موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

القائد: النجاحات المتتالية التي تمّ تحقيقها من أهم النقاط الإيجابية للبلاد والنظام

إستقبل قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي صباح اليوم الإثنين رؤساء السلطات الثلاث ومجمع تشخيص مصلحة النظام ومجلس الوزراء ونواب المجلس ومسؤولي السلطة القضائية والقادة العسكريين والشخصيات السياسية والدينية والثقافية حيث ألقى كلمة قيّمة تناول فيها القضايا السياسية والإقتصادية والثقافية والدولية والداخلية.
ودعا سماحته مسؤولي البلاد الي التحلي بالتدبير والعمل الدؤوب والتكاتف والتضامن والتناغم موكّداً بالقول إنّ الشعب والمسؤولين في إيران سيبلغون قمم التقدم والعزّة ويحلّون مشاكل البلاد من خلال التحلّي بالاتحاد والإيمان واليقظة والحكمة والعلم.
واعتبر القائد المعظّم التفاؤل والتشاؤم المفرط بأنَّه يؤدي إلى التضليل والتحليل الخاطيء لأوضاع البلاد مشيراً إلى الحقائق المطروحة الراهنة على مختلف الأصعدة الداخلية والخارجية وقال: إنَّ كثرة النجاحات العظيمة والمتتالية تعد من أبرز النقاط الإيجابية للبلاد والنظام.
ورأى سماحته أنّ تحلّي المواطنين بالأمل والحيوية ومجيء حكومة مصممة ومثابرة والمكانة التي تتمع بها الجمهورية الإسلامية الإيرانية على الصعيد الدولي والتقدّم العلمي وتوسيع البنى التحتية في البلاد والاستقرار السياسي الذي يسود البلاد وفشل الأعداء في إثارة النعرات الطائفية والخلافات العرقية والمهنية والتنسيق والتناغم بين السلطات الثلاث من النقاط الإيجابية الأخرى وأضاف: في مقابل هذه القائمة الطويلة من النجاحات والنقاط الإيجابية فثمة متطلبات ملحّة وفورية ونواقص ومشاكل يجب حلّها عبر الدراية والعمل الدؤوب.
ورأى سماحة السيد القائد أنَّ إيجاد فرص العمل والسيطرة على التضخم والاهتمام بالمناطق الفقيرة والمكافحة الجادة للفساد وتوفير الأمن التام للاستثمارات وتثبيت المكانة الدولية للنظام الإسلامي وتحسين الوجه الثقافي للبلاد بأنَّها من المتطلبات الملحّة التي يجب على الحكومة والمجلس الإسلامي الحالي وسائر المؤسسات المعنية الأخرى اتخاذ إجراءات قوية ومتتالية من أجل حلّها عبر التمسك بالمبادئ والتخطيط الصحيح وبذل قصارى الجهود.
ووصف القائد إدارة المؤسسات الهامة للبلاد من خلال الأفكار الإسلامية المبدئية والأصولية من النعم العظيمة التي منَّ علينا بها الباري تعالى وأضاف: إنًّ الأصولية ليست تياراً يقف في مواجهة التيارات الأخرى وتصنيف الجماعات إلى أصولية واصلاحية أو أي أسماء أخرى ليس تصنيفاً صحيحاً لأنَّ كلَّ من يعتقد بمبادئ الثورة ويلتزم بها وتحت أي اسم كان هو أصولي.
وعدّد سماحته ثمانية مؤشرات للأصولية منوّها بالقول: إنّ أهم هذه المؤشرات هو الإيمان والهوية الإسلامية والثورية. وأضاف في نفس السياق: على الحكومة والمؤسسات الثقافية المختلفة ترسيخ أسس الإيمان الجليّة والقوية بعيداً عن الخرافات وهشاشة التفكير في أذهان الجيل الصاعد وتعزيز الإيمان بالدين والثورة والنظام والشعب واستقلال البلاد والوحدة الوطنية والمستقبل المشرق في قلوب وأذهان الشعب.
وأكّد ولي أمر المسلمين بالاستناد إلى الآية القرآنية «جادلهم بالتي هي احسن» ضرورة استخدام أفضل الأساليب في مناقشة مؤيدي وجهات النظر الأخرى وأضاف: إنَّ الإيمان الذي يعد من أهم مؤشرات الأصولية لا يثير النعرات الطائفية بأي شكل من الأشكال من خلال الكلام أو الممارسات.
وأضاف القائد المعظّم: يجب تقديم الهوية الإسلامية للشعوب والمفكرين المسلمين بعيداً عن أي خرافة وانحراف من خلال الابداع الديني واستنباط الأفكار الجديدة من المصادر الإسلامية وتعزيز التيار الأصولي في العالم الإسلامي من خلال رفع راية الأخوّة الإسلامية ونشر الفضائل الأخلاقية.
وانتقد القائد بشدّه الفكر المنحرف المتواجد في أفغانستان والذي ينشط حالياً في الشبكة الإرهابية بالعراق وتابع قائلاً: إنَّ هؤلاء يعتبرون الجميع مرتدّين عن الإسلام ويرسمون صورة عنيفة ومسيئة عن الدين الإسلامي، ولكن الإسلام الحقيقي الذي رفعت إيران رايته من خلال الأفكار المشرقة والحديثة والبديعة للإمام الراحل (رحمه الله) أثلج قلوب الشعوب وقدّم الإيمان والهوية الإسلامية والثورية الحقيقية.
وفي معرض تبيانه لسائر مؤشرات الأصولية أشار القائد إلى العدالة وأضاف: يجب أن تكون التنمية الاقتصادية مواكبة للعدالة والفكر الذي يركّز على التنمية الاقتصادية ومن ثم تطبيق العدالة بعيد عن المنطق.
ورأى قائد الثورة أنّ من مؤشرات العدالة تقليص الفارق الطبقي وتوفير الفرص المتكافئه وتشجيع الممارسات الصحيحة والتصدّي للمعتدين على الثروات الوطنية والمكافحة الحقيقية للمفاسد والمحسوبية وتطبيق العدالة في الحكم والتعيينات والاهتمام بالمناطق الفقيرة موجهاً خطابه إلى المسؤولين بالقول: إنّ تطبيق العدالة بحاجة إلى الحزم ونبذ المجاملات والتواصل مع الشعب والتقشف وبناء الذات وتهذيب النفس.
وأكّد سماحته أنّ صيانة استقلال البلاد من المؤشرات الأخرى للفكر الأصولي وأضاف: إنَّ كل تيار فكري لا يسعى إلى التحرر من اخطبوط الثقافة الغربية المفروضة ولا يكترث بالاستقلال السياسي والاقتصادي للبلاد والشعب لا يعتبر من ضمن الأصوليين.
ورأى أنَّ الجهاد العلمي من مبادئ الأصولية معرباً عن ارتياحه حيال اهتمام الطلبة الجامعيين والشباب ومطالبتهم بإيجاد وتقوية نهضة توليد العلم وقال: إنَّ مثل هذه المطالب ضرورية ولكنّها غير كافية وينبغي علينا أن نتحرّك باتجاه المهام الكبرى والدخول في ميادين جديدة من أجل إثراء علومنا البشرية , والجيل الإيراني الصاعد قادر على تحقيق هذه المهام الكبرى بالاعتماد على مواهبه وثقته بنفسه شريطة أن توفر له الحكومة الأرضية الخصبة.
وقال سماحة القائد: إنَّ ترسيخ وتعميم الحرّية وحرّية التفكير من المؤشرات الأخرى للأصولية وأضاف: إنّ الحرّية من أعظم النعم الإلهية وحرّية التفكير من أهم فروعها والتطوّر العلمي والفكري والفلسفي لن يتحقق بدون حرّية التفكير.
وشدد سماحته على حرّية الفكر والرأي وقال: يجب عدم إثاره الضجيج مع الذين يطرحون أفكاراً جديدة في الحوزات العلمية والجامعات والأوساط الثقافية والصحافية وعلينا فسح المجال لتنمية الأفكار.
وأشار القائد إلى ضرورة الفصل بين الحرية الحقيقية والمحاولات التي يمارسها الأعداء تحت يافطة الحرية مضيفاً القول: يجب علينا عدم فسح المجال أمام الأعداء لنفث سمومهم الفكرية ومحاولة الإطاحة الصامتة , ولكن هذه القضية لا علاقة لها بضرورة وجود الحرية وحرية التفكير.
ورأى ولي أمر المسلمين أنّ الاصلاحات بمفهومها الصحيح هي من مبادئ الأصولية واستطرد القول: إنّ الاصلاحات الأصولية والأصولية الاصلاحية متشابكتان وتختلفان تماماً عن الاصلاحات الأمريكية وإصلاحات رضا خان التي كانت في الحقيقة مفاسد وليست إصلاحات.
واعتبر أنّ الدستور هو معيار الاصلاحات وقال: إنّ الاصلاحات يجب أن تكون منطبقة مع القيم والمعايير الإسلاميه والإيرانية.
ورأى قائد الثورة تصحيح الأساليب والأهداف المرحلية والقرارات بأنَّها جزء من الاصلاحات الضرورية وأضاف: إنّ الاصلاحات الإسلامية تتباين تماماً مع هدم الأسس ومعاداة الدستور والإسلام.
واعتبر سماحة القائد أنّ الازدهار الاقتصادي للبلاد والاهتمام بشؤون المواطنين هو المؤشر الثامن الهام للأصولية وأضاف: إنّ دعم الاستثمارات ومكافحة البطالة وتوفير فرص العمل والانتاج والمكافحة الجادة للتهريب والفساد والاستقرار والشفافية وانسجام القوانين الاقتصادية والتسويق العالمي والاستفادة الصحيحة من النفط والاهتمام بالخطط الاستراتيجية للبلاد بأنَّها من أهم القضايا التي يجب إيلاؤها اهتماماً جاداً.
ورأى قائد الثورة أنّ الضعف الداخلي والمؤامرات الخارجية هي منشأ بعض التحديات الراهنة وقال: لاشك أنّ أهم تحد خارجي يواجهه النظام حالياً يتمثل في معاداة أمريكا للشعب الإيراني.
وألمح سماحته إلى أنّ نظام السلطة والإدارة الأمريكية يوليان أهمية خاصة لمنطقه الشرق الأوسط وقال: في مثل هذه المنطقة الحساسة قام الشعب الإيراني بإيجاد نظام جمهوري إسلامي يناهض المبادئ الأمريكية الجائرة وهو ما يثير سخطهم.
وأشار ولي أمر المسلمين إلى فشل أمريكا في الإطاحة بالنظام عبر القوة من خلال فرض الحرب والحظر الاقتصادي وفشلها في الإطاحه بالنظام أيضاً بالمرونة عبر الغزو الثقافي وأضاف: لا شك أنّ هناك مؤامرات أخرى في المستقبل ولكن الشعب والمسؤولين ومن خلال التحلّي بالاتحاد والحكمة والتدبير وبالاستفادة من الفرص المتاحة واليقظة أمام الأعداء سيضفون على البلاد والنظام حصانة أمام المؤامرات ويبلغون قمم التقدّم والسؤدد.
وأشار القائد في هذا اللقاء إلى ضرورة الاهتمام المتواصل للمسؤولين والناشطين في مختلف المجالات بتهذيب النفس وتعزيز المعنويات معتبراً شكر الباري بشكل صحيح وعملاني بسبب نعمة اللامتناهية من أهم واجبات الشعب لاسيما المسؤولين لافتاً بالقول: إنّ التعرّف على النعم الالهية وعدم التغافل عنها واعتبار النعمة من الله تعالى وشكره عليها والاستفادة من النعم بهدف جعلها سلماً للتقدّم والرقي والكمال من الأركان الأساسية للشكر الموجب لازدياد النعمة.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية أنّ العزّة والاستقلال الوطني وتفتق طاقات الجيل الصاعد في ضوء الإسلام والثورة والأمل والثقة الوطنية والمصادر والذخائر القيمة والاهتمام بشؤون المواطنين والمناخ الديني والمعنوي السائد في البلاد بأنها من النعم الالهية اللامتناهية التي يستتبع شكر الباري تعالى عليها ديموميتها وزيادتها.
وفي مستهل هذا اللقاء ألمح رئيس الجمهورية الدكتور محمود أحمدي نجاد إلى الأصول التي إعتمدتها الحكومة التاسعة والمبنية على العدالة والمحبة وتقديم الخدمات ورفعة البلاد منوّها إلى توجهات الحكومة على صعيد القضايا الداخلية وقال: إنّ صيانة وتقوية الوحدة والانسجام القومي وتعزيز النشاط والأمل في قلوب المواطنين سيما الشباب ونشر العدالة والتوزيع العادل للفرص المتاحة وترسيخ ثقافة خدمة المواطنين في دوائر البلاد والابتعاد عن الإنتماءات السياسية والقضايا الهامشية والعمل والسعي لتأمين حقوق الشعب وصيانة المناخ العام للبلاد والنقاء والدين في المجتمع ودعم النشاطات الثقافية والفنية النزيهة والأصيلة المنبثقة من قيم الشعب الإيراني وتغيير توجهات النظام التعليمي لتربية كوادر ملتزمة ومبدعة وكفؤة بأنَّها من أهم توجهات الحكومة لبناء وتقدم البلاد وإسعاد الشعب الإيراني.
وأشار رئيس الجمهورية إلى جهود الحكومة لحلّ مشكلة البطالة وضرورة تعبئة كافة إمكانيات البلاد لتسوية هذه المعضلة مضيفاً القول: إنّ ترشيد المصادر المصرفية وخفض أسعار الفائدة ودعم استثمارات القطاع الخاص وتقليص دور الحكومة في مجال الاستثمارات وتكريس كافة الإمكانيات الإعمارية للبلاد هي من جملة الخطوات التي اعتمدتها الحكومة لحل مشكلة البطالة.
واعتبر رئيس الجمهورية أنّ الصمود على المبادئ والتأكيد على السلام والاستقرار والحوار المبني على التوحيد والعدالة وصيانة الكرامة الإنسانية والدفاع عن حقوق الشعب بأنّها من المحاور الأساسية للسياسة الخارجية في الحكومة التاسعة مستعرضاً آخر تطورات الملف النووي الإيراني مصرحاً بالقول: إنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية دعت دوماً إلى الحوار والمحادثات المتكافئة المبنية على العدالة دون أي شروط مسبقة معتبراً رزمة الاقتراحات الأوروبية الأخيرة خطوة إلى الأمام.
وأكّد الرئيس أحمدي نجاد أنّ الحكومة تدافع عن حقوق الشعب باقتدار وتدبير وصلابة وأضاف: إنّ الخبراء يعكفون حالياً على دراسة الاقتراحات المقدمة بدقة وبعدها سننقل وجهات نظر الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى الطرف الآخر.
وفي الختام اُقيمت فريضة صلاة الظهر والعصر بإمامة قائد الثورة الإسلامية ومن ثم تم تناول الغداء بمعية قائد الثورة الإسلامي.
700 /