وصف قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي لدى استقباله يوم الأربعاء (14 ربيع الثاني) حشداً غفيراً من المعلمين ومسؤولي التعليم، بأنها حقيقة عظيمة تتلائم مع شأنية الوجود القدسي للباري تعالى والأنبياء منوها إلى التأثير الاستثنائي للمعلمين على مصير الشعب والبلاد مؤكداً أن دور المعلمين الفنانين والمجاهدين والمخلصين على صعيد تقدم وكمال المجتمع أغلى من تبديل التراب إلى ذهب.
واعتبر سماحة السيد القائد في هذا اللقاء الذي جاء بمناسبة يوم المعلم والذكرى السنوية لاستشهاد الأستاذ مطهري أن مسؤولية التعليم هي إضاءة مصباح الهداية والمعرفة في قلوب ونفوس الناس مستعرضاً الأهمية الفريدة لهذه المسؤولية بالقول: إن كلاً من آثار الشهيد مرتضى مطهري القيمة والعلمية والمعمقة النابعة من مكانته كمعلم هي بمثابة مصباح سرمدي جرى إضاءته في أذهان وقلوب المجتمع ولذلك فان قيمة وظيفة التعليم بمعناها ومفهومها العام هي حقيقة عظيمة وحيوية.
ورأى قائد الثورة المعظّم أن العمل في حقل التربية والتعليم، هو مصداق بارز للمفهوم العام للتعليم وأضاف: إن هذا الدور الاستثنائي هو أسمى وأعلى من الدور الذي يضطلع به سائر المعلمين في حياة الإنسان مثل الأبوين والأساتذة والعلماء.
واعتبر سماحته أن هذه الأهمية البارزة للمعلمين نابعة من التأثير المنقطع النظير للتربية والتعليم في حياة الفرد والمجتمع وقال: إن كافة أفراد المجتمع خلال فترة تعلمهم الذهبية يدخلون ورشة عظيمة وحجراً صحياً يمتدان من الابتدائية وحتى نهاية المتوسطة، ويقوم المعلم بدور عظيم خلال هذه المرحلة ولذلك فان وظيفة التعليم تعدّ حقاً عملاً شريفاً وعظيماً.
وأشار إلى أن جميع الشعوب تتطلع إلى مجتمع مستقل، موهوب، خلوق، نزيه، شجاع، مبدع، مدبّر، يستقبل النقد، خاضع للقانون، مثابر ومثالي وأضاف: إن تحقيق هذا التطلع العظيم رهن بعمل وجهد المعلمين ومن هذا المنطلق يتحلى المعلم بمكانة فريدة من نوعها في أذهان المجتمع البشري.
ووصف سماحة السيد القائد مجموعة حقل التربية والتعليم بأنها أهم جهاز على صعيد البلاد وقـال: إن تكريم وتبجيل المعلمين في النظام الإسلامي ليس من باب المجاملة بل حقيقة نابعة من شأنية وكرامة المعلمين.
ورأى أن على كافة أبناء الشعب والعوائل والمسؤولين تكريم المعلمين منوها في ذات الوقت بالقول: على معلمي البلاد المثابرين أن يدركوا جيداّ قيمة المكانة الحساسة التي يتمتعون بها والالتفات إلى أنه رغم كون مهنة التعليم شأنها شأن سائر المهن الأخرى هي لإمرار المعاش لكن المسألة الأساسية للمعلم يجب أن تنصب على تحقيق الرسالة والمسؤولية العظيمة التي وضعت على عاتقه والمتمثلة بترجمة المستقبل المشرق للمجتمع والبلاد.
ووصف أداء حقل التربية والتعليم بالجيد وأضاف: علينا إيجاد تحول في هذا الحقل وفي صياغة ومضمون الأوساط التعليمية والمناهج الدراسية من خلال الاستفادة من الشخصيات الأدبية والعلمية وصولاً إلى تحقيق المستقبل الوضاء لهذه المجموعة في ظل إيمان وحب وعطف المعلمين.
ووصف سماحته شريحة المعلمين بأنها شريحة رائقة ونزيهة وملتزمة ومثابرة وصابرة مشيراً إلى محاولات الأعداء الرامية للتأثير على هذه الشريحة المهمة متابعاً القول: كما قلنا في نداء العام الجديد فان أعداء الشعب الإيراني يرمون إلى تحقيق ثلاثة أهداف هذا العام تتمثل في الحيلولة دون التطور العلمي للبلاد ونشر التخلف الاقتصادي وبث التفرقة بين صفوف المواطنين وعلى هذا الأساس ونظراً لأهمية وحساسية عمل هذه الشريحة وكما كان الحال خلال الـ 27 عاماً الماضية فإنهم أحد الأهداف الرئيسية لهذه المؤامرات.
وأضاف: لكن شريحة المعلمين ستصمد كما في السابق مثل الطود العظيم أمام الضغوط والمؤامرات.
وأشار إلى التطور العملي والسياسي والاقتصادي والدفاعي للبلاد منوهاً بالقول: إن ديكتاتوري العالم ونظراً إلى التقدم المتنامي لإيران وتأثيرها الواضح على الشعوب المسلمة والنفوذ المعنوي والمثالي للثورة الإسلامية كرسوا جميع جهودهم وإمكانياتهم لعرقلة مسيرة الشعب الإيراني ولكن شعبنـا ومسؤولي النظام سيواصلون هذه المسيرة بالاتكال على العقل والشجاعة والإحساس بالمسؤولية وبفضل الباري تعالى.
وفي مستهل هذا اللقاء ألقى وزير التربية والتعليم محمود فرشيدي كلمة حيا فيها ذكرى المعلمين الشهداء مطهري ورجائي وباهنر، مشيراّ إلى برامج وزارته للارتقاء بالمستوى العلمي والمعنوي للمعلمين والطلاب من خلال توسيع الثقافة القرآنية ومتابعة إنتاج البرامج المدرسية الوطنية.