استعرض قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي في الذكرى
السابعة عشرة لرحيل الإمام الخميني «قدّس سرّه» مواقف إيران المبدئية إزاء القضايا
الراهنه بما فيها الملف النووي مؤكداً أن الشعب الإيراني المتحد وبفضل الثروة
القيمة جداً التي تركها الإمام العظيم يرفع إيران إلى المكانة المرموقة عالمياً ولا
يسمح لأحد في هذه المسيرة التي تبعث على الاعتزاز بتهديد المصالح الوطنية
للإيرانيين.
وأشار سماحته إلى حياة أفكار ومدرسة الإمام في أوساط الشعب الإيراني والامة الإسلامية وأضاف : إن الإمام الخميني وبفضل خصائصه الفريدة حوّل الشعب الإيراني إلى أحد أكثر الشعوب تأثيراً في العالم وأحد أهم شعوب المنطقة بحيث أن كافة عوامل تسخير القمم العظيمة للتقدم والاعتزاز قد أوجدت في هذا الشعب وأن العالم الإسلامي اليقظ وبعد استعادة هويته يتابع الاستقلال عن القوى السلطوية وتحقيق الإسلام .
وأشار ولي أمر المسلمين إلى الدعاية الواهية لوسائل الإعلام الغربية والامبراطورية الدعائية للصهاينة القاضية بوجود إجماع عالمي ضد إيران وتهديد الجمهورية الإسلامية الإيرانية للعالم وسعي إيران لصنع السلاح النووي وانتهاك حقوق الإنسان في إيران واضاف : إن مزاعم وجود إجماع عالمي ضد إيران كذبة واضحة من جانب أمريكا وعدد من البلدان الأخرى لأن 116 بلداً من بلدان عدم الانحياز أعربوا عن دعمهم لحركة ايران الشجاعة في التوصل إلى التقنية النووية بالإضافة إلى أن منظمة المؤتمر الإسلامي والحكومات المستقلة وحتى البلدان التي تتعرض للضغوط الامريكية تدعم هذه الحركة أيضاً.
وأكد سماحته أنه لا يرضى أيّ بلد وشعب ومسؤول صادق بعدم الاستفادة من مصادر الطاقة الجديدة ومدّ يد العوز إلى عدد من البلدان الغربية وقال: إن بلدان وشعوب العالم تؤيّد بألسنتها وقلوبها حركة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وإن إجماع عدد من البلدان المحتكرة سياسياً لا قيمة له.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية علاقات إيران مع مختلف البلدان بأنها مبنية على الصداقة وأضاف : أن إيران لا تشكل أيّ تهديد لسائر البلدان بما فيها البلدان المجاورة لها وأنها تشترك في وجهات النظر مع البلدان العربية بشأن القضية الإسلامية العربية الأهم وهي فلسطين لذلك فإن كافة الشعوب العربية تعتز بموقف إيران بشأن القضية الفلسطينية.
وأشار آية الله العظمى الخامنئي إلى الدعاية الكاذبة لوسائل الإعلام الغربية بشأن سعي إيران لامتلاك السلاح النووي قائلاً: إننا أعلنّا صراحة ومراراً إننا لسنا بحاجة إلى السلاح النووي لأننا لا نريد السيطرة على العالم كامريكا ولا ننوي فرض تكاليف قضية لا طائل منها كهذه على شعبنا كما أن استخدام السلاح النووي يعارض أحكام الشريعة والإسلام .
وصرح قائد الثورة الإسلامية : إن قنبلة إيران النووية هي شبابنا وشعبنا الذين صمدوا في أحلك الظروف بقوة وإيمان كاملين وسيصمدون أيضاً.
وخاطب قائد الثورة المعظم الحكومة الامريكية الراهنة قائلاً: قارنوا أنفسكم مع الحكومة الإيرانية ورئيسكم مع رئيس جمهوريتنا لكي تدركوا مكانتكم في العالم.
وأضاف سماحته: إن الحكومة الامريكية تعدّ اليوم في داخل هذا البلد من أكثر الحكومات كراهية في التاريخ الأمريكي في حين أن الحكومة الإيرانية من أكثر الحكومات شعبية بعد نهضة الدستور حتى الآن وفي الأعوام المئة الماضية.
وأشار سماحة القائد إلى مدى الكراهية التي يلقاها الرئيس الأمريكي من مختلف بلدان العالم وحتى الدول الأوربية وأمريكا اللاتينية وعدم ثقة الحكومة الأمريكية بالشعب الأمريكي بسبب التنصت الذي تمارسه على الاتصالات الهاتفية في الداخل .
ونصح القائد بأن يجري بوش مقارنة بين وضعه الحالي مع الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الجمهورية الإيرانية إلى إندونيسيا وكذلك زيارة الرؤساء الإيرانيين السابقين إلى مختلف نقاط العالم وسط ترحيب شعبي كبير لكي يتضح له موقعه الحالي الذي هو فيه .
وتطرق القائد إلى النفقات الكبيرة التى تتحملها الإدارة الأمريكية في العراق من أجل الإتيان بحكومة عميلة والفشل الذي واجهته في هذا المجال وكذلك هزيمة أمريكا في الانتخابات الفلسطينية وعقم مساعيها في تغيير نهج الحكومة والشعب في لبنان .
وأكد متسائلاّ: لماذا لا يقر السيد بوش بأن سلوكه جعل الولايات المتحدة وشعبها منبوذين وكذلك لماذا لا يعترف بأن أدائه وسياسته هي التي زادت من ضعف و وهن بلاده.
وقارن ولي أمر المسلمين بين الرسالة الموقرة لرئيس الجمهورية الإسلامية إلى الرئيس الأمريكي مع رد الأمريكان الأخير الذي وصفه بأنه بعيد عن الأدب وسخيف وخارج عن العرف الدبلوماسي ومتسم بالكبرياء والحماقة مؤكداً أنه لو كان يتسنى للإداره الأمريكية توجيه ضربة إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية على مدى 27 عاماً مضت فما كانت لتفوّت على نفسها أدنى فرصة في هذا المجال لكن وفي ظل الضغوط والمحاولات الأمريكية فإن شعبنا قد شهد تقدماً ونمواً كبيراً .
واعتبر سماحته أنه لمن السفاهة أن يتبجح بلد بحقوق الإنسان ومكافحة الارهاب وسجله حافل بمعتقلات غوانتانامو و أبوغريب وجرائم مدينة حديثة العراقية وكابول الأفغانية والمئات من الحالات الأخرى .
وألمح سماحته إلى مزاعم الأمريكان حول قدرتهم على ضمان أمن وتيرة تدفق الطاقة في المنطقة مشدداً أنه لو ارتكبت الإدارة الأمريكية خطأ حيال إيران فأنه بالتأكيد سيتعرض تدفق الطاقة في المنطقة للخطر وحينها ستكون واشنطن عاجزة عن ضمان أمن الطاقة .
وفي معرض تأكيد قائد الثورة الإسلامية على أن نظام الجمهورية الإسلامية في إيران يسعى وراء تحقيق شعاراته في ضمان السعادة المادية والمعنوية للشعب وبناء إيران، وما كان ولن يكون في يوم من الأيام بادئاً بحرب، أضاف سماحته: إن الشعب الإيراني ملتزم بتحقيق أهداف الإمام الخميني ومصالحه الوطنية ولا يشكّل تهديداً تجاه أيّ من البلدان، ولكن من يُعرّض المصالح الوطنية للأمة للخطر سيرى هول غضب شعب إيران بالتأكيد.
وقد استعرض قائد الثورة عوامل نجاح الإمام الراحل معتبراً أن أهم تلك العوامل كانت إيمانه الكامل بالنصر الإلهي وأضاف: هناك حقيقة قرآنية أساسها أن الذي ينصر الله، ينصره الله نصراً عظيماً. وقد نهض الإمام لنصرة الله من خلال إيمانه الراسخ بهذا القانون الإلهي وسعيه الحثيث لتحقيق دين الله المتلخص في إعمار دنيا وآخرة الشعب الإيراني فما كان من الله بالمقابل إلا أن يمنّ على الإمام بالنصر بحركة إعجازية وتوطيد نظام مبني على أسس الإسلام.
وقد أشار آية الله العظمى الخامنئي إلى تحليلات علم الاجتماع بخصوص انطلاق وأفول الثورات قائلاً: إن أي ثورة ـ حسب هذه التحليلات ـ تعاني بعد انطلاقتها الأولى من الضعف والأفول، إلا أن الثورة الإسلامية مستثناة تماماً من هذه القاعدة بدليل أن الشعب اليوم، وبعد مرور سبعة وعشرين عاماً على انتصار الثورة، يقوم بانتخاب حكومة شعارها الأساسي العدالة والسير في طريق الإسلام وتحقيق أهداف الثورة، الأمر الذي يشير إلى أن الثورة ما زالت في أوج سعيها نحو تحقيق شعاراتها وتسير في مسيرها الأصلي.
وخلال توضيح سماحته لعلل استمرار المسيرة الأصيلة للثورة وعدم ابتلائها بالضعف والارتخاء أضاف قائلاً: إن عامل استمرار الثورة يكمن في قلب الثورة وقد تم تثبيته في نص الدستور وهو الالتزام بأصول الإسلام ومشروطية مشروعية القوانين بمطابقتها للإسلام ومسألة القيادة.
وعلى هذا الصعيد أضاف قائد الثورة الإسلامية: في الجمهورية الإسلامية حتى الولاية الإلهية، التي تعتبر منشأ مشروعية النظام والتي تنتقل إلى الوليّ الفقيه، تكون مشروطة بالتزام القائد بالأحكام الإسلامية بحيث لو أن القائد أغفل الأهداف والقوانين الإسلامية نظرياً أو عملياً، سقطت مشروعيته.
ولفت قائد الثورة إلى عقم الحملات الإعلامية للأعداء ضد العوامل التي تضمن بقاء الثورة مؤكداً أن الثورة الإسلامية أبعد كلّ البعد عن الفشل والتراخي ذلك أن الشعب الإيراني متمسك ومؤمن بالدين بمعنى الكلمة وقد أخذ على عاتقه مهمة الحفاظ على القيم الدينية .
وأشار سماحته إلى الاستقلال السياسي والثقافي والإيمان العميق والشجاعة الوطنية وعدم انخداع الشعب والمسؤولين أمام الأعداء وقال : إن الشعب الإيراني يحرس هذه الذخائر الحيوية بكلّ نباهة ودقة وأنه سيبني مستقبله الزاهر بالانتفاع من العمل بها.
واعتبر قائد الثورة المعظم الموارد الطبيعية الهائلة والبشرية القيمة جداً بأنها مرتكز للشعب الإيراني في طريقه نحو النمو و التقدم مشيراً إلى قوة الإبداع وقدرات العلماء والباحثين الإيرانيين في مختلف المجالات بما فيها التقنية النووية وأضاف: إن الحكومات السابقة وفّرت أرضيات واسعة على طريق تقدم البلاد واليوم، حيث تتولى فيه حكومة العمل والسعي والمجاهدة زمام الأمور، ينبغي من خلال الاستفاده من هذه الارضيات المتوفرة والاستفادة الكاملة من التكاتف الموجود بين الشعب والمسؤولين، الإسراع في مسيرة نمو وازدهار البلاد كي يصل الشعب الإيراني إلى مكانته اللائقة .
واعتبر سماحة القائد تقوية الإيمان الديني وسعي كافة المسؤولين لتحقيق العدالة وتعزيز القوة العلمية للبلاد بأنها العوامل الرئيسية للنمو والتقدم في البلاد قائلاً : إن الوحدة الوطنية واستقرار البلاد يمكناننا من الاستفادة من هذه العوامل لذلك فان الذين يعملون اليوم على إضعاف هذه العوامل ويسيئون إلى الوحدة الوطنية والوحدة الإيرانية من خلال نشاطهم ضد أمن البلاد وتحت عنوان دعم القوميات فإنهم يخدمون العدو وإن على الاجهزة المسؤولة التعرف على توجهات الاعداء والدفاع بإنتباه عن حقوق الشعب بما فيها حق الأمن وحق التقدم .
واعتبر سماحته الإيمان بالله والإيمان بالشعب والإيمان بالدرب والإيمان بالنجاح بأنها توفر الأرضية للتقدم وأضاف : إن أعداء الشعب على استعداد لمنح الجوائز للذين يسعون لإضعاف إيمان الشعب ويبعدون الجامعات والمراكز العلمية والبحثية عن النشاط العلمي من خلال تحركاتهم.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية الحفاظ على شجرة الجمهورية الإسلامية الطيبة بأنه بحاجة إلى الوحدة والشعور بالواجب لدى كافة شرائح الشعب. وقال: إن كافة أبناء الشعب ومسؤولي البلاد والنخب السياسية والعلمية والحوزويين والجامعيين وسائر الشرائح يشكلون أمة الجمهورية الإسلامية وإن كلّ من يعترف بالإمام وبدرب الإمام ووصية الإمام ويسعى للاعتزاز والتقدم العلمي للبلاد ويتمسك باستقلال إيران ويخطو على طريق المصالح الوطنية فانه يعدّ من أهلنا.
ووصى سماحته بالابتعاد عن الغفلة والمزيد من المراقبة في الحفاظ على الوحدة مؤكداً أن هذا الشعب يستحق الوصول إلى مكانه تأريخية ومن أجل بلوغ هذا الهدف العظيم ينبغي العمل والسعي بكلّ القوى على طريق تحقيق تطلعات الإمام والثورة .
وأشار سماحته إلى حياة أفكار ومدرسة الإمام في أوساط الشعب الإيراني والامة الإسلامية وأضاف : إن الإمام الخميني وبفضل خصائصه الفريدة حوّل الشعب الإيراني إلى أحد أكثر الشعوب تأثيراً في العالم وأحد أهم شعوب المنطقة بحيث أن كافة عوامل تسخير القمم العظيمة للتقدم والاعتزاز قد أوجدت في هذا الشعب وأن العالم الإسلامي اليقظ وبعد استعادة هويته يتابع الاستقلال عن القوى السلطوية وتحقيق الإسلام .
وأشار ولي أمر المسلمين إلى الدعاية الواهية لوسائل الإعلام الغربية والامبراطورية الدعائية للصهاينة القاضية بوجود إجماع عالمي ضد إيران وتهديد الجمهورية الإسلامية الإيرانية للعالم وسعي إيران لصنع السلاح النووي وانتهاك حقوق الإنسان في إيران واضاف : إن مزاعم وجود إجماع عالمي ضد إيران كذبة واضحة من جانب أمريكا وعدد من البلدان الأخرى لأن 116 بلداً من بلدان عدم الانحياز أعربوا عن دعمهم لحركة ايران الشجاعة في التوصل إلى التقنية النووية بالإضافة إلى أن منظمة المؤتمر الإسلامي والحكومات المستقلة وحتى البلدان التي تتعرض للضغوط الامريكية تدعم هذه الحركة أيضاً.
وأكد سماحته أنه لا يرضى أيّ بلد وشعب ومسؤول صادق بعدم الاستفادة من مصادر الطاقة الجديدة ومدّ يد العوز إلى عدد من البلدان الغربية وقال: إن بلدان وشعوب العالم تؤيّد بألسنتها وقلوبها حركة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وإن إجماع عدد من البلدان المحتكرة سياسياً لا قيمة له.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية علاقات إيران مع مختلف البلدان بأنها مبنية على الصداقة وأضاف : أن إيران لا تشكل أيّ تهديد لسائر البلدان بما فيها البلدان المجاورة لها وأنها تشترك في وجهات النظر مع البلدان العربية بشأن القضية الإسلامية العربية الأهم وهي فلسطين لذلك فإن كافة الشعوب العربية تعتز بموقف إيران بشأن القضية الفلسطينية.
وأشار آية الله العظمى الخامنئي إلى الدعاية الكاذبة لوسائل الإعلام الغربية بشأن سعي إيران لامتلاك السلاح النووي قائلاً: إننا أعلنّا صراحة ومراراً إننا لسنا بحاجة إلى السلاح النووي لأننا لا نريد السيطرة على العالم كامريكا ولا ننوي فرض تكاليف قضية لا طائل منها كهذه على شعبنا كما أن استخدام السلاح النووي يعارض أحكام الشريعة والإسلام .
وصرح قائد الثورة الإسلامية : إن قنبلة إيران النووية هي شبابنا وشعبنا الذين صمدوا في أحلك الظروف بقوة وإيمان كاملين وسيصمدون أيضاً.
وخاطب قائد الثورة المعظم الحكومة الامريكية الراهنة قائلاً: قارنوا أنفسكم مع الحكومة الإيرانية ورئيسكم مع رئيس جمهوريتنا لكي تدركوا مكانتكم في العالم.
وأضاف سماحته: إن الحكومة الامريكية تعدّ اليوم في داخل هذا البلد من أكثر الحكومات كراهية في التاريخ الأمريكي في حين أن الحكومة الإيرانية من أكثر الحكومات شعبية بعد نهضة الدستور حتى الآن وفي الأعوام المئة الماضية.
وأشار سماحة القائد إلى مدى الكراهية التي يلقاها الرئيس الأمريكي من مختلف بلدان العالم وحتى الدول الأوربية وأمريكا اللاتينية وعدم ثقة الحكومة الأمريكية بالشعب الأمريكي بسبب التنصت الذي تمارسه على الاتصالات الهاتفية في الداخل .
ونصح القائد بأن يجري بوش مقارنة بين وضعه الحالي مع الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الجمهورية الإيرانية إلى إندونيسيا وكذلك زيارة الرؤساء الإيرانيين السابقين إلى مختلف نقاط العالم وسط ترحيب شعبي كبير لكي يتضح له موقعه الحالي الذي هو فيه .
وتطرق القائد إلى النفقات الكبيرة التى تتحملها الإدارة الأمريكية في العراق من أجل الإتيان بحكومة عميلة والفشل الذي واجهته في هذا المجال وكذلك هزيمة أمريكا في الانتخابات الفلسطينية وعقم مساعيها في تغيير نهج الحكومة والشعب في لبنان .
وأكد متسائلاّ: لماذا لا يقر السيد بوش بأن سلوكه جعل الولايات المتحدة وشعبها منبوذين وكذلك لماذا لا يعترف بأن أدائه وسياسته هي التي زادت من ضعف و وهن بلاده.
وقارن ولي أمر المسلمين بين الرسالة الموقرة لرئيس الجمهورية الإسلامية إلى الرئيس الأمريكي مع رد الأمريكان الأخير الذي وصفه بأنه بعيد عن الأدب وسخيف وخارج عن العرف الدبلوماسي ومتسم بالكبرياء والحماقة مؤكداً أنه لو كان يتسنى للإداره الأمريكية توجيه ضربة إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية على مدى 27 عاماً مضت فما كانت لتفوّت على نفسها أدنى فرصة في هذا المجال لكن وفي ظل الضغوط والمحاولات الأمريكية فإن شعبنا قد شهد تقدماً ونمواً كبيراً .
واعتبر سماحته أنه لمن السفاهة أن يتبجح بلد بحقوق الإنسان ومكافحة الارهاب وسجله حافل بمعتقلات غوانتانامو و أبوغريب وجرائم مدينة حديثة العراقية وكابول الأفغانية والمئات من الحالات الأخرى .
وألمح سماحته إلى مزاعم الأمريكان حول قدرتهم على ضمان أمن وتيرة تدفق الطاقة في المنطقة مشدداً أنه لو ارتكبت الإدارة الأمريكية خطأ حيال إيران فأنه بالتأكيد سيتعرض تدفق الطاقة في المنطقة للخطر وحينها ستكون واشنطن عاجزة عن ضمان أمن الطاقة .
وفي معرض تأكيد قائد الثورة الإسلامية على أن نظام الجمهورية الإسلامية في إيران يسعى وراء تحقيق شعاراته في ضمان السعادة المادية والمعنوية للشعب وبناء إيران، وما كان ولن يكون في يوم من الأيام بادئاً بحرب، أضاف سماحته: إن الشعب الإيراني ملتزم بتحقيق أهداف الإمام الخميني ومصالحه الوطنية ولا يشكّل تهديداً تجاه أيّ من البلدان، ولكن من يُعرّض المصالح الوطنية للأمة للخطر سيرى هول غضب شعب إيران بالتأكيد.
وقد استعرض قائد الثورة عوامل نجاح الإمام الراحل معتبراً أن أهم تلك العوامل كانت إيمانه الكامل بالنصر الإلهي وأضاف: هناك حقيقة قرآنية أساسها أن الذي ينصر الله، ينصره الله نصراً عظيماً. وقد نهض الإمام لنصرة الله من خلال إيمانه الراسخ بهذا القانون الإلهي وسعيه الحثيث لتحقيق دين الله المتلخص في إعمار دنيا وآخرة الشعب الإيراني فما كان من الله بالمقابل إلا أن يمنّ على الإمام بالنصر بحركة إعجازية وتوطيد نظام مبني على أسس الإسلام.
وقد أشار آية الله العظمى الخامنئي إلى تحليلات علم الاجتماع بخصوص انطلاق وأفول الثورات قائلاً: إن أي ثورة ـ حسب هذه التحليلات ـ تعاني بعد انطلاقتها الأولى من الضعف والأفول، إلا أن الثورة الإسلامية مستثناة تماماً من هذه القاعدة بدليل أن الشعب اليوم، وبعد مرور سبعة وعشرين عاماً على انتصار الثورة، يقوم بانتخاب حكومة شعارها الأساسي العدالة والسير في طريق الإسلام وتحقيق أهداف الثورة، الأمر الذي يشير إلى أن الثورة ما زالت في أوج سعيها نحو تحقيق شعاراتها وتسير في مسيرها الأصلي.
وخلال توضيح سماحته لعلل استمرار المسيرة الأصيلة للثورة وعدم ابتلائها بالضعف والارتخاء أضاف قائلاً: إن عامل استمرار الثورة يكمن في قلب الثورة وقد تم تثبيته في نص الدستور وهو الالتزام بأصول الإسلام ومشروطية مشروعية القوانين بمطابقتها للإسلام ومسألة القيادة.
وعلى هذا الصعيد أضاف قائد الثورة الإسلامية: في الجمهورية الإسلامية حتى الولاية الإلهية، التي تعتبر منشأ مشروعية النظام والتي تنتقل إلى الوليّ الفقيه، تكون مشروطة بالتزام القائد بالأحكام الإسلامية بحيث لو أن القائد أغفل الأهداف والقوانين الإسلامية نظرياً أو عملياً، سقطت مشروعيته.
ولفت قائد الثورة إلى عقم الحملات الإعلامية للأعداء ضد العوامل التي تضمن بقاء الثورة مؤكداً أن الثورة الإسلامية أبعد كلّ البعد عن الفشل والتراخي ذلك أن الشعب الإيراني متمسك ومؤمن بالدين بمعنى الكلمة وقد أخذ على عاتقه مهمة الحفاظ على القيم الدينية .
وأشار سماحته إلى الاستقلال السياسي والثقافي والإيمان العميق والشجاعة الوطنية وعدم انخداع الشعب والمسؤولين أمام الأعداء وقال : إن الشعب الإيراني يحرس هذه الذخائر الحيوية بكلّ نباهة ودقة وأنه سيبني مستقبله الزاهر بالانتفاع من العمل بها.
واعتبر قائد الثورة المعظم الموارد الطبيعية الهائلة والبشرية القيمة جداً بأنها مرتكز للشعب الإيراني في طريقه نحو النمو و التقدم مشيراً إلى قوة الإبداع وقدرات العلماء والباحثين الإيرانيين في مختلف المجالات بما فيها التقنية النووية وأضاف: إن الحكومات السابقة وفّرت أرضيات واسعة على طريق تقدم البلاد واليوم، حيث تتولى فيه حكومة العمل والسعي والمجاهدة زمام الأمور، ينبغي من خلال الاستفاده من هذه الارضيات المتوفرة والاستفادة الكاملة من التكاتف الموجود بين الشعب والمسؤولين، الإسراع في مسيرة نمو وازدهار البلاد كي يصل الشعب الإيراني إلى مكانته اللائقة .
واعتبر سماحة القائد تقوية الإيمان الديني وسعي كافة المسؤولين لتحقيق العدالة وتعزيز القوة العلمية للبلاد بأنها العوامل الرئيسية للنمو والتقدم في البلاد قائلاً : إن الوحدة الوطنية واستقرار البلاد يمكناننا من الاستفادة من هذه العوامل لذلك فان الذين يعملون اليوم على إضعاف هذه العوامل ويسيئون إلى الوحدة الوطنية والوحدة الإيرانية من خلال نشاطهم ضد أمن البلاد وتحت عنوان دعم القوميات فإنهم يخدمون العدو وإن على الاجهزة المسؤولة التعرف على توجهات الاعداء والدفاع بإنتباه عن حقوق الشعب بما فيها حق الأمن وحق التقدم .
واعتبر سماحته الإيمان بالله والإيمان بالشعب والإيمان بالدرب والإيمان بالنجاح بأنها توفر الأرضية للتقدم وأضاف : إن أعداء الشعب على استعداد لمنح الجوائز للذين يسعون لإضعاف إيمان الشعب ويبعدون الجامعات والمراكز العلمية والبحثية عن النشاط العلمي من خلال تحركاتهم.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية الحفاظ على شجرة الجمهورية الإسلامية الطيبة بأنه بحاجة إلى الوحدة والشعور بالواجب لدى كافة شرائح الشعب. وقال: إن كافة أبناء الشعب ومسؤولي البلاد والنخب السياسية والعلمية والحوزويين والجامعيين وسائر الشرائح يشكلون أمة الجمهورية الإسلامية وإن كلّ من يعترف بالإمام وبدرب الإمام ووصية الإمام ويسعى للاعتزاز والتقدم العلمي للبلاد ويتمسك باستقلال إيران ويخطو على طريق المصالح الوطنية فانه يعدّ من أهلنا.
ووصى سماحته بالابتعاد عن الغفلة والمزيد من المراقبة في الحفاظ على الوحدة مؤكداً أن هذا الشعب يستحق الوصول إلى مكانه تأريخية ومن أجل بلوغ هذا الهدف العظيم ينبغي العمل والسعي بكلّ القوى على طريق تحقيق تطلعات الإمام والثورة .