وصف قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي لدى استقباله اليوم الخميس أعضاء مجلس خبراء القيادة في دورته الرابعة وصف مكانة النظام والبـلاد بأنها منقطعة النظير مقارنة بالأعوام التي تلت الثورة الإسلامية.
وأكد قائد الثورة المعظّم أن الشعب والمسؤولين يواصلون مسيرة النجاح والموفقية انطلاقا من استنادهم على عنصري الصبر والشكر اللذين يعدان من العناصر الرئيسية لانتصار وديمومة الثورة.
وقدم سماحته تهانيه بمناسبة ميلاد خامس حجج أهل بيت النبوة والرسالة الإمام الباقر عليه السلام واصفاً انتخابات 15 كانون الأول بأنها كانت انتخابات جيدة في ضوء المشاركة الحماسية والناشطة لأبناء الشعب والجهود التي بذلها المسؤولون وحضور الشخصيات البارزة والتكتـلات السياسية والطلابية المختلفة متابعا القول: أن الحكومة التاسعة اجتازت تجربة تجميع الانتخابات بنجاح وكان أداؤها جيدا في هذا المجال.
ورأى سماحة السيد القائد أن استناد مجلس الخبراء على أصوات الشعب ظاهرة مهمة جدا ومؤشر واضح على السيادة الشعبية الدينية وقال: إنّ العدو يدرك الأهمية الفريدة لمجلس الخبراء ولذلك بادر قبل عدة أشهر من إقامة هذه الانتخابات إلى ثني الشعب عن المشاركة في هذا الانتخابات وبث اليأس في نفوسهم من خلال اعتماد كافة الأساليب الإعلامية والسياسية والتهديد والترهيب لكن مشاركة شعبنا المؤمن والواعي في هذه الانتخابات كانت أكثر حماس وحيوية من سابقاتها حيث بلغ عدد أصوات الناخبين المشاركين في مجلس الخبراء أكثر من انتخابات المجالس الإسلامية البلدية والقروية.
واعتبر سماحته مشاركة مراجع الدين والشخصيات البارزة والتنظيمات السياسية والطلابية بأنها كانت من المؤشرات الأخرى لانتخابات 15 كانون الأول وأضاف: بفضل الباري تعالى فإن الانتخابات الأخيرة لم تشهد أي فرقة وتشتت أو ظاهرة سيئة وهذا الأمر يعد من المكاسب الكبيرة للبلاد والنظام.
ورأى قائد الثورة الإسلامية أن العنصر الأساسي والحافز الرئيسي لحضور الشعب في الميادين المختلفة هو إيمانه ورابطته العاطفية والفكرية بالنظام الإسلامي مؤكداً بالقول: على مسؤولي البلاد استيعاب هذا الموضوع وتقديره حق قدره وبذل ما بوسعهم لصيانة وتعزيز هذه الظاهرة القيمة والفريدة.
ورأى سماحته أن حضور أبناء الشعب المؤمنين في مختلف الميادين شكل من أشكال نصر الله تعالى مستنداً في ذلك إلى آيات من الذكر الحكيم مشيراً إلى حضور مختلف الشرائح بأذواقها ومظاهرها المختلفة في شتى الميادين ومنها مسيرات 11 شباط ذكرى انتصار الثورة الإسلامية وأضاف: إن السبيل الوحيد لحفظ وتعزيز هذا الحضور الواعي والمصيري لأبناء الشعب هو الالتزام العملي لمسؤولي النظام بالإسلام العزيز لأن الشعب حين يرى التزام المسؤولين وعملهم في سبيل الله ستتعزز رابطته الإيمانية والقلبية بالنظام أكثر من قبل.
وانتقـد سماحة السيد القائد مَنْ يروجون لموضوع أن البلاد تعيش ظرفاً طارئاً ويحالون الإيحاء بهذا الأمر معتبراً ذلك بأنه من توجهات الأعداء وقال: البلاد لا تعيش أي ظرف طارئ لأن العداء كان مستمراً ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال الأعوام ال 28 الماضية وشعبنا العظيم والمقتدر خرج منتصراً في جميع هذه الأعوام وسينتصر اليوم أيضا.
وأشار ولي أمر المسلمين إلى الاعتراف الصريح لأعداء النظام بشأن انتشار الثورة الإسلامية في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي ونفوذها وأضاف: رغم تصعيد قوى الهيمنة لعدائها إلا أن قوة الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتعزز يوماً بعد آخر وجذورها تستشر أكثر فأكثر إلى درجه أن النظام الإسلامي اليوم هو في أقوى مراحله مقارنة بالأعوام ال 28 الماضية.
ورأى أن الاستقبال الحافل لرئيس الجمهورية من قبل مواطني وشباب ومثقفي مختلف البلدان دليل ومؤشر واضح على فشل الإعلام الغربي وإقبال الشعوب على الثورة الإسلامية وأضاف: إن منطق الجمهورية الإسلامية الإيرانية اليوم هو أقوى واستحواذ الثورة على قلوب المسلمين بات أكثر.
وأشار سماحته إلى أن الصبر والشكر عنصران أساسيان في انتصار وديمومة الثورة الإسلامية متابعاً القول: إن الصبر لا يعني دائماً تحمل الصعاب بل يعني الاستقامة ومواصلة الدرب لأنه فـي غير هذه الحالة ستتحول نقطة توقفنا إلى منصة لهجوم عدونا ولذلك يجب متابعة أهداف الثورة الإسلامية وتطلعات الشعب بشجاعة وحكمة والتخطيط الدقيق.
واعتبر ولي أمر المسلمين أن الشكر هو العامل الآخر لانتصار وديمومة الثورة مشيراً إلى ضرورة معرفة النعم واعتبارها من عند الله والاستفادة منها في محلها وقال: يجب أن نشكر الباري تعالى من كل قلوبنا لنعمه العظيمة التي أنعم بها علينا مثل سيادة الإسلام وحيوية وجذابية شعارات الإمام والثورة الإسلامية رغم مضي 28 عاماً وحمل الجمهورية الإسلامية الإيرانية راية نشر الدين الإسلامي في كافة أنحاء العالم والعزة الإسلامية التي يتمتع بها الشعب الإيراني.
وفي هذا الإطار رأى قائد الثورة الإسلامية أن مثابرة وجهود الحكومة هي من النعم الإلهية الأخرى مستطرداً القول: إن مسؤولي النظام يجاهدون ليلاً ونهاراً بمعنى الكلمة ويتابعون مسيرة ترجمة أهداف النظام وتطلعات الشعب من خلال التخطيط الدقيق والمتابعة والعمل وعلينا معرفة هذه النعمة وشكرها.
وأكد سماحته ضرورة تحلي أبناء الشعب ومجلس الخبراء وكافة الشخصيات بالوعي واليقظة حيال دسائس الأعداء وأضاف: إحدى أهم أساليب الأعداء هي التفرقة السياسية في البلاد ولذلك يحاولون إيجاد انقسامات كبيرة عبر التشبث بذرائع واهية واعتبر اختلاف الأذواق بأنها خلافات مبدئية وهو ما يفرض على الجميع التيقظ حيال هذه الحيل والأساليب.
وقال سماحة السيد القائد أن ثني مسؤولي النظام عن مواصلة الطريق تعد من الأهداف الأخرى للأعداء وقال: إن هؤلاء يحاولون عبر ممارسة الضغـوط والتهديد والاتهام وتضخيم المشاكل والإيحاء بجسامة الثمن الباهظ لمواصلة الطريق بث الشكوك في نفوس المسؤولين وإيقاف حركة النظام، لكن الشعب ومسؤولي النظام سيصمدون كما نصّ على ذلك القرآن وسيحبطون هذه المؤامـرات.
واعتبر ولي أمر المسلمين إيجاد الخلافات الطائفية بأنها من الأساليب الأخرى للأعداء مشيراً إلى ضرورة الإحساس بالمسؤولية حيال هذه المحاولات وقال: بعون الله تعالى فإن شيعة وسنة إيران يعيشون بوعي وهدوء واستقرار جنباً إلى جنب ولكن مأسي العراق والإعلام الذي يقوم به الأعداء حول المتورطين في عمليات القتل تكشف عن النوايا المبيتة للعدو على صعيد بث التفرقة في العالم الإسلامي هذا في الوقت الذي نرى أن أساس الفتنه في العراق والمتورطين في عمليات القتل لا هم من السنة ولا من الشيعة.
وفي ختام كلمته وصف قائد الثورة المعظّم مسؤولية مجلس خبراء القيادة بالجسيمة منوها بالقول: إن مسؤولية هذا المجلس والتي تتمثل في اتخاذ قرار مصيري مهمة جداً ولذلك على أعضاء مجلس الخبراء الاستعداد لأداء هذه المهمة على أفضل وجه من خلال معرفتهم وشجاعتهم وبصيرتهم.