موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

ولي أمر المسلمين: غالبية بلدان العالم تعارض الدول التي تحاول حرمان إيران من حقها

أكد ولي أمر المسلمين سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي أن الانتصارات المتتالية للشعب الإيراني العظيم أمام مؤمرات الأعداء خلال الأعوام الماضية ليست وليدة الصدفة بل هي نتيجة منطقية وعقلانية وستستمر بعون الله في ظل الجهود الدؤوبة والعمل المبني على الايمان والأمل.
وأضاف قائد الثورة الإسلامية في كلمته التي القاها يوم الأربعاء (16/ شوال/1427هـ) بأهالي مدينة سمنان في ملعب تختي عقب الاستقبال الجماهيري الملحمي والخالد له من قبل عشرات الآلاف من أهالي المنطقة أضاف: أن تسريع عجلة إعمار البلاد ومتابعة شعارات الثورة المبنية على العدالة هي من أولويات مسؤولي النظام.
وتابع سماحته أن تحقيق هذه التطلعات السامية بحاجة إلى بذل جهود عظمية بدأت من قبل الحكومات السابقة وتواصلت في الحكومة الراهنة وقال: إنَّ هذه المساعي حققت نسبة جيدة من التقدم والتنمية لشعبنا العظيم وعلينا توسيع نطاق هذه العملية من خلال مضاعفة الجهود.
واعتبر القائد المعظّم أن توجهات مسؤولي النظام متناغمة مع مبادئ الثورة مشيراً إلى المعنويات العالية للشعب الإيراني ونظرته المفعمة بالأمل وأضاف: إنَّ إدراك الشعب الإيراني لحقوقه النووية ومتابعته وصموده لاستيفاء هذا الحق مؤشراً على وعيه الجدير بالاشادة ومعنوياته العالية وروحه الوطنية، وذلك لأن الشعب الإيراني يعرف جيداً بأن الطاقة النووية هي احدى أهم عناصر التقدم على الصعيد الدولي.
وأكد سماحته أن بإمكان الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودون الاهتمام بالآخرين والإتكال على البلدان الأخرى استيفاء هذا الحق البديهي للشعب.
ولفت سماحة السيد القائد إلى الغوغاء التي يثيرها الأمريكان ومحاولة الايحاء بأن العالم يعارض الحقوق النووية الإيرانية وقال: فضلاً عن الشعوب فإن 150 دولة من الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز ومنظمة المؤتمر الإسلامي والمنظمات الأخرى تدعم موقف إيران المبني على كسر طوق الحكر العالمي المفروض على الطاقة النووية.
ونوّه ولي أمر المسلمين إلى أن الشعوب الأخرى تشيد بشعبنا لصموده الباسل على صعيد استيفاء حقوقه النووية وقال: هذا الأمر يكشف عن أن غالبية بلدان العالم تعارض المحاولات التي تبذلها بعض البلدان الغربية لحرمان الشعب الإيراني من حقوقه.
ورأى سماحته أن ديمومة هذه الروح المعنوية العالية وتعزيز الأمل تمهدان الأرضية أمام الشعب الإيراني لفتح قمم التقدم والسمو مشيراً إلى عداء اللوبي الصهيوني والاستكبار الأمريكي للثورة الإسلامية والشعب الإيراني وتابع قائلاً: خلافاً للاعلام الغربي والضجيج المفتعل فإن أعداء شعبنا سيما أمريكا اليوم أضعف من السابق وأدل دليل على ذلك هزيمة الأمريكان في العراق ولبنان وفلسطين وأفغانستان.
واستعرض قائد الثورة الإسلامية  نقاط ضعف الأمريكان في الشرق الأوسط منوهاً إلى أن الإدارة الأمريكية كرَّست كافة امكانياتها لإبعاد الكيان الصهيوني من المواجهة مع الشعب الفلسطيني وفي هذا الاطار وافقت على تشكيل حكومة فلسطينية شكلياً ولكننا نرى أن الحكومة الفسطينية الراهنة لا تعترف بالكيان الصهيوني وهي غير مستعدة لإطلاق أي حوار مع هذا الكيان وهذا دليل على الهزيمة الكاملة للأمريكان في فلسطين.
وأشار القائد المعظّم إلى انفعال وضعف أمريكا أمام الشعب الإيراني لافتاً إلى المحاولات المكلفة والفاشلة لأعداء الشعب بغية الفصل بينهم وبين الإمام الراحل وتهميش القيم الدينية وترويج المفاسد الأخلاقية في المجتمع خاصة بين الشريحة الشبابية والتغلغل بين أركان الحكومات وبث التفرقة وإثارة الحروب الداخلية والتوترات في الجامعات.

وأضاف: إنَّ الجميع يدركون جيداً بأن الهزائم المتكررة التي يتكبدها الأمريكان في مواجهة شعبنا والنظام الإسلامي ليست وليدة الصدفة بل هي نتيجة منطقية وعقلانية لإيمان ويقظة ومعرفة وشجاعة الشعب الإيراني العظيم الذي بث اليأس في نفوس أعداء الإسلام والثورة واشرافه على مقتضيات الزمان وبفضل الباري تعالى سيكون كذلك في المستقبل أيضا.
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى وفاء الشعب الإيراني لتطلعات الإمام الراحل لافتاً إلى أن شعبية رئيس الجمهورية الواسعة نابعة من تكراره لشعارات الإمام الراحل ومتابعته لتطبيقها وأضاف: إنَّ مواطنينا يثقون بالأشخاص الملتزمين بالدين والموالين للثورة والإمام وهذه الحقيقة هي إحدى أهم عناصر فشل الأمريكان في تهميش نهج ومبادئ الإمام الراحل بين أبناء الشعب الإيراني.
وأشار سماحته إلى إقبال الشعوب العالمية سيما الإسلامية على أهداف وشعارات الثورة الإسلامية وتابع بالقول: إنَّ شعبنا صدر ثورته بشكل حقيقي ويواصل مسيرته بقوة وحيوية وبالاتكال على شبابه المثقف والواعي ولا يسع الاستكبار العالمي سوى التراجع أمام هذا الشعب العظيم.
وأكد سماحة القائد ضرورة استخلاص العبر من انتصارات الشعب المتتالية أمام الاستكبار واستطرد قائلاً: إنَّ التأمل في هذه الانتصارات يكشف عن أن السعي والعمل المبني على الإيمان والأمل هو سر النجاح وعلى كافة الشرائح بدأً من الشباب والجامعيين ومروراً بالعمال وعلماء الدين والناشطين في القطاعات الصناعية والزراعية والمستثمرين وانتهاءً بالناشطين السياسيين والاجتماعيين أن يتابعوا أعمالهم وجهودهم الدؤوبة وفقاًُ لواجباتهم ومسؤلياتهم المناطة إليهم ويحققوا تطلعات الثورة والمواطنين من خلال تقدير الوحدة الوطنية السائدة في المجتمع حق قدرها والحفاظ عليها وتعزيزها.
ورأى القائد المعظّم  أن مواقف الشعب الإيراني أماطت اللثام عن الأكاذيب الغربية في مجال حقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب وإرساء الديمقراطية وقال: إنَّ الشعب الإيراني أثبت بأن السيادة الدينية هي الديمقراطية الحقيقية لأنه في مثل هذا النظام الجماهير هي التي تختار مسؤوليها عبر معرفتها وتشخيصها ورأيها وبذلك تشارك في تقرير مصير البلاد خلافاً للألاعيب الحزبية في الغرب.
واعتبر سماحته تمتع البلاد بالوحدة والإيمان والحيوية الوطنية سيما الشباب المفعم بالنشاط بأنها من نعم الباري تعالى وقال: يجب أن نقدر هذه النعم حق قدرها ونستثمرها بغية تحقيق التقدم للبلاد.
وأوصى ولي أمر المسلمين أعداء الشعب الإيراني باستخلاص العبر من تجاربهم الفاشلة في مواجهة الجمهورية الإسلامية وأضاف: على السلطويين أن يدركوا جيداً بأن القرن الحادي والعشرين وخلافاً للقرنين الماضيين هو قرن اندحار السياسات الاستعمارية وقرن سؤدد المعنوية والاستقلال وعودة الشعوب إلى هويتها وأصالتها الوطنية وستبوء كل قوة تحاول الوقوف أمام هذه الحقيقة بالهزيمة والفشل لا محاله.
وفي الإطار نفسه قال القائد المعظم أن من حق الشعب الأمريكي أيضا كالشعب الإيراني أن يمتلك حياة جيدة وهذا الهدف لن يتحقق إلا من خلال جهودهم الداخلية أولاً وأن لا تعتبر حكومي هذا البلد بأنها مالكة للمناطق الحساسة في العالم ومنها منطقة الخليج الفارسي.
وفي جانب آخر من كلمته استعرض قائد الثورة أهمية انتخابات مجلس خبراء القيادة والمجالس البلدية والقروية معتبراً أن الحضور الجماهيري في الانتخابات مهم وقال: إنَّ انتخابات مجلس الخبراء هي في الحقيقة ايجاد ذخيرة وسند لمستقبل الشعب والبلاد وعلى مجلس الخبراء أن يكون مستعداً دوماً ومن هذا المنطلق تتسم هذه الانتخابات بالأهمية.
واعتبر سماحة السيد القائد أن الانتخابات البلدية والقروية مهمة أيضاً لأنها تؤثر على مسيرة الحياة اليومية للمواطنين في المدن والقرى وأضاف: إن تم في هذه الانتخابات اختيار أشخاص صالحين، عاملين، ناشطين، أصيلين يتحلون بالأمانه فإن المواطنين سيشعرون براحة بال حيال شؤونهم اليومية ولذلك على كافة أبناء الشعب الحضور في الساحة من خلال الإدلاء بأصواتهم.

ووصف سماحته الاتحاد الذى يسود البلاد بأنه مهم على صعيد الانتخابات مشيراً إلى ضرورة تجنب خلق الذرائع وطرح القضايا الهامشية وتابع قائلاً: إن مثل هذه المواقف والذرائع تسمم المناخ السياسي للمجتمع ولذلك يجب تجنبها.
وفي جانب آخر من كلمته اعتبر قائد الثورة أن الالتزام والتتبع العلمي هي من سمات أهالي محافظة سمنان منوهاً بالقول: إن أبناء هذه المحافظة وفضلاً عن تمتعهم بتاريخ وثقافة إسلامية وطنية ثرة يتمتعون بسمات أخرى مثل الذكاء، الابداع، التواجد في الساحة، حسن الخلق والعمل الصالح وهذه السمات تضع محافظة سمنان ضمن المحافظات المتقدمة في البلاد.
وعبّر القائد المعظّم عن شكره و تقديره لحفاوة أهالي سمنان وقال: إنّ الهدف من زيارة المحافظات هو التعرف على السجايا المعنوية وأفكار وعقائد كافة مواطني البلاد ولفت نظر مسؤولي النظام حيال مسائل ومشاكل مختلف مناطق البلاد.
وأعرب سماحته عن ارتياحه للزيارات التي يقوم بها رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء إلى مختلف المحافظات وقال: من حسن الحظ قد تم تحقيق إحدى الآمال القديمة للقيادة المتمثلة باهتمام مسؤولي النظام إلى قضايا مختلف مناطق البلاد في ظل هذه الزيارات هذا فضلاً عن أن نشاط وحيوية الحكومة أدت إلى تسريع عجلة تحقيق أهداف النظام.
والمح سماحة ولي أمر المسلمين في ختام كلمته إلى التقدم الذي أحرزته محافظة سمنان بعد الثورة وتابع قائلاً: إنّ هذه المحافظة مازالت تتمع بأرضيات كثيرة لتحقيق المزيد من التنمية و لازدهار ونحن نأمل بأن تتسرع عجلة تقدم هذه المحافظة من خلال استثمار الطاقات الإنسانية والطبيعية لهذه المحافظة.

700 /