استقبل قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي يوم الأربعاء (21 ربيع الثاني 1428هـ) حشداً غفيراً من طلاب المدارس الأعضاء في الاتحادات الإسلامية في لقاء مفعم بالمشاعر الفياضة حيث وصف الوسط الشبابي في البلاد بأنه مجتمع مؤمن ونشيط وموهوب ومبدع مليء بالأمل واثق بنفسه.
وتابع سماحته حديثه في هذا اللقاء قائلاً: إنه في هذه المرحلة الحساسة التي قلّما شهدنا مثيلاً لها في تاريخ البلاد والتي بدأ الشعب الإيراني يتحرك فيها بسرعة نحو بلوغ قمم التطور العلمي والرخاء المادي رافعاً راية المعنوية، فإن أعباء المسؤولية الرئيسية المتمثلة ببناء الحضارة وتحقيق التقدم للبلاد تقع على عاتق الجيل الصاعد.
وألمح سماحة السيد القائد إلى الدور البارز الذي يضطلع به الشباب في الحقب الحساسة والمصيرية لأي شعب مشيراً إلى الحقبة السوداء التي تولى فيها حكام الجور والظلم الحكم على البلاد وحالوا دون تفتق المواهب الإنسانية العظيمة وجعلوا إيران متخلفة عن ركب العلم والتطور العالمي وقال: في ذلك العهد العسير برزت بعض الشخصيات العظيمة والضمائر اليقظة التي وفرت أرضيات الصحوة للشباب وانطلاق النهضة الإسلامية من خلال توجيهاتها الحكيمة إلى أن وصل عهد الإمام الخميني (قدّس سرّه) الذي تمكن من خلال قيادته الإلهية وعزمه الراسخ واستنهاض الجيل الصاعد ايجاد تغيير أساسي وجذري في البلاد.
وأشار ولي أمر المسلمين إلى سأم الشعوب العالمية لاسيما في الغرب من الأمور المادية والجهود التي تبذلها القوى المهيمنة للحيلولة دون تحرك البشرية باتجاه القيم المعنوية منوهاً بالقول: في مثل هذا العالم انبرى الشعب الإيراني الذي يتمتع بثروات مادية ومعنوية جمة لاسيما المواهب العظيمة الشابة، لحمل راية المعنوية والاعلان عن أنه يتطلع إلى تحقيق السعادة والرخاء والأمن والتقدم والاستقلال للبشرية في ظل القيم المعنوية وبرهن على أن بالإمكان تحقيق هذا الأمر.
وأكد سماحته أن مثل هذه الحركة تمس المبادئ الفكرية وأساليب العالم الغربي وتشكل تحدياً للاستكبار العالمي وأضاف: لذلك نرى أن القوى العالمية تحاول من خلال العراقيل السياسية والاقتصادية إيقاف حركة الشعب الإيراني ولكن شعبنا سيواصل مسيرته من خلال عزيمته وارادته الراسخة.
واعتبر قائد الثورة المعظّم أن العناصر الشابة تضطلع بدور حيوي على صعيد ترشيد الشعب نحو قمم التقدم والسعادة المادية والمعنوية مشدداً بالقول: إن جميع جهود ومساعي الأعداء تركز على سلب الإيمان والاعتداد بالذات من هذه القوة المؤمنة والنشيطة والمبدعة المفعمة بالحيوية لجعله عنصراً غير حيوي وغير مؤثر، إلا أنه رغم جميع هذه المحاولات وبعض التساقط مازالا الشريحة الشابة شريحة جيدة وفاعلة ومؤمنة وحيوية.
ونوّه سماحته إلى أن مسؤولية أعضاء الاتحادات الإسلامية للطلبة هي مسؤولية مضاعفة وقال: إن أعضاء الاتحادات الإسلامية للطلبة وفضلاً عن المسؤولة التي تقع على عاتقهم في مجال تحقيق التقدم للبلاد باعتبارهم من الشريحة الشابة، عليهم من خلال أعمالهم وأفعالهم إرشاد الذين قد يكونوا أخطاوا في اختيار طريقهم أو توقفوا، وهو ما يفرض عليهم تقوية أنفسهم من الناحية العقائدية والأخلاقية للقيام بهذه المسؤولية.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية التحصيل الدراسي وتهذيب النفس والرياضة هي العناصر الثلاثة الرئيسية لنجاح وتقدم الشباب مضيفاً القول: إن الارتباط مع الله، الخشوع في الصلاه، تعزيز المعارف والعقائد الدينية، التعود على السلوك والأخلاق الحسنة، احترام الوالدين وطاعتهما، الإحساس بالمسؤولية، السعي العلمي، تنشيط وتقويه العقل والفكر، المساهمة في الأعمال الجماعية لخدمة الناس مثل جهاد الإعمار، الرياضة والتمارين البدنية في فترة الشباب التي تعدّ الفترة الذهبية لحياة الإنسان فضلاً عن أنها تبلور الهوية الصحيحة للإنسان وتعدّ ذخراً في الحياة وزاداً لما بعد الممات والحياة الحقيقية.
ورأى ولي أمر المسلمين المستقبل بأنه متعلق بالشباب مؤكداً القول: إن شباب إيران سيشهدون في وقت قريب عالماً سامياً هو ثمرة جهودهم التي يبذلونها اليوم.