استقبل ولي أمر المسلمين سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي صباح اليوم السبت حشداً من أهالي محافظه أذربيجان الشرقية حيث أعرب عن شكره العميق للمسيرات العظيمة والحماسية التي قام بها الشعب الإيراني في 11 شباط ذكرى انتصار الثورة الإسلامية معتبراً أن قوه الثورة الإسلامية تكمن في حماس وشجاعة الشعب الإيراني وعزمه الثوري وعلاقته الراسخة بالثورة وهويته الدينية.
ودعا سماحته في هذا اللقاء الذي جرى على أعتاب الذكرى السنوية لانتفاضة أهالي مدينة تبريز التاريخية في18 شباط 1977 دعا مسؤولي البلاد إلى مواصلة مسيرتهم التقدمية بالاستناد إلى هذه القدرة الشعبية العظمية والطاقات الإنسانية الهائلة في البلاد والتحرك بعزيمة جادة لارتقاء القمم الشامخة في شتى المجالات.
ووصف قائد الثورة الإسلامية هذه الانتفاضة بأنها كانت حركة مصيرية في تاريخ الثورة الإسلامية مشيراً إلى أن أعداء النظام لم يستوعبوا حتى الآن حقائق الشعب الإيراني الخالدة وأضاف: رغم مضي 27 عاماً على انتصار الثورة الإسلامية فان الشعب بمجرد شعوره بتهديد العدو الثورة نزل إلى الساحة من خلال مسيراته العظيمة في يوم 11 شباط وهذه هي نقطة قوة الثورة الإسلامية التي لم يستوعبها الأعداء حتى الآن.
ورأى سماحته أن المشاركة الشعبية الواسعة في مسيرات 22 بهمن تجسيد للحماس الإلهي والتي أثبتت للعالم بأسره اقتدار النظام الإسلامي مضيفاً القول: إنّ استعراض القوة هذا من قبل الشعب أدى إلى تقليل تهديدات الأعداء.
ورأى سماحة السيد قائد أن جهوزية شباب الجيل الثالث وشجاعته وحماسه للدفاع عن هويته الدينية والثورية ليست أقل من الجيل الأول للثورة الذي شارك في الدفاع المقدس وربما تكون أكثر منه.
واعتبر سماحته أن ضمان السعادة المادية والمعنوية للمواطنين رهن بمواصلة مسيرة الثورة والإسلام مشيراً إلى علاقة الشعب الراسخة بالثورة الإسلامية وأضاف: إنّ باستطاعة الشعب تحقيق التقدم والكمال بفضل وجود المسؤولين المخلصين والكفوئين الساعين إلى حل مشكلات الشعب وكذلك وجود الشباب الموهوبين الذين يتطلعون إلى كسب العلم والمضي قدماً لارتقاء القمم الشامخة.
وأكد قائد الثورة المعظّم أنه يجب على المسؤولين عدم الخشية من التحرك باتجاه مدارج الرقي متابعاً القول: في ضوء وجود الطاقات الإنسانية العظيمة والمبدعة في البلاد متى ما يشمّر المسؤولون عن سواعدهم فانّ لديها طاقات لتحقيق التقدم.
واستطرد سماحته قائلاً: رغم التقدم الذي أحرزناه في بعض المجالات يجب على مسؤولي البلاد استثمار كافة طاقاتهم لتحقيق التقدم في الميادين الأخرى وأن يعرفوا قدر المواهب والحماس الموجود في البلاد لأن أي توقف في الميادين العلمية والجامعية والدينية والصناعية والمصانع والمراكز التجارية حالياً أمر غير جائز.
وأكد سماحة السيد القائد ضرورة عدم الخشية من تهديدات الأعداء وتوخي جانب الحذر في نفس الوقت منوهاً بالقول: على مسؤولي البلاد الأخذ بنظر الاعتبار جوانب الأمور وأن لا يسمحوا بتثبيط عزيمتهم وعزيمة الشعب في التحرك إلى الأمام.
وأكد ضرورة التحلي بالقوة أمام الأعداء لأن إظهار الضعف سيؤدي إلى تجرؤ العدو وأضاف: للأسف فان بعض الأفراد بكلامهم ومطالبهم وتضخيمهم للمشكلات أو الإشارة إلى نقاط ضعف غير موجودة يشجعون العدو وهذا خطأ.
وشدّد قائد المعظّم على ضرورة عدم عكس ظروف البلاد بشكل غير حقيقي وأضاف: إن الشعب الإيراني الواعي يواصل مسيرته الطبيعية إلى جانب المسؤولين الساعين إلى حل مشاكل الشعب واحدة تلو الأخرى.
ورأى سماحته أن الحياة الطبيعية للشعب وانسجامه ويقظته وصحوته هي من حقائق المجتمع الراهن مؤكداً بالقول: بإمكاننا رؤية إحدى مصاديق يقظة الشعب الإيراني في القضية النووية، فحين شعر الشعب أن الأعداء يركزون على هذه القضية ويحاولون تهميشها نزلوا إلى الساحة وطالبوا بهذا الحق بجد وحزم.
ووصف موضوع الطاقة النووية بأنه مرتبط بمستقبل البلاد ومصيرها منتقداً الذين يقولون من منظور سطحي ومحدود أن الطاقة النووية غير ضرورية للبلاد لقاء هذا الثمن وأضاف: إن الاحتياطي الهائل من النفط والغاز لن يدوم إلى الأبد وإذا كانت أمّة ما لا تهتم بمستقبلها على صعيد الطاقة، فانها ستبقى محتاجة وتابعة للقوي المهيمنة .
ورأى سماحة ولي أمر المسلمين أن سبب مخالفة القوى العظمى لامتلاك الشعب الإيراني للطاقة النووية رغم استفادتهم من هذه الطاقة هو هيمنتهم على مستقبل الطاقة في العالم مصرحاً بالقول: من حسن الحظ أن الشعب الإيراني التفت إلى هذه النقطة وهو راسخ في هذا المجال والمسؤولون أيضاً يتابعون هذا الموضوع بحكمة وجدية وقد حققوا مكاسب جيدة وسوف يحققون أكثر من ذلك في المستقبل إن شاء الله.
وفي جانب آخر من كلمته وصف قائد الثورة الإسلامية أهالي محافظة أذربيجان الشرقية بأنهم مواطنون مؤمنون وشجعان ذو همم عالية مفعمون بالحيوية والنشاط والإبداع مؤكداً بالقول: لقد كان أهالي محافظة أذربيجان في المقدمة كلّما احتاجت البلاد إليهم .
وأشار سماحته إلى الدور البارز لأهالي أذربيجان سيما أهالي مدينة تبريز في أحداث ثورتي التنباك والدستور وانتفاضة الشيخ محمد خياباني والحوادث المرتبطة بالثورة الإسلامية ومنها انتفاضة 18 شباط 1977 وكذلك الحضور الواسع والملحمي في جبهات الدفاع المقدس وقال: لقد كشف الأعداء عن مدى بلاهتهم حين ركزوا على منطقة أذربيجان لأن أهالي مدينة تبريز ومحافظة أذربيجان مكتفون ذاتياً من حيث الحماس الثوري والدفاع عن الثورة ووقفوا دوماً بوجه الضامرين السوء للبلاد.