اعتبر قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي لدى استقباله يوم الخميس قادة القوة الجوية لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية والآلاف من كوادر هذه القوة اعتبر الحرب النفسية التي يشنها الأعداء للتأثير على معنويات الشعب الإيراني بأنّها مؤشر على ضعفهم وعجزهم.
وأكد سماحته أن الشعب الإيراني العظيم ومن خلال تواجده الحيوي والفاعل والناشط في مسيرات يوم 22 بهمن /11 شباط/ ذكرى انتصار الثورة الإسلامية سيكشف مرة أخرى للعالم بأنّه سيواصل دربة المفعم بالفخر بوعي واقتدار.
وفي هذا اللقاء الذي جاء بمناسبة الذكرى السنوية للبيعة التاريخية لكوادر القوة الجوية مع الإمام الراحل (قدس سره) في 19 بهمن 1357 / 9 شباط 1979/ استعرض قائد الثورة المعظّم الهدف من وراء الضجيج الذي يفتعله الأعداء حول تهديد وحظر إيران وقال: إنّ الشعب الإيراني ومنذ 27 عاماً يقف أمام مؤامرات الأعداء ومحاولاتهم ودسائسهم وتمكن من إحباط جميعها عبر الاتكال على قدراته الذاتية والخارجية وجذوره القوية وقدرته تنمو يوماً بعد آخر إلى درجة أنّ مكانة الجمهورية الإسلامية الإيرانية حالياً لا تقاس بما كانت عليه أبان الثورة .
ووصف سماحته تهديد أمريكا بفرض الحظر على إيران بأنّه موضوع مكرّر وبالٍ وقال : إنَّ أمريكا وبعض البلدان الأخرى تفرض الحظر على إيران منذ عده سنين ولكن شعبنا وفي ظل أجواء الحظر حقق تطورات ونجاحات علمية وتقنية لامعة.
ورأى سماحة السيد القائد أن التهديد والترهيب هو الأسلوب الذي يتبعه السلطويون منذ القدم بغية الفت في إرادة وعزم الشعوب وبالتالي نهب مصادرها وأضاف: أنّ الخوف والاستسلام أمام الأعداء هو أسلوب شعوب ومسؤولي البلدان التي لم تستوعب القوة والعزم والإرادة الوطنية، لكن الشعب الإيراني ومن خلال تحطيمه لطلاسم تهديد وإرهاب السلطويين وبالاتكال على تجاربه التي اكتسبها خلال الأعوام السبعة والعشرين الماضية يقف باقتدار بوجه التهديدات .
وأشار إلى شائعة الهجوم الأمريكي على إيران مؤكداً بالقول: لا تحاولوا ترهيب الشعب الإيراني بمثل هذه القضايا، الم تقم أمريكا بالاعتداء على إيران حتى الآن، هذا فضلاً عن أنّ الأعداء يدركون جيداً بأن العدوان سوف يستتبع رداً شاملاً من قبل الشعب الإيراني حيال المعتدين ومصالحهم في شتى أنحاء العالم .
وفي هذا الإطار قال ولي أمر المسلمين: لا نعتقد أن أي أحد يرتكب مثل هذا الخطأ أو الحماقة ويعرض بلاده ومصالحه إلى الخطر، طبعاً هنالك من يقول أن الرئيس الأمريكي لا يعير أي أهمية للحسابات ولا يفكر بعواقب الأمور ولكن بالإمكان إعادته إلى صوابه والمحللون والساسة الأمريكان يدركون جيداً بأنَّ الشعب الإيراني لن يبقى مكتوف الأيدي حيال أي عدوان.
وفي جانب آخر من كلمته رأى سماحة السيد القائد أنّ الهدف من وراء اعتراف الكيان الصهيوني بامتلاكه السلاح النووي هو ترهيب البلدان والشعوب المسلمة منوهاً بالقول: إنَّ الخوف هو بمثابة الأرضة التي تنسف أساس بناء حياه الشعوب وعلى العالم الإسلامي أن يتحلى بالوعي حيال هذه الأحابيل .
ووصف سماحته اعتداء الصهاينة على المسجد الأقصى بالكارثة مؤكداً بالقول: على العالم الإسلامي والشعوب المسلمة التعبير عن كراهيتها واشمئزازها حيال القائمين بهذه الخطوة الشنيعة.
وفي جانب آخر من تصريحاته أشار قائد الثورة الإسلامية إلى أنَّ حركه الشعب الإيراني العظيم في ثورته الإسلامية كانت تتسم بالمنطق والعقلانية متابعاً القول: إنّ بلورة العواطف والحبّ والعشق والإيمان الديني الراسخ في هذه الحركة العظيمة هي التي ميّزت الثورة الإسلامية الإيرانية عن مثيلاتها في العالم وهذا الإيمان الديني شكّل المادة الأساسية لحركة الثورة الإسلامية وكان العنصر الرئيسي لديموميتها في إطار أهدافها المرسومة وعدم انحرافها عن اطر الأخلاق الإنسانية.
ورأى سماحة ولي أمر المسلمين أن ضعف الأعداء على صعيد استيعاب الإيمان الراسخ للشعب الإيراني هو الذي حدى بهم كي يقوموا بحياكة المؤامرات وإثارة الضجيج ضدّه خلال الأعوام السبعة والعشرين الماضية منوّها بالقول: إنّ صحوة العالم الإسلامي هي ثمرة أخرى من ثمار الثورة الإسلامية الإيرانية.