موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

القائد: الجمهورية الإسلامية تمسك بزمام المبادرة في ساحة المواجهات السياسية

استعرض قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله السيد علي الخامنئي اليوم الأحد لدى استقباله رئيس ونواب مجلس الشورى الإسلامي الظروف الاستثنائية الراهنة للبلاد من حيث المؤشرات التي تبعث على الأمل ونقاط قوة نظام الجمهورية الإسلامية كالحضور المبدع للنظام في المجالات الدولية وانفعال الأعداء وهيمنة الخطاب الأصولي وإحياء قيم وشعارات الثورة الإسلامية والتلاحم الفريد الراهن في البلاد وتحقيق النجاحات العلمية الكبرى من خلال المواهب الشابة في البلاد وتوسيع العمق الإستراتيجي للنظام الإسلامي في أوساط مسلمي العالم مشيراً الى الإجراءات اليائسة للأعداء للتظليل على الأوضاع الراهنة للنظام الإسلامي بما فيه السعي لإيجاد بعض الاستفزازات والتوترات القومية والطائفية.
وقيّم سماحة السيد اقائد خلال اللقاء الأوضاع الراهنة للبلاد من حيث المؤشرات الرئيسية التي تبعث على الأمل بأنّها فريدة وتماثل أوضاع أوائل الثورة الإسلامية وأضاف: إنَّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية اليوم وكما كانت في الأعوام الأولى بعد الثورة تمسك بزمام المبادرة في ساحة المواجهات السياسية وأنَّ منافسيها والقوى العظمى باتوا في موقف منفعل.
واعتبر سماحته بعض نقاط القوة والمؤشرات الرئيسية بأنَّها سبب الأوضاع الاستثنائية الراهنة للبلاد مؤكداً : إن إحدى هذه المؤشرات هو هيمنة الخطاب الأصولي وأن هذا الأمر يعارض الوتيرة المتوقعة من كافة الثورات لأنَّة من المتوقع على مرَّ الزمن تهالك الأطر وضعف المواقف لكن الشعب الإيراني ونخبته أظهروا باطنهم وهويتهم مصوتين لصالح القيم والشعارات الأصيلة للثورة الإسلامية وأنَّ الأعداء الذين كانوا متفائلين في فترة من الزمن بسبب بعض التصريحات والتصرفات باتوا في موقف منفعل.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية الجهود العلمية المجدة والناجحة للشباب الإيرانيين ونجاحاتهم العلمية الكبيرة بأنَّها إحدى المؤشرات الأخرى التي تبعث على الأمل في الوقت الراهن معرباً عن تقديره للحكومة السابقة لما بذلته من جهود جيدة جداً في مجال القضايا العلمية قائلاً: إنَّ إحدى المؤشرات الأخرى هي التلاحم والوحدة الراهنة في البلاد وبين السلطات الثلاث لأنَّ الإمام (رحمه الله) وكبار الشخصيات أكدوا دوماً منذ انتصار الثورة الإسلامية على حفظ الوحدة لكن ومع الأسف, سعى البعض لإيجاد سيادة ثنائية في البلاد حيث روَّج لها الأعداء أيضاً بمختلف الأساليب لكن ما ظهر الآن هو تلاحم الشعب والحكومة وكافة المسؤولين.
واعتبر سماحة القائد بهذا الشأن زيارات رئيس الجمهورية الى المحافظات بأنَّها مهمّة جداً وقال: ليست هناك مشاهد كهذه في أي مكان في العالم حيث يرحب جمهور غفير كهذا برئيس الجمهورية في المدن الصغيرة والكبيرة وأنَّ هذا مثال واضح على تلاحم الشعب والمسؤولين.
واعتبر سماحته العمق الإستراتيجي للنظام الإسلامي في العالم الإسلامي والترحيب المتزايد للشعوب المسلمة بالثورة الإسلامية الذي يتجلّي دائماً خلال زيارات كبار المسؤولين في الجمهورية الإسلامية الى البلدان الإسلامية بأنَّة إحدى نقاط القوة الأخرى للنظام في الأوضاع الراهنة قائلاً: إنَّ رسالة رئيس الجمهورية المحترم الى الرئيس الأمريكي كانت أيضاً مبادرة جيدة جداً لأنَّ المبادرة والجرأة ودخول الساحة وجر الآخرين والمنافسين تعد كلمة الفصل على صعيد القضايا العالمية.
كما اعتبر قائد الثورة الإسلامية قرار مجلس الشورى الإسلامي بشأن ضرورة وقف التعليق الطوعي للنشاطات النووية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية في حال رفع تقرير عن الملف النووي الإيراني أو إحالته الى مجلس الأمن الدولي بأنَّه أحد أفضل قرارات مجلس الشورى على مدى قيام نظام الجمهورية الإسلامية مؤكداً فيما يتعلق بقضايا الطاقة النووية: إنَّ العلماء الشباب الإيرانيين ضمنوا بفضل نجاحهم الكبير في الطاقة النووية للشعب الإيراني مستقبل الطاقة على الأمد الطويل ولا يجوز أن نخسر هذا بأي ثمن كان لأنَّ أي تراجع من هذه الساحة يعد خسارة مائة بالمائة.
وأشار سماحته الى ضغوط القوي وأعداء النظام الإسلامي وأضاف: من أجل مواجهة هذه الضغوط بالإضافة الى المقاومة ينبغي تحكيم القلوب والأفكار والنسيج العام للبلاد.
وأشار ولي أمر المسلمين إلى أساليب الأعداء المختلفة لممارسة الضغوط على النظام والشعب معتبراً تصريحات المسؤولين الأمريكيين والبريطانيين بأنَّه لا مشكلة لديهم مع الشعب الإيراني بأنَّها نوع من هذه الأساليب والأكاذيب مؤكداً أنَّ كافة مشاكلهم, مع الشعب الإيراني لأن الحكومة والمسؤولين منبثقون من صوت الشعب وأنَّ الشعب يقف وراء النظام ويدافع عنه.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية السعي لخلق التوتر والاستفزازات القومية والطائفية بأنَّه أسلوب آخر للأعداء ورصاصتهم الأخيرة التي يطلقونها ضد النظام والشعب وأضاف أنَّ أعداء هذا الشعب أعلنوا بصراحة أنَّهم رصدوا مبالغ لمواجهة الشعب الإيراني لكنَّهم وكما هو الحال دائماً دخلوا بتحليلهم الخاطئ في منطقة تشكل محوراً وهي صاحبة ثورة لذلك فإنَّ هذه الحركة أيضاً ستواجه الفشل بالتأكيد.
وأشار سماحته الى تاريخ محافظة أذربيجان اللامع في ثوره الدستور والثورة الإسلامية والحوادث التي وقعت في الأعوام التي تلت الثورة الإسلامية وقال: إنَّ الأعداء لا يعرفون أذربيجان لأنَّ الأذربيجاني كان دائماً فريداً في دفاعه الملحمي عن الثورة الإسلامية ووحدة التراب واستقلال البلاد.
وأشار سماحة القائد إلى الحوادث التي وقعت في تبريز مطلع انتصار الثورة الإسلامية والعبارة المشهورة للإمام الخميني الراحل (قدّس سرّه) «لا تقلقوا فإنَّ أهالي تبريز سيردون عليهم» مؤكداً أنَّ أهالي أذربيجان والعناصر اليقظة والثورية في هذا الإقليم سيردون بأفضل وجه على الأعداء وكما يرددون في هتافاتهم «إنَّ أذربيجان المضحّية لن تنفصل عن الثورة الإسلامية.»
واعتبر سماحته أوضاع أمريكا الراهنة في المنطقة خاصة في العراق وفلسطين وسوريا ولبنان وفشل مشروع الشرق الأوسط الكبير بمحورية الكيان الصهيوني وتشكيل شرق أوسط بمحورية الجمهورية الإسلامية الإيرانية الى جانب نقاط القوة والاستقرار الراهن للنظام الإسلامي بأنَّها مؤشر على وجود فترة حساسة للغاية من حيث ظهور نقاط القوة مؤكداً ضرورة مواصلة الطريق الصحيح وعدم فقدان راية الأصولية وقال: لا ينبغي أن يغتر أو يغفل أحد في هذا الطريق لأنَّ الله سبحانه وتعالى ليس له قرابة مع أي شعب ويعاقب المغترين والغافلين.
وثمّن قائد الثورة الإسلامية في جانب آخر من كلمته الحكيمة المساعي التي يبذلها رئيس ونواب مجلس الشورى الإسلامي معتبراً السلطات الثلاث بأنَّها أعضاء مجموعة واحدة مؤكداً ضرورة تعاون ومساعدة السلطات الثلاث خاصة الحكومة ومجلس الشورى الإسلامي أكثر من ذي قبل وقال: على مجلس الشورى الإسلامي ضمن الاحتفاظ بمواقفه المستقلة أن يضع بعض الأمور نصب عينية وعلى الحكومة العمل بواجباتها إزاء المجلس ليشعر أبناء الشعب بالمزيد من التنسيق والتقارب من خلال هذا التعامل بين السلطات الثلاث.
كما أعرب قائد الثورة عن تقديره لمجلس الشورى الإسلامي لأساليبه في الابتعاد عن النقاشات المثيرة للضجيج والخلافات وقال: على نواب المجلس أن يعملوا بطريقة بحيث يدل أداؤهم على ذات الشعارات التي صوّت الشعب لصالحها.
واعتبر سماحته الحضور الناشط والكامل لنواب مجلس الشورى الإسلامي في بحوث المجلس واللجان والتصويت واستشارة الخبراء بأنَّها ضمن الفرائض والأعمال الرئيسية مؤكداً ضرورة الأخذ بنظر الاعتبار الأولويات والقضايا الضرورية لأبناء الشعب لدى دراسة المشاريع واللوائح المختلفة.
وأكّد قائد الثورة الإسلامية أنَّه يجب على مسؤولي البلاد بمن فيهم نواب مجلس الشورى الإسلامي, الالتفات الى ظروفهم ومكانتهم والتأثير الذي تتركه أقوالهم وأفعالهم على المجتمع موضحاً: على مسؤولي البلاد ونواب المجلس وفي ظل الاستعانة بالله والحفاظ على تقواهم, مراقبة أنفسهم لكي لا يصابوا بالوساوس والمصالح الدنيوية ولا تظلل أمور كهذه على مواقفهم وأن يضعوا دوماً رضى الله نصب أعينهم.
وفي مستهل هذا اللقاء ألقى رئيس مجلس الشورى الإسلامي كلمة اعتبر فيها المجلس بأنَّه تبلور للحركة الدستورية مشيراً الى المكانة التي يتبوؤها المجلس في النظام الإسلامي بصفته رمزاً للسيادة الشعبية وقال: إنَّ نواب مجلس الشورى الإسلامي أعطوا دعم الحكومة الأولوية في أعمالهم فضلاً عن القيام بواجباتهم في الإشراف على أداء الأجهزة الحكومية كما حافظوا على استقلالهم عبر توجيه النقد البناء والعادل وتقديم وجهات نظرهم المدروسة.
وأشار الدكتور حداد عادل الى المصادقة على لائحة الموازنة العامة للبلاد في العام الجاري بصفتها أحد أهم نشاطات مجلس الشورى الإسلامي خلال العام المنصرم مضيفاً: أنَّ المصادقة على لائحة سوق البورصة في الجمهورية الإسلامية وتقديم شتى أنواع الخدمات للمضحين والتصويت على مشروع إلزام الحكومة بوقف التعليق الطوعي للنشاطات النووية وبالتالي المصادقة على مشروع تنظيم الزي والملابس كانت من جمله القرارات التي صادق عليها المجلس.
700 /