سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية اعتبر ـ عصر الاربعاء وفي اجتماع حاشد لعشرات الآلاف من زائري ومجاوري الحرم الرضوي المطهر ـ أن قيام دولة حرة مرفهة عزيزة تتمتع بالتقدم العلمي هي حاجة وطنية للإيرانيين وأكد سماحته: إيران لم تتوصل إلى التقنية النووية إلا وفق القرارات الدولية. ولكن إذا كان في نيّتهم تجاوز القانون مستخدمين مجلس الأمن كأداة والتغافل عن الحق المشروع للعشب الإيراني، فباستطاعتنا أيضاً تجاوز القانون وسنفعل.
وخلال تبريكه بعيد النوروز وحلول شهر ربيع الأول رأى سماحة آية الله الخامنئي أن حلول العام الإيراني الجديد يمثل فرصة لمضاعفة العزيمة الوطنية وأضاف: من أجل مواصلة نجاحاته على الشعب الإيراني الحيّ والعزيز أن يخبُر وضعه الداخلي ومكانته الدولية وأن يدرك التحديات التي تواجهه ويعي الخطوط العريضة لمواجهة مثل هذه التحديات.
سماحته إعتبر «رفعة إيران الإسلامية وجعلها قدوة بين الشعوب الإسلامية» من أهم أهداف الشعب الإيراني وأشار قائلاً: إن تحقق هدف عظيم كهذا يتطلب استقلالاً وعزة وطنيين وتحقق الرفاهية والعدالة الاجتماعيتين والإفادة الكاملة من الطاقات الوطنية الكامنة.
ورأى آية الله الخامنئي أن من جملة الطاقات الكامنة اللامتناهية للشعب الإيراني لتحقيق أهدافه الكبيرة الاستعداد والاستقامة والحميّة الدينية والوطنية والعشق للوطن واستدرك بالقول: على الرغم من أن الشعب الإيراني قد أُبِقي متخلفاً على مدى 200 عام بسبب تسلط الاستكبار والحكام العملاء إلا ان التجارب الناجحة في المضمارين العلمي والسياسي خلال الثلاث عقود الأخيرة أثبتت أن الشعب الإيراني قادر على أن يتحول إلى أسوة تحتذى للأمم الأخرى.
قائد الثورة الإسلامية عدّ تقدم شبّان وعلماء البلاد الجديرين بالإحترام في مجالات شتى، منها الطاقة النووية والخلايا الجذعية ومعالجة الأضرار النخاعية وعشرات المجالات الأخرى، سبباً لثناء واستحسان شعوب العالم وأضاف سماحته: في المجال السياسي أيضاً فإن مواقف مسؤولي البلاد على مستوى المنطقة والعالم من التميّز بمكان الأمر الذي مكّن الأمة الإيرانية من إدخال مفاهيم جديدة في قاموس السياسة الدولية أمثال «حاكمية الشعب المرتكزة إلى الدين» و«محورية الدين في السياسة» وإن مجموع وقائع الثلاثة عقود الاخيرة أظهرت أن الشعب الإيراني قادر على إحراز رُتب متقدمة ومرموقة في المنافسات الدولية على الصعيد العلمي والساسي والصناعي والاقتصادي والثقافي.
سماحة آية الله الخامنئي وصف طريق الشعب الإيراني بالمشرقة إلا أنها لا تخلو من الوعورة وفي معرض اشارته إلى تحديات الطريق أضاف قائلاً: الشعب الإيراني يواجه عدوّين، داخلي وخارجي. الداخلي منه ـ وهو المتمثل بالخصال المنبوذة أمثال التكاسل وفقدان نشاط العمل واليأس والتشاؤهم وعدم الثقة بالنفس على مستوى الفرد والمجتمع ـ أخطر من الخارجي وعلى الأمة أن تكافح تلك الجراثيم والسوسة المخربة بكل ما أوتيت من قوة.
واعتبر سماحته أن العدو الخارجي للشعب الإيراني هو الأنظمة العالمية التسلطية مضيفاً بالقول: إن شبكة الصهيونية العالمية والإدارة الاميركية الحالية تعتبران نموذجاً للعدو الخارجي لهذا الشعب وبالطبع فإن عداءهما الفاشل للعشب الإيراني بدأ بعد انتصار الثورة الإسلامية ومازال مستمراً.
قائد الثورة الإسلامية رأى أن ثناء شعوب العالم على الشعب الإيراني ونظام المجهورية الإسلامية والاتهامات المتزامنة لهذا الشعب من قبل الاستكبار العالمي دليل على الفاصلة الكبيرة بين توجهات شعوب العالم ومتطلبات المتسلطين عليها وأضاف قائلاً: إن هذا الصدع المدمّر سيزيد من تزلزل صرح الليبرالية الديمقراطية يوماً بعد يوم.
سماحته اعتبر الاستقبالات الشعبية التي لن يلفها النسيان والتي حضي بها رئيس جمهورية إيران الإسلامية لدى زيارته مختلف دول العالم بما فيها دول امريكا اللاتينية وما يقابلها من تظاهرات مخالفة لأمريكا لشعوب نفس المنطقة لدى الزيارة الأخيرة للرئيس الامريكي لدلالة واضحة على البون الشاسع بين آراء الشعوب ومواقف الحكومات الاستكبارية مضيفاً: هذه الوقائع تُظهر أن وجاهة الشعب الإيراني بين شعوب العالم في تزايد وأن ماء وجه الليبرالية الديمقراطية الغربية والادارة الامريكية في تناقص مطَّرد.
سماحة آية الله الخامنئي رأى أن أهم ثلاث سبل يتبعها الأعداء هي الحرب النفسية والحرب الاقتصادية ومواجهة التطور والاقتدار العلمي للشعب الإيراني وأضاف: الحرب النفسية تتصدر قائمة مخططات العدو وعلى الشعب والمسؤولين أن يتعرفوا بدقة على أهداف وسبل تحقق هذه المخططات.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية أن من جملة أهداف الحرب النفسية للعدو هي إرعاب المسؤولين والنخبة، تضعيف الإرادة الوطنية، تلقين الناس المتواصل بأمور غير واقعية من أجل تغيير إدراك الأفراد لوقائع المجتمع، تضعيف الثقة بالنفس عند الجمهور، تضعيف التلاحم بين الشعب والمسؤولين وإثارة الخلافات القومية والطائفية والسياسية والصنفية وأشار: إن الحكومة الامريكية ـ التي هي مظهر لدعم الإرهاب ونقض حقوق الإنسان وإثارة الفتن والتدخل في شؤون الدول الأخرى ـ تأتي اليوم، ومن خلال اتهام إيران بهذه التهم، لتحاول تبديل دور المتهم والمدّعي. إلا أن الكل يعلم أن شعوب العالم هي المدعية على الامريكيين وعلى الامريكيين أن يقفوا موقف المتهم المسؤول تجاه الأعمال التي اقترفوها.
وعدّ سماحته تخوف الدول المجاورة إلى الجنوب من إيران أحد أهداف الحرب النفسية الأمريكية وقال: هذه المحاولات مستمرة منذ انتصار الثورة وإلى الآن وإن بعض جيراننا في الخليج الفارسي وعى تلك الدسائس والبعض الآخر من الممكن أن يقع في هذا الفخ.
وأشار سماحة آية الله الخامنئي إلى استعداد إيران لإبرام معاهدة دفاع مشترك مع دول الخليج الفارسي مضيفاً: إن إيران كما في الأعوام التي تلت انتصار الثورة تمد يد السلام والصداقة إلى دول الجوار تلك وهي تعتقد أن أمن هذه المنطقة الحساسة لا يُؤمّن إلا بتعاون دول الخليج الفارسي.
واستمراراً لبحث أهداف الحرب النفسية للعدو قدم قائد الثورة الإسلامية النصح لبعض العناصر السياسية في الداخل قائلاً: أصحاب القلم والبيان والمنابر والمناصب عليهم أن يحذروا ألاّ يعملوا ـ عن قصد وعن غير قصد ـ لتحقيق مآرب العدو لأن كل من يسعى اليوم لزرع عدم الثقة في قلوب الناس بالمسؤوللين والنظام والمستقبل ولإثارة الخلافات والفتن هو في الحقيقة يمد يد العون للعدو.
سماحته اعتبر أن الحرب الاقتصادية تقع في المرتبة الثانية في قائمة مخططات الاعدآء لمواجهة الشعب الإيراني مضيفاً بالقول: هؤلاء يريدون أن يعيش الشعب الضيق والحرمان. لكن مع إعلام سياسات المادة 44 من الدستور والسعي الحثيث للحكومة لتنفيذ هذه المواد أصبح الباب مفتوحاً على مصراعيه أمام النهوض والازدهار الاقتصادي ومشاركة عموم الشعب واصحاب الثروات بنشاطاتهم وعلى هذا الأساس لابدّ للحكومة في العام الجديد والعام أو العامين التاليين أن يكون توجّهها توجّهاً اقتصادياً.
قائد الثورة الإسلامية دعى المسؤولين لتوضيح سبل مشاركة أفراد الشعب في الفعاليات الاقتصادية وأضاف: إن إنتاج الثروة بالطرق القانونية من الأمور الراجحة في الإسلام ولابدّ ـ من خلال تنفيذ سياسات المادة 44 ـ من تنويع مصادر دخل أفراد المجتمع لاسيما الطبقات المحرومة لخلق جو من الانفراج في حياة الناس.
سماحة آية الله الخامنئي وفي إشارة له لتهديد الأعداء بفرض عقوبات على إيران قال: الشعب الإيراني قد توصل إلى التقنية النووية والتطور والإبداع تحت ظل نفس تلك العقوبات، لذا لن تخيفوا هذا الشعب بالعقوبات.
واعتبر سماحته الوقوف بوجه استخدام الشعب الإيراني للطاقة النووية أنموذج لمحاولات الأعداء للحيلولة دون تقدم إيران العلمي مضيفاً: أكان الشعب الإيراني قد استأذن القوى السلطوية أصلاً من أجل حصوله على الطاقة النووية ليقولوا نحن مخالفين لذلك!
سماحة آية الله الخامنئي اعتبر الطاقة النووية حاجة وضرورة ملحّة. وفي معرض انتقاده لأولئك الذين يكررون كلام الاعداء في عدم حاجة الشعب الإيراني للطاقة النووية أضاف سماحته: هل للمسؤولين الحق، بنظر هؤلاء، أن يخونوا الاجيال القادمة ويعرّضوا مستقبل البلاد للخطر بعدم تلبيتهم لمتطلبات الشعب.
قائد الثورة الإسلامية رأى أن التوصل إلى التقنية النووية إنجاز يفوق بأهميته تأميم النفط وأشار بالقول: أولئك الذين يكررون كلام العدو هم اليوم ـ وعلى الرغم من تمجيدهم لتأميم النفط ـ يتفوهون بنفس الكلمات التي تفوه بها مخالفوا الدكتور مصدّق وآية الله كاشاني إبان تأميم النفط.
وقد أشار سماحة آية الله الخامنئي إلى إشراف وكالة الطاقة الذرية على جميع نشاطات إيران النووية وأضاف: كل نشاطاتنا قانونية لكن إن أرادوا استخدام مجلس الأمن كأداة ضغط من خلال الصخب الإعلامي وتجاهل حق الشعب الإيراني المشروع وتجاوز القانون فباستطاعتنا أيضاً تجاوز القانون وسنفعل.
سماحته أكد كذلك بالقول: إذا كان في نيتهم استخدام لغة التهديد وإبراز العضلات والعنف فإن شعب ومسؤولي إيران سيعبئون كل طاقاتهم لتوجيه الصفعة لمن يتعرض لهم.
سماحة آية الله الخامنئي وفي إشارته في القسم الأخير من خطابه إلى تسمية العام الإيراني الجديد بعام «الوحدة الوطنية والانسجام الإسلامي» دعى أفراد المجتمع إلى العمل على تقوية الوحدة والتلاحم فيما بينهم وأضاف: من أجل تقوية الانسجام الإسلامي أيضاً لابدّ لنا من الارتكاز على الأصول المشتركة للشعوب المسلمة.
وفي وصيته إلى الشباب لرفع منسوب الاعتماد على النفس على المستوى الفردي والوطني أشار سماحته: أنتم إيها الشباب قادرون على القيام بأعمال جبّارة والوصول بالبلاد إلى ذروة العزّ والرفعة.
قائد الثورة الإسلامية تطرق إلى دعمه المتواصل للحكومات الإيرانية السابقة والحالية وقال: إن الدعم الخاص للحكومة الحالية نابع من أسباب منها المقام المهم الذي تحتله الحكومة في التركيبة السياسية والمسؤوليات الثقلية التي تقع على عاتق السلطة التنفيذية والنزعة الإسلامية والثورية للحكومة التاسعة.
سماحته اعتبر العمل الدؤوب والارتباط مع الجماهير والشعبية والسعي لتحقيق العدالة الاجتماعية من الأسباب الأخرى لدعم هذه الحكومة وأضاف: بالطبع هذا الدعم ليس دعماً اعتباطياً بل يستند إلى انتظارات من جملتها عدم الاستسلام للكلل، المحافظة على حياة الرعية، الابتعاد عن النزاعات الحزبية والعمل بالبرامج التي سبق وأن اُعلنت للناس.
وفي بداية هذا اللقاء قدّم سماحة آية الله واعظ طبسي ممثل الولي الفقيه في المحافظة ومتولي الحرم الرضوي الشريف ـ بعد ترحيبه بقدوم قائد الثورة الإسلامية المعظم ـ تقريراً عن النشاطات العمرانية للحرم الشريف والتحقيقية للحوزة العلمية في خراسان وصرح سماحته: مسؤولو المحافظة سيبذلون جهدهم للعمل على تحقق شعار هذه العام ألا وهو الوحدة الوطنية والانسجام الإسلامي وذلك من خلال التعاون والتنسيق الجديّين فيما بينهم.
وخلال تبريكه بعيد النوروز وحلول شهر ربيع الأول رأى سماحة آية الله الخامنئي أن حلول العام الإيراني الجديد يمثل فرصة لمضاعفة العزيمة الوطنية وأضاف: من أجل مواصلة نجاحاته على الشعب الإيراني الحيّ والعزيز أن يخبُر وضعه الداخلي ومكانته الدولية وأن يدرك التحديات التي تواجهه ويعي الخطوط العريضة لمواجهة مثل هذه التحديات.
سماحته إعتبر «رفعة إيران الإسلامية وجعلها قدوة بين الشعوب الإسلامية» من أهم أهداف الشعب الإيراني وأشار قائلاً: إن تحقق هدف عظيم كهذا يتطلب استقلالاً وعزة وطنيين وتحقق الرفاهية والعدالة الاجتماعيتين والإفادة الكاملة من الطاقات الوطنية الكامنة.
ورأى آية الله الخامنئي أن من جملة الطاقات الكامنة اللامتناهية للشعب الإيراني لتحقيق أهدافه الكبيرة الاستعداد والاستقامة والحميّة الدينية والوطنية والعشق للوطن واستدرك بالقول: على الرغم من أن الشعب الإيراني قد أُبِقي متخلفاً على مدى 200 عام بسبب تسلط الاستكبار والحكام العملاء إلا ان التجارب الناجحة في المضمارين العلمي والسياسي خلال الثلاث عقود الأخيرة أثبتت أن الشعب الإيراني قادر على أن يتحول إلى أسوة تحتذى للأمم الأخرى.
قائد الثورة الإسلامية عدّ تقدم شبّان وعلماء البلاد الجديرين بالإحترام في مجالات شتى، منها الطاقة النووية والخلايا الجذعية ومعالجة الأضرار النخاعية وعشرات المجالات الأخرى، سبباً لثناء واستحسان شعوب العالم وأضاف سماحته: في المجال السياسي أيضاً فإن مواقف مسؤولي البلاد على مستوى المنطقة والعالم من التميّز بمكان الأمر الذي مكّن الأمة الإيرانية من إدخال مفاهيم جديدة في قاموس السياسة الدولية أمثال «حاكمية الشعب المرتكزة إلى الدين» و«محورية الدين في السياسة» وإن مجموع وقائع الثلاثة عقود الاخيرة أظهرت أن الشعب الإيراني قادر على إحراز رُتب متقدمة ومرموقة في المنافسات الدولية على الصعيد العلمي والساسي والصناعي والاقتصادي والثقافي.
سماحة آية الله الخامنئي وصف طريق الشعب الإيراني بالمشرقة إلا أنها لا تخلو من الوعورة وفي معرض اشارته إلى تحديات الطريق أضاف قائلاً: الشعب الإيراني يواجه عدوّين، داخلي وخارجي. الداخلي منه ـ وهو المتمثل بالخصال المنبوذة أمثال التكاسل وفقدان نشاط العمل واليأس والتشاؤهم وعدم الثقة بالنفس على مستوى الفرد والمجتمع ـ أخطر من الخارجي وعلى الأمة أن تكافح تلك الجراثيم والسوسة المخربة بكل ما أوتيت من قوة.
واعتبر سماحته أن العدو الخارجي للشعب الإيراني هو الأنظمة العالمية التسلطية مضيفاً بالقول: إن شبكة الصهيونية العالمية والإدارة الاميركية الحالية تعتبران نموذجاً للعدو الخارجي لهذا الشعب وبالطبع فإن عداءهما الفاشل للعشب الإيراني بدأ بعد انتصار الثورة الإسلامية ومازال مستمراً.
قائد الثورة الإسلامية رأى أن ثناء شعوب العالم على الشعب الإيراني ونظام المجهورية الإسلامية والاتهامات المتزامنة لهذا الشعب من قبل الاستكبار العالمي دليل على الفاصلة الكبيرة بين توجهات شعوب العالم ومتطلبات المتسلطين عليها وأضاف قائلاً: إن هذا الصدع المدمّر سيزيد من تزلزل صرح الليبرالية الديمقراطية يوماً بعد يوم.
سماحته اعتبر الاستقبالات الشعبية التي لن يلفها النسيان والتي حضي بها رئيس جمهورية إيران الإسلامية لدى زيارته مختلف دول العالم بما فيها دول امريكا اللاتينية وما يقابلها من تظاهرات مخالفة لأمريكا لشعوب نفس المنطقة لدى الزيارة الأخيرة للرئيس الامريكي لدلالة واضحة على البون الشاسع بين آراء الشعوب ومواقف الحكومات الاستكبارية مضيفاً: هذه الوقائع تُظهر أن وجاهة الشعب الإيراني بين شعوب العالم في تزايد وأن ماء وجه الليبرالية الديمقراطية الغربية والادارة الامريكية في تناقص مطَّرد.
سماحة آية الله الخامنئي رأى أن أهم ثلاث سبل يتبعها الأعداء هي الحرب النفسية والحرب الاقتصادية ومواجهة التطور والاقتدار العلمي للشعب الإيراني وأضاف: الحرب النفسية تتصدر قائمة مخططات العدو وعلى الشعب والمسؤولين أن يتعرفوا بدقة على أهداف وسبل تحقق هذه المخططات.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية أن من جملة أهداف الحرب النفسية للعدو هي إرعاب المسؤولين والنخبة، تضعيف الإرادة الوطنية، تلقين الناس المتواصل بأمور غير واقعية من أجل تغيير إدراك الأفراد لوقائع المجتمع، تضعيف الثقة بالنفس عند الجمهور، تضعيف التلاحم بين الشعب والمسؤولين وإثارة الخلافات القومية والطائفية والسياسية والصنفية وأشار: إن الحكومة الامريكية ـ التي هي مظهر لدعم الإرهاب ونقض حقوق الإنسان وإثارة الفتن والتدخل في شؤون الدول الأخرى ـ تأتي اليوم، ومن خلال اتهام إيران بهذه التهم، لتحاول تبديل دور المتهم والمدّعي. إلا أن الكل يعلم أن شعوب العالم هي المدعية على الامريكيين وعلى الامريكيين أن يقفوا موقف المتهم المسؤول تجاه الأعمال التي اقترفوها.
وعدّ سماحته تخوف الدول المجاورة إلى الجنوب من إيران أحد أهداف الحرب النفسية الأمريكية وقال: هذه المحاولات مستمرة منذ انتصار الثورة وإلى الآن وإن بعض جيراننا في الخليج الفارسي وعى تلك الدسائس والبعض الآخر من الممكن أن يقع في هذا الفخ.
وأشار سماحة آية الله الخامنئي إلى استعداد إيران لإبرام معاهدة دفاع مشترك مع دول الخليج الفارسي مضيفاً: إن إيران كما في الأعوام التي تلت انتصار الثورة تمد يد السلام والصداقة إلى دول الجوار تلك وهي تعتقد أن أمن هذه المنطقة الحساسة لا يُؤمّن إلا بتعاون دول الخليج الفارسي.
واستمراراً لبحث أهداف الحرب النفسية للعدو قدم قائد الثورة الإسلامية النصح لبعض العناصر السياسية في الداخل قائلاً: أصحاب القلم والبيان والمنابر والمناصب عليهم أن يحذروا ألاّ يعملوا ـ عن قصد وعن غير قصد ـ لتحقيق مآرب العدو لأن كل من يسعى اليوم لزرع عدم الثقة في قلوب الناس بالمسؤوللين والنظام والمستقبل ولإثارة الخلافات والفتن هو في الحقيقة يمد يد العون للعدو.
سماحته اعتبر أن الحرب الاقتصادية تقع في المرتبة الثانية في قائمة مخططات الاعدآء لمواجهة الشعب الإيراني مضيفاً بالقول: هؤلاء يريدون أن يعيش الشعب الضيق والحرمان. لكن مع إعلام سياسات المادة 44 من الدستور والسعي الحثيث للحكومة لتنفيذ هذه المواد أصبح الباب مفتوحاً على مصراعيه أمام النهوض والازدهار الاقتصادي ومشاركة عموم الشعب واصحاب الثروات بنشاطاتهم وعلى هذا الأساس لابدّ للحكومة في العام الجديد والعام أو العامين التاليين أن يكون توجّهها توجّهاً اقتصادياً.
قائد الثورة الإسلامية دعى المسؤولين لتوضيح سبل مشاركة أفراد الشعب في الفعاليات الاقتصادية وأضاف: إن إنتاج الثروة بالطرق القانونية من الأمور الراجحة في الإسلام ولابدّ ـ من خلال تنفيذ سياسات المادة 44 ـ من تنويع مصادر دخل أفراد المجتمع لاسيما الطبقات المحرومة لخلق جو من الانفراج في حياة الناس.
سماحة آية الله الخامنئي وفي إشارة له لتهديد الأعداء بفرض عقوبات على إيران قال: الشعب الإيراني قد توصل إلى التقنية النووية والتطور والإبداع تحت ظل نفس تلك العقوبات، لذا لن تخيفوا هذا الشعب بالعقوبات.
واعتبر سماحته الوقوف بوجه استخدام الشعب الإيراني للطاقة النووية أنموذج لمحاولات الأعداء للحيلولة دون تقدم إيران العلمي مضيفاً: أكان الشعب الإيراني قد استأذن القوى السلطوية أصلاً من أجل حصوله على الطاقة النووية ليقولوا نحن مخالفين لذلك!
سماحة آية الله الخامنئي اعتبر الطاقة النووية حاجة وضرورة ملحّة. وفي معرض انتقاده لأولئك الذين يكررون كلام الاعداء في عدم حاجة الشعب الإيراني للطاقة النووية أضاف سماحته: هل للمسؤولين الحق، بنظر هؤلاء، أن يخونوا الاجيال القادمة ويعرّضوا مستقبل البلاد للخطر بعدم تلبيتهم لمتطلبات الشعب.
قائد الثورة الإسلامية رأى أن التوصل إلى التقنية النووية إنجاز يفوق بأهميته تأميم النفط وأشار بالقول: أولئك الذين يكررون كلام العدو هم اليوم ـ وعلى الرغم من تمجيدهم لتأميم النفط ـ يتفوهون بنفس الكلمات التي تفوه بها مخالفوا الدكتور مصدّق وآية الله كاشاني إبان تأميم النفط.
وقد أشار سماحة آية الله الخامنئي إلى إشراف وكالة الطاقة الذرية على جميع نشاطات إيران النووية وأضاف: كل نشاطاتنا قانونية لكن إن أرادوا استخدام مجلس الأمن كأداة ضغط من خلال الصخب الإعلامي وتجاهل حق الشعب الإيراني المشروع وتجاوز القانون فباستطاعتنا أيضاً تجاوز القانون وسنفعل.
سماحته أكد كذلك بالقول: إذا كان في نيتهم استخدام لغة التهديد وإبراز العضلات والعنف فإن شعب ومسؤولي إيران سيعبئون كل طاقاتهم لتوجيه الصفعة لمن يتعرض لهم.
سماحة آية الله الخامنئي وفي إشارته في القسم الأخير من خطابه إلى تسمية العام الإيراني الجديد بعام «الوحدة الوطنية والانسجام الإسلامي» دعى أفراد المجتمع إلى العمل على تقوية الوحدة والتلاحم فيما بينهم وأضاف: من أجل تقوية الانسجام الإسلامي أيضاً لابدّ لنا من الارتكاز على الأصول المشتركة للشعوب المسلمة.
وفي وصيته إلى الشباب لرفع منسوب الاعتماد على النفس على المستوى الفردي والوطني أشار سماحته: أنتم إيها الشباب قادرون على القيام بأعمال جبّارة والوصول بالبلاد إلى ذروة العزّ والرفعة.
قائد الثورة الإسلامية تطرق إلى دعمه المتواصل للحكومات الإيرانية السابقة والحالية وقال: إن الدعم الخاص للحكومة الحالية نابع من أسباب منها المقام المهم الذي تحتله الحكومة في التركيبة السياسية والمسؤوليات الثقلية التي تقع على عاتق السلطة التنفيذية والنزعة الإسلامية والثورية للحكومة التاسعة.
سماحته اعتبر العمل الدؤوب والارتباط مع الجماهير والشعبية والسعي لتحقيق العدالة الاجتماعية من الأسباب الأخرى لدعم هذه الحكومة وأضاف: بالطبع هذا الدعم ليس دعماً اعتباطياً بل يستند إلى انتظارات من جملتها عدم الاستسلام للكلل، المحافظة على حياة الرعية، الابتعاد عن النزاعات الحزبية والعمل بالبرامج التي سبق وأن اُعلنت للناس.
وفي بداية هذا اللقاء قدّم سماحة آية الله واعظ طبسي ممثل الولي الفقيه في المحافظة ومتولي الحرم الرضوي الشريف ـ بعد ترحيبه بقدوم قائد الثورة الإسلامية المعظم ـ تقريراً عن النشاطات العمرانية للحرم الشريف والتحقيقية للحوزة العلمية في خراسان وصرح سماحته: مسؤولو المحافظة سيبذلون جهدهم للعمل على تحقق شعار هذه العام ألا وهو الوحدة الوطنية والانسجام الإسلامي وذلك من خلال التعاون والتنسيق الجديّين فيما بينهم.