صرّح ولي أمر المسلمين سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي لدى استقباله يوم الاثنين المشاركين في مؤتمر علماء الدين الشيعة والسنة والملتقى الثاني لتكريم ابن ميثم البحراني، صرّح بأن ترسيخ الوحدة في العالم الإسلامي هو هدف سام وقريب المنال وعلى علماء الدين العمل بواجبهم الكبير في هذا المجال.
واعتبر سماحته صحوة علماء الدين والعمل على توجيه أبناء الشعب والتحلّي باليقظة حيال محاولات الأعداء وإعانة البلدان الإسلامية بعضها للبعض بأنها تمهد الأرضية لتعزيز الوحدة في العالم الإسلامي مؤكداً أنه إذا توفّرت الأرضية لتحقيق هذه الوحدة فإنها ستكون سنداً ودعماً جاداً للدول الإسلامية وفي ظل مثل هذه الوحدة لن تلجأ الدول الإسلامية إلى بريطانيا أو أمريكا.
ووصف قائد الثورة الإسلامية وجود خلافات في العقائد والفرق بأنه أمر طبيعي مضيفاً: أنه في عالمنا المعاصر استغلّت القوى الاستعمارية، للتعصبات والجهل وإساءات الفهم لتنفيذ مخططاتها واشتدت هذه الحركة الاستعمارية بعد انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية.
واعتبر سماحة السيد القائد، بريطانيا بأنها ذات حنكه بالغة في نشر الخلافات في صفوف المسلمين وذلك لتواجدها الطويل الأمد في المنطقة مضيفاً بالقول أن الشخصيات البارزة في مكافحة القوى الاستعمارية نظير الإمام الخميني الراحل (قدس سره) والسيد جمال الدين أسد أبادي والشيخ محمد عبده وشرف الدين العاملي كلّهم كانوا يؤكّدون على ضرورة الوحدة بين الأمة الإسلامية وبذلوا قصارى جهودهم لئلا تتحول الخلافات إلى أداة ضد العالم الإسلامي.
وأشار سماحة القائد إلى محاولات مثيري الفتن وعناصر الاستكبار في العراق وأفغانستان وباكستان ولبنان مؤكداً القول إن هؤلاء الذين يحاولون بثّ الفرقة والخلافات ليسوا من أبناء الشيعة ولا السنة.
وفي السياق ذاته أوضح قائد الثورة الإسلامية أن الأجهزة الاستخباراتية الصهيو- أميركية وعبر إثارتها الخلافات واستفزاز العناصر المتطرفة، تضطلع بدور رئيسي في نشر الفوضى والانفلات الأمني بالعراق حيث إن أكثر المناطق توتراً في هذا البلد هي المناطق التي توجد فيها القوات العسكرية الأميركية.
والمح سماحة القائد المعظم إلى مخططات الأعداء ضد الثورة الإسلامية مصرحاً بالقول إنه بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، أطلقت أمريكا خططاً جديدة لكي تتمكن من خلالها الإيحاء بأن الثورة الإسلامية هي ثورة شيعية بحتة بينما يعلم الجميع أن ثورتنا هي الثورة الإسلامية والقرآنية التي تفتخر بأنها حاملة راية القيم الإسلامية والدينية وتعمل على التعريف بالأحكام الإلهية وقيمة الإسلام المعنوية وأنها (الثورة الإسلامية) نجحت في تحقيق هذه المهمة.
واعتبر سماحة السيد القائد جذور العداء الذي يكنه الأعداء ضد الثورة الإسلامية بأنها ناجمة عن هذه الموفقية مضيفاً بالقول: إذا كانت الثورة الإسلامية لا تدافع عن العالم الإسلامي وفلسطين وأفغانستان ولبنان وكل مسلم يتحرك من أجل الإسلام، فلن يستهدف الأعداء إيران قط.
وخلص قائد الثورة الإسلامية بالقول أنه رغم كل هذا العداء والسخط، فإن الثورة الإسلامية في إيران أحيت روح الكرامة والفخر بالإسلام بين المسلمين بحيث نرى اليوم وأكثر من أي وقت مضى أن صحوة وشموخ وعزّة الأمة الإسلامية باتت أكثر وضوحاً حيال هزيمة الأعداء.
وأشار سماحة ولي أمر المسلمين في جانب آخر من كلمته إلى الشخصية العلمية للعلامة ابن ميثم البحراني، ووصفه بأنه فقيه ومتكلم بارز وأن شرحه لنهج البلاغة من أفضل الشروح.
وفي مستهل اللقاء أشار رئيس رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية حجة الإسلام محمدي عراقي إلى الملتقى الفكري لعلماء ومثقفي الشيعة والسنة من أجل ترسيخ الوحدة والتضامن الإسلامي وتحدث حول الملتقى الثاني لإحياء ذكرى العلامة ابن ميثم البحراني في إيران قائلاً: إن هذا الملتقى يعقد بهدف إحياء التراث والهوية الإسلامية وستناقش اللجان المختلفة سبعين مقالة اختيرت من المقالات المرسلة.
كما تحدث عدد من علماء الدين السنة والشيعة من الدول الإسلامية في هذا اللقاء حول التضامن الإسلامي وضرورة تحلي العلماء والمثقفين في العالم الإسلامي باليقظة.