎ الموضوعات‎ التي طرحها بعض‎ المسؤولين‎ وأعضاء التعبئة‎‎ الجامعية قبيل‎‎ كلمته‎‎ وقال: إن‎ هذه الموضوعات‎ تكشف‎ عن‎‎ الذهن الوقاد والدرك‎ الجيد لقضايا البلاد وتنم‎ عن‎‎ أن التعبوي‎ الجامعي‎ ومن‎‎ منطلق‎ الرأفة‎ والحنان يشعر بالمسؤولية‎ حيال‎ قضايا البلاد وهذا أمر جدير بالإشادة‎.
ورداً على مطلب‎ أحد الجامعيين‎‎ بشأن دخول‎ التعبئة‎‎ الجامعية في‎ المعترك‎ السياسي‎‎ أضاف‎ سماحته: إن‎ التعبوي‎ الجامعي لا يمكنه‎ ولا يجب‎ أن‎‎ يكون غير مكترث إزاء القضايا السياسية‎ ومن‎‎ هنا فإن على‎ التعبئة‎‎ الجامعية وضمن‎ تجنب‎ التحفظ البقاء ناشطة‎‎ ونابضة مع‎ الأخذ بنظر الاعتبار أن‎‎ تجنب‎ التحفظ لا يعني‎ الغفلة‎ عن المؤامرات‎ المعقدة‎‎ للأعداء، ولذلك‎ فإن‎ عليها التحلي‎‎ بذروة‎ الوعي واليقظة‎‎ ومتابعة نشاطاتها.
وفي مستهل اللقاء عبّر عدد من مسؤولي التعبئة الطلابية في الجامعات وعدد من الطلبة التعبويين عن وجهات نظرهم بشأن مختلف الموضوعات الطلابية وقضايا البلاد.

700 /